إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فوائد منتقاة من كتاب الداء والدواء للإمام ابن القيم رحمه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فوائد منتقاة من كتاب الداء والدواء للإمام ابن القيم رحمه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم

    [الداءُ والدواءُ ]

    ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ﴾

    قال ابن القيم :
    ( و من" هنا لبيان الجنس لا للتبعيض، فإن القرآن كله شفاء، كما قال في الآية المتقدمة، فهو شفاء للقلوب من داء الجهل والشك والريب، فلمينزل الله سبحانه من السماء شفاءً قط أعم ولا أنفع ولا أعظم ولا أنجع في إزالة الداء من القرآن )

    [الداءُ والدواءُ صـ ٣٧]

    قال ابن القيم :
    ( ولو أحسن العبد التداوي بالفاتحة، لرأى لها تأثيرًا عجيبا في الشفاء.
    ومكثت بمكة مدة يعتريني أدواءٌ ولا أجد طبيبًا ولا دواءً، فكنت أعالج نفسي بالفاتحة، فأرى لها تأثيرًا عجيبًا، فكنتُ أصف ذلك لمن يشتكي ألمًا، وكان كثير منهم يبرأ سريعًا )

    [الداءُ والدواءُ صـ ٣٩]

    قال ابن القيم :
    ( الأذكار والآيات والأدعية التي يستشفى بها ويرقى بها، هي في نفسها نافعة شافية، ولكن تستدعي قبول المحلِّ، وقوة همة الفاعل وتأثيره،فمتى تخلف الشفاء كان لضعف تأثيرِ الفاعل، أو لعدم قبول المُنفَعِلِ، أو لمانع قوي فيه يمنع أن ينجع فيه الدواء )

    [الداءُ والدواءُ صـ ٣٩]

    قال ابن القيم عن أوقات الإجابة:
    ( وهي: الثلث الأخير من الليل، وعند الأذان، وبين الأذان والإقامة، وأدبار الصلوات المكتوبات، وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تُقضى الصلاة، وآخرُ ساعة بعد العصر من ذلك اليوم )

    [الداءُ والدواءُ صـ ٤٨]

    قال ابن مسعود :
    ( ما كُرِبَ نبيٌّ من الإنبياءِ، إلا استغاث بالتَّسْبِيحِ)

    [الداءُ والدواءُ صـ ٥٤]

    قال ابن القيم :
    ( وكثيرًا ما نجدُ أدعية دعا بها قوم فاستُجيب لهم، فيكون قد اقترن بالدعاء ضرورةُ صاحبه وإقباله على الله، أو حسنةٌ تقدمت منه جعل الله سبحانه إجابة دعوته شكرًا لحسنته، أو صادف وقت إجابة، ونحو ذلك، فأجيبت دعوته، فيظن الظَانُّ أن السِّرَّ في لفظ ذلك الدعاءُ فيأخُذُه مجرَّدًا عن تلك الأمور التي قارَنَته من ذلك الداعي )

    [الداءُ والدواءُ صـ ٥٦]

    قال ابن القيم :
    ( والأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح، والسلاح بضاربه، لا بحده فقط، فمتى كان السلاح سلاحًا تامًا لا آفة به، والسَّاعدُ ساعِدُ قويٍّ، والمانع مفقودٌ؛ حصلت به النكاية في العدوِّ، ومتى تخلَّف واحد من هذه الثلاثة تخلَّفَ التَّأثيرُ )

    [الداءُ والدواءُ صـ ٥٧]

    وكان عمر رضي الله عنه يستنصر به -أي الدعاء-على عدوه، وكان أعظم جنديه،وكان يقول لأصحابه:
    (لستُمْ تُنصرُونَ بكثرةٍ، وإنما تنصرون من السماء)

    [الداءُ والدواءُ صـ ٦٠]

    قال ابن القيم :
    ( فالتَّاريخُ تَفْصيلٌ لجُزْئِيَّاتِ ما عَرَّفنا الله ورسولُهُ من الأسبابِ الكُلِّيَّةِ للخيرِ والشَّرِّ )

    [الداءُ والدواءُ صـ ٦٦]

    قال ابن القيم عند قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَغفِرُ الذُّنوبَ جَميعًا﴾

    ( ولا خلاف أن هذه الآية في حق التائِبين )

    [الداءُ والدواءُ صـ٧٠ ]

    قال ابن القيم رحمه الله بعد أن ذكر حديث ( ما ظنُّ مُحمَّدٍ بربه، لو لقي الله وهذِهِ عِنْدَهُ ):

    ( فيالله! ما ظن أصحاب الكبائر والظلمة بالله إذا لقوه، ومظالم العباد عندهُمْ)

    [الداءُ والدواءُ صـ ٧٦]

    قال ابن القيم :
    ( فَالعَالِمُ يَضَعُ الرَّجاءَ مواضعَه، والجَاهِلُ المُغْتَرُّ يَضَعُهُ فِي غَيْرِ مَوَاضِعِهِ.)

    [الداءُ والدواءُ صـ ٧٨]

    قال الحسن البصري:
    ( إن قومًا ألهتهم أمانيُّ المغفرةِ حتى خرجوا من الدنيا بغير توبةٍ، يقول أحدهم: لأني أُحسنُ الظَّنَّ بِرَبِّي، وكَذَبَ، لو أحسن الظَّنَّ لأحسن العَمَلَ )

    [الداءُ والدواءُ صـ ٧٩]

    قال ابن القيم :
    ( وسمعت شيخ الإسلام يقول: كما أن خير الناس الأنبياء، فشَرُّ الناس من تشبَّه بهم من الكذابين، وادعى أنه منهم، وليس منهم.
    فخير الناس بعدهم العلماء والشهداء والمتصدقون المخلصون، وشَرُّ الناس من تشبَّهَ بهم، يُوهِمُ أنه منهم، وليس منهُمْ )

    [الداءُ والدواءُ صـ٩٥]

    قال بعض السلف :
    ( إذا رأيتَ الله يُتَابعُ نِعَمَهُ عليك، وأنت مقيمٌ على مَعَاصِيِهِ؛ فاحْذَرْهُ، فإِنما هُوَ اسْتِدْرَاجٌ مِنْهُ، يَسْتَدْرِجُكَ بِهِ )

    [الداءُ والدواءُ صـ ٩٨]

    قال ابن القيم :
    (ومما ينبغي أن يعلم أنّ من رجا شيئًا استلزم رجاؤُهُ أمورًا:
    أحدها: محبة ما يرجوه.
    الثاني: خوفه من فواته.
    الثالث: سعيه في تحصيله بحسب الإمكان.

