هذه بعض الكلمات أخذتها من فضيلة الشيخ:(محمد حسان) أسفه على الإطالة ولكن القلب يحترق لما نراه بالأقصى مسرى الحبيب(صلى الله عليه وسلم): وأرفقت لكم بعض الصورلجرائم الحتلال فى القدس فدعونى أغضب لله غضبة عل الله جل فى علاه أن يرحمنى:
والله إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لما حل بأمتنا لمحزونون :
ففي كل بلد على الإسلام دائرةٌ
ذبحٌ وصَلْبٌ وتقتيل بإخوتنا
يستصرخون ذوى الإيمان عاطفة
فهل هذه غَيرةٌ ؟ أم هذه ضَيْعَةُ
يَنْهدُّ من هولها رضوى وثهلانُ
كما أَعدَّت لتُشفِى الحقدَ نيرانُ
فلم يُغْيثهُمْ بيوم الروع أًعْوُانُ
للكفر ذكرٌ وللإسلامِ نسيانُ
برك الدماء وأكوام الأشلاء تجسد الفجيعة وتحكى المأساة في كل بقاع الدنيا فى كل مكان ذُبِّح أبناؤنا تذبيح الخراف ، بل لقد وضع الطفل على النيران ليشوى جسده أمام والده المسكين وبعدما أنتهى المجرمون من شي الولد أمام والده قطعوا الطفل قطعاً صغيرة وأجبروا والده تحت التهديد والتعذيب والوعيد أن يأكل من لحم ولده ، من فلذة كبده ، من ثمرة فؤاده ، ثم بعد ذلك أطلقوا عليه النيران فقتلوه ..!!
أختك . أختك التي انتهك عرضها .. وضاع شرفها ..وها هي الآن يا ابن الإسلام تصرخ عليك وترجوك رجائها الأخير .. أتدرون ما هو رجائها الأخير ؟!! إن أختك – التي انتهك عرضها وضاع شرفها – تصرخ عليك الآن وتقول : اقتلونى .. واقتلوا العار بين أحشائي ..اقتلوا ولدي من السفاح والزنى !! هذا هو رجاؤها الأخير !! وذلك بعدما صرخت طويلاً .. طويلاً .. حتى انقطع صوتها وضاع أنينها .. وراح صوتها .. وهى تقول واسلاماه..
واسلاماه .. وا معتصماه .. وامعتصماه ، ولكن أين المعتصم ؟
ما ثم معتصم يغيث
ذبحوا الصبى وأمه
وعدوا على الأعراض
يا ألف مليون وأين هم
ما ثم معتصم يغيث
من استغاث به وصاح
وفتاتها ذات الوشاح
فى انتشاء وانشراح
إذا دعت الجراح ؟
من استغاث به وصاح
برك الدماء وأكوام الإشلاء . تجسد الفجيعة وتحكى المأساة في كل مكان، فى البوسنة ، فى الصومال ، فى كشمير ، فى الهند ، فى الفلبين ، فى بورما ، فى تركستان ، فى افغانستان ، فى طاجكستان ، فى الجزائر ، وأخيراً فى فلسطين . برك الدماء وأكوام الإشلاء .. ولا زال المشاهدون من كل بقاع الدنيا قابعين فى مقاعدهم يشاهدون هذه المسرحية الهزلية المحرقة منهم من يبارك هذه التصفية ، ومنهم من يبارك هذه الإبادة ، ومنهم من جلس يمسح عينيه بمنديل حرير !! ولكنه ما زال مصرا على أن يقبع فى مقعده ليشاهد أخر فصول هذه المسرحية الهزلية المحرقة !! طاردتنى هذه الصور المؤلمة التى تحرق فؤاد كل مسلم حي . هذا إن كنا لا زلنا نحمل فى الصدور أفئدة ، إن كنا لا زلنا نحمل فى الصدور قلوب ما كفنت ولا حول ولا قوة إلا بالله .
طاردتنى كما طاردت كل مسلم صادق ، هذه الصورة المؤلمة التى تحرق القلب ، صورة هذا الطفل المسكين الذى لا ذنب له ولا جريمة إلا أنه ولد فوق الثرى الطاهر والأرض المباركة ، فوق مسرى الحبيب محمد ، وقام اليهود المجرمون الذين لا يعرفون رحمة ولا يعرفون شفقة ، حتى بعدما احتمى الطفل بأبيه وراح يدفع يديه خائفاً من هؤلاء المجرمين ، وراح الوالد المسكين يرفع يده مستسلماً ، ولكن هيهات .. هيهات .. هيهات أن يعرف اليهود الرحمة ، اللهم إلا إذا دخل الجمل سَمَّ الخياط ، فأطلقوا الرصاص على
رأس هذا الطفل المسكين فأردوه قتيلاً ، وإن شئت فقل لقد قتلوا أباه وإن لم يمته الرصاص ، تصور أن يموت ولدك بين يديك بهذه الصورة التي تحرق الأفئدة ، والله لقد نظرت إلى أطفالى بالأمس القريب.. نظرت إليهم وتخيلت أن قاذفة من قاذفات العدو اليهودي قد سقطت على بيتى .. على أهلى وأولادى فتمزقت أشلاء أولادى بين يدى وأمام عينى ، والله عبثاً حاولت النوم .. فأنى للقلوب التى تعرف حقيقة الإيمان ، فأنى للقلوب التى ذاقت حلاوة الولاء والبراء أن تعرف طعم النوم ، وأن تعرف طعم الراحة .
طاردتنى صورة الطائرات الدبابات والصواريخ والمدفعية تدك بيوت الفلسطينين العزل الذين لا يملكون إلا إيماناً بالله عز وجل .. ثم الحجارة .. ثم الحجارة .. ثم الحجارة!!
