--تَمَّتْ مَعْرِفَة السُّؤَال مِنْ قِبَلِ فَرِيق الاسْتِشَارَات، وتَمَّ الحَذْفُ بنَاءً عَلَى رَغْبَةِ السَّائِلَةِ، وجَارِي تَحْضِيرُ الرَّدِّ بإِذْنِ اللهِ—
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
مشروع زواج أرجو الرد سريعا
تقليص
X
-
مشروع زواج أرجو الرد سريعا
التعديل الأخير تم بواسطة فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات); الساعة 01-10-2012, 10:26 AM.الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس
-
رد: مشروع زواج أرجو الرد سريعا
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
أمَّا بَعْدُ؛
فَالحَمْدُ للهِ؛
نُبَارِكُ لَكِ أُخْتنَا الفَاضِلَة عَلَى أَنْ وَفَّقَكِ اللهُ لزَوْجٍ صَالِحٍ مُلْتَزِمٍ بكِتَابِ اللهِ وسُنَّةِ رَسُولِهِ (كَمَا هُوَ ظَاهِر وَصْفكِ لَهُ) نَحْسَبُهُ كَذَلِكَ ولا نُزَكِّي عَلَى اللهِ أَحَدًا، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ فَهِيَ نِعْمَةٌ مِنْ أَعْظَم النِّعَمِ الَّتِي قَدْ يَرْزُقكِ اللهُ إِيَّاهَا في حَيَاتِكِ، ولَنْ تَعْرِفِي قِيمَتهَا إِلاَّ إِذَا فَقَدْتِهَا عِيَاذًا باللهِ أَوْ رَأَيْتِ مَنْ يَفْتَقِدهَا وقَارَنْتِ حَالكِ بحَالِهِ فَعَلِمْتِ عِلْمَ اليَقِينِ مَدَى الخَيْر الَّذِي جَاءَكِ.
أَمَّا قَوْلُكِ (وشرطه أن ألبس الخمار وأن أترك استعمال الهاتف والنت ولن يحضر ببيته التلفاز) فَأَقُولُ: يَجُوزُ للخَاطِبِ أَوِ المَخْطُوبَةِ أَنْ يَشْتَرِطَا شُرُوطًا مِنْ هَذَا القَبِيلِ عَلَى بَعْضِهِمَا لإِتْمَامِ الخِطْبَة والزَّوَاج، فَيَجُوزُ اشْتِرَاط فِعْل طَاعَة أَوْ تَرْك مَعْصِيَة، أَوِ اشْتِرَاط أَيّ أَمْرٍ يُرِيدَانهُ طَالَمَا وَافَقَ الشَّرْع ولَمْ يُخَالِفْهُ، وقَدْ وَرَدَ أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا اشْتَرَطَتْ عَلَى أَبِي طَلْحَةَ أَنْ يُسْلِمَ، وجَعَلَتْ إِسْلاَمهُ مَهْرهَا، فَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ [ (خَطَبَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ، فَقَالَتْ: وَاللهِ مَا مِثْلُكَ يَا أَبَا طَلْحَةَ يُرَدُّ، وَلَكِنَّكَ رَجُلٌ كَافِرٌ، وَأَنَا امْرَأَةٌ مُسْلِمَةٌ، وَلاَ يَحِلُّ لِي أَنْ أَتَزَوَّجَكَ، فَإِنْ تُسْلِمْ فَذَاكَ مَهْرِي، وَمَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، فَأَسْلَمَ فَكَانَ ذَلِكَ مَهْرَهَا). قَالَ ثَابِتٌ: فَمَا سَمِعْتُ بِامْرَأَةٍ قَطُّ كَانَتْ أَكْرَمَ مَهْرًا مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ: الإِسْلاَمُ ] رَوَاهُ النَّسَائِيُّ، وصَحَّحَهُ ابْنُ حَجَر في فَتْحِ البَارِي ورَدَّ عَلَى مَنْ أعَلَّ مَتْنَهُ، وصَحَّحَهُ الألْبَانِيُّ في صَحِيحِ النَّسَائِيّ.