    وأما رجاءٌ لا يقارنه شيء من ذلك، فهو من باب الأماني! والرجاء شيء، والأماني شيء آخر. فكلُّ راجٍ خائفٌ، والسائر على الطريق إذا خاف أسرَعَ السيرَ مخافةَ الفوات. )

    [الداءُ والدواءُ صـ ١٠٧]

    قال ابن القيم :
    ( مَنْ تَأَمَّلَ أَحْوَالَ الصَّحَابَةِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - وَجَدَهُمْ فِي غَايَةِ الْعَمَلِ مَعَ غَايَةِ الْخَوْفِ، وَنَحْنُ جَمِيعًا بَيْنَ التَّقْصِيرِ، بَلِ التَّفْرِيطِ وَالْأَمْنِ

    فَهَذَا الصِّدِّيقُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَقُولُ: وَدِدْتُ أَنِّي شَعْرَةٌ فِي جَنْبِ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ، ذَكَرَهُ أَحْمَدُ عَنْهُ.

    وَذَكَرَ عَنْهُ أَيْضًا أَنَّهُ كَانَ يَمْسِكُ بِلِسَانِهِ وَيَقُولُ: هَذَا الَّذِي أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ )

    [الداءُ والدواءُ صـ ١٠٨]

    قال ابن القيم :
    ( وَهَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَرَأَ سُورَةَ الطُّورِ إِلَى أَنْ بَلَغَ: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ} فَبَكَى وَاشْتَدَّ بُكَاؤُهُ حَتَّى مَرِضَ وَعَادُوهُ )

    [الداءُ والدواءُ صـ ١١٠]

    قال علي بن أبي طالب:
    ( يأتي على الناس زمان لا يبقى من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه، مساجدهم يومئذ عامرة، وهي خراب من الهدى، علماؤهم شرُّمن تحت أديم السماء، منهم خرجتِ الفتنة وفيهم تعود )

    [الداءُ والدواءُ صـ ١٢١]

    ( وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَمْرٍو الصَّنْعَانِيِّ قَالَ: أَوْحَى اللَّهُ إِلَى يُوشَعَ بْنِ نُونٍ: إِنِّي مُهْلِكٌ مِنْ قَوْمِكَ أَرْبَعِينَ أَلْفًا مِنْ خِيَارِهِمْ، وَسِتِّينَأَلْفًا مِنْ شِرَارِهِمْ، قَالَ: يَا رَبِّ، هَؤُلَاءِ الْأَشْرَارُ، فَمَا بَالُ الْأَخْيَارِ؟ قَالَ: لَمْ يَغْضَبُوا لِغَضَبِي، وَكَانُوا يُؤَاكِلُونَهُمْ وَيُشَارِبُونَهُمْ )

    [الداءُ والدواءُ صـ١٢٤]

    ( وَذَكَرَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ صَفِيَّةَ، قَالَتْ: زُلْزِلَتِ الْمَدِينَةُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَا هَذَا؟ مَا أَسْرَعَ مَا أَحْدَثْتُمْ، لَئِنْ عَادَتْ لَا أُسَاكِنُكُمْ فِيهَا )

    [الداءُ والدواءُ صـ١٢٦]

    قال الحسن:
    ( إِنَّ الْفِتْنَةَ وَاللَّهِ مَا هِيَ إِلَّا عُقُوبَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى النَّاسِ )

    [الداءُ والدواءُ صـ١٢٩]

    ( ذَكَرَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ قَالَ: أَوْحَى اللَّهُ إِلَى بَعْضِ الْأَنْبِيَاءِ: إِذَا عَصَانِي مَنْ يَعْرِفُنِي سَلَّطْتُ عَلَيْهِ مَنْ لَا يَعْرِفُنِي )

    [الداءُ والدواءُ صـ١٣١]

    قال العمري الزاهد:
    ( مـن ترك الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، مخافةً من المخلوقين، نُزعت مِنهُ الطاعةُ، ولو أمر ولدهُ أو بَعْضَ مَوَالِيهِ لاسْتخف بحقِّهِ )

    [ الداء والدواء صـ ١٣٣ ]

    قال بعضُ السلف:
    ( الْمَعَاصِي بَرِيدُ الْكُفْرِ، كَمَا أَنَّ الْقُبْلَةَ بَرِيدُ الْجِمَاعِ، وَالْغِنَاءُ بَرِيدُ الزِّنَا، وَالنَّظَرُ بَرِيدُ الْعِشْقِ، وَالْمَرَضُ بَرِيدُ الْمَوْتِ )

    [الداءُ والدواءُ صـ ١٣٧]

    قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ:

    (لَا تَنْظُرْ إِلَى صِغَرِ الْخَطِيئَةِ وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى مَنْ عَصَيْتَ )

    [الداءُ والدواءُ صـ١٣٨]

    قال الفضيلُ بنُ عِيَاضٍ :
    ( بِقَدْرِ مَا يَصْغَرُ الذَّنْبُ عِنْدَكَ يَعْظُمُ عِنْدَ اللَّهِ، وَبِقَدْرِ مَا يَعْظُمُ عِنْدَكَ يَصْغَرُ عِنْدَ اللَّهِ.)

