مجالسنا وآفة اللسان الخطيرة
كثير ما أصبحنا نرتاد المجالس النسائية و الإجتماعات العائلية
وجلسات الصديقات مع بعضهن البعض
ونتناول فيها الأحاديث والمزاح والثرثرة ونخرج منها
ونحن نشعر بسعادة غامرة
وننتظر اللقاء الثانى بشوق وترقب
ولكننا لا نحاسب أنفسنا بما تفوهنا وتناولنا من أعراض الناس
ولا نحاسب أنفسنا على الوقت الضائع
الذى يذهب هباء وسدى بل يذهب وهو محمل بالسيئات والآثام
ما أشد غفلتنا وما أكبر تقصيرنا فى هذا الوقت الذى نحن محاسبون على كل دقيقة فيه
ونضيعه فى مجالس نسود صفحاتها بلمز الأخرين وانتهاك أعراضهم وحرماتهم
وآفة هذه المجالس ومرضها الخطير هى الغيبة
وهى ما سأتناوله فى موضوعى إن شاء الله
فالغيبة هى ذكر أختك بما تكره
فإن كان فيها فقد اغتبتها وإن لم يكن فقد افتريتى عليها وبهتها
وفى الحالتين الأمر جد خطير
ولقد بين الله الغبية فى الأية الكريمة
كأنها أكل لحوم الميت
انظرى أخيتى إلى هذا الوصف كأنك تأكلين لحم أختك
وأنتى تتكلمى عنها وتقعى فى عرضها
لقد بين الله فى هذا الوصف قبح الغيبة وفاعلها بهذا التشبيه
فهل هناك أبشع من أكل لحم الميت من البشر؟!!!
والغيبة قد تكون فى البدن أوالنسب أو الخلق أو الفعل
أو القول أو الدين والدنيا
وحتى فى الثوب أو الدابة أو الدار وحتى فى الإشارة أو حديث القلب
فعن عائشة رضى الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله ،
إن صفية امرأة وقالت بيدها هكذا ! كأنها تعني : قصيرة ،
فقال : لقد مزجت بكلمة لو مزج بها ماء البحر لمزج "
حسن صحيح
إذا يا أخيتى الغيبة أمر عظيم يقع منا ونحن لا ندرى بما فعلنا بأنفسنا وبما قدمنا للآخرين
نعم يا أخيتى الحبيبة فلو سألنا انفسنا لماذا نغتاب أختنا أو صديقتنا أو جارتنا ....
فإن كان الجواب
أن ذلك كان شفاء للغيظ إذ جرى منها سببا أغضبنا فأردنا أن نشفى غيظنا
فلنتذكر أن الله ربما يمضى غضبه علينا بسبب الغيبة إذ نهانا عنها فنحترس ونزجر اللسان.
وإن كان الجواب
مجاملة لرفيقات المجلس ومساعدتهم على الكلام
فلنتذكر أن الله يغضب علينا إذ طلبنا سخطه فى رضاء المخلوقين فكيف نرضى لأنفسنا أن نغضبه ونوقر غيره فنترك رضاه لرضاهم إلا أن يكون غضبا لله عزوجل
وإن كان لعب وهزل وتمضية الوقت بالضحك وذكر لعيوب الأخرين
فلنذكر عيوبنا وما نحن عليه ولو عرفنا أحوالنا لكنا أولى أن نضحك على أنفسنا
وإن كان
لذكر عيب عافنا الله منه
فتلك نعمة وليش من الشكر أن نلطخ سمعة الآخرين بل نستغفر لهم وأن نحمد الله الذى عافانا مما ابتلى منه غيرنا
هذا ما فعلنا بأنفسنا أما ما قدمناه لغيرنا
أما علمت يا أخية أنك عندما تغتابى أحد إنما توردين لها حسناتك وتقدمينها بطبق من ذهب
فإن لم تكن لديك حسنات فإنك تأخذين من سيئاتها
قال أحدهم لعالم بلغنى أنك اغتبتنى فقال لم يصل تقديرى لك أن أوثرك بحسناتى
ما الحل؟؟!!