وأَمَّا قَوْلُكِ (وبيته سيكون بيت في المسجد) فَلَمْ أَفْهَمْهُ، هَلِ المَقْصُود أَنَّ بَيْتَهُ مُلاَصِقٌ لمَسْجِدٍ أَمْ لَهُ مَعْنًى آخَر؟
وأَمَّا قَوْلُكِ (هو أيضا لا يستخدم الهاتف ويقول أنه جالب للفتنة .على الرغم اخوته واخوانه وأمه يستخدمون الهاتف) فَأَقُولُ: عَدَمُ اسْتِخْدَامِهِ للهَاتِفِ يَعْكِسُ مِصْدَاقِيَّته في كَلاَمِهِ وطَلَبِهِ حَتَّى وإِنْ خَالَفْتِهِ الرَّأْي، فَهُوَ لَيْسَ مِمَّنْ يَقُولُ أَقْوَالاً تُخَالِفُ الأَفْعَال، أَمَّا كَوْنُ بَعْض أَفْرَاد عَائِلَتِهِ لا يَفْعَلُونَ مِثْلهُ، فَهَذَا أَمْرٌ وَارِدٌ، فَهُوَ أَلْزَمَ نَفْسَهُ بِمَا يَرَاهُ صَوَابًا، ولَيْسَ عَلَيْهِ إلزام الآخرين مِمَّنْ لَيْسَ لَهُ عَلَيْهِمْ وِلاَيَة، فَقَطْ عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّهُمْ ويَنْصَحَهُمْ ويُبَيِّنَ لَهُمْ، وقَدْ يَسْتَجِيبُوا وقَدْ لا يَسْتَجِيبُوا، وهُوَ لا يُؤَاخَذ بأَفْعَالِهِمْ طَالَمَا هُوَ مُلْتَزِمٌ في نَفْسِهِ، فَكُلٌّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ.
وأَمَّا قَوْلُكِ (وفرحت جدا جدا جدا أن مؤذن مسجد تقدم لي وواضح عليه علامات الالتزام من لبس للثوب القصير واطلاق للحية) فَأَقُولُ: الظَّاهِرُ كَذَلِكَ فِعْلاً، لَكِنْ كَمَا تَخَوَّفْتِ أَنْتِ مِنْ شَيْءٍ، فَنَحْنُ أَيْضًا نَتَخَوَّفُ مِنْ شَيْءٍ، وعَلَيْكِ التَّأَكُّد مِنْهُ وعَدَم الانْخِدَاع بالمَظْهَرِ الخَارِجِيّ فَقَطْ، والَّذِي نَخَافُ مِنْهُ هُوَ سَلاَمَة الاعْتِقَاد والمَنْهَج، فَعَلَيْكِ أَنْ تَتَأَكَّدِي مِنْ مَنْهَجِهِ واعْتِقَادِهِ، وذَلِكَ بسُؤَالِ النَّاس عَنْهُ، والتَّحَاوُرِ مَعَهُ في بَعْضِ الأُمُورِ الشَّرْعِيَّةِ، وإِنْ كُنْتِ لا تَمْلكِينَ العِلْمَ لمُحَاوَرَتِهِ أَنْتِ أَوْ أَحَد أَقَارِبكِ، فَلاَ بَأْسَ مِنِ اسْتِقْدَامِ أَحَد الصَّالِحِينَ المَعْرُوفِينَ بالعِلْمِ والثِّقَةِ مِنْ طَلَبَةِ العِلْم أَوِ العُلَمَاء للوُقُوفِ عَلَى صِحَّةِ مَنْهَجِهِ، فَطَلَبَاتُهُ مِنْكِ قَدْ تَكُون مُبَاحَة ولا شَيْءَ فِيهَا، وقَدْ تَكُون أَحَد مُؤَشِّرَات انْتِمَائِهِ لبَعْضِ الجَمَاعَات الَّتِي تُحَرِّم كُلّ شَيْءٍ لا لمَظَنَّةِ ضَرَرهَا كَمَا يَقُولُ ولَكِنْ لفَسَادِ المَنْهَج عِنْدَهُمْ، لِذَا يَجِبُ الوُقُوف عَلَى صِحَّةِ مَنْهَجِهِ قَبْلَ الحُكْم عَلَيْهِ سَلْبًا أَوْ إِيجَابًا، حَتَّى لا تَظْلِمِي نَفْسَكِ باخْتِيَارِهِ وهُوَ فَاسِد المَنْهَج أَوْ تَظْلِمِيه برَفْضِهِ وهُوَ رَجُلٌ صَالِحٌ يَتَّقِي الشُّبُهَات، وفي ذَلِكَ ظُلْمٌ لَكِ أَيْضًا بفَقْدِهِ.
