نعم أبنتي .. أنه أختيار الله تعالى لكِ .. فقد أستخرتي الله كثيراً في أمر تخصصكِ هذا .. وما أنتِ فيه الأن هو نتيجة الإستخارة .
لقد أختار الله لكِ أن تدخلي علمي .. وكوني على يقين وثقة أبنتي الكريمة أن الله يفعل ما هو في صالحكِ دائماً .
فـ إن الله تعالى أكرم من أن تقصديه ويخذلكِ .
لقد قصدتي الله تعالى وتوكلت عليه وفوضتيه في أمر أختيار الأنسب والأصلح لكي .. والله تعالى أكرم من أن يردكِ .
وقد أختار الله تعالى لكِ تخصص العلمي .
فعليكِ بإكمال التوكل عليه حقاً .. وذلك بالرضا بما قسمه الله لكِ .
لان الله تعالى لن يضعكِ إلا في مكان كله خير لكِ .
وما تمرين به الأن من مقارنات بين القسمين .. وندم على الفرص الضائعة .. انما هو وساوس الشيطان .. قرة عين الشيطان ألا يرى أنسان ناجح ومتفوق .. يريد أن يكون البشر كلهم جهل وتخلف حتى يكون أمر إغوائهم يسيراً عليه .
وخصوصاً الأشخاص الذين لديهم إيمان قوي في قلوبهم مثلكِ .
نعم أبنتي أنا أرى هذا فيكِ .. ولا أذكيكِ على الله .
فقد أسعدني حقاً أن أرى فتاة في مثل عمركِ تملك من الصلاح والايمان ما يجعلها تفوّض أمرها لله في أختيار شؤن حياتها .
وطبعاً هذا الأمر يغضب الشيطان الرجيم أعاذني الله وأياكِ منه .
ويحاول بشتى الطرق أن يفسد عليكِ إيمانكِ ويقينكِ بحسن توفيق الله لكِ .
يريد أن يدمركِ نفسياً .. حتى يسهل عليه تدميركِ إيمانياً .
ويريد أيضاً أن يفقدكِ ثاني أهم سلاح يمكنكِ محاربته به ( العلم ) .
أبنتي الكريمة ..
أتركي من ذهنكِ كل الوساوس التي تحرمكِ من التمتع بهذه الهبة العظيمة التي وهبكِ الله أياها .
هبه أختياره لما فيه الأفضل والأنسب والأصلح لكِ .
أريدكِ أن تسعدي بلذة أختيار وتوفيق الله تعالى لكِ .
أجتهدي .. وتفوقي .. وقولي سأستخدم هبتك لي يا ربي أحسن أستخدام .
وكوني على يقين أن الله تعالى لن يخذلكِ .
تفكرين في موضوع المعادلة والنسب والكليات ..!!
أليس الذي أختار لكِ هذا الطريق .. بقادر على إكماله لكِ على أكمل وجه يرضيكي ؟؟!!
لا تفكري فيما هو قادم يا أبنتي .
فإن المستقبل بيد الله تعالى .. ومن توكل على الله فهو حسبه .
وبإذن الله تعالى ستمر السنين وستصلين للمكانة والجامعة التي تُريدينها .. وكلما تذكرتِ لحظة دخولكِ تخصص علمي .. ستسجدين لله تعالى شاكرة على حسن أختياره لكِ ..
هيا أبنتي .
فلتخمدي هذا البركان الثائر الذي بداخلكِ .. بأن تقومي تتوضي وتصلين ركعتين حمد وشكر لله تعالى على حسن أختياره لكِ .
تعليق