إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التوابين..1 (توبة يونس عليه السلام)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التوابين..1 (توبة يونس عليه السلام)

    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
    الحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة
    الحمد لله الذى هدانا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله


    أخواتى فى الله
    بفضل الله وعونه جاءتنى فكرة وهى أن نذكر كل يوم قصة من قصص التائبين على أن يكون مصدر هذه القصص موثوق به
    وطبعا لم أجد أفضل من كتاب ابن القيم رحمه الله ((التوابين)) ففكرت أن نعرض كل يوم قصة تائب من هذا الكتاب
    وسنبدأ اليوم باذن الله تعالى ب:

    توبة يونس عليه السلام




    قال إسحاق بن بشر وأخبرنا سعيد عن قتادة عن الحسن أن يونس عليه السلام كان مع نبي من أنبياء بني إسرائيل فأوحى الله إليه أن ابعث يونس إلى أهل نينوى يحذرهم عقوبتي قال فمضى يونس على كره منه وكان رجلا حديدا شديد الغضب قال فأتاهم


    فحذرهم وأنذرهم فكذبوه وردوا عليه نصيحته ورموه بالحجارة وأخرجوه فانصرف عنهم فقال له نبي بني إسرائيل ارجع إلى قومك فرجع إليهم فرموه بالحجارة وأخرجوه فقال له النبي ارجع إلى قومك فرجع فكذبوه وأوعدهم العذاب فقالوا كذبت فلما كذبوه وكفروا بالله وجحدوا كتابه دعا عند ذلك ربه على قومه فقال يا رب إن قومي أبوا إلا الكفر فأنزل عليهم نقمتك فأوحى الله تعالى إليه إني أنزل بقومك العذاب قال فخرج عنهم يونس وأوعدهم العذاب بعد ثلاثة أيام وأخرج أهله وانطلق فصعد جبلا ينظر إلى أهل نينوى ويترقب العذاب فجاءهم العذاب وعاينوه فتابوا إلى الله تعالى فكشف عنهم العذاب فلما رأى ذلك جاءه إبليس فقال يا يونس إنك إن رجعت إلى قومك اتهموك وكذبوك فذهب مغاضبا لقومه فانطلق حتى أتى شاطىء دجلة فركب سفينة فلما توسطت به الماء أوحى الله إليها أن اركدي فركدت السفينة والسفن تمر يمينا وشمالا فقالوا ما بال سفينتكم فقالوا لا ندري قال يونس أنا أدري قالوا فما حالها قال فيها عبد آبق من ربه فلا تسير حتى تلقوه في الماء قالوا ومن هو قال أنا وعرفوه قالوا أما أنت فليس نلقيك والله ما نرجو النجاة منها إلا بك قال فاقترعوا فمن قرع فألقوه في الماء قال فاقترعوا فقرعهم يونس فأبوا أن يلقوه قال فاقترعوا الثانية فقرعهم قال فاقترعوا الثالثة فقرعهم قال ألقوني في الماء


    وفي رواية قال يا قوم اطرحوني في الماء وانجوا فقام القوم فاحتملوه شبه المشفقين عليه فقال ائتوا بي صدر السفينة ففعلوا فلما أشرفوا ليلقوه فإذا الحوت فاتح فاه فلما رأى ذلك قال يا قوم ردوني إلى مؤخر السفينة ففعلوا فلما أشرفوا ذهبوا يطرحونه فاستقبله الحوت فاتحا فاه فلما رأى جوفه وهوله قال يا قوم ردوني إلى وسط السفينة ففعلوا فاستقبله فقال ردوني إلى الجانب الآخر فاستقبه فاتحا فاه ليأخذه فقال اطرحوني وانجوا فلا منجا من الله فطرحوه والتقمه الحوت قبل أن يبلغ الماء وتصوب به رجع الحديث إلى الحسن قال فانطلق به الحوت إلى مسكنه من البحر ثم انطلق به إلى قرار الأرض فطاف به البحار أربعين يوما فسمع يونس تسبيح الحصى وتسبيح الحيتان قال فجعل يسبح ويهلل ويقدس وكان يقول في دعائه سيدي في السماء مسكنك وفي الأرض قدرتك وعجائبك سيدي من الجبال أهبطتني وفي البلاد سيرتني وفي الظلمات الثلاث حبستني إلهي سجنتني بسجن لم تسجن به أحدا قبلي إلهي عاقبتني بعقوبة لم تعاقب بها أحدا قبلي فلما كان تمام أربعين يوما وأصابه الغم فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين الأنبياء 87 قال فسمعت الملائكة بكاءه وعرفوا صوته وبكت الملائكة