وطاردتنى صورة امرأة عجوز يتساقط بيتها وهى تنظر إلى سقف البيت يتحطم ولا تملك أن تفعل شيئاً على الإطلاق .
وطاردتنى صورة الأقصى الجريح وهو يئن ويستجير ، وهو يصرخ فى المسلمين واإسلاماه .. واإسلاماه .. وا إسلاماه .. لكن من يجيب ؟!! من يجيب ؟!! القدس يصرخ .. لكن من يجيب ؟ كنت أصرخ ، ولكن الصرخة فى صحراء مقفرة فى صحراء مهلكة .
عبثاً دعوت وصحت يا أحرار
عبثاً لان عيوننا مملوءة بالوهم
عبثاً لأن شئوننا يا قومنا
ولأننا خشب جامدة
أما سقوط الأقصى فحالة
هذه شئون القدس ليس
يا ويحكم يا مسلمون قلوبكم ماتت
أنكرتم الفعل الشنيع بقولكم شكراً
شكراً على تنظيم مؤتمراتكم
وعل تعاطفكم فتلك مزية فيكم
يا ويحكم يا مسلمون نسائكم فى القدس
هذه تساق إلى سراديب الهوى سوقاً
لو أن سانحة من الغرب اشتكت
أما الأطفال أما الصغار فلا تسأل عن
عبثاً لأن قلوبنا أحجار
تُظْلِمُ عندها الأنوار
فى الغرب يفتل حُبُلُها وتدار
فما ندرى ماذا يصنع المنشار ؟
مألوفة تجرى بها الأقدار
لنا بها شأن وما للمسلمين خيار
فليست بالخطوب تثار
شكراً لكم لن ينفع الإنكار
وعلى القرار يصاغ منه قرار
تصاغ لمدحها الأشعار
يسألن عنكم والدموع غزار
وتلك يقودها الجزار
فى أرضكم لتحرك الأعصار
حالهم مرض وخوف قاتل وحصار
اليهود هم اليهود .. كررنا ذلك حتى بحت الأصوات ، لكن الأمة لا تريد أبداً أن تصدق رب الأرض والسماوات ، متى وَفَّى اليهود بعهد على طوال التاريخ ؟!.
قلت : لقد نقض اليهود العهود مع الأنبياء ورب الأرض والسماء ، وأسأل بمرارة : هل ينقض اليهود العهود مع الأنبياء ورب الأرض والسماء ثم يفى اليوم اليهود بالعهود للحكام والزعماء ؟!
لقد ماتت عملية السلام ، قلنا ذلك مراراً قبل ذلك فلم يصدقنا أحد .
فحال أمتنا حال عجيبة وهى لعمر الله بائسة كئيبة
يحتاجها الطوفان طوفان المؤمراة الرهيبة
ويخطط المتآمرون كي يغرقوها فى المصيبة
وسيحفرون لها قبوراً ضمن خططهم الرهيبة
قالوا السلام السلام قلت يعود الأهل للأرض السليبة
وسيلبس الأقصى غداً أثواباً قشيبة
فإذا سلامهم هو التنازل عن القدس الحبيبة
فبئس سلامهم إذاً وبئست هذه الخطط المريبة
فالمسجد الأقصى فى الدماء له ضريبة
الله تبارك وتعالى خلق اليهود وهو وحده الذي يعلم من خلق أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ[الملك:14]. قال جل وعلا أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ [البقرة:100]. وقال جل وعلا : فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ [المائدة:13] . أى على خيانة بعد خيانة هذا كلام ربنا جل وعلا ولا أريد أن أقف مع آيات القرآن فالآيات كثيرة قال جل جلال قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ [المائدة:60]
قال جل وعلا لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ [المائدة:78-79] . ها هو القرآن يُقرأ ويتلى فى الليل والنهار .. لكن من يصدق كلام العزيز الغفار ؟! ومن يصدق كلام النبى المختار ؟!
اليهود قومُ بُهتٍ وقومُ خيانةٍ .. متخصصون فى نقض العهود ... والله الذى لا إله غيره لن يأتى فى إسرائيل وزارة تحترم عهوداً أُبرمت فى أوسلو ، أو مدريد ، أو تل أبيب ، أو كامب ديفيد الأولى .. والمليون ، لن تكون هناك وزارة أو حزب عمل أو حزب ليكود يحترم عهداً أو ميثاقاً ، فهذه جبلة اليهود وطبيعة اليهود منذ أول لحظة هاجر فيها المصطفى إلى المدينة ، وقام عبد الله بن سلام حبر اليهود فنظر إلى وجه النبى فعرف أنه ليس بوجه كذاب فشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وقال للمصطفى يا رسول الله اليهود قوم بهت (أى أهل ظلم ينكرون الحقائق) . فاكتم عنهم خبر إسلامى وسلهم عنى .
فجمع النبى بطون اليهود ، وقال لهم : ((ما تقولون فى عبد الله بن سلام )) قالوا : سيدنا وابن سيدنا وحبرنا وابن حبرنا ، فقام عبد الله بن سلام إلى جوار رسول الله ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ، فردوا جميعاً على لسان وقلب رجل واحد فى حق عبد الله ابن سلام وقالوا : هو سفيهنا وابن سفيهنا .. وجاهلنا وابن جاهلنا !! هذه طبيعة اليهود منذ اللحظات الأولى لم تتغير ولن تتغير ، فمتى يفيق النائمون ؟
ليعلم الكل علم اليقين أن أمريكا ليست شريكاً نزيها فى عملية السلام ، كلا وألف كلا ، الكفر ملة واحدة ، لا يمكن أبداً لأمريكا أن تنصر قضية من قضايا الأمة . ولا يمكن أبداً لهيئة الأمم أن تنصر قضية من قضايا الأمة، لا يمكن أبداً لحلف الناتو أن ينصر الأقلية المستضعفة من المدنيين فى فلسطين من أجل سواد عيون الأمة ، ولا تُخْدَعوا بتدخل حلف الناتو فى كوسوفا لأنهم ما تدخلوا إلا لمصالحهم الاقتصادية والعسكرية والاستراتيجية . هذا أمر لا ينبغى أن يجهله الآن مسلم أو مسلمة على وجه الأرض .. الكفر لا ينصر توحيداً ... الكفر لا ينصر إسلاماً ، الكفر ملة واحدة ، أنهم يشاهدون على شاشات التلفاز كل ليلة ما يحدث لإخواننا وأخواتنا وأطفالنا فى فلسطين لكن .
