اما بعد:
• قال بلال بن سعد:
( أخ لك كلما لقيك أخبرك بعيب فيك خير لك من أخ كلما لقيك وضع في كفّك دينارا).
• وهذه الهديّة تزداد قيمتها إذا التزم الناصح بآداب النصيحة من الشّفقة والحكمة والموعظة الحسنة ولين القول, وكانت النصيحة سرّاً وليست علانية, بألطف أسلوب وأرقّ عبارة.
وينبغي قبول هذه النصيحة حتى لو كان الناصح مقصّراً في بعض ما ينصح به, ولهذا قال علماء السلف يقولون: ( يا معشر الناس! لا يمنعكم سوء ما تعلمون منّا أن تقبلوا أحسن ما تسمعون).
• وقال الخليل:
اعمل بعلمي ولا تنظر الى عملي ينفعك علمي ولا يضرّك تقصيري
ولكن إذا أصرَّ الناصح على هذا التقصير, ولم يكن تقصيره مجرّد غفلة أو هفوة, وإنما كان سلوكاً دائما أو غالباً, فلن ينتفع الناس بنصحه, ولن يستجيبوا لقوله, وقد حذّر المولى سبحانه من ذلك فقال عزّ وجلّ:
( يا أيّها الذين ءامنوا لم تقولون ما لا تفعلون* كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) الصف: الآية 2,3.

