مشكلتي منذ طفولتي

[غير مسجل]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أولا أنا خجلانة من نفسي بسبب اللي هحكيه, بس أنا محتاجة انكم تريحوني
هحكي الحكاية من الأول

.................... تم معرفة المشكلة

وانتظرى الرد


نصيحتي للاباء ماتسيبك ولادكم مع أي حد حتى لو كنتم بتعرفوه جيد جدا, لأن فيه ناس قلوبهم مريضة و العياذ بالله.

جزاكم الله خيرا و بارك فيكم
و اعتذر على الإطالة

[فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات)]

رد: مشكلتي منذ طفولتي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ابنتى الفاضلة

فإننا نود أن نبدأ بإشارة ظاهرة قد دلت عليها هذه الكلمات الكريمة؛ إن هذه الكلمات لتنطق بوضوح على أن صاحبتها بحمد الله عز وجل فتاة مقبلة على الله جل وعلا، إنك تحملين في قلبك الحب العظيم لله جل وعلا ولطاعته ولرسوله صلى الله عليه وسلم، إنك تريدين أن تكوني فتاة مؤمنة قريبة من ربك، وتريدين أن تكوني الفتاة الصالحة التي ترضي ربها في السر وترضي ربها في العلن، وتريدين أن تكوني أنت الفتاة المؤمنة الصالحة التي يوما ما ستكون زوجة صالحة وأمًّا لهذه الذرية تربيها على طاعة الله، إنك تنشدين ذلك اليوم الذي تكونين فيه قريبة من ربك بعيدة عن الآثام بعيدة عن كل ما يبعدك عنه.

وأيضا فإن هذه المشكلة التي أشرت إليها وهي العادة السيئة التي قد ابتليت بها منذ الصغر فقد كنت تقومين بها ولا تدرين حرمتها ولا تعرفين خطورتها وآثارها، فأنت بحمد الله عز وجل في ذلك الوقت لست بالآثمة؛ لأنك قد أنشئت في وضع بعيد عن الدين – كما أوضحت في كلامك الكريم –، وأيضا لم تكوني عارفة أن ممارسة هذه العادة من الأمور المنهي عنها، فهذا يجعلك معذورة من الناحية الشرعية وإن كان لا بد لك بعد أن عرفت حكمها أن تكوني بعيدة عنها، كما ستأتي الإشارة إن شاء الله جل وعلا

و نشد على يديك فيه، هو أن تكوني حريصة على أن يكون حجابك حجاب شرعي كما أمر الله جل وعلا، فمثلاً إن كنت تبدين الآن وجهك وكفيك فحاولي أن يكون هذا اللباس موافقاً للشروط الشرعية بأن لا يكون واصفاً للبدن بأنه ضيق ولا يكون شفافاً يصف ما تحته، ولكن حاولي أن يكون بالشروط الشرعية الطيبة، فهذا عدا ما فيه من القربة والطاعة لله فهو أيضاً يدل على صيانتك وعفتك وييسر لك الزوج الصالح، لأن الشاب الصالح إذا رأى هذه الفتاة التي تتحجب وتلتزم بشرع الله رغب في أن تكون هي زوجته التي يضمنها إلى بيته والتي تكون أمًّا لأولاده، فاعرفي هذا فإن هذا من فضل الله عز وجل على المؤمنات واحرصي عليه.

وأيضا فما أشرت إليها من المعاناة من آثار هذه العادة وصعوبة التخلص منها، فهذا أمر لا بد أن تدركي بأن له ارتباط بما يحصل لك الآن من مشاهدة هذه الأفلام الأجنبية وكذلك الاستماع للمعازف المحرمة التي حرمها الله جل وعلا، فهذا كله له ارتباط وثيق ببعضه بعضا، فإن هذه الأفلام - وكما لا يخفى على نظرك الكريم - تعرض الشهوات وتعرض اللقطات المحرمة التي تهيج الشباب والشابات وتهيج الرجال والنساء، فلا تجدين متنفسا إلا بهذه العادة، وإن حاولت أن تمنعي نفسك شق عليك ذلك وصعب لأنك تشاهدين هذه المناظر، ولذلك لو تأملت فإن الله جل وعلا قد أمر بغض البصر قبل أن يأمر بحفظ الفرج؛ فقال جل وعلا:

{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}.

والحكمة في ذلك ظاهرة وهي أن غض البصر هو السبيل الذي يحفظ به الإنسان فرجه من الحرام، ولذلك كان مقدماً في الأمر على حفظ الفرج، فلا بد إذن أن تكون لك عزيمة في هذا الشأن، فمنذ هذه اللحظة لن يكون هناك مشاهدة لهذه الأفلام ولن يكون هنالك استماع لهذه المحرمات، ولكن هناك نظرٌ في كتاب الله وهناك استماع إلى الأشرطة الإسلامية التي تعلمك دينك وتذكرك بربك، ولا مانع كذلك من الاستماع بدل الموسيقى المحرمة والأغاني التي تحوي على المعازف والتي تحوي على الكلام الفاحش والكلام البذيء إلى الأناشيد الإسلامية فهناك الأناشيد التي تحث على مكارم الأخلاق وعلى الزهد وعلى الفضل، وهناك الأناشيد التي تكون في الأفراح والتي تبهج النفس، فلا مانع من أن تستمعي إليها وتجدي البديل الشرعي لهذه الأغاني التي تحتوي على المعازف المحرمة، وهذا لا يتم لك إلا بالتوجه إلى الله جل وعلا ودعاءه والتضرع إليه أن يمدك بالثبات وأن يصرف قلبك على طاعته؛ فقد كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:

(يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)

وكان من دعاءه صلوات الله وسلامه عليه:

(يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك).

