السلام عليكم ورحمه الله
هذا موضوع قراته على النت وحبيت انقله لكم لاذكركم بالدعاء لاخوانكم فى غزه
كيف احتفلت "فتح" باستشهاد "صيام وريان" ؟!
بقلم – جمال عبد الله – مع بداية الحرب تم نقلي من العزل الانفرادي إلى أقسام باقي المعتقلين ،وهناك استقبلني الإخوة استقبالاً حافلاً يليق بشخص مكث 90 يوما في التحقيق وكان يعرفني الجميع من خلال صوتي الذي كان يخرج مني عنوة أثناء التحقيق والضرب والشبح والرفع على البكرة ، كان أول سؤال طرحته على الشباب ما هي الأخبار قالوا لي أن هناك حربا في غزة وأن الأمور بلغت حدها وأن حربا ضروسا تدار في شق الوطن البعيد القريب، كان كل أخ يقول لي شيئا عن الحرب والمقاومة وكانت دموعي تنساب على خدي من دون كلام، قلت لهم 400 شهيد في أيام قليلة فقط وهناك إخوة الآن مشبوحين ويضربون في سجون فتح والسلطة ..، الله اكبر.
جلست استمع للأخبار وكنت أريد أن أعرف أخبار ثلاثة شهور هي مدة غيابي عن العالم بساعة، ففي سجون السلطة يتوقف الزمان مع اللحظة الأولى لاعتقالك مر ذلك اليوم سريعاً وأتى صباح يوم جديد كنا نجلس نستمع لأخبار الحرب في اليوم 24 ساعة كنا لا نفتر عن الدعاء والقيام، اذكر يوم أن صليت الفجر في الشباب جماعة وكنت إمامهم وقنت لله ورفعت يدي وقلت (اللهم يا رب العزة انصر غزة ) فارتفع صوت الشباب بالبكاء وأجهشت أنا معهم باكياً وعدت مرة أخرى للدعاء بعد أن تمالكت نفسي وقلت (يا الله يا رب الأرباب إنهم جندك انصرهم ثبتهم اللهم أيد دعوتنا وانصر قادتنا واحفظهم) وعادت أصوات البكاء تترافع من صدور المظلومين في سجن بيتونيا وزاد بكاء المظلومين لما دعوت الله بضعفنا وقلة حليتنا وهواننا على الناس فقلت( يارب المظلومين لا تشمت بنا وبقادتنا أحداً يارب ).
كان هذا دعائي وكان الإخوة يستغربون من هذا الدعاء الذي كنت أكرره في كل وقت وكل حين (يارب لا تشمت بنا أحدا) ، أصر علي أحد الإخوة ذات مره وقال لي ما سر هذا الدعاء الذي لا تفتر من تكراره فقلت له أخي إني أرى انتظار هزيمة غزة في عيون هؤلاء الحاقدين من كبيرهم لصغيرهم يريدون أن تكسر شوكة حماس وأن تباد عن بكرة أبيها فيا رب لا تشمت بنا أحدا من هؤلاء.
وأتى ذلك اليوم الذي نقل لنا خبر استشهاد الحبيب (نزار ريان) قبل أن يصل الخبر حدثت جلبة وأصوات إطلاق نار خارج المقر الأمني الذي كنت محتجزا فيه فارتدعت فرائصنا ، وقلت للإخوة أمر جلل قد حدث ، فقال لي احدهم أظن أن أهالي الأسرى والنواب والوزراء معتصمون باب السجن الأمر الذي لم يؤيده به أحد ، وقال آخر كنا نطلق عليه مداعبين (بالخبير العسكري) هذا إطلاق نار فرح وسرور يبدو أن احدهم تم ترقيته ، لم نعرف السبب إلا أن ابتسامات كبيرة وكثيرة اعتلت وجوه القوم أبناء جلدتنا سجانينا ، وفتحنا على الأخبار وإذا بالخبر العاجل ينقل لنا أنباء استشهاد نزار ريان وعائلته ، فبكى من بكى وصرخ من صرخ و ضرب رأسه من ضرب وتعانق بعض الإخوة وجلست أنا على برشي لم استطع أن انطق ببنت شفه وبدأت أبكي بلا صوت وبصمت أحاول التماسك فلا استطيع إلى ذلك سبيلاً،عاد صوت الرصاص يزغرد في المكان فنظرت إلى أخينا الذي قال لنا أن إطلاق النار كان عنوان فرح وحركت له رأسي .. كلامك يا أخي صحيح.