أين النظام العالمى ؟ أما له أثر ؟ ألم تنعق به الأبواق ؟
أين السلام العالمى ؟ لقد بدا كذب السلام وزاغت الأحداق
يا مجلس الخوف الذى فى ظله كُسر الأمان وضيع الميثاق
أو ما يحركك الذى يجرى لنا أو ما يثيرك جرحنا الدفاق
وحشية يقف الخيال أمامها متضائلاً وتمجها الأذواق
هذا هو الغرب يا من خُدِعتم بالغرب طيلة السنين الماضية .
هذا هو الغرب أيها المرجفون .. يا من تعزفون على وتر التقديس والتمجيد للغرب فى كل المناسبات !!
قالوا لنا : الغرب قلت :
لكنه خاوٍ من الإيمان لا
الغرب مقبرة المبادئ لم يزل
الغرب مقبرة العدالة كلما
الغرب يكفر بالسلام وإنما
الغرب يحمل خنجراً ورصاصة
صناعة وسياحة ومظاهر تغرينا
يرعى ضعيفاً أو يسر حزينا
يرمى بسهم المغريات الدينا
رُفعت يد أبدى لها السكينا
بسلامه الموهوم يستوهينا
فعلام يحمل قومنا الزيتونا؟
كفرٌ وإسلامٌ فأنى يتلقى
أنا لا ألوم الغرب فى تخطيطه
وألوم أمتنا التى رحلت على
وألوم فينا نخوة لم تنتفض
هذا بذلك أيها اللاهونا؟
ولكن ألوم المسلم المفتونا
درب الخضوع ترافق التنينا
إلا لتضربنا على أيدينا
يا مجلس الأمن :
شكراً لقد نبهت غافل قومنا
يا مجلس الأمن أنتظر إسلامنا
إن كنت فى شك فسل فرعون
وجعلت شك الواهمين يقينا
سيريك ميزان الهدى ويرينا
عن غرقٍ وسل عن خسفه قارونا
متى يفيق النائمون ؟ فشهداؤنا بين المقابر يهمسون
والله إنا قادمون ، والله إنا عائدون ، والله إنا راجعون
شهداؤنا خرجوا من الكفان .. وأنتفضوا صفوفاً .. ثم راحوا يصرخون عار عليكم أيها المستسلمون .. وطن يباع ؟!
وأمة تنساق قطعانا .. وأنتم نائمون
شهداؤنا قاموا وزاروا المسجد الأقصى
وطافوا فى رحاب القدس واقتحموا السجون
فى كل شبر من ثرى الوطن المكبل ينبتون !!
فى كل ركن من ربوع الأمة الثكلى أراهم يخرجون !!
شهداؤنا وسط المجازر يهتفون .. الله أكبر .. إنا عائدون .
شهداؤنا يتقدمون .. أصواتهم تعلو على أسوار فلسطين الحزينة
فى الشوارع .. فى المفارق يهدرون
إنى أراهم فى الظلام يحاربون !!
رغم انكسار الضوء فى الوطن المكبل بالمهانة والمجون
شهداؤنا وسط المجازر يهتفون .. والله إنا عائدون .. والله إنا عائدون
أكفاننا ستضئ يوما فى رحاب القدس .. سوف تعود تقتحم الحصون
شهداؤنا فى كل شبر يصرخون .. يا أيها المتنطعون !!
كيف ارتضيتم أن ينام الذئب فى وسط القطيع وتأمنون ؟!
وطنُ بعرض الكون يعرض فى المزاد وطغمة الجرذان فى الوطن الجريح يتاجرون .
أحياؤنا الموتى عل الشاشات فى صخب النهاية يسكرون !!
من أجهض الوطن العريق وكبل الأحلام فى كل العيون ؟!!
يا أيها المتشرذمون .. والله إنا قادمون
شهداؤنا فى كل شبر فى البلاد يزمجرون
جاءوا صفوفاً يسألون يا أيها الأحياء ماذا تفعلون ؟!
فى كل يوم كالقطيع على المذابح تصلبون !!
تتسربون على جناح الليل كالفئران سراً .. للذئاب تهرولون
وأمام أمريكا تقام صلاتكم فتسبحون !!
وتطوف أعينكم بها .. وفوق ربوعها الخضراء يبكى الساجدون
صور على الشاشات جرذان تصافح بعضها !!
والناس من ألم الفجيعة يضحكون !!
تباع أوطان .. وتسقط أمة .. ورؤسكم تحت النعال وتركنون
تسلم القدس العريقة للذئاب ويسكر المتآمرون !!
القدس تسألكم أليس لها حق عليكم ؟ أين فر الرافضون ؟!
أين غاب البائعون ؟ أين راح الهاربون ؟ الصامتون الغافلون الكاذبون؟
صمتوا جميعاً والرصاص الأن يخترق العيون !!
وإذا سألت .. سمعتهم يتصايحون .. هذا الزمان زمانهم فى كل شئ فى الورى يتحكمون
لا تسرعوا فى موكب البيع الرخيص .. فإنكم فى كل شئ خاسرون
لن يترك الطوفان شيئاً .. كلكم فى اليم يوماً غارقون !!
تجرون خلف الموت والنخاس يجرى خلفكم
وغداً بأسواق النخاسة تعرضون
لن يرحم التاريخ يوماً من يفرط أو يخون .