    [الداءُ والدواءُ صـ١٣٨]

    قال ابن القيم :
    ( لِلذَّنْبِ نَقْدًا مُعَجَّلًا لَا يَتَأَخَّرُ عَنْهُ، قَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصِيبُ الذَّنْبَ فِي السِّرِّ فَيُصْبِحُ وَعَلَيْهِ مَذَلَّتُهُ )

    [الداءُ والدواءُ صـ١٤٢]

    قال ذو النون :
    ( مَنْ خَانَ اللَّهَ فِي السِّرِّ هَتَكَ اللَّهُ سِتْرَهُ فِي الْعَلَانِيَةِ )

    [الداءُ والدواءُ صـ١٤٣]

    ( لَمَّا جَلَسَ الْإِمَامُ الشَّافِعِيُّ بَيْنَ يَدَيْ مَالِكٍ وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَعْجَبَهُ مَا رَأَى مِنْ وُفُورِ فِطْنَتِهِ، وَتَوَقُّدِ ذَكَائِهِ، وَكَمَالِ فَهْمِهِ، فَقَالَ: إِنِّي أَرَى اللَّهَ قَدْ أَلْقَى عَلَى قَلْبِكَ نُورًا، فَلَا تُطْفِئْهُ بِظُلْمَةِ الْمَعْصِيَةِ )

    [الداءُ والدواءُ صـ١٤٤]

    قال ابن القيم :
    ( ما استجلب زرق الله بمثلِ تركِ المعاصي )

    [الداءُ والدواءُ صـ١٤٤]

    قال بعض السلف :
    ( إِنَّ مِنْ عُقُوبَةِ السَّيِّئَةِ السَّيِّئَةُ بَعْدَهَا، وَإِنَّ مِنْ ثَوَابِ الْحَسَنَةِ الْحَسَنَةُ بَعْدَهَا )

    [الداءُ والدواءُ صـ١٥٠]لابن القيم

    قال ابن القيم لما تحدث عن آثار المعاصي :
    ( ومنها: أَنَّهُ يَنْسَلِخُ مِنَ الْقَلْبِ اسْتِقْبَاحُهَا، فَتَصِيرُ لَهُ عَادَةً، فَلَا يَسْتَقْبِحُ مِنْ نَفْسِهِ رُؤْيَةَ النَّاسِ لَهُ، وَلَا كَلَامَهُمْ فِيهِ )

    [الداءُ والدواءُ صـ١٥٣]

    قال ابن القيم :
    ( وَإِذَا هَانَ الْعَبْدُ عَلَى اللَّهِ لَمْ يُكْرِمْهُ أَحَدٌ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ}

    وَإِنْ عَظَّمَهُمُ النَّاسُ فِي الظَّاهِرِ لِحَاجَتِهِمْ إِلَيْهِمْ أَوْ خَوْفًا مِنْ شَرِّهِمْ، فَهُمْ فِي قُلُوبِهِمْ أَحْقَرُ شَيْءٍ وَأَهْوَنُهُ )

    [الداءُ والدواءُ صـ١٥٥]لابن القيم

    ﴿كَلّا بَل رانَ عَلى قُلوبِهِم ما كانوا يَكسِبونَ﴾

    قال بعض السلف :
    ( هو الذنب بعد الذنب )

    [الداءُ والدواءُ صـ ]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    ( وَالَّذِي يَفُوتُهُ بِالْمَعْصِيَةِ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ أَضْعَافُ مَا يَحْصُلُ لَهُ مِنَ السُّرُورِ وَاللَّذَّةِ بِهَا، فَهَلْ يُقْدِمُ عَلَى الِاسْتِهَانَةِ بِذَلِكَ كُلِّهِ، وَالِاسْتِخْفَافِ بِهِ ذُو عَقْلٍ سَلِيمٍ )

    [الداءُ والدواءُ صـ١٥٨]

    قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}

    قَالَ: هُوَ الذَّنْبُ بَعْدَ الذَّنْبِ

    [الداءُ والدواءُ صـ١٥٩]لابن القيم

    قَالَ مُجَاهِدٌ:
    ( إِذَا وَلِيَ الظَّالِمُ سَعَى بِالظُّلْمِ وَالْفَسَادِ فَيَحْبِسُ اللَّهُ بِذَلِكَ الْقَطْرَ، فَيَهْلِكُ الْحَرْثُ وَالنَّسْلُ، وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ، ثُمَّ قَرَأَ: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّوَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} )

    [الداءُ والدواءُ صـ١٧٣]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    ( وكثير من هذه الآفات أحدثها الله سبحانه وتعالى بما أحدث العباد من الذنوب.
    وأخبرني جماعة من شيوخ الصحراء أنهم كانوا يعهدون الثمار أكبر مما هي الآن، وكثير من هذه الآفات التي تصيبها لم يكونوا يعرفونها،وإنما حدثت من قرب )

    [الداءُ والدواءُ صـ١٧٥]لابن القيم

    قال الإمام ابن القيم :
    ( أشرف الناس وأعلاهم همة أشدهم غيرة على نفسه وخاصته وعموم الناس، ولهذا كان النبي ﷺ أغيرَ الخلق على الأمة، والله سبحانه أشد غيرة منه، كما ثبت في الصحيح عنه ﷺ أنه قال: أتعجبون من غيرة سعد؟ لأنا أغير منه، والله أغير مني )

    [الداءُ والدواءُ صـ ]لابن القيم

    ( والله سبحانه - مع شدة غيرته - يحب أن يعتذر إليه عبده، ويقبل عذر من اعتذر إليه، وأنه لا يؤاخذ عبيده بارتكاب ما يغار من ارتكابه حتىيعذر إليهم، ولأجل ذلك أرسل رسله وأنزل كتبه إعذارا وإنذارا، وهذا غاية المجد والإحسان، ونهاية الكمال )