الحل يكمن من البداية فى الصمت
نعم الصمت
سألتنى طفلتى ذات مرة أمى لم خلق الله لنا أذنان وفم واحد
أجبتها لكى نسمع كثيرا ونتكلم قليلا
أرشدتنى طفلتى حينها إلى الحل
الحل الذى يكمن في
قوله صلى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت " حديث صحيح
إذا هى معادلة بسيطة جدا إما أن تفوه بالكلمة الطيبة الصادقة الهادفة أو لنصمت
كان أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه:
يضع حصاة في فيه يمنع بها نفسه عن الكلام،
وكان يشير إلى لسانه ويقول: هذا الذي أوردني الموارد
وقال طاوس: لساني سبع إن أرسلته أكلني.
وقال الحسن ما عقل دينه من يحفظ لسانه
إذا فلنحفظ ألستنا وليكن نطقنا ذكرا وكلم طيب
"إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه" فاطر
إليك أختى المستمعة
لا يقل دورك أختى المستمعة أو المستمتعة بهذا الحديث
عن من اغتابت فى المجلس إن كنت سمعتِ وسكتِ
لأنك تشتركين فى آكل لحم أخت لك
فالمستمع لا يخرج من إثم الغيبة إلى أن ينكر بلسانه أو قلبه إن خاف
وإن قدرت على القيام أو منع الكلام فهذا هو الصواب والحق
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة "حيث حسن رواه الترمذى
باب التوبة ما زال مفتوحا
قد تكلم الناس هل تجوز التوبة من غير أن يستحل صاحبه قال بعضهم يجوز وقال البعض لا يجوز ما لم يستحل من صاحبه
قال الفقيه السمر قندى هو عندنا على وجهين إن كان ذلك القول قد بلغ الذى اغتابه فتوبته أن يستحل منه وإن لم يبلغ فليستغفر الله تعالى
فإن كانت أختك علمت بغيبتك لها فعليك أن تطلبى مسامحتها
وإن لم تعلم بذلك فعليك الإستغفار لها وذكرها بالخير فى المجالس
الحل العملى
قد تتسائل أخت كريمةأريد أن أتخلص من الغيبة فكيف السبيل ؟؟!
أورد إليك قصة عالم قرر أن يصوم كلما اغتاب أحد وبقى على وفائه بهذا النذر إلى أن أرهقه الصوم مع بقاء العلة كما هى
فأحس العالم أن جرعة الدواء غير كافية فقرر أن يستعمل دواء أجدى
قرر أن يتصدق على مسكين كلما اغتاب أحدهم ولأنه وضع نفسه أمام خيار صعب
فالنفس تحب المال حبا جما وهى أيضا تحب الغيبة فعليها الإختيار ونجح الرجل فى الإمتحان وترك الغيبة
لذا علينا محاسبة أنفسنا ووضع العقاب الذى ينهاها ويزجرها
وكل واحدة أعلم بنفسها وما تحبه
فلنبدأ من الأن أخواتى الكريمات ونضع العقاب لأنفسنا فى الدينا
قبل أن يأتى يوما يوضع لنا عقاب صعب ولا ينفع الندم حينئذ
همسة أخيرة
أخواتى كلنا بشر نخطئ ولقد ترددت فى كتابة هذا الموضوع
لكننى قررت كتابته
حتى أرغم هذه النفس الأمارة على الرجوع إلى طريق الحق والصواب
وأسأل الله أن يعيينى وإياكم بتنفيذ ما كتبت
ويجعلنا ممن يفعلون ما يقولون
وأنتِ يا أخيتى
يا من قرأت الموضوع قد علمت أن الأمر جد خطير
فلنبدأ بأنفسنا
ونغير مجالسنا
ونجعلها مجالس دعوية نتذاكر فيها آيات الذكر الحكيم
وتناول سيرة المصطفى
ونتاول القصص المفيدة وأحوال الصحابة والتابعين و