كُهاننا يترنحون .. فوق الكراسى هائمون !!
فى نشوة السلطان والطغيان راحوا يسكرون !!
وشعوبنا أرتاحت .. ونامت فى غيابات السجون !!
نام الجميع .. وكلهم يتثائبون .. فمتى يفيق النائمون ؟!!
متى سترجع الأمة إلى ربها - سبحانه وتعالى - وإلى نبيها لتحقق منهج الله فى الأرض ، لتكون أهلاً لنصرة الله .
فالأمة تلك مقومات النصر نعم .. الأمة تمتلك الأن مقومات النصر .
وهنا يثور السؤال المرير : ما الذى أوصل الأمة إلى هذه الحالة المزرية ؟! من ذل ، وضعف ، وهوان ، وتشرذم ، وتشتت !!
تقسمت الأمة إلى أجزاء ، بل وتفتت الأجزاء هى الأخرى إلى أجزاء !! ما الذى أوصل أمة القرآن إلى هذه الحالة المزرية التى نراها عليها الأن ؟!!
وأنتبه أيها الحبيب : لتعرف على الجواب فى كلمات قليلة حاسمة قاطعة قال تعالى :
.... إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ .... [الرعد: 11]
ورب الكعبة لقد غيرت الأمة ، وبدلت ، وحرفت ، وأبتعدت الأمة كثيراً عن المنهج الربانى الذى جاء به الحبيب المصطفى .
يا شباب الصحوة : هذه سنة ربانية ثابتة .. ينبغى أن تستقر فى القلوب قبل الأذهان والعقول .
أن الأمة قد أنحرفت كثيراً عن المنهج الربانى فى جانب العقيدة فى جانب العبادة ، فى جانب التشريع ، فى جانب التباع ، فى جانب الأخلاق والمعاملات والسلوك .
ابتعدت الأمة كثيراً كثيراُ - إلا من رحم ربك - عن المنهج الربانى الذى جاء به رسول الله .
ففى جانب العقيدة نرى العقيدة الأن تذبح شر ذبحة على أيدى الكثيرين من أبناء الأمة - إلا من رحم ربك - والله جل وعلا يقول : ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ [الحج:62] .
أستمعنا بأم آذاننا على شاشات التلفاز من يقول وهو يناجى رسول الله : يا أكرم الخلق ما لى من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم ، وإن من فيض جودك الدنيا ودرتها ، ومن علومك علم اللوح والقلم !! نرى العقيدة الآن تذبح شر ذبحة !!
فى جانب العبادة : نرى كثيرا من صور العبادة الظاهرة ، والباطنة قد صرفت لغير الله جل وعلا . ذبح لغير الله !! وسئل غير الله !! واستعان كثير من الناس بغير الله !! وفوض كثير من الناس الأمور لغير الله !! بل ووثقت القلوب ببعض قوى الأرض وببعض دول الأرض أكثر من ثقتها بخالق السموات والأرض - جل وعلا - والله سبحانه وتعالى يأمر نبيه ويقول : قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162-163] . أما فى جانب التشريع فأبكى دما بدل الدمع ، ضيعت الأمة شريعة ربها الكبير المتعال ، حرفت الأمة شرع ربها .. واستبدلت الأمة بالعبير بعراً .. وبالثريا ثرى .. وبالرحيق المختوم حريقاً محرقا مدمراً .
أبت الأمة إلا أن تناقض قول ربها .. الله جل وعلا يقول : إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِفأبا كثير من أبناء الأمة إلا أن يقول : إن الحكم إلا للمجالس الشعبية ، للمجالس النيابية، وللبيوت البيضاء والسوداء والحمراء والله جل وعلا يقول : أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُون َ [المائدة:50] . غيرت الأمة شريعة ربها . يقرأ المسلم الأن فى قرآن ربه : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْن ِ[المائدة: 6] ويلتزم بهذا الأمر الإلهى ويضيع فى نفس السورة قول ربه : ... وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [المائدة: 44] . يلتزم بقوله الله فى سورة البقرة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ.....
ويضيع فى نفس السورة قول ربه : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ انفصام نكد ، ضيعت الأمة - إلا من رحم ربك - شريعة ربها!!.
وفى جانب الاتباع تغنت الأمة بحبها لرسول الله ، وخرجت طائفة من الأمة تسخر بسنته وتهزأ بأوامره .. فاللحية عفن !! والنقاب خيمة!! والخنزير الذى حرمه القرآن كان خنْزيراً هزيلاً فى أرض الجزيرة .. أما خنازير اليوم فإنها تربى تحت العناية الطبية وتحت الرعاية الصحية فما الداعى لتحريمها والخمر الذى حرمه القرآن كان قديماً ، أما خمر الآن فما الداعى لتحريمها وهى التى تسمى بالمشروبات الروحية !! وهكذا ادعت الأمة حب نبيها واتباع نبيها وسخرت من شريعته واستهزأت بسنته ولا حول ولا قوة إلا بالله .