وبدأنا نستمع للخبر الذي ألهب في القلوب أحزانا كبيرة وكثيرة فكانت أو شماتة شمتها بنا القوم نعم لقد وزعوا الحلوى وفرحو وأطلقوا النار وبكينا وقلنا (ربح البيع نزار وخسر وخاب الحاقدون) وأذن المؤذن للصلاة فقدمني من بالغرفة لكي أصلي بهم فلم استطع اعتذرت ألحوا علي وبدأت تلك الصلاة ومع قولي بسم الله الرحمن الرحيم حتى بكيت وبكى من خلفي ورفعت يدي في الصلاة وقلت (يارب يارب لا تشمت بنا أحداً فتعالت أصوات الشباب مرددين يارب) لم استطع أن أكمل وخررت راكعاً ومن ثم ساجداً لأنهي أسرع صلاة بدأت بالبكاء وانتهت بالبكاء.
ومرت الأيام قاسيه طويلة صعبة ألم القيد كان خفيفاً مقابل ذلك الألم الذي كنا نشعر به وغزه تحت النار ونحن بلا حول ولا قوه كنا نبكي لكل شي ومع أي كلمة فالأسرى والمظلومون من أرق الناس قلوباً.
وأتى اليوم الذي قلت فيه اليوم كسر ظهري استشهد سعيد صيام واه من حبك يا أستاذي سعيد صيام آه كم كان هول الخبر شديدا وكذلك أصوات بنادق ورصاص الفتحاويين الذين فرحوا وشمتوا باستشهاد سعيد صيام أكبر من فرح اليهود وخرج صيام من بين الأنقاض جثه هامدة وعلى وقع بكائنا كان يرقص عسكر فتح ويضحكون ويوزعون الحلوى ، لا استطيع أن اصف مشاعر جند حماس المسجونين والله لا استطيع منهم من نام ومنهم من فزع إلى الصلاة البكاء كان لا يفارق وجوه شبابنا والدعاء والإلحاح والتمني على الله والإقسام عليه كان سيد الموقف.
في تلك الأثناء تم إحضار طعام العشاء وكان مع الطعام بكيت حلويات وقال لنا العسكري وقتها هذه (كنافة) اقشعرت أبداننا وخرج أحد الأسرى عن صمته بعد أن ركل بكيت الحلويات بقدمه وقال له هذا الحلويات يجب أن نوزعها نحن فرحاً باستشهاد قائدنا صيام ولن نأكل ما توزعوه شماتة.
حضر كبار الضباط وكانوا يشاهدون الغضب الذي احتقن في وجوهنا وقال لي المدير ما المشكلة قلت له أبدا لا مشاكل كل ما في الأمر أن أكثر من 800 شهيد وكنافة لا يجتمعان... العلقم الذي عشعش في حلوقنا لا تمحيه كنافة ولا حلويات... المقام مقام حزن لا فرح، قاطعني صارخا ماذا تقول؟ نحن حزينون أكثر منكم أتظنون أننا فرحون لاستشهاد كل هذا العدد ؟!، قلت له لقد سمعت بأذني صوت أحدكم وهو يقول لقد انتقم الله من صيام ونزار وسمعت الشتائم تنهال على الشهداء، فقلت له هذه الشتائم تزيدهم رفعة ، قال هذا عمل فردي وقد حاسبنا من قال ذلك، ضحكت وقلت لهم ألا يكفي كل هذا العدد من الشهداء لإطلاق سراحنا ؟، لماذا نحن هنا ؟!، لم يستطع أن يرد علي وخرج، وقبل خروجه قلت له بلغ المسؤولين إن الله لن يخذل غزة ولن يخذل حماس ولقد زدنا اليوم حباً وعشقاً لحماس، خرجوا وأخرجنا الحلويات وشعرت براحة كبيرة أنا ومن معي بعد هذه التنفيسة التي أراحت صدري وأشعرتني أني قلت شيئا.
أشهد الله على ما قلت وما سأقول الآن، لقد كان يوم استشهاد الشهيدين من أصعاب أيام حياتي وأيام اعتقالي أنا ومن كان معي ومرت أيام قاسية صعبة طويلة مؤلمة علينا أثناء الحرب وما بعد الحرب أثبتنا خلالها أننا الصابرون الصامدون ووقود هذه الحرب القاسية التي اقتدنا لها رغماً عنا وبقينا نردد حتى يومنا هذا هي الحرب هي الحرب.