وأَمَّا قَوْلُكِ (لكن ما أخافني منه هو تشدده) فَأَقُولُ: إِنْ كَانَ هَذَا الشَّابُّ صَحِيحَ المَنْهَجِ والمُعْتَقَدِ، فَطَلَبَاتُهُ لَيْسَتْ مِنَ التَّشَدُّدِ في شَيْءٍ، بَلْ هِيَ مِنَ التَّقْوَى والوَرَعِ والبُعْدِ عَنِ الشُّبُهَاتِ واتِّقَاء مَوَاطِنَ الفِتَن، وكَثِيرٌ مِنَ العَامَّةِ يَظُنُّونَ أَنَّ مُؤَذِّنَ المَسْجِدِ عَالِمٌ، بَلْ بَعْضُهُمْ يَظُنُّ أَنَّ المُتَرَدِّدَ عَلَى المَسْجِدِ عَالِمٌ، بَلْ هُنَاكَ مَنْ يَظُنّ أَنَّ كُلَّ ذِي لِحْيَةٍ عَالِمٌ، فَيَسْأَلُونَهُ عَنْ مَشَاكِلَهُمْ، وبالتَّالِي بحُكْمِ عَمَلِهِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ قَدْ تَعَرَّضَ لسَمَاعِ مَشَاكِلَ كَثِيرَةٍ أَدَّت بِهِ إِلَى التَّخَوُّفِ مِنْ هَذِهِ الأُمُور لكَثْرَةِ مَا تُفْضِي إِلَيْهِ مِنْ فِتَنٍ، فَهُوَ مَعْذُورٌ لذَلِكَ ولا يُلاَمُ عَلَيْهِ، بَلْ حَتَّى لَوْ لَمْ يَكُنْ تَعَرَّضَ لشَيْءٍ، فَهُوَ يَعْرِفُ كَكُلِّ النَّاسِ أَنَّ هَذِهِ الأُمُور فِيهَا مَنَافِع وأَضْرَار، وأَحْيَانًا يَغْلُبُ النَّفْع وأَحْيَانًا يَغْلُبُ الضُّرّ، وهُوَ يُرِيدُ لنَفْسِهِ ولبَيْتِهِ السَّلاَمَة، فَأَخَذَ بالأَحْوَطِ وتَرَكَ مَنْفَعَتهَا ابْتِغَاءَ السَّلاَمَة مِنْ ضَرَرِهَا، فَلاَ يُلاَمُ عَلَى ذَلِكَ، بَلْ مِنْ جَانِبٍ آخَر أَيْضًا، هَذِهِ الأُمُور مِنَ المُبَاحَاتِ، الَّتِي لا يَتَرَتَّب عَلَى تَرْكِهَا ضَرَرٌ كَمَا لا يَتَرَتَّب عَلَى فِعْلِهَا إِثْم إِنِ اسْتُخْدِمَت بِمَا يُوَافِق شَرْع اللهِ، ومِنْ ثَمَّ فَتَرْكُهُ للمُبَاحَاتِ لَيْسَ بالأَمْرِ الخَطَأ، ومَنْ مِنَّا يَفْعَل كُلّ المُبَاحَات! أَيْ أَنَّهُ إِنْ صَحَّ مَنْهَجُهُ واعْتِقَادُهُ، فَبِأَيِّ تَفْسِيرٍ فَسَّرَ طَلَبَاته فَهُوَ مُحِقٌّ فِيهِ ومُصِيبٌ، ولَيْسَ مِنَ التَّشَدُّدِ في شَيْءٍ، وإِنْ سَلَّمْنَا جَدَلاً وُجُود شَيْءٍ مِنَ التَّشَدُّدِ، فَيُتَغَافَل عَنْهُ في سَبِيلِ كَسْبِ زَوْجٍ صَالِحٍ يَتَّقِ اللهَ في أَصْغَر صَغِيرَةٍ مُبَاحَةٍ، ولا نَبِعْهُ بثَمَنٍ بَخْسٍ، فَنَرْفُضُ مِنْهُ الالْتِزَام والتَّقْوَى والوَرَع في مُقَابِل عَرَضٍ زَائِلٍ مِنَ الدُّنْيَا.