أما جانب الأخلاق والمعاملات والسلوك فحدث ولا حرج كثر الغش وقل الصدق ، وانتشر الخداع وقُدِّمَ الفارغون ، وقدم الخائنون وأُخِّرَ المؤتمنون وقدم الكاذبون وأخر الصادقون ، وصدق فى الأمة قول الصادق المصدوق كما فى الحديث الذى رواه أبن ماجه فى سننه وهو حديث صحيح :
((سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ))(1) . قيل وما الرويبضة يا رسول الله . قال : ((الرَّجُلُ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ )) . غيرت الأمة أيها الأحباب والله عز وجل يقول : ... إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم ... وأنا ما أريد أن أسكب اليأس والقنوط فى قلوبكم ولكننى أريد أن أشخص الداء ولو كان مراً بطعم الحنظل لنحدد الدواء الناجح لهذا الداء ، وأقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم
من للأقصى اليووووووووووووووووووووووووووم نسألكم الدعاء لإخوانكم فى فلسطين
والله إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لما حل بأمتنا لمحزونون :
ففي كل بلد على الإسلام دائرةٌ
ذبحٌ وصَلْبٌ وتقتيل بإخوتنا
يستصرخون ذوى الإيمان عاطفة
فهل هذه غَيرةٌ ؟ أم هذه ضَيْعَةُ
يَنْهدُّ من هولها رضوى وثهلانُ
كما أَعدَّت لتُشفِى الحقدَ نيرانُ
فلم يُغْيثهُمْ بيوم الروع أًعْوُانُ
للكفر ذكرٌ وللإسلامِ نسيانُ
برك الدماء وأكوام الأشلاء تجسد الفجيعة وتحكى المأساة في كل بقاع الدنيا فى كل مكان ذُبِّح أبناؤنا تذبيح الخراف ، بل لقد وضع الطفل على النيران ليشوى جسده أمام والده المسكين وبعدما أنتهى المجرمون من شي الولد أمام والده قطعوا الطفل قطعاً صغيرة وأجبروا والده تحت التهديد والتعذيب والوعيد أن يأكل من لحم ولده ، من فلذة كبده ، من ثمرة فؤاده ، ثم بعد ذلك أطلقوا عليه النيران فقتلوه ..!!
أختك . أختك التي انتهك عرضها .. وضاع شرفها ..وها هي الآن يا ابن الإسلام تصرخ عليك وترجوك رجائها الأخير .. أتدرون ما هو رجائها الأخير ؟!! إن أختك – التي انتهك عرضها وضاع شرفها – تصرخ عليك الآن وتقول : اقتلونى .. واقتلوا العار بين أحشائي ..اقتلوا ولدي من السفاح والزنى !! هذا هو رجاؤها الأخير !! وذلك بعدما صرخت طويلاً .. طويلاً .. حتى انقطع صوتها وضاع أنينها .. وراح صوتها .. وهى تقول واسلاماه..
واسلاماه .. وا معتصماه .. وامعتصماه ، ولكن أين المعتصم ؟
ما ثم معتصم يغيث
ذبحوا الصبى وأمه
وعدوا على الأعراض
يا ألف مليون وأين هم
ما ثم معتصم يغيث
من استغاث به وصاح
وفتاتها ذات الوشاح
فى انتشاء وانشراح
إذا دعت الجراح ؟
من استغاث به وصاح
برك الدماء وأكوام الإشلاء . تجسد الفجيعة وتحكى المأساة في كل مكان، فى البوسنة ، فى الصومال ، فى كشمير ، فى الهند ، فى الفلبين ، فى بورما ، فى تركستان ، فى افغانستان ، فى طاجكستان ، فى الجزائر ، وأخيراً فى فلسطين . برك الدماء وأكوام الإشلاء .. ولا زال المشاهدون من كل بقاع الدنيا قابعين فى مقاعدهم يشاهدون هذه المسرحية الهزلية المحرقة منهم من يبارك هذه التصفية ، ومنهم من يبارك هذه الإبادة ، ومنهم من جلس يمسح عينيه بمنديل حرير !! ولكنه ما زال مصرا على أن يقبع فى مقعده ليشاهد أخر فصول هذه المسرحية الهزلية المحرقة !! طاردتنى هذه الصور المؤلمة التى تحرق فؤاد كل مسلم حي . هذا إن كنا لا زلنا نحمل فى الصدور أفئدة ، إن كنا لا زلنا نحمل فى الصدور قلوب ما كفنت ولا حول ولا قوة إلا بالله .
طاردتنى كما طاردت كل مسلم صادق ، هذه الصورة المؤلمة التى تحرق القلب ، صورة هذا الطفل المسكين الذى لا ذنب له ولا جريمة إلا أنه ولد فوق الثرى الطاهر والأرض المباركة ، فوق مسرى الحبيب محمد ، وقام اليهود المجرمون الذين لا يعرفون رحمة ولا يعرفون شفقة ، حتى بعدما احتمى الطفل بأبيه وراح يدفع يديه خائفاً من هؤلاء المجرمين ، وراح الوالد المسكين يرفع يده مستسلماً ، ولكن هيهات .. هيهات .. هيهات أن يعرف اليهود الرحمة ، اللهم إلا إذا دخل الجمل سَمَّ الخياط ، فأطلقوا الرصاص على
رأس هذا الطفل المسكين فأردوه قتيلاً ، وإن شئت فقل لقد قتلوا أباه وإن لم يمته الرصاص ، تصور أن يموت ولدك بين يديك بهذه الصورة التي تحرق الأفئدة ، والله لقد نظرت إلى أطفالى بالأمس القريب.. نظرت إليهم وتخيلت أن قاذفة من قاذفات العدو اليهودي قد سقطت على بيتى .. على أهلى وأولادى فتمزقت أشلاء أولادى بين يدى وأمام عينى ، والله عبثاً حاولت النوم .. فأنى للقلوب التى تعرف حقيقة الإيمان ، فأنى للقلوب التى ذاقت حلاوة الولاء والبراء أن تعرف طعم النوم ، وأن تعرف طعم الراحة .
طاردتنى صورة الطائرات الدبابات والصواريخ والمدفعية تدك بيوت الفلسطينين العزل الذين لا يملكون إلا إيماناً بالله عز وجل .. ثم الحجارة .. ثم الحجارة .. ثم الحجارة!!
وطاردتنى صورة امرأة عجوز يتساقط بيتها وهى تنظر إلى سقف البيت يتحطم ولا تملك أن تفعل شيئاً على الإطلاق .