هذا موضوع قراته على النت وحبيت انقله لكم لاذكركم بالدعاء لاخوانكم فى غزه
كيف احتفلت "فتح" باستشهاد "صيام وريان" ؟!
بقلم – جمال عبد الله – مع بداية الحرب تم نقلي من العزل الانفرادي إلى أقسام باقي المعتقلين ،وهناك استقبلني الإخوة استقبالاً حافلاً يليق بشخص مكث 90 يوما في التحقيق وكان يعرفني الجميع من خلال صوتي الذي كان يخرج مني عنوة أثناء التحقيق والضرب والشبح والرفع على البكرة ، كان أول سؤال طرحته على الشباب ما هي الأخبار قالوا لي أن هناك حربا في غزة وأن الأمور بلغت حدها وأن حربا ضروسا تدار في شق الوطن البعيد القريب، كان كل أخ يقول لي شيئا عن الحرب والمقاومة وكانت دموعي تنساب على خدي من دون كلام، قلت لهم 400 شهيد في أيام قليلة فقط وهناك إخوة الآن مشبوحين ويضربون في سجون فتح والسلطة ..، الله اكبر.
جلست استمع للأخبار وكنت أريد أن أعرف أخبار ثلاثة شهور هي مدة غيابي عن العالم بساعة، ففي سجون السلطة يتوقف الزمان مع اللحظة الأولى لاعتقالك مر ذلك اليوم سريعاً وأتى صباح يوم جديد كنا نجلس نستمع لأخبار الحرب في اليوم 24 ساعة كنا لا نفتر عن الدعاء والقيام، اذكر يوم أن صليت الفجر في الشباب جماعة وكنت إمامهم وقنت لله ورفعت يدي وقلت (اللهم يا رب العزة انصر غزة ) فارتفع صوت الشباب بالبكاء وأجهشت أنا معهم باكياً وعدت مرة أخرى للدعاء بعد أن تمالكت نفسي وقلت (يا الله يا رب الأرباب إنهم جندك انصرهم ثبتهم اللهم أيد دعوتنا وانصر قادتنا واحفظهم) وعادت أصوات البكاء تترافع من صدور المظلومين في سجن بيتونيا وزاد بكاء المظلومين لما دعوت الله بضعفنا وقلة حليتنا وهواننا على الناس فقلت( يارب المظلومين لا تشمت بنا وبقادتنا أحداً يارب ).
كان هذا دعائي وكان الإخوة يستغربون من هذا الدعاء الذي كنت أكرره في كل وقت وكل حين (يارب لا تشمت بنا أحدا) ، أصر علي أحد الإخوة ذات مره وقال لي ما سر هذا الدعاء الذي لا تفتر من تكراره فقلت له أخي إني أرى انتظار هزيمة غزة في عيون هؤلاء الحاقدين من كبيرهم لصغيرهم يريدون أن تكسر شوكة حماس وأن تباد عن بكرة أبيها فيا رب لا تشمت بنا أحدا من هؤلاء.
وأتى ذلك اليوم الذي نقل لنا خبر استشهاد الحبيب (نزار ريان) قبل أن يصل الخبر حدثت جلبة وأصوات إطلاق نار خارج المقر الأمني الذي كنت محتجزا فيه فارتدعت فرائصنا ، وقلت للإخوة أمر جلل قد حدث ، فقال لي احدهم أظن أن أهالي الأسرى والنواب والوزراء معتصمون باب السجن الأمر الذي لم يؤيده به أحد ، وقال آخر كنا نطلق عليه مداعبين (بالخبير العسكري) هذا إطلاق نار فرح وسرور يبدو أن احدهم تم ترقيته ، لم نعرف السبب إلا أن ابتسامات كبيرة وكثيرة اعتلت وجوه القوم أبناء جلدتنا سجانينا ، وفتحنا على الأخبار وإذا بالخبر العاجل ينقل لنا أنباء استشهاد نزار ريان وعائلته ، فبكى من بكى وصرخ من صرخ و ضرب رأسه من ضرب وتعانق بعض الإخوة وجلست أنا على برشي لم استطع أن انطق ببنت شفه وبدأت أبكي بلا صوت وبصمت أحاول التماسك فلا استطيع إلى ذلك سبيلاً،عاد صوت الرصاص يزغرد في المكان فنظرت إلى أخينا الذي قال لنا أن إطلاق النار كان عنوان فرح وحركت له رأسي .. كلامك يا أخي صحيح.