    لبكاء يونس وبكت السماء والأرض والحيتان فقال الجبار يا ملائكتي مالي أراكم تبكون قالوا ربنا صوت ضعيف حزين نعرفه في مكان غريب قال ذلك عبدي يونس عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر فقالوا يا رب العبد الصالح الذي كان يصعد له في كل يوم وليلة العمل الصالح الكثير قال ابن عباس قال الله تعالى نعم قال فشفعت له الملائكة والسماوات والأرض فبعث الله تعالى جبريل عليه السلام فقال انطلق إلى الحوت الذي حبست يونس في بطنه فقل له إن لي في عبدي حاجة فانطلق به إلى الموضع الذي ابتلعته فيه فاقذفه به فانطلق جبريل إلى الحوت فأخبره فانطلق الحوت بيونس وهو يقول يا رب استأنست في البحر بتسبيح عبدك واستأنست به دواب البحر وكنت أزكي شيء به وجعلت بطني له مصلى يقدسك فيه فقدست به وما حولي من البحار فتخرجه عني بعد أنس كان به قال الله تعالى إني أقلته عثرته ورحمته فألقه قال فجاء به إلى حيث ابتلعه ببلد على شاطىء دجلة فدنا جبريل من الحوت وقرب فاه من فم الحوت فقال السلام عليك يا يونس رب العزة يقرئك السلام فقال يونس مرحبا بصوت كنت خشيت أن لا أسمعه أبدا مرحبا بصوت كنت أرجوه قريبا من سيدي ثم قال جبريل للحوت اقذف يونس
    بإذن الله الرحمن فقذفه مثل الفرخ الممعوط الذي ليس عليه ريش فاحتضنه جبريل عليه السلام قال الحسن فأنبت الله عليه شجرة من يقطين وهو الدباء فكان لها ظل واسع يستظل به وأمرت أن ترضعه أغصانها فكان يرضع منها كما يرضع الصبي وعن الحسن قال بعث الله إلى يونس وعلة من وعول الجبل يدر ضرعها لبنا حتى جاءت إلى يونس وهو مثل الفرخ ثم ربضت وجعلت ثديها في يونس فكان يمصه كما يمص الصبي فإذا شبع انصرفت فكانت تختلف إليه حتى اشتد ونبت عليه شعره خلقا جديدا ورجع إلى حاله قبل أن يقع في بطن الحوت فمرت به مارة فكسوه كساء فبينا هو ذات يوم نائم إذ أوحى الله إلى الشمس أن احرقي شجرة يونس فأحرقنها فأصابت الشمس جلده فأحرقته فقال يا رب نجيتني من الظلمات ورزقتني ظل شجرة كنت أستظل بها فأحرقتها أفتحرمني يا رب وبكى فأتاه جبريل عليه السلام فقال يا يونس إن الله تعالى يقول أنت زرعتها أم أنت أنبتها قال لا قال فبكاؤك حين تعلم أن الله قد أعطاكها فكيف دعوت على مائة ألف وزيادة عشرين ألفا أردت أن تهلكهم وقال ابن عباس قال له جبريل أتبكي على شجرة أنبتها الله لك


    ولا تبكي على مائة ألف أو يزيدون أردت أن تهلكهم في غداة واحدة فعند ذلك عرف يونس ذنبه واستغفر ربه فغفر له وعن الزهري قال لما قوي يونس كان يخرج من الشجرة يمينا وشمالا فأتى على رجل يصنع الجرار فقال يونس يا عبدالله ما عملك قال أصنع الجرار وأبيعها وأطلب فيها فضل الله فأوحى الله إلى يونس أن قل له يكسر جراره فقال يونس ذلك له فغضب الجرار وقال إنك رجل سوء تأمرني بالفساد وتأمرني أن أكسر شيئا صنعته وعملته ورجوت خيره فأوحى الله إلى يونس ألا ترى إلى هذا الجرار كيف غضب حين أمرته بكسر ما صنع وأنت تأمرني بهلاك قومك فما الذي يشق عليك أن يصلح من قومك مائة ألف أو يزيدون قال الله سبحانه فلولا أنه كان من المسبحين يعني من المصلين من قبل أن تنزل البلية للبث في بطنه إلى يوم يبعثون الصافات 143 قال ابن عباس من كان ذاكرا لله في الرخاء ذكره الله في الشدة واستجاب له ومن يغفل عن الله في الرخاء وذكره في الشدة لم يستجب له وقال الله تعالى وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فقال الله عز وجل فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك
    ننجي المؤمنين الأنبياء 87 يقول الله تعالى كذلك نفعل بالصالحين إذا وقعوا في الخطيئة ثم تابوا إلي قبلت منهم قال ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا أخي يونس بهذه الدعوة في الظلمات فأنجاه الله فلا يدعو بها مؤمن مكروب إلا كشف الله عز وجل ذلك عنه إنها عدة من الله لا خلف لها
    فضلا وليس أمرا قل:
    سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر
    سبحان الله وبحمده..سبحان الله العظيم
    دعــاء جميـــل.. سمعته من الشيخ(محمد حسان)....رائــــــــــــــع..
يعمل...
X