نثقف أنفسنا بالقراءة ونسمو بأنفسنا
ونكن دعاة نيير المدى حتى فى مجالسنا الإجتماعية
لنبتغى مرضاة الله عز وجل
كثير ما أصبحنا نرتاد المجالس النسائية و الإجتماعات العائلية
وجلسات الصديقات مع بعضهن البعض
ونتناول فيها الأحاديث والمزاح والثرثرة ونخرج منها
ونحن نشعر بسعادة غامرة
وننتظر اللقاء الثانى بشوق وترقب
ولكننا لا نحاسب أنفسنا بما تفوهنا وتناولنا من أعراض الناس
ولا نحاسب أنفسنا على الوقت الضائع
الذى يذهب هباء وسدى بل يذهب وهو محمل بالسيئات والآثام
ما أشد غفلتنا وما أكبر تقصيرنا فى هذا الوقت الذى نحن محاسبون على كل دقيقة فيه
ونضيعه فى مجالس نسود صفحاتها بلمز الأخرين وانتهاك أعراضهم وحرماتهم
وآفة هذه المجالس ومرضها الخطير هى الغيبة
وهى ما سأتناوله فى موضوعى إن شاء الله
فالغيبة هى ذكر أختك بما تكره
فإن كان فيها فقد اغتبتها وإن لم يكن فقد افتريتى عليها وبهتها
وفى الحالتين الأمر جد خطير
ولقد بين الله الغبية فى الأية الكريمة
كأنها أكل لحوم الميت
انظرى أخيتى إلى هذا الوصف كأنك تأكلين لحم أختك
وأنتى تتكلمى عنها وتقعى فى عرضها
لقد بين الله فى هذا الوصف قبح الغيبة وفاعلها بهذا التشبيه
فهل هناك أبشع من أكل لحم الميت من البشر؟!!!
والغيبة قد تكون فى البدن أوالنسب أو الخلق أو الفعل
أو القول أو الدين والدنيا
وحتى فى الثوب أو الدابة أو الدار وحتى فى الإشارة أو حديث القلب
فعن عائشة رضى الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله ،
إن صفية امرأة وقالت بيدها هكذا ! كأنها تعني : قصيرة ،
فقال : لقد مزجت بكلمة لو مزج بها ماء البحر لمزج "
حسن صحيح
إذا يا أخيتى الغيبة أمر عظيم يقع منا ونحن لا ندرى بما فعلنا بأنفسنا وبما قدمنا للآخرين
نعم يا أخيتى الحبيبة فلو سألنا انفسنا لماذا نغتاب أختنا أو صديقتنا أو جارتنا ....
فإن كان الجواب
أن ذلك كان شفاء للغيظ إذ جرى منها سببا أغضبنا فأردنا أن نشفى غيظنا
فلنتذكر أن الله ربما يمضى غضبه علينا بسبب الغيبة إذ نهانا عنها فنحترس ونزجر اللسان.
وإن كان الجواب
مجاملة لرفيقات المجلس ومساعدتهم على الكلام
فلنتذكر أن الله يغضب علينا إذ طلبنا سخطه فى رضاء المخلوقين فكيف نرضى لأنفسنا أن نغضبه ونوقر غيره فنترك رضاه لرضاهم إلا أن يكون غضبا لله عزوجل
وإن كان لعب وهزل وتمضية الوقت بالضحك وذكر لعيوب الأخرين
فلنذكر عيوبنا وما نحن عليه ولو عرفنا أحوالنا لكنا أولى أن نضحك على أنفسنا
وإن كان
لذكر عيب عافنا الله منه
فتلك نعمة وليش من الشكر أن نلطخ سمعة الآخرين بل نستغفر لهم وأن نحمد الله الذى عافانا مما ابتلى منه غيرنا
هذا ما فعلنا بأنفسنا أما ما قدمناه لغيرنا
أما علمت يا أخية أنك عندما تغتابى أحد إنما توردين لها حسناتك وتقدمينها بطبق من ذهب
فإن لم تكن لديك حسنات فإنك تأخذين من سيئاتها
قال أحدهم لعالم بلغنى أنك اغتبتنى فقال لم يصل تقديرى لك أن أوثرك بحسناتى
ما الحل؟؟!!
