الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ,أما بعد ,
مرحبا ابنتى الفاضله ,اعلمى ياابنتى أن الأنثى جُبلت وهي تحمل في جسدها تعب التكوين، وفي صدرها الحب والحنان، وفي عينيها سهر الليالي، وفي أيامها قلق الحب، جُبلت على أن تكون أمًا .... فالأم حكاية بلا نهاية، وعطاء بلا حدود، وحب فطري يسكن قلبها على وليدها ... فيها كُتبت الأشعار والقصائد، تلك المرأة التي علّمت الكثير، وأعطت بلا حدود، ودون انتظار شيء من أبنائها، إنهن جيل الأمس، أمهاتنا اللواتي طالما سهرن لأجلنا هذه هى الأم ياابنتى وبالتأكيد أنتِ تشعرين بهذه المشاعر من جهة والدتك ,ولكن هذه الجده أصبحت مسنه وتحتاج لمساعدة كل أبنائها ,فالمسن عموماً هو الشخص الذي تتجه قوته وحيويته إلى الانخفاض مع ازدياد تعرّضه للإصابة بالأمراض، وخاصة أمراض الشيخوخة، وهو الذي يتزايد شعوره بالتعب والإجهاد عند الحركة، وتقل قدرته على الإنتاج، ويتوقف عن العمل. والمسنين ليسوا فئة من الناس يُحدّدون بعمر زمني، ولكنهم أناس وصلوا إلى مرحله الشيخوخة، والعجز المصاحب لها بأن يحرمهم من حق العطاء إذا ما أرادوا، ودور الأسرة في رعاية المسن قد حث الدين الإسلامي على رعاية كبار السن، وهي تعاليم مرعية، وليست منسية في كل الوطن العربي ...وإذا كنا بصدد الحديث عن الأم المسنة فعلينا أن نعي أن الأم المسنة بحاجه إلى ضرورة إيجاد أساليب لرعاية وتأهيل من خلال الرعاية الأسرية لها نفسياً واجتماعياً وصحياً فكيف هذا ياابنتى وخالاتك يتشاحنون ويتضررون من وجودهم بجانب من أفنت شبابها وصحتها لتربيتهن ,ماالمانع أن تبقى فى خدمتها ابنتها مره فى الأسبوع ,تترك كل ما يشغلها وتتحملها وتراعيها ,أليست هى أيضا من مشاغلها ولها عليها حقوق ,هل ستكون والدتك سعيده اذا وضعت والدتها فى مركز للمسنين وهى حية ترزق ,وأخواتها كذلك ,فمهما لاقت من مشاكل وصعاب فيجب أن لاتتخلى عن والدتها أبدا ,هل تعلمين ياابنتى أن هذه الأم تحتاج لإبنتها كما يحتاج الطفل لأمه ,وقد حث الدين الإسلامي الحنيف علي بر الوالدين، ترغيباً في صلة الرحم، فقد حرم الإسلام عقوق الوالدين، وقطيعة الرحم. فعن عبد الله بن عمر بن العاص -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أكبر الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس. فالدين الحنيف عمل على تعزيز التضامن الأسري بطريقة مباشرة، والإسلام ليس عقيدة فحسب ولكنه نظام اجتماعي ينظر إلى المجتمع ككل، بحيث نجد أن الأسرة المسلمة مازالت متمسكة برعاية الأبناء والآباء والأجداد المسنين. ومن دلائل ذلك قوله تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ). [سورة النساء: من الآية 36] وقال تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً). [سورة العنكبوت: من الآية 8].
الحل الآن ياابنتى :إما أن تتركوها تجلس فى المكان الذى ترتاح له مع خالتك التى من الأرياف
أو تجلس فى بيتها وتتناوب البنات فى مراعاتها وخدمتها وأيضا زوجة خالك تقوم بمراعاتها ولو يوم واحد وتعتبرها مثل أمها ,إكراما لزوجها
ويتم تقسيم باقى الأيام فيما بين بناتها ومنهم والدتك ,ولتعلموا ياابنتى أن هذه الجده لن تعيش أكثر مما عاشت وكل أعمالكم محسوبه عليكم جميعا ,فلتتقوا الله فى هذه الجده وتراعوها حق رعايتها ,وأنا التمس حنانك من بين السطور وحبك لجدتك ,فلماذا لاتقومين بمسؤليات والدتك لحين عودتها ,من تنظيف للبيت ومراعاة أخواتك ووالدك وتدبير شؤن المنزل مثلك كمثل أى بنوته مقبله على الزواج فيجب أن تتعلمى كيف تراعى بيتك فى غياب والدتك ,وعن الغيبه والنميمه ,على والدتك أن تطلب منهم ألا يخوضوا فى سيرة أحد وتبين لهم حكم الدين فى الغيبه (وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ﴿١٢-الحجرات﴾وان لم يكفوا ,فعليها أن تشغل نفسها بقراءة القرءان أو الذكر ,ولاتسمع لهم ويمكن أن تخرج من الغرفه الى أن يكفوا ,ولاتنسوا جميعا ان الأم المسنة أصبحت لها نفسية هشة للغاية من أبسط المواقف، لذا فإنها تكون بحاجة إلى رعاية نفسية مضاعفة خوفاً عليها من الإحساس المعنوي القاتل لها وفقكم الله وأصلح ذات بينكم وفرج كربكم ,
طيب ياابنتى ماهى والدتك تبقى بنتها أيضا ,ومايسرى عليهم يسرى عليها ,فلا داعى لأن تتحمل ذنب مقاطعة والدتها وأخواتها بحجة أنها تخشى على نفسها من المشاكل ,هى تخدم والدتها وتقعد معاها ساعه مثلا وتتركهم وتذهب الى بيتها ,وبالتفاهم لن تحدث مشاكل ان شاء الله ,,وفقكم الله ويسر لكم .
تعليق