    [الداءُ والدواءُ صـ١٧٩]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    ( وقد صح عن النبي ﷺ أنه قال: «إن من الغيرة ما يحبها الله، ومنها ما يبغضها الله، فالتي يبغضها الله الغيرة من غير ريبة» وذكر الحديث.
    وإنما الممدوح اقترانُ الغيرة بالعذر، فيغار في محل الغيرة، ويعذر في موضع العذر، ومن كان هكذا فهو الممدوح حقا )

    [الداءُ والدواءُ صـ١٨٠]لابن القيم

    ( فَالْغَيُورُ قَدْ وَافَقَ رَبَّهُ سُبْحَانَهُ فِي صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِهِ

    وَمَنْ وَافَقَ اللَّهَ فِي صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِهِ قَادَتْهُ تِلْكَ الصِّفَةُ إِلَيْهِ بِزِمَامِهِ، وَأَدْخَلَتْهُ عَلَى رَبِّهِ، وَأَدْنَتْهُ مِنْهُ، وَقَرَّبَتْهُ مِنْ رَحْمَتِهِ، وَصَيَّرَتْهُ مَحْبُوبًا )

    [الداءُ والدواءُ صـ١٨٠]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    ( عَلَى قَدْرِ مَحَبَّةِ الْعَبْدِ لِلَّهِ يُحِبُّهُ النَّاسُ، وَعَلَى قَدْرِ خَوْفِهِ مِنَ اللَّهِ يَخَافُهُ الْخَلْقُ، وَعَلَى قَدْرِ تَعْظِيمِهِ لِلَّهِ وَحُرُمَاتِهِ يُعَظِّمُهُ النَّاسُ، وَكَيْفَ يَنْتَهِكُ عَبْدٌ حُرُمَاتِ اللَّهِ )

    [الداءُ والدواءُ صـ١٨٧]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    ( الذنب إما يميت القلب، أو يمرضه مرضا مخوفًا، أو يضعف قوته ولا بد حتى ينتهي ضعفه إلى الأشياء الثمانية التي استعاذ منها النبيﷺ وهي: « الهم، والحزن، والعجز، والكسل، والجبن، والبخل، وضلع الدين، وغلبة الرجال»)

    [الداءُ والدواءُ صـ١٩٥]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    ( فكل من أحب شيئا غير الله عذب به ثلاث مرات في هذه الدار، فهو يعذب به قبل حصوله حتى يحصل، فإذا حصل عذب به حال حصولهبالخوف من سلبه وفواته، والتنغيص والتنكيد عليه، وأنواع من العذاب في هذه المعارضات، فإذا سلبه اشتد عليه عذابه، فهذه ثلاثة أنواع من العذاب في هذه الدار )

    [الداءُ والدواءُ صـ٢٠٣]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    (ومن أعظم نعم الله على العبد: أن يرفع له بين العالمين ذكره، ويعلي قدره، ولهذا خص أنبياءه ورسله من ذلك بما ليس لغيرهم، كما قال تعالى:﴿وَاذكُر عِبادَنا إِبراهيمَ وَإِسحاقَ وَيَعقوبَ أُولِي الأَيدي وَالأَبصارِ ۝ إِنّا أَخلَصناهُم بِخالِصَةٍ ذِكرَى الدّارِ﴾)

    [الداءُ والدواءُ صـ٢١١]لابن القيم

    ﴿وَإِذ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدوا لِآدَمَ فَسَجَدوا إِلّا إِبليسَ كانَ مِنَ الجِنِّ فَفَسَقَ عَن أَمرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَولِياءَ مِن دوني وَهُم لَكُم عَدُوٌّ بِئسَ لِلظّالِمينَ بَدَلًا﴾ [الكهف: ٥٠]

    قال ابن القيم بعد كلامه عن هذه الآية :
    ( ويشبه أن يكون تحت هذا الخطاب نوع من العتاب لطيفٌ عجيبٌ: وهو أني عاديت إبليس إذ لم يسجد لأبيكم آدم مع ملائكتي فكانت معاداته لأجلكم، ثم كان عَاقِبَةُ هذه المعاداة أن عقدتم بينكم وبينه عقد المصالحة )

    [الداءُ والدواءُ صـ٢٢٠]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    ( وَلَيْسَتْ سَعَةُ الرِّزْقِ وَالْعَمَلِ بِكَثْرَتِهِ، وَلَا طُولُ الْعُمُرِ بِكَثْرَةِ الشُّهُورِ وَالْأَعْوَامِ، وَلَكِنَّ سَعَةَ الرِّزْقِ وَطُولَ الْعُمُرِ بِالْبَرَكَةِ فِيهِ )

    [الداءُ والدواءُ صـ٢٢٢]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    ( الشَّامُ أَرْضُ الْبَرَكَةِ، وَصَفَهَا بِالْبَرَكَةِ فِي سِتِّ آيَاتٍ مِنْ كِتَابِهِ )

    [الداءُ والدواءُ صـ٢٢٤]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    ( وَلِهَذَا مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعِيشُ فِي هَذِهِ الدَّارِ مِائَةَ سَنَةٍ أَوْ نَحْوَهَا، وَيَكُونُ عُمُرُهُ لَا يَبْلُغُ عِشْرِينَ سَنَةً أَوْ نَحْوَهَا، كَمَا أَنَّ مِنْهُمْ مَنْ يَمْلِكُ الْقَنَاطِيرَالْمُقَنْطَرَةَ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَيَكُونُ مَالُهُ فِي الْحَقِيقَةِ لَا يَبْلُغُ أَلْفَ دِرْهَمٍ أَوْ نَحْوَهَا، وَهَكَذَا الْجَاهُ وَالْعِلْمُ.
    وَفِي التِّرْمِذِيِّ عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إِلَّا ذِكْرُ اللَّهِ وَمَا وَالَاهُ، أَوْ عَالِمٌ أَوْ مُتَعَلِّمٌ» .
    وَفِي أَثَرٍ آخَرَ: «الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا مَا كَانَ لِلَّهِ» فَهَذَا هُوَ الَّذِي فِيهِ الْبَرَكَةُ خَاصَّةً، وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ وعليه التكلان )