وبدأنا نستمع للخبر الذي ألهب في القلوب أحزانا كبيرة وكثيرة فكانت أو شماتة شمتها بنا القوم نعم لقد وزعوا الحلوى وفرحو وأطلقوا النار وبكينا وقلنا (ربح البيع نزار وخسر وخاب الحاقدون) وأذن المؤذن للصلاة فقدمني من بالغرفة لكي أصلي بهم فلم استطع اعتذرت ألحوا علي وبدأت تلك الصلاة ومع قولي بسم الله الرحمن الرحيم حتى بكيت وبكى من خلفي ورفعت يدي في الصلاة وقلت (يارب يارب لا تشمت بنا أحداً فتعالت أصوات الشباب مرددين يارب) لم استطع أن أكمل وخررت راكعاً ومن ثم ساجداً لأنهي أسرع صلاة بدأت بالبكاء وانتهت بالبكاء.
ومرت الأيام قاسيه طويلة صعبة ألم القيد كان خفيفاً مقابل ذلك الألم الذي كنا نشعر به وغزه تحت النار ونحن بلا حول ولا قوه كنا نبكي لكل شي ومع أي كلمة فالأسرى والمظلومون من أرق الناس قلوباً.
وأتى اليوم الذي قلت فيه اليوم كسر ظهري استشهد سعيد صيام واه من حبك يا أستاذي سعيد صيام آه كم كان هول الخبر شديدا وكذلك أصوات بنادق ورصاص الفتحاويين الذين فرحوا وشمتوا باستشهاد سعيد صيام أكبر من فرح اليهود وخرج صيام من بين الأنقاض جثه هامدة وعلى وقع بكائنا كان يرقص عسكر فتح ويضحكون ويوزعون الحلوى ، لا استطيع أن اصف مشاعر جند حماس المسجونين والله لا استطيع منهم من نام ومنهم من فزع إلى الصلاة البكاء كان لا يفارق وجوه شبابنا والدعاء والإلحاح والتمني على الله والإقسام عليه كان سيد الموقف.
في تلك الأثناء تم إحضار طعام العشاء وكان مع الطعام بكيت حلويات وقال لنا العسكري وقتها هذه (كنافة) اقشعرت أبداننا وخرج أحد الأسرى عن صمته بعد أن ركل بكيت الحلويات بقدمه وقال له هذا الحلويات يجب أن نوزعها نحن فرحاً باستشهاد قائدنا صيام ولن نأكل ما توزعوه شماتة.
حضر كبار الضباط وكانوا يشاهدون الغضب الذي احتقن في وجوهنا وقال لي المدير ما المشكلة قلت له أبدا لا مشاكل كل ما في الأمر أن أكثر من 800 شهيد وكنافة لا يجتمعان... العلقم الذي عشعش في حلوقنا لا تمحيه كنافة ولا حلويات... المقام مقام حزن لا فرح، قاطعني صارخا ماذا تقول؟ نحن حزينون أكثر منكم أتظنون أننا فرحون لاستشهاد كل هذا العدد ؟!، قلت له لقد سمعت بأذني صوت أحدكم وهو يقول لقد انتقم الله من صيام ونزار وسمعت الشتائم تنهال على الشهداء، فقلت له هذه الشتائم تزيدهم رفعة ، قال هذا عمل فردي وقد حاسبنا من قال ذلك، ضحكت وقلت لهم ألا يكفي كل هذا العدد من الشهداء لإطلاق سراحنا ؟، لماذا نحن هنا ؟!، لم يستطع أن يرد علي وخرج، وقبل خروجه قلت له بلغ المسؤولين إن الله لن يخذل غزة ولن يخذل حماس ولقد زدنا اليوم حباً وعشقاً لحماس، خرجوا وأخرجنا الحلويات وشعرت براحة كبيرة أنا ومن معي بعد هذه التنفيسة التي أراحت صدري وأشعرتني أني قلت شيئا.
أشهد الله على ما قلت وما سأقول الآن، لقد كان يوم استشهاد الشهيدين من أصعاب أيام حياتي وأيام اعتقالي أنا ومن كان معي ومرت أيام قاسية صعبة طويلة مؤلمة علينا أثناء الحرب وما بعد الحرب أثبتنا خلالها أننا الصابرون الصامدون ووقود هذه الحرب القاسية التي اقتدنا لها رغماً عنا وبقينا نردد حتى يومنا هذا هي الحرب هي الحرب.