وأَمَّا قَوْلُكِ (لكن اخوتي واخواتي برأيي كما لهاتف والنت والتلفاز مساوئ ايضا لهم فوائد وحسب الاستخدام) فَأَقُولُ: نَعَمْ، نَتَّفِقُ مَعَكِ في ذَلِكَ، ولا نَتَكَلَّم في عُمُومِ الأَمْر أَوْ في حُكْمِهِمَا الشَّرْعِي، ولَكِنَّنَا نَتَكَلَّم في حَالَةِ إِذَا مَا أَصَرَّ عَلَى طَلَبَاتِهِ، هَلْ يُقْبَل أَمْ يُرْفَض؟ ضَعِي مَا يَطْلُبهُ في كَفَّةٍ وضَعِيهِ هُوَ بالْتِزَامِهِ وتَدَيُّنِهِ في كَفَّةٍ، وانْظُرِي أَيّ الكَفَّتَيْنِ تُقَرِّبكِ إِلَى اللهِ وتَأْخُذ بيَدِكِ إِلَى الجَنَّةِ، فَلاَ يُمْكِن أَبَدًا أَنْ نَرْفُضَ المُلْتَزِم مِنْ أَجْلِ أَمْرٍ فِيهِ نَفْعٌ وضُرٌّ، قَدْ يَأْتِي بالنَّفْعِ وقَدْ يَأْتِي بالضُّرِّ حَتَّى مَعَ الاحْتِيَاطِ والاسْتِخْدَامِ الحَسَنِ، لِذَا فَالأَمْرُ في طَوْرِ المُنَاقَشَةِ بَيْنَكُمَا، تُحَاوِلِي إِقْنَاعه مَثَلاً بالاسْتِخْدَامِ الحَسَنِ لهَذِهِ الأَجْهِزَة، مَثَلاً التِّلِيفِزْيُون لا تُوضَع عَلَيْهِ إِلاَّ القَنَوَات الإِسْلاَمِيَّة فَقَطْ، والتِّلِيفُون المَحْمُول لا يُسْتَخْدَم إِلاَّ بعِلْمِهِ ومُوَافَقَتِهِ وفي وُجُودِهِ، وكَذَلِكَ الانْتَرْنِتّ، تُحَدِّدَانِ لَهُ مَعًا وَقْتًا مُعَيَّنًا في اليَوْمِ وأَمَاكِنَ مُعَيَّنَةً للدُّخُولِ عَلَيْهَا، كَمَا يُمْكِنُ الاسْتِعَاضَة عَنِ التِّلِيفِزْيُون بالكُمْبِيُوتَر، فَهُوَ أَرْخَص ثَمَنًا وأَكْثَر فَائِدَة ويَجْمَعُ بَيْنَ كَوْنِهِ كُمْبِيُوتَر وتِلِيفِزْيُون ومِذْيَاع ومُسَجِّل وفِيدْيُو ووَسِيلَة اتِّصَال عَنْ طَرِيقِ الانْتَرْنِتّ، وفَوْقَ كُلّ ذَلِكَ يُمْكِن التَّحَكُّم فِيهِ بكَلِمَاتِ السِّرّ وبَرَامِجَ الحِمَايَة ومَا شَابَهَ، لِذَا فَهُوَ أَرْخَص ثَمَنًا وأَكْثَر حِمَايَة وأَجْمَع للأَجْهِزَةِ، فَإِنْ وَافَقَ فَبِهَا ونِعْمَة، وإِنْ أَصَرَّ عَلَى مَوْقِفِهِ، لا أَرَى أَنْ يُرْفَضَ لهَذِهِ الأَسْبَاب.