    [الداءُ والدواءُ صـ٢٢٦]لابن القيم

    ( في مسند أحمد من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي ﷺ أنه قال: {وجعل الذل والصغار على من خالف أمري}
    فكلما عمل العبد معصية نزل إلى أسفل، درجة، ولا يزال في نزول حتى يكون من الأسفلين، وكلما عمل طاعة ارتفع بها درجة، ولا يزال فيارتفاع حتى يكون من الأعلين )

    [الداءُ والدواءُ صـ٢٢٧]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    ( فإن الذنب وإن صغر، فإن مقابلةَ العظيم الذي لا شيء أعظم منه، الكبير الذي لا شيء أكبر منه، الجليل الذي لا أجل منه ولا أجمل، المنعمِ بجميع أصناف النعم دقيقها وجلها - من أقبح الأمور وأفظعها وأشنعها )

    [الداءُ والدواءُ صـ ٢٣١]لابن القيم


    قال بعض السلف :
    ( إِنِّي لَأَعْصِي اللَّهَ فَأَعْرِفُ ذَلِكَ فِي خُلُقِ امْرَأَتِي وَدَابَّتِي )

    [الداءُ والدواءُ صـ٢٣٤]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    ( إِنَّ الْكَمَالَ الْإِنْسَانِيَّ مَدَارُهُ عَلَى أَصْلَيْنِ: مَعْرِفَةِ الْحَقِّ مِنَ الْبَاطِلِ، وَإِيثَارِهِ عَلَيْهِ )

    [الداءُ والدواءُ صـ٢٤١]لابن القيم

    (فإِنْ لَمْ يَمْلِكْ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ، فَإِنَّهُ بالْحَرِيِّ أَنْ لَا يَمْلِكَ نَفْسَهُ عِنْدَ الشَّهْوَةِ )

    [الداءُ والدواءُ صـ٢٦٢]لابن القيم

    وقال بعض السلف:
    ( إذا ركب الذكر ُ الذَّكرَ عجت الأرض إلى الله وهربت الملائكة إلى ربها، وشكت إليه عظيم ما رأت )

    [الداءُ والدواءُ صـ٢٧١]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    (عُقُوبَاتُ الشَّارِعِ جَاءَتْ عَلَى أَتَمِّ الْوُجُوهِ وَأَوْفَقِهَا لِلْعَقْلِ، وَأَقْوَمِهَا بِالْمَصْلَحَةِ )

    [الداءُ والدواءُ صـ٢٨٢]

    قال ابن القيم :
    ( فإن المعصية إذا خفيت لم تضر إلا صاحبها، وإذا أعلنت ضرت الخاصة والعامة، وإذا رأى الناس المنكر فتركوا إنكاره أوشك أن يعمهم اللهبعقابه )

    [الداءُ والدواءُ صـ٢٨٣]لابن القيم

    قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ:
    ( لَا أَعْلَمُ بَعْدَ الْقَتْلِ ذَنْبًا أَعْظَمَ مِنَ الزِّنَا )

    [الداءُ والدواءُ صـ٢٨٤]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    ( فَالزِّنَا بِمِائَةِ امْرَأَةٍ لَا زَوْجَ لَهَا أَيْسَرُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الزِّنَا بِامْرَأَةِ الْجَارِ )

    [الداءُ والدواءُ صـ٢٨٥]لابن القيم

    ( لَا يَجْتَمِعُ الْحَدُّ وَالتَّعْزِيرُ فِي مَعْصِيَةٍ، بَلْ إِنْ كَانَ فِيهَا حَدٌّ اكْتُفِيَ بِهِ وَإِلَّا اكْتُفِيَ بِالتَّعْزِيرِ، وَلَا يَجْتَمِعُ الْحَدُّ وَالْكَفَّارَةُ فِي مَعْصِيَةٍ، بَلْ كُلُّ مَعْصِيَةٍ فِيهَا حَدٌّ فَلَا كَفَّارَةَ فِيهَا، وَمَا فِيهِ كَفَّارَةٌ فَلَا حَدَّ فِيهِ )

    [الداءُ والدواءُ صـ٢٨٩]لابن القيم

    ( فالذنب لا يخلو من عقوبة ألبتة، ولكن لجهل العبد لا يشعر بما فيه من العقوبة، لأنه بمنزلة السكران والمخدر والنائم الذي لا يشعر بالألم،فإذن استيقظ وصحا أحسَّ بالمؤلم )

    [الداءُ والدواءُ صـ٢٩٥]لابن القيم

    قال ابن القيم لما تحدث عن حق الخلق:

    ( وإن كان كل حق لخلقه فهو متضمن لحقه، لكن سمي حقا للخلق لأنه يجب بمطالبتهم ويسقط بإسقاطهم )

    [الداءُ والدواءُ صـ٣٠٩]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    ( وقد دل القرآن والسنة وإجماع الصحابة والتابعين بعدهم والأئمة، على أن من الذنوب كبائر وصغائر، قال الله تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ماتنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما})

    [الداءُ والدواءُ صـ٣١٢]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    (و{{لا ينبغي}}في كلام الله ورسوله ﷺ للذي هو في غاية الامتناع شرعا، كقوله تعالى: {وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا}وقوله: {وماينبغي له}
    وقوله: {وما تنزلت به الشياطين * وما ينبغي لهم}
    وقوله: {ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء} )

    [الداءُ والدواءُ صـ٣٣٢]لابن القيم

    ( أعظم الذنوب عند الله إساءة الظن به، فإن المسيء به الظن قد ظن به خلاف كماله المقدس، وظن به ما يناقض أسماءه وصفاته، ولهذا توعد الله سبحانه الظانين به ظن السوء بما لم يتوعد به غيرهم، كما قال تعالى: {عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا} )

