إعلام نساء الأمة
بما أعد الله لهنّ من النعيم
في الجنة
ورد في بعض الآثارأن نساء الدنيايكن في الجنة
أجمل من الحور العين بأضعاف كثيرة نظراً لعبادتهن الله
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد :
لما رأيناكثرة أسئلة النساء عن أحوالهن في الجنة وماذا ينتظرهن فيها، أحببنا أن نجمع عدة نصوصلهذا الموضوع إرواءً لغليلهنّ، مع توثيق ذلك بالأدلة الصحيحة وأقوال العلماء من سلفنا الصالح رحمهم الله جميعاً ورضي عنهم.
فأقول مستعينابالله:
قال الله سبحانه وتعالى: )مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (97)(.سورة النحل آية (97).
فهذه الجنة قد تزينت لكنّ معشر النساء كما تزينت للرجال (في مقعد صدق عند مليك مقتدر)، فالله الله أن تضيعن الفرصة، فإن العمر عما قليل يرتحل ولا يبقى بعده إلا الخلود الدائم ، فليكن خلودكن في الجنة إن شاء الله واعلمن أن الجنة مهرها الإيمان والعمل الصالح وليس الأماني الباطلة مع التفريط وتذكرن قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت".
الجنّة دار النعيم المقيم، ومن دَخَلها فقد استحقَّ من نعيمها ما يُناسب منـزلته فيها، وهذا للرجال والنساءكلٌّ بحسبه، لأنّ (النساء شقائق الرجال) كما أخبر بذلك النبيّ صلى الله عليه وسلّم .
فعن أمّ المؤمنين عائشة بنتالصديق رضي الله عنهما.
وقد جمَع الله تعالى في الذكر ، والوعد بالأجر والثواب بين الرجال والنساء في آياتٍ كثيرة من كتابه العزيز ؛ منها قوله تعالى: )فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواوَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوالأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْتَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ(. آل عمران (195)
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: أي قال لهم مخبراً أنه لا يضيع عمل عامل منكم لديه بل يوفي كل عامل بقسط عمله من ذكر أو أنثى، وقوله بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ أي: جميعكم في ثوابي سواء.انتهى.
والنفس البشرية سواء كانت رجلا أو امرأة تشتاق للجنة وما حوته من أنواع الملذات، والجنة ونعيمها ليست خاصة بالرجال دون النساء إنما هي قد (أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ).آل عمران (133) من الجنسين.
ولكن لا يكون هذا الاشتياق مجرد أماني دون أن يتبع ذلك بالعمل الصالح، كما أخبرنا بذلك تعالى، قال سبحانه وتعالى:(وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) الزخرف آية 72. فشوّقوا النفس بأخبار الجنة وصدّقوا ذلك بالعمل. وقال تعالى:(وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ مِنْذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلايُظْلَمُونَ نَقِيرًا) النساء 124 قال ابن كثير : في هذه الآية بيان إحسانه، وكرمه، ورحمته في قبول الأعمال الصالحة من عباده ذكرانهم وإناثهم بشرط الإيمان.
وعد الله سبحانه وتعالى كل مسلم ومسلمة دخول الجنة
قال الله سبحانه وتعالى:"مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ". سورة النحل آية (97).
هذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحاً، وهو العمل المتابع لكتاب الله تعالى، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، من ذكر أو أنثى من بني آدم، وقلبه مؤمن بالله ورسوله، وأن هذا العمل المأمور به مشروع من عند الله بأن يحييه الله حياة طيبة في الدنيا وأن يجزيه بأحسن ما عمله في الدار الآخرة، والحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت.اهـ. تفسير ابن كثير (2/772).
وقال الله تعالى:إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً(35). سورة الأحزاب
يقول تعالى ذكره: إن المتذللين لله بالطاعة والمتذللات والمصدقين والمصدقات فيما أتاهم به من عند الله والقانتين، والقانتات لله، والمطيعين لله والمطيعات له فيما أمرهم ونهاهم، والصادقين الله فيما عاهدوه عليه، والصادقات فيه، والصابرين لله في البأساء والضراء على الثبات على دينه وحين البأس، والصابرات، والخاشعة قلوبهم لله وجلا منه ومن عقابه، والخاشعات، والمتصدقين، والمتصدقات، وهم المؤدون حقوق الله من أموالهم والمؤديات، والصائمين شهر رمضان الذي فرض الله صومه عليهم، والصائمات، والحافظين فروجهم إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم، والحافظات ذلك إلا على أزواجهن إن كن حرائر أو من ملكهن إن كن إماء، والذاكرين الله بقلوبهم، وألسنتهم، وجوارحهم، والذاكرات كذلك أعد لهم الله مغفرة لذنوبهم وأجرا عظيما، يعني ثوابا في الآخرة على ذلك من أعمالهم عظيما وذلك الجنة.تفسير الطبري (10/299).
وعن عبدالرحمن بن شيبة قال: سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال؟ قالت: فلم يرعني ذات يوم ظهرا إلا نداؤه على المنبر وأنا أسرح رأسي فلففت شعري ثم خرجت إلى حجرة من حجرهن فجعلت سمعي عند الجريد فإذا هو يقول على المنبر : يا أيها الناس إن الله يقول في كتابه: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } إلى قوله أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما.
وما دام السؤال منصبّاً على نعيم المرأة في الجنّة فنقول، و بالله التوفيق : إذا كان الزوجان من أهل الجنّة فإنّ الله تعالى يجمعُ بينهمافيها ، بل يزيدهُم من فضلِه فيُلحِقُ بهم أبناءهم ، و يرفع دَرجات الأدنى منهم فيُلحقه بمن فاقه في الدرجة، بدلالة إخباره تعالى عن حملة العرش من الملائكة أنّهم يقولون في دُعائهم للمؤمنين {..رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } غافر (8) وقوله تعالى {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ" سورةالطور (21)
أمّا إن كان أحد الزوجين من أهل النار فإمّا أن يكون كافراً، فهذا يُخلَّد فيها، ولا ينفعه كون قرينه من أهل الجنّة، لأنّ الله تعالى قضى على الكافرين أنّهم " خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ" سورةالبقرة (162) وآل عمران (88) ، وقضى تعالى بالتفريق بين الأنبياء وزوجاتهم إن كنّ كافرات يوم القيامة، فقال سبحانه: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ " سورة التحريم(10)، فكان التفريق بين سائر الناسلاختلاف الدين أولى.قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (4/394) عندهذه الآية الكريمة : قال تعالى ( كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ) أي: نبيين رسولين عندهما في صحبتهما ليلاً ونهاراًيؤاكلانهما ويضاجعانهما ويعاشرانهما أشد العشرة والاختلاط، (فَخَانَتَاهُمَا أي: في الإيمان لم يوافقاهما على الإيمان، ولا صَدَقاهما في الرسالة، فلم يُجدِذلك كله شيئاً، ولا دفع عنهما محذوراً، ولهذا قال تعالى" فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً"أي: لكُفرهما، وقيل للمرأتين ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ .اهـ .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : إنما ذكر – أي الله عزوجل – الزوجات للأزواج لأن الزوج هو الطالب وهو الراغب في المرأة، فلذلك ذكرت الزوجات للرجال في الجنة، وسكت عن الأزواج للنساء، ولكن ليس مقتضى ذلك أنه ليس لهن أزواج .. بل لهن أزواج من بني آدم .
تعليق