وأَمَّا قَوْلُكِ (وصعب على الانسان يعيش معزول عن الناس) فَأَقُولُ: وكَيْفَ كَانَ النَّاسُ يَعِيشُونَ ويَتَعَايَشُونَ قَبْلَ اخْتِرَاع هَذِهِ الأَجْهِزَة؟ بَلْ إِنَّ هَذِهِ الأَجْهِزَة قَدْ تَسَبَّبَتْ في هُبُوطِ صُورَة التَّعَايُش بَيْنَ النَّاسِ إِلَى الأَسْوَأ، فَبَعْدَ أَنْ كَانُوا يَتَزَاوَرُونَ أَصْبَحُوا يَتَّصِلُونَ، وبَعْدَ أَنْ كَانُوا يَتَّصِلُونَ أَصْبَحُوا يَكْتَفُونَ بمُجَرَّدِ (رَنَّة)، بَعْدَ أَنْ كَانَ الرَّاتِب يَكْفِي البَيْت ويُدَّخَر مِنْهُ، أَصْبَحَ لا يَكْفِي، لأَنَّ هُنَاكَ فَوَاتِير كَهْرَبَاء تُدْفَع، وكُرُوت شَحْن، وتَغْيِيرَات (للمُوبَايِل) وإِكْسِسْوَارَاتِهِ كُلّ فَتْرَة لمُوَاكَبَةِ الجَدِيد، واشْتِرَاكَات في العُرُوضِ والخَدَمَات، وكُلّ هَذَا ولَمْ يَجْنِ المُجْتَمَع مِنْ وَرَائِهِ فَائِدَة تُذْكَر، بَلْ أَمْوَال بالمِلْيَارَات تُهْدَر في الكَلاَمِ الَّذِي لا نَفْعَ فِيهِ، بَلْ أَغْلَبهُ ضَرَر وتَضْيِيع للأَوْقَاتِ، فَهَلْ بَعْدَ كُلّ ذَلِكَ نَتَّهِم مَنْ أَنْكَرَهُ بالتَّشَدُّدِ؟
نَحْنُ لا نُنْكِر التَّقَدُّم العِلْمِيّ ولا نَجْحَدهُ ولا نَرْفُض اسْتِخْدَامِهِ فِيمَا يُفِيدُ، لَكِنْ عَلَى الأَقَلِّ في المُقَابِل لا نُصَوِّر الدُّنْيَا بدُونِهِ وكَأَنَّهَا عَدَم، وكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ تَكُنْ تَعِيش مَنْ قَبْلِ هَذَا التَّقَدُّم، لا، هُنَاكَ حُلُول وبَدَائِل قَدْ تُغْنِي، وتَقِي مَفَاسِد هَذَا التَّقَدُّم، فَالتَّعَايُش مَعَ النَّاسِ يَكُون بالتَّوَاصُل مَعَهُمْ في المَسْجِدِ عِنْدَ الصَّلَوَاتِ، وبالزِّيَارَاتِ العَائِلِيَّةِ، أَوْ بالاتِّصَالِ بالتِّلِيفُونِ الأَرْضِي، واسْتِغْلاَل الوَقْت والمَال المُهْدَر في أُمُورٍ نَافِعَةٍ مُفِيدَةٍ.