    [الداءُ والدواءُ صـ٣٢٤]لابن القيم

    قال بعض السلف :
    ( البدعة أحب إلى إبليس من المعصية: لأن المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها )

    [الداءُ والدواءُ صـ٣٥٥]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    ( لهذا كان أشد الناس عذابًا يوم القيامة من قتل نبيًّا أو قتله نبيٌّ )

    [الداءُ والدواءُ صـ٣٥٧]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    ( وما أوتي عبد - بعد الإيمان - أفضل من الفهم عنِ الله ورسوله، ﷺ ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء )

    [الداءُ والدواءُ صـ٣٦٤]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    ( وإذا كانت امرأة قد دخلت النار في هرة حبستها حتى ماتت جوعا وعطشا، فرآها النبي ﷺ في النار والهرة تخدشها في وجههاوصدرها، فكيف عقوبة من حبس مؤمنا حتى مات بغير جرم؟)

    [الداءُ والدواءُ صـ٣٦٩]لابن القيم

    قال ابن القيم لما تحدث عن أهمية حفظ الفرج:
    ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر جعل الأمر بغضه مقدما على حفظ الفرج، فإن الحوادث مبدؤها من البصر، كما أن معظم النار منمستصغر الشرر، فتكون نظرة، ثم تكون خطرة، ثم خطوة، ثم خطيئة.
    ولهذا قيل: من حفظ هذه الأربعة أحرز دينه: اللحظات، والخطرات، واللفظات، والخطوات.
    فينبغي للعبد أن يكون بواب نفسه على هذه الأبواب الأربعة، ويلازم الرباط على ثغورها، فمنها يدخل عليه العدو، فيجوس خلال الديار ويتبرما علا تتبيرا.

    [الداءُ والدواءُ صـ٣٧٢]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    ( فَأَمَّا اللَّحَظَاتُ: فَهِيَ رَائِدُ الشَّهْوَةِ وَرَسُولُهَا، وَحِفْظُهَا أَصْلُ حِفْظِ الْفَرْجِ، فَمَنْ أَطْلَقَ بَصَرَهُ أَوْرَدَ نَفْسَهُ مَوَارِدَ الْمُهْلِكَاتِ )

    [الداءُ والدواءُ صـ٣٧٣]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    ( ومن آفات النظر: أنه يورث الحسرات والزفرات والحرقات، فيرى العبد ما ليس قادرًا عليه ولا صابرًا عنه، وهذا من أعظم العذاب، أن ترى مالا صبر لك عن بعضه، ولا قدرة على بعضه)

    [الداءُ والدواءُ صـ٣٧٥]لابن القيم

    مَا زِلْتَ تُتْبِعُ نَظْرَةً فِي نَظْرَةٍ
    فِي إِثْرِ كُلِّ مَلِيحَةٍ وَمَلِيحِ

    وَتَظُنُّ ذَاكَ دَوَاءَ جُرْحِكَ وَهُوَ فِي الْـ
    تَحْقِيقِ تَجْرِيحٌ عَلَى تَجْرِيحِ

    فَذَبَحْتَ طَرْفَكَ بِاللِّحَاظِ وَبِالْبُكَا
    فَالْقَلْبُ مِنْكَ ذَبِيحٌ أَيُّ ذَبِيحِ

    [الداءُ والدواءُ صـ٣٧٧]لابن القيم

    قيل: إِنَّ حَبْسَ اللَّحَظَاتِ أَيْسَرُ مِنْ دَوَامِ الْحَسَرَاتِ.

    [الداءُ والدواءُ صـ٣٧٧]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    ( وهذا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كانت تتزاحم عليه الخواطر في مراضي الرب تعالى، فربما استعملها في صلاته، فكان يجهزجيشه وهو في الصلاة، فيكون قد جمع بين الجهاد والصلاة، وهذا من باب تداخل العبادات في العبادة الواحدة، وهو من باب عزيز شريف،لا يدخل منه إلا صادق حاذق الطلب، متضلع من العلم، عالي الهمة، بحيث يدخل في عبادة يظفر فيها بعبادات شتى، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. )

    [الداءُ والدواءُ صـ٣٨٧]لابن القيم

    قال يحيى بن معاذ:
    ( القلوب كالقدور تغلي بما فيها، وألسنتها مغارفها، فانظر إلى الرجل حين يتكلم فإن لسانه يغترف لك بما في قلبه، حلو وحامض، وعذب وأجاج، وغير ذلك، ويبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه )

    [الداءُ والدواءُ صـ٣٨٨]لابن القيم

    (كان بعض السلف يحاسب أحدهم نفسه في قوله: يوم حار، ويوم بارد)

    [الداءُ والدواءُ صـ ٣٩٥]لابن القيم

    قال ابن القيم لما تحدث عن أسباب الزنى:

    ( وأكثرُ أسبابه العشق )

    [الداءُ والدواءُ صـ٤٠٤]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    ( إن في اللواط من المفاسد ما يفوت الحصر والتعداد، ولأن يقتل المفعول به خير له من أن يؤتى، فإنه يفسد فسادا لا يرجى له بعده صلاح أبدا، ويذهب خيره كله، وتمص الأرض ماء الحياء من وجهه، فلا يستحي بعد ذلك من الله ولا من خلقه، وتعمل في قلبه وروحه نطفة الفاعل مايعمل السم في البدن )

    [الداءُ والدواءُ صـ٤٠٥]لابن القيم

    ( بكى سفيان الثوري ليلة إلى الصباح، فلما أصبح قيل له: كل هذا خوفا من الذنوب؟ فأخذ تبنةً من الأرض، وقال: الذنوب أهون من هذا،وإنما أبكي من خوف سوء الخاتمة.