مضافاً إلى ذلك الحرص على الصحبة الصالحة التي تعينك على طاعة الله وتذكرك إذا نسيتِ، فليكن لك صاحبات صالحات متحجبات، عاملات بطاعة الله تستفيدين منهنَّ في دينك وتستفيدين منهنَّ كذلك اكتساب الأخلاق الحميدة، فإن المؤمن أخو المؤمن يعينه ويكتسب منه الخلق الحميد، مضافاً إلى ذلك أن في ذلك إعانة على أما أشرت إليه من الرهبة الاجتماعية الخفيفة؛ فإن اختلاطك بأخواتك الصالحات ومشاركتك في الدعوة إلى الله جل وعلا معهنَّ وبالقيام بالأنشطة المفيدة معهنَّ كتلاوة كتاب الله في حلقة لتجويد القرآن، أو بدراسة العلم؛ كل ذلك يشحذ من قدراتك الاجتماعية ويجعلك أكثر حضورًا وأكثر قدرة على التوصل الاجتماعي.

وأيضاً فهناك شغل نفسك بالحق بدل أن تشتغل بالباطل، فهذا هو شأن النفس الإنسانية إن تشتغل بالحق اشتغلت بالباطل ولابد، فعليك إذن بأن تخذي بالعزيمة وتتمسكي بالعروة الوثقى، فقد عرفت طريق الحق وقد جربت لذة القرب من الله جل وعلا، فكوني مداومة على ذلك حريصة عليه وامتثلي هذه الوصايا امتثالاً كاملاً لاسيما ما يتعلق بنبذ هذه العادة ونبذ هذه الأفلام والتي هي أساس السوء وأساس تعليم الإنسان الرذائل ومحرقات الأمور، وأنت تعلمين حالهم وما يعرضونه في هذه الأفلام - كما لا يخفى على نظرك الكريم -.

والان

كيف نتخلص من العادة السرية؟

1- الزواج: بأن ندعو الله أن يرزقنا ما فيه الخير لنا، ندعوه مخلصين ولنتذكر: (من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب).

2- النية الصادقة بترك هذه العادة التي أثرت على نفسيتك وبقوة النية والصدق بالترك تعمل بقية العوامل أدناه.

3- قوة الإرادة والثقة بالنفس ويكون ذلك عن طريق التدريب.

4- الاستعانة بالله بالدعاء والتقوى للصغائر فيعين على كل شيء.

5- الصلاة والسنن والنوافل (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر).

6- مراقبة الله.

7- غض البصر وتجنب الاختلاط (فهما من أهم الأسباب المحرضة على التهيج).

8- الصيام (من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).

9- عدم الفراغ وذلك بوضع برامج متتالية لا تسمح للنفس بالتفكير بسفاسف الأمور، بل إنجاز وراءه التزام، وبعده مشروع، وبينهما تكليف، وبين ذلك وذلك جداول من الأهداف التي نحققها ( الهوايات المفيدة – تعلم الكمبيوتر وعلومه – حفظ القرآن الكريم- دورات لغات – العمل في التدريس والحياة مع الجيل الجديد – التخطيط للمستقبل... وغيره من ملايين المشاريع – تابع صناع الحياة وغيره من المفيد).

10- عدم تهيئة الأسباب للوقوع في الخطأ، أي لتكن حجرتك مشتركة مع إخوتك، وابتعد عن كل ما يؤدي للخطأ، وتخلص من العوامل المهيئة، والمذكرة، واعلم أن التخلص من الأسباب يعتبر من أسباب التوبة الصادقة.

11- البدء بمشروع حفظ كتاب الله؛ فهو سيفيد بالثواب والتقرب إلى الله، وسيفيد بملء النفس إيماناً، وسيفيد بملء الوقت، وسيفيد بتحقيق الذات، وسيفيد بجعلك مستجاب الدعاء فيستجيب الله لك دعاءك بالعافية والتخلص من العادات السيئة، ويستجيب بتحقيق الزواج المناسب الذي سيسعدك بمشيئة الله.

12- الخوف من الرياء (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم).

13- المسلمون وما يعانون منه يحتاجون نفوساً مخلصة تدعو الله لهم بالخلاص، فهل نكون نحن المتقين الذين يدعون للمسلمين أم نتخلى عنهم حتى بالنفس الطاهرة التي تدعو الله بالفرج.

14- الرياضة المنتظمة اليومية وبشكل مترق وتسجيل أرقام قياسية متتالية وبدون كلل.

15- عدم الخلوة مع النفس وعدم تهيئة أسباب الخلوة.

16- الوضوء أغلب الأوقات.

17- عدم تحريض الذكريات بل الاستعاذة لأدنى خاطرة محرضة على استثارة النفس.

18- التخلي قدر الاستطاعة عن البرامج التلفزيونية المهيجة والمثيرة.

19- البحث عن الصحبة الصالحة التي تذكر الإنسان بالله وبالعمل المثمر الجاد، وأن الحياة سباق، والتي نمضي معها الأوقات التي نثاب عليها من خلال تعاملنا كيف نحيا وكيف نبني مستقبلنا ومستقبل الأجيال من بعدنا.

وقبل الختام فهذه أفكار تحتاج أن تتحول إلى واقع تطبيقي يكفي الصادق مع نفسه منها فقرة واحدة، أما من يسوف ويقول فيما بعد فليس له من النجاح إلا القليل، (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور).

وأخيراً: فإن غض البصر وحده قد يكفي لتجنب الإثارة، وهي أهم نقطة نركز عليها، والثانية إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

وبالله التوفيق.