أَمْرٌ أَخِيرٌ نَوَدُّ الإِشَارَة إِلَيْهِ:- هَذَا الرَّجُلُ يَعْمَل مُؤَذِّنًا في المَسْجِدِ، أَيْ قَدْ لا يَكُون لَدَيْهِ عَمَل آخَر، ورَاتِبُهُ يَكَادُ يَكْفِي بالكَادِ، ومِنْ ثَمَّ فَحَتَّى لَوْ كَانَ يَقْبَل بوُجُودِ مِثْل هَذِهِ الأَجْهِزَة؛ فَإِنَّهُ مِنَ السَّفَهِ والتَّبْذِيرِ أَنْ تُنْفَقَ الأَمْوَال عَلَيْهَا والبَيْت تَنْقُصهُ الأَسَاسِيَّات الضَّرُورِيَّة للحَيَاةِ، بَلْ يَحْرُمُ الدَّفْع في الرَّفَاهِيَّات عَلَى حِسَابِ التَّقْصِير في الوَاجِبَاتِ، وهَذَا في بِدَايَةِ الزَّوَاج، ويَزْدَادُ شِدَّة لَمَّا تُوجَد الذُّرِّيَّة.
- سَنَفْتَرِضُ أَنَّكِ تَقُومِينَ بعَمَلٍ عَلَى الانْتَرْنِتِّ والتِّلِيفُونِ يُفِيدُ الدَّعْوَة الإِسْلاَمِيَّة، أَوْ يُدِرُّ عَلَيْكِ دَخْلاً، وقَامَ الزَّوْج بالاعْتِرَاضِ وأَمَرَكِ بتَرْكِهِ، فَلاَشَكَّ أَنَّ أَمْرَهُ مُقَدَّمٌ ووَاجِبُ التَّنْفِيذِ، رَغْمَ أَنَّ مَا تَفْعَلِينَهُ يَأْتِي بالخَيْرِ ولَيْسَ فِيهِ ضَرَر، إِلاَّ أَنَّ طَاعَةَ الزَّوْج فَوْقَ ذَلِكَ، فَمَا بَالنَا لَوْ كَانَ مَا تَقُومِينَ بِهِ مِنْ خِلاَلِ الانْتَرْنِتّ والتَلِيفُون والتِّلِيفِزْيُون هُوَ أَقَلّ مِنْ ذَلِكَ بكَثِيرٍ، فَعَلاَمَ يَكُون الاعْتِرَاض إِذَنْ وبأَيِّ حُجَّةٍ؟ التَّوَاصُل؟ لَهُ بَدَائِل أَفْضَل سَبَقَ ذِكْرهَا.
- لاَبُدَّ أَنْ نَتَعَلَّمَ قِيَاس المَصَالِح والمَفَاسِد، ونَبْرَعَ في اسْتِخْدَامِ قَاعِدَة (دَرْءُ المَفْسَدَةِ مُقَدَّمٌ عَلَى جَلْبِ المَنْفَعَةِ) وقَاعِدَةِ (دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لا يَرِيبُكَ)، فَلَوْ فَعَلْنَا ذَلِكَ لانْخَفَضَتْ مَشَاكِلنَا بنِسَبٍ كَبِيرَةٍ لا نَتَصَوَّرهَا، ولَحَلَّتْ عَلَيْنَا البَرَكَات مِنْ كُلِّ حَدْبٍ وصَوْبٍ، فَمَثَلاً إِذَا قُمْتِ بحِسَابِ كُلّ الأَمْوَالِ والأَوْقَاتِ الَّتِي أُهْدِرَت في التِّلِيفُونَات وعَلَى الانْتَرْنِتّ وأَمَامَ التِّلِيفِزْيُون، ووَضَعْتِهَا في كَفَّةِ مِيزَانٍ، هَلْ تَسْتَطِيعِينَ وَضْعَ فَوَائِدَ في الكَفَّةِ الأُخْرَى بحَيْثُ يَكُون المِيزَان في صَالِحِ الفَوَائِد؟ إِنِ اسْتَطَعْتِ فَأَنْتِ بالفِعْلِ تُنْفِقِينَ مَالاً ووَقْتًا فِيمَا فَائِدَة فِيهِ ومِنْ وَرَائِهِ، ولا يَلُومكِ أَحَد، أَمَّا إِذَا وَجَدْتِ كَفَّة الفَوَائِد هِيَ الخَاسِرَة، فَاعْلَمِي أَنَّكِ عَلَى خَطَرٍ، لأَنَّكِ سَتُحَاسَبِينَ عَنْ كُلِّ هَذَا المُهْدَر، فَإِنْ كَانَ اللهُ تَعَالَى سَيُحَاسِب عَنِ الانْشِغَالِ بالمُبَاحِ عَنِ الوَاجِب، فَكَيْفَ سَيَكُون الحِسَاب عَنِ الانْشِغَالِ بِمَا ضَرَرُهُ أَكْبَر مِنْ فَائِدَتِهِ؟ قَالَ اللهُ تَعَالَى [ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ 1 حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ 2 كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ 3 ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ 4 كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ 5 لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ 6 ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ 7 ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ 8 ] (التَّكَاثُرُ: 1-8)، فَإِنْ كَانَ الأَمْرُ كَذَلِكَ، فَتَبَعًا لقَاعِدَةِ دَرْء المَفْسَدَة، فَإِنَّ تَرْكَ التِّلِيفُونَات والانْتَرْنِتّ والتِّلِيفِزْيُون رَغْمَ مَا فِيهِمْ مِنْ فَوَائِدَ مُقَدَّمٌ عَلَى اسْتِخْدَامِهِمِ الَّذِي طَاشَ بالمِيزَانِ في جَانِبِ الإِهْدَار، وقَدْ قَالَ تَعَالَى في تَحْرِيمِ الخَمْرِ [ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ] (البَقَرَةُ: 219).
- احْمَدِي اللهَ عَلَى أَنْ رَزَقَكِ اللهُ مَنْ يَأْمُركِ بتَرْكِ مُبَاحٍ خَشْيَة الشُّبْهَة، هَذَا أَفْضَل لَكِ وأَسْلَم لدِينِكِ مِمَّا لَوْ رَزَقَكِ مَنْ يَأْمُركِ بالحَرَامِ ويَرَاهُ الحَلاَل بعَيْنِهِ.
ونِهَايَةً: نَعْتَذِرُ لَكِ عَنْ عَدَمِ وُجُودِ رُدُودٍ مِنْ أَغْلَب أَعْضَاء الفَرِيق نَظَرًا لعَدَمِ وُجُودِهِمْ لظُرُوفٍ طَارِئَةٍ، واللهُ المُسْتَعَانُ.
ولمَزِيدٍ مِنَ الفَائِدَةِ تُرَاجَع الفَتَاوَى التَّالِيَة:
كيف تعرف حال مَن تقدَّم لخطبتها؟
سؤال المرأة عن دين من تقدم لخطبتها ليس تعقيداً
هل تتنازل عن شرط عدم إدخال القنوات الفضائية في المتقدم لخطبتها؟
مواصفات الزوج المسلم
ينكرون عليه تطبيق السنَّة ويدَّعون أنها تفرق المسلمين
وقفة تأمل مع جملة "الإسلام دين الوسطية"
ما هو التنطع المذموم
لا تكن متشددا
زوجها يطلب منها الجلوس معه أمام التلفاز
وهَذَا مَا أَعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أَعْلَى وأَعْلَمُ
إِنْ أَخْطَأْتُ فَمِنْ نَفْسِي، وأَسْتَغْفِرُ اللهَ، وإِنْ أَصَبْتُ فَمِنْ عِنْدِ اللهِ، والحَمْدُ للهِ
والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
- اقتباس
تعليق