وطاردتنى صورة الأقصى الجريح وهو يئن ويستجير ، وهو يصرخ فى المسلمين واإسلاماه .. واإسلاماه .. وا إسلاماه .. لكن من يجيب ؟!! من يجيب ؟!! القدس يصرخ .. لكن من يجيب ؟ كنت أصرخ ، ولكن الصرخة فى صحراء مقفرة فى صحراء مهلكة .
عبثاً دعوت وصحت يا أحرار
عبثاً لان عيوننا مملوءة بالوهم
عبثاً لأن شئوننا يا قومنا
ولأننا خشب جامدة
أما سقوط الأقصى فحالة
هذه شئون القدس ليس
يا ويحكم يا مسلمون قلوبكم ماتت
أنكرتم الفعل الشنيع بقولكم شكراً
شكراً على تنظيم مؤتمراتكم
وعل تعاطفكم فتلك مزية فيكم
يا ويحكم يا مسلمون نسائكم فى القدس
هذه تساق إلى سراديب الهوى سوقاً
لو أن سانحة من الغرب اشتكت
أما الأطفال أما الصغار فلا تسأل عن
عبثاً لأن قلوبنا أحجار
تُظْلِمُ عندها الأنوار
فى الغرب يفتل حُبُلُها وتدار
فما ندرى ماذا يصنع المنشار ؟
مألوفة تجرى بها الأقدار
لنا بها شأن وما للمسلمين خيار
فليست بالخطوب تثار
شكراً لكم لن ينفع الإنكار
وعلى القرار يصاغ منه قرار
تصاغ لمدحها الأشعار
يسألن عنكم والدموع غزار
وتلك يقودها الجزار
فى أرضكم لتحرك الأعصار
حالهم مرض وخوف قاتل وحصار
اليهود هم اليهود .. كررنا ذلك حتى بحت الأصوات ، لكن الأمة لا تريد أبداً أن تصدق رب الأرض والسماوات ، متى وَفَّى اليهود بعهد على طوال التاريخ ؟!.
قلت : لقد نقض اليهود العهود مع الأنبياء ورب الأرض والسماء ، وأسأل بمرارة : هل ينقض اليهود العهود مع الأنبياء ورب الأرض والسماء ثم يفى اليوم اليهود بالعهود للحكام والزعماء ؟!
لقد ماتت عملية السلام ، قلنا ذلك مراراً قبل ذلك فلم يصدقنا أحد .
فحال أمتنا حال عجيبة وهى لعمر الله بائسة كئيبة
يحتاجها الطوفان طوفان المؤمراة الرهيبة
ويخطط المتآمرون كي يغرقوها فى المصيبة
وسيحفرون لها قبوراً ضمن خططهم الرهيبة
قالوا السلام السلام قلت يعود الأهل للأرض السليبة
وسيلبس الأقصى غداً أثواباً قشيبة
فإذا سلامهم هو التنازل عن القدس الحبيبة
فبئس سلامهم إذاً وبئست هذه الخطط المريبة
فالمسجد الأقصى فى الدماء له ضريبة
الله تبارك وتعالى خلق اليهود وهو وحده الذي يعلم من خلق أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ[الملك:14]. قال جل وعلا أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ [البقرة:100]. وقال جل وعلا : فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ [المائدة:13] . أى على خيانة بعد خيانة هذا كلام ربنا جل وعلا ولا أريد أن أقف مع آيات القرآن فالآيات كثيرة قال جل جلال قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ [المائدة:60]
قال جل وعلا لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ [المائدة:78-79] . ها هو القرآن يُقرأ ويتلى فى الليل والنهار .. لكن من يصدق كلام العزيز الغفار ؟! ومن يصدق كلام النبى المختار ؟!
اليهود قومُ بُهتٍ وقومُ خيانةٍ .. متخصصون فى نقض العهود ... والله الذى لا إله غيره لن يأتى فى إسرائيل وزارة تحترم عهوداً أُبرمت فى أوسلو ، أو مدريد ، أو تل أبيب ، أو كامب ديفيد الأولى .. والمليون ، لن تكون هناك وزارة أو حزب عمل أو حزب ليكود يحترم عهداً أو ميثاقاً ، فهذه جبلة اليهود وطبيعة اليهود منذ أول لحظة هاجر فيها المصطفى إلى المدينة ، وقام عبد الله بن سلام حبر اليهود فنظر إلى وجه النبى فعرف أنه ليس بوجه كذاب فشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وقال للمصطفى يا رسول الله اليهود قوم بهت (أى أهل ظلم ينكرون الحقائق) . فاكتم عنهم خبر إسلامى وسلهم عنى .
فجمع النبى بطون اليهود ، وقال لهم : ((ما تقولون فى عبد الله بن سلام )) قالوا : سيدنا وابن سيدنا وحبرنا وابن حبرنا ، فقام عبد الله بن سلام إلى جوار رسول الله ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ، فردوا جميعاً على لسان وقلب رجل واحد فى حق عبد الله ابن سلام وقالوا : هو سفيهنا وابن سفيهنا .. وجاهلنا وابن جاهلنا !! هذه طبيعة اليهود منذ اللحظات الأولى لم تتغير ولن تتغير ، فمتى يفيق النائمون ؟
ليعلم الكل علم اليقين أن أمريكا ليست شريكاً نزيها فى عملية السلام ، كلا وألف كلا ، الكفر ملة واحدة ، لا يمكن أبداً لأمريكا أن تنصر قضية من قضايا الأمة . ولا يمكن أبداً لهيئة الأمم أن تنصر قضية من قضايا الأمة، لا يمكن أبداً لحلف الناتو أن ينصر الأقلية المستضعفة من المدنيين فى فلسطين من أجل سواد عيون الأمة ، ولا تُخْدَعوا بتدخل حلف الناتو فى كوسوفا لأنهم ما تدخلوا إلا لمصالحهم الاقتصادية والعسكرية والاستراتيجية . هذا أمر لا ينبغى أن يجهله الآن مسلم أو مسلمة على وجه الأرض .. الكفر لا ينصر توحيداً ... الكفر لا ينصر إسلاماً ، الكفر ملة واحدة ، أنهم يشاهدون على شاشات التلفاز كل ليلة ما يحدث لإخواننا وأخواتنا وأطفالنا فى فلسطين لكن .