    وهذا من أعظم الفقه أن يخاف الرجل أن تخذله ذنوبه عند الموت، فتحول بينه وبين الخاتمة الحسنى )
    [الداءُ والدواءُ صـ٤١٢]لابن القيم
    .
    قال ابن القيم عن مفسدة اللواط :
    ( جمهور الأمة، وحكاه غير واحد إجماع
    ا للصحابة، ليس في المعاصي أعظم مفسدة من هذه المفسدة، وهي تلي مفسدة الكفر، وربما كانت أعظم من مفسدة القتل، كما سنبينه إنشاء الله تعالى)

    [الداءُ والدواءُ صـ٤١٧]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    ( وقتل المفعول به خير له من وطئه، فإنه إذا وطئه قتله قتلا لا ترجى الحياة معه بخلاف قتله فإنه مظلوم شهيد، وربما ينتفع به في آخرته )

    [الداءُ والدواءُ صـ٤١٨]لابن القيم


    قال ابن القيم عن منافع غض البصر:
    الخامسة: أنه يكسب القلب نورا، كما أن إطلاقه يلبسه ظلمة، ولهذا ذكر الله سبحانه آية النور عقيب الأمر بغض البصر، فقال: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم}
    ثم قال إثر ذلك: {الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح}
    أي مثل نوره في قلب عبده المؤمن الذي امتثل أوامره واجتنب نواهيه

    [الداءُ والدواءُ صـ٤٣٩]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    (وكان شاه بن شجاع الكرماني يقول: من عَمَرَ ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وغض بصره عن المحارم، وكف نفسه عن الشهوات، واغتذى بالحلال،لم تخطئ له فراسة.
    وكان شاه بن شجاعا هذا لا تخطئُ له فراسة.)

    [الداءُ والدواءُ صـ٤٤٠]لابن القيم

    قَالَ الْحَسَنُ:
    ( إِنَّهُمْ وَإِنْ طَقْطَقَتْ بِهِمُ الْبِغَالُ، وَهَمْلَجَتْ بِهِمُ الْبَرَاذِينُ، إِنَّ ذُلَّ الْمَعْصِيَةِ فِي رِقَابِهِمْ، أَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُذِلَّ مَنْ عَصَاهُ )

    [الداءُ والدواءُ صـ٤٤٣]لابن القيم

    وإذا كان المحبوب من الخلق يأنف ويغار أن يشرك معه محبة غيره في محبته، ويمقته لذلك، ويبعده لا يحظيه بقربه، ويعده كاذبا في دعوى محبته، مع أنه ليس أهلا لصرف كل قوة المحبة إليه، فكيف بالحبيب الأعلى الذي لا تنبغي المحبة إلا له وحده، وكل محبة لغيره فهي عذاب على صاحبها ووبال

    [الداءُ والدواءُ صـ٤٤٨]لابن القيم

    من أعرض عن محبة الله وذكره والشوق إلى لقائه، ابتلاه بمحبة غيره؛ فيعذبه بها في الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة، فإما أن يعذبه بمحبةالأوثان، أو بمحبة الصلبان، أو بمحبة المردان، أو بمحبة النسوان، أو بمحبة العشراء والإخوان، أو بمحبة ما دون ذلك مما هو في غايةالحقارة والهوان، فالإنسان عبد محبوبه كائنا من كان، كما قيل:
    أنت القتيل بكل من أحببته
    فاختر لنفسك في الهوى من تصطفي

    فمن لم يكن إلهه مالكه ومولاه، كان إلهه هواه، قال تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل علىبصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون}

    [الداءُ والدواءُ صـ٤٤٩]لابن القيم

    خَيَالُكَ فِي عَيْنِي وَذِكْرُكَ فِي فَمِي
    وَمَثْوَاكَ فِي قَلْبِي فَأَيْنَ تَغِيبُ

    [الداءُ والدواءُ صـ٤٥٥]لابن القيم

    وَمِنْ عَجَبٍ أَنِّي أَحِنُّ إِلَيْهِمُ
    فَأَسْأَلُ عَنْهُمْ مَنْ لَقِيتُ وَهُمْ مَعِي

    وَتَطْلُبُهُمْ عَيْنِي وَهُمْ فِي سَوَادِهَا
    وَيَشْتَاقُهُمْ قَلْبِي وَهُمْ بَيْنَ أَضْلُعِي

    [الداءُ والدواءُ صـ٤٥٦]لابن القيم

    أَنْتَ الْقَتِيلُ بِكُلِّ مَنْ أَحْبَبْتَهُ
    فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ فِي الْهَوَى مَنْ تَصْطَفِي

    [الداءُ والدواءُ صـ ٤٤٩]لابن القيم

    ( إن الرب تعالى ما أمر بشيء، ثم أبطله رأسا، بل لا بد أن يبقي بعضه أو بدله، كما أبقى شريعة الفداء، وكما أبقى استحباب الصدقة بينيدي المناجاة، وكما أبقى الخمس الصلوات بعد رفع الخمسين وأبقى ثوابها، وقال: «ولا يبدل القول لدي، هي خمس في الفعل، وهي خمسونفي الأجر )

    [الداءُ والدواءُ صـ٤٦٨]لابن القيم

    ( وَالخُلَّةَ نِهَايَـةُ المَحَبَّةِ )

    [الداءُ والدواءُ صـ٤٦٩]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    ( فأعقل الناس من آثر لذته وراحته في الآجلة الدائمة على العاجلة المنقضية الزائلة.
    وأسفه الخلق من باع نعيم الأبد وطيب الحياة الدائمة واللذة العظمى التي لا تنغيص فيها ولا نقص بوجه ما، بلذة منقضية مشوبة بالآلام والمخاوف، وهي سريعة الزوال وشيكة الانقضاء)