الحل يكمن من البداية فى الصمت
نعم الصمت
سألتنى طفلتى ذات مرة أمى لم خلق الله لنا أذنان وفم واحد
أجبتها لكى نسمع كثيرا ونتكلم قليلا
أرشدتنى طفلتى حينها إلى الحل
الحل الذى يكمن في
قوله صلى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت " حديث صحيح
إذا هى معادلة بسيطة جدا إما أن تفوه بالكلمة الطيبة الصادقة الهادفة أو لنصمت
كان أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه:
يضع حصاة في فيه يمنع بها نفسه عن الكلام،
وكان يشير إلى لسانه ويقول: هذا الذي أوردني الموارد
وقال طاوس: لساني سبع إن أرسلته أكلني.
وقال الحسن ما عقل دينه من يحفظ لسانه
إذا فلنحفظ ألستنا وليكن نطقنا ذكرا وكلم طيب
"إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه" فاطر
إليك أختى المستمعة
لا يقل دورك أختى المستمعة أو المستمتعة بهذا الحديث
عن من اغتابت فى المجلس إن كنت سمعتِ وسكتِ
لأنك تشتركين فى آكل لحم أخت لك
فالمستمع لا يخرج من إثم الغيبة إلى أن ينكر بلسانه أو قلبه إن خاف
وإن قدرت على القيام أو منع الكلام فهذا هو الصواب والحق
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة "حيث حسن رواه الترمذى
باب التوبة ما زال مفتوحا
قد تكلم الناس هل تجوز التوبة من غير أن يستحل صاحبه قال بعضهم يجوز وقال البعض لا يجوز ما لم يستحل من صاحبه
قال الفقيه السمر قندى هو عندنا على وجهين إن كان ذلك القول قد بلغ الذى اغتابه فتوبته أن يستحل منه وإن لم يبلغ فليستغفر الله تعالى
فإن كانت أختك علمت بغيبتك لها فعليك أن تطلبى مسامحتها
وإن لم تعلم بذلك فعليك الإستغفار لها وذكرها بالخير فى المجالس
الحل العملى
قد تتسائل أخت كريمةأريد أن أتخلص من الغيبة فكيف السبيل ؟؟!
أورد إليك قصة عالم قرر أن يصوم كلما اغتاب أحد وبقى على وفائه بهذا النذر إلى أن أرهقه الصوم مع بقاء العلة كما هى
فأحس العالم أن جرعة الدواء غير كافية فقرر أن يستعمل دواء أجدى
قرر أن يتصدق على مسكين كلما اغتاب أحدهم ولأنه وضع نفسه أمام خيار صعب
فالنفس تحب المال حبا جما وهى أيضا تحب الغيبة فعليها الإختيار ونجح الرجل فى الإمتحان وترك الغيبة
لذا علينا محاسبة أنفسنا ووضع العقاب الذى ينهاها ويزجرها
وكل واحدة أعلم بنفسها وما تحبه
فلنبدأ من الأن أخواتى الكريمات ونضع العقاب لأنفسنا فى الدينا
قبل أن يأتى يوما يوضع لنا عقاب صعب ولا ينفع الندم حينئذ
همسة أخيرة
أخواتى كلنا بشر نخطئ ولقد ترددت فى كتابة هذا الموضوع
لكننى قررت كتابته
حتى أرغم هذه النفس الأمارة على الرجوع إلى طريق الحق والصواب
وأسأل الله أن يعيينى وإياكم بتنفيذ ما كتبت
ويجعلنا ممن يفعلون ما يقولون
وأنتِ يا أخيتى
يا من قرأت الموضوع قد علمت أن الأمر جد خطير
فلنبدأ بأنفسنا
ونغير مجالسنا
ونجعلها مجالس دعوية نتذاكر فيها آيات الذكر الحكيم
وتناول سيرة المصطفى
ونتاول القصص المفيدة وأحوال الصحابة والتابعين و
نثقف أنفسنا بالقراءة ونسمو بأنفسنا
ونكن دعاة نيير المدى حتى فى مجالسنا الإجتماعية
لنبتغى مرضاة الله عز وجل
تعليق