أين النظام العالمى ؟ أما له أثر ؟ ألم تنعق به الأبواق ؟
أين السلام العالمى ؟ لقد بدا كذب السلام وزاغت الأحداق
يا مجلس الخوف الذى فى ظله كُسر الأمان وضيع الميثاق
أو ما يحركك الذى يجرى لنا أو ما يثيرك جرحنا الدفاق
وحشية يقف الخيال أمامها متضائلاً وتمجها الأذواق
هذا هو الغرب يا من خُدِعتم بالغرب طيلة السنين الماضية .
هذا هو الغرب أيها المرجفون .. يا من تعزفون على وتر التقديس والتمجيد للغرب فى كل المناسبات !!
قالوا لنا : الغرب قلت :
لكنه خاوٍ من الإيمان لا
الغرب مقبرة المبادئ لم يزل
الغرب مقبرة العدالة كلما
الغرب يكفر بالسلام وإنما
الغرب يحمل خنجراً ورصاصة
صناعة وسياحة ومظاهر تغرينا
يرعى ضعيفاً أو يسر حزينا
يرمى بسهم المغريات الدينا
رُفعت يد أبدى لها السكينا
بسلامه الموهوم يستوهينا
فعلام يحمل قومنا الزيتونا؟
كفرٌ وإسلامٌ فأنى يتلقى
أنا لا ألوم الغرب فى تخطيطه
وألوم أمتنا التى رحلت على
وألوم فينا نخوة لم تنتفض
هذا بذلك أيها اللاهونا؟
ولكن ألوم المسلم المفتونا
درب الخضوع ترافق التنينا
إلا لتضربنا على أيدينا
يا مجلس الأمن :
شكراً لقد نبهت غافل قومنا
يا مجلس الأمن أنتظر إسلامنا
إن كنت فى شك فسل فرعون
وجعلت شك الواهمين يقينا
سيريك ميزان الهدى ويرينا
عن غرقٍ وسل عن خسفه قارونا
متى يفيق النائمون ؟ فشهداؤنا بين المقابر يهمسون
والله إنا قادمون ، والله إنا عائدون ، والله إنا راجعون
شهداؤنا خرجوا من الكفان .. وأنتفضوا صفوفاً .. ثم راحوا يصرخون عار عليكم أيها المستسلمون .. وطن يباع ؟!
وأمة تنساق قطعانا .. وأنتم نائمون
شهداؤنا قاموا وزاروا المسجد الأقصى
وطافوا فى رحاب القدس واقتحموا السجون
فى كل شبر من ثرى الوطن المكبل ينبتون !!
فى كل ركن من ربوع الأمة الثكلى أراهم يخرجون !!
شهداؤنا وسط المجازر يهتفون .. الله أكبر .. إنا عائدون .
شهداؤنا يتقدمون .. أصواتهم تعلو على أسوار فلسطين الحزينة
فى الشوارع .. فى المفارق يهدرون
إنى أراهم فى الظلام يحاربون !!
رغم انكسار الضوء فى الوطن المكبل بالمهانة والمجون
شهداؤنا وسط المجازر يهتفون .. والله إنا عائدون .. والله إنا عائدون
أكفاننا ستضئ يوما فى رحاب القدس .. سوف تعود تقتحم الحصون
شهداؤنا فى كل شبر يصرخون .. يا أيها المتنطعون !!
كيف ارتضيتم أن ينام الذئب فى وسط القطيع وتأمنون ؟!
وطنُ بعرض الكون يعرض فى المزاد وطغمة الجرذان فى الوطن الجريح يتاجرون .
أحياؤنا الموتى عل الشاشات فى صخب النهاية يسكرون !!
من أجهض الوطن العريق وكبل الأحلام فى كل العيون ؟!!
يا أيها المتشرذمون .. والله إنا قادمون
شهداؤنا فى كل شبر فى البلاد يزمجرون
جاءوا صفوفاً يسألون يا أيها الأحياء ماذا تفعلون ؟!
فى كل يوم كالقطيع على المذابح تصلبون !!
تتسربون على جناح الليل كالفئران سراً .. للذئاب تهرولون
وأمام أمريكا تقام صلاتكم فتسبحون !!
وتطوف أعينكم بها .. وفوق ربوعها الخضراء يبكى الساجدون
صور على الشاشات جرذان تصافح بعضها !!
والناس من ألم الفجيعة يضحكون !!
تباع أوطان .. وتسقط أمة .. ورؤسكم تحت النعال وتركنون
تسلم القدس العريقة للذئاب ويسكر المتآمرون !!
القدس تسألكم أليس لها حق عليكم ؟ أين فر الرافضون ؟!
أين غاب البائعون ؟ أين راح الهاربون ؟ الصامتون الغافلون الكاذبون؟
صمتوا جميعاً والرصاص الأن يخترق العيون !!
وإذا سألت .. سمعتهم يتصايحون .. هذا الزمان زمانهم فى كل شئ فى الورى يتحكمون
لا تسرعوا فى موكب البيع الرخيص .. فإنكم فى كل شئ خاسرون
لن يترك الطوفان شيئاً .. كلكم فى اليم يوماً غارقون !!
تجرون خلف الموت والنخاس يجرى خلفكم
وغداً بأسواق النخاسة تعرضون
لن يرحم التاريخ يوماً من يفرط أو يخون .
كُهاننا يترنحون .. فوق الكراسى هائمون !!
فى نشوة السلطان والطغيان راحوا يسكرون !!
وشعوبنا أرتاحت .. ونامت فى غيابات السجون !!
نام الجميع .. وكلهم يتثائبون .. فمتى يفيق النائمون ؟!!
متى سترجع الأمة إلى ربها - سبحانه وتعالى - وإلى نبيها لتحقق منهج الله فى الأرض ، لتكون أهلاً لنصرة الله .
فالأمة تلك مقومات النصر نعم .. الأمة تمتلك الأن مقومات النصر .
وهنا يثور السؤال المرير : ما الذى أوصل الأمة إلى هذه الحالة المزرية ؟! من ذل ، وضعف ، وهوان ، وتشرذم ، وتشتت !!
تقسمت الأمة إلى أجزاء ، بل وتفتت الأجزاء هى الأخرى إلى أجزاء !! ما الذى أوصل أمة القرآن إلى هذه الحالة المزرية التى نراها عليها الأن ؟!!
وأنتبه أيها الحبيب : لتعرف على الجواب فى كلمات قليلة حاسمة قاطعة قال تعالى :
.... إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ .... [الرعد: 11]
ورب الكعبة لقد غيرت الأمة ، وبدلت ، وحرفت ، وأبتعدت الأمة كثيراً عن المنهج الربانى الذى جاء به الحبيب المصطفى .
يا شباب الصحوة : هذه سنة ربانية ثابتة .. ينبغى أن تستقر فى القلوب قبل الأذهان والعقول .
أن الأمة قد أنحرفت كثيراً عن المنهج الربانى فى جانب العقيدة فى جانب العبادة ، فى جانب التشريع ، فى جانب التباع ، فى جانب الأخلاق والمعاملات والسلوك .
ابتعدت الأمة كثيراً كثيراُ - إلا من رحم ربك - عن المنهج الربانى الذى جاء به رسول الله .
ففى جانب العقيدة نرى العقيدة الأن تذبح شر ذبحة على أيدى الكثيرين من أبناء الأمة - إلا من رحم ربك - والله جل وعلا يقول : ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ [الحج:62] .
أستمعنا بأم آذاننا على شاشات التلفاز من يقول وهو يناجى رسول الله : يا أكرم الخلق ما لى من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم ، وإن من فيض جودك الدنيا ودرتها ، ومن علومك علم اللوح والقلم !! نرى العقيدة الآن تذبح شر ذبحة !!
فى جانب العبادة : نرى كثيرا من صور العبادة الظاهرة ، والباطنة قد صرفت لغير الله جل وعلا . ذبح لغير الله !! وسئل غير الله !! واستعان كثير من الناس بغير الله !! وفوض كثير من الناس الأمور لغير الله !! بل ووثقت القلوب ببعض قوى الأرض وببعض دول الأرض أكثر من ثقتها بخالق السموات والأرض - جل وعلا - والله سبحانه وتعالى يأمر نبيه ويقول : قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162-163] . أما فى جانب التشريع فأبكى دما بدل الدمع ، ضيعت الأمة شريعة ربها الكبير المتعال ، حرفت الأمة شرع ربها .. واستبدلت الأمة بالعبير بعراً .. وبالثريا ثرى .. وبالرحيق المختوم حريقاً محرقا مدمراً .
أبت الأمة إلا أن تناقض قول ربها .. الله جل وعلا يقول : إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِفأبا كثير من أبناء الأمة إلا أن يقول : إن الحكم إلا للمجالس الشعبية ، للمجالس النيابية، وللبيوت البيضاء والسوداء والحمراء والله جل وعلا يقول : أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُون َ [المائدة:50] . غيرت الأمة شريعة ربها . يقرأ المسلم الأن فى قرآن ربه : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْن ِ[المائدة: 6] ويلتزم بهذا الأمر الإلهى ويضيع فى نفس السورة قول ربه : ... وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [المائدة: 44] . يلتزم بقوله الله فى سورة البقرة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ.....
ويضيع فى نفس السورة قول ربه : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ انفصام نكد ، ضيعت الأمة - إلا من رحم ربك - شريعة ربها!!.
وفى جانب الاتباع تغنت الأمة بحبها لرسول الله ، وخرجت طائفة من الأمة تسخر بسنته وتهزأ بأوامره .. فاللحية عفن !! والنقاب خيمة!! والخنزير الذى حرمه القرآن كان خنْزيراً هزيلاً فى أرض الجزيرة .. أما خنازير اليوم فإنها تربى تحت العناية الطبية وتحت الرعاية الصحية فما الداعى لتحريمها والخمر الذى حرمه القرآن كان قديماً ، أما خمر الآن فما الداعى لتحريمها وهى التى تسمى بالمشروبات الروحية !! وهكذا ادعت الأمة حب نبيها واتباع نبيها وسخرت من شريعته واستهزأت بسنته ولا حول ولا قوة إلا بالله .
أما جانب الأخلاق والمعاملات والسلوك فحدث ولا حرج كثر الغش وقل الصدق ، وانتشر الخداع وقُدِّمَ الفارغون ، وقدم الخائنون وأُخِّرَ المؤتمنون وقدم الكاذبون وأخر الصادقون ، وصدق فى الأمة قول الصادق المصدوق كما فى الحديث الذى رواه أبن ماجه فى سننه وهو حديث صحيح :
((سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ))(1) . قيل وما الرويبضة يا رسول الله . قال : ((الرَّجُلُ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ )) . غيرت الأمة أيها الأحباب والله عز وجل يقول : ... إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم ... وأنا ما أريد أن أسكب اليأس والقنوط فى قلوبكم ولكننى أريد أن أشخص الداء ولو كان مراً بطعم الحنظل لنحدد الدواء الناجح لهذا الداء ، وأقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم
من للأقصى اليووووووووووووووووووووووووووم نسألكم الدعاء لإخوانكم فى فلسطين