    [الداءُ والدواءُ صـ٤٧٣]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    ( إِنَّ مَحَبَّةَ الْمَحْبُوبِ تُوجِبُ مَحَبَّةَ مَا يُحِبُّهُ )

    [الداءُ والدواءُ صـ٤٧٥]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    ( الأبرار في النعيم وإن اشتد بهم العيش، وضاقت عليهم الدنيا، والفجار في جحيم وإن اتسعت عليهم الدنيا، قال تعالى: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة}
    وطيب الحياة جنة الدنيا )

    [الداءُ والدواءُ صـ٤٨٣]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    ( وَكُلُّ حَرَكَةٍ فِي الْعَالَمِ الْعُلْوِيِّ وَالسُّفْلِيِّ فَأَصْلُهَا الْمَحَبَّةُ، فَهِيَ عَلَيْهَا الْفَاعِلِيَّةُ وَالْغَائِيَّةُ )

    [الداءُ والدواءُ صـ٤٩١]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    ( وأصل فساد العالم إنما هو من اختلاف الملوك والخلفاء، ولهذا لم يطمع أعداء الإسلام فيه في زمن من الأزمنة إلا في زمن تعدد الملوك من المسلمين واختلافهم، وانفراد كل منهم ببلاد، وطلب بعضهم العلو على بعض )

    [الداءُ والدواءُ صـ٤٩٦]لابن القيم

    قال ابن القيم عن قصة يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز :

    ( وَفِي هَذِهِ الْقِصَّةِ مِنَ الْعِبَرِ وَالْفَوَائِدِ وَالْحِكَمِ مَا يَزِيدُ عَلَى الْأَلْفِ فَائِدَةٍ، لَعَلَّنَا إِنْ وَفَّقَ اللَّهُ أَنْ نُفْرِدَهَا فِي مُصَنَّفٍ مُسْتَقِلٍّ )

    [الداءُ والدواءُ صـ٥١٢]لابن القيم

    قال ابن القيم لما تحدث عن علاج العشق المحرم :
    ( وليس له دواء أنفع من الإخلاص لله، وهو الدواء الذي ذكره الله في كتابه حيث قال: ﴿ كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادناالمخلصين﴾
    فأخبر سبحانه أنه صرف عنه السوء من العشق والفحشاء من الفعل بإخلاصه)

    [الداءُ والدواءُ صـ٥١٦]لابن القيم

    ( والعشقُ وإن استعْذَبَهُ العاشِقُ فهو من أعظمِ عذاب القلب )

    [الداءُ والدواءُ صـ٥١٧]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    ( وَالرَّغَبَاتُ تَسْتُرُ الْعُيُوبَ، فَالرَّاغِبُ فِي الشَّيْءِ لَا يَرَى عُيُوبَهُ، حَتَّى إِذْ زَالَتْ رَغْبَتُهُ فِيهِ أَبْصَرَ عُيُوبَهُ )

    [الداءُ والدواءُ صـ٥٢١]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    (فَلَوْلَا تَكْرَارُهُ النَّظَرَ إِلَى وَجْهِ مَعْشُوقِهِ وَطَمَعُهُ فِي وِصَالِهِ لَمْ يَتَمَكَّنْ عِشْقُهُ مِنْ قَلْبِهِ)

    [الداءُ والدواءُ صـ ٥٣١]لابن القيم

    قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ إِبْرَاهِيمَ:
    ( أَرْوَاحُ الْعُشَّاقِ عَطِرَةٌ لَطِيفَةٌ، وَأَبْدَانُهُمْ رَقِيقَةٌ خَفِيفَةٌ، نُزْهَتُهُمُ الْمُؤَانَسَةُ، وَكَلَامُهُمْ يُحْيِي مَوَاتَ الْقُلُوبِ، وَيَزِيدُ فِي الْعُقُولِ، وَلَوْلَا الْعِشْقُ وَالْهَوَى لَبَطَلَ نَعِيمُ الدُّنْيَا )

    [الداءُ والدواءُ صـ٥٣٥]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    ( فساد القلب إذا خلا من محبة فاطره وبارئه وإلهه الحق أعظم من فساد البدن إذا خلا منه الروح، وهذا الأمر لا يصدق به إلا من فيه حياة )

    [الداءُ والدواءُ صـ٥٦٨]لابن القيم

    قال ابن القيم :
    محبة كلام الله، فإنه من علامة حب الله، وإذا أردت أن تعلم ما عندك وعند غيرك من محبة الله، فانظر محبة القرآن من قلبك، والتذاذك بسماعه أعظم من التذاذ أصحاب الملاهي والغناء المطرب بسماعهم، فإن من المعلوم أن من أحب محبوبا كان كلامه وحديثه أحب شيء إليه

    [الداءُ والدواءُ صـ٥٧٣]لابن القيم

    قال عثمان بن عفان - رضي الله عنه -:
    ( لو طهرت قلوبنا لما شبعت من كلام الله )

    [الداءُ والدواءُ صـ٥٧٣]لابن القيم

    فإذا رأيت الرجل، ذوقه، ووجده، وطربه، وتشوقه إلى سماع الأبيات دون سماع الآيات، وسماع الألحان دون سماع القرآن، كما قيل:

    تقرأ عليك الختمة
    وأنت جامد كالحجر

    وبيت من الشعر ينشد
    تميل كالسكران.
    فهذا من أقوى الأدلة على فراغ قلبه من محبة الله وكلامه، وتعلقه بمحبة سماع الشيطان، والمغرور يعتقد أنه على شيء.

    [الداءُ والدواءُ صـ ٥٧٤]لابن القيم

    قال الإمام ابن القيم :
    ( فمحبة النساء من كمال الإنسان، قال ابن عباس: خير هذه الأمة أكثرها نساء )

    [الداءُ والدواءُ صـ٥٨٠]لابن القيم

    صيد الفوائد
    التعديل الأخير تم بواسطة امانى يسرى; الساعة 14-08-2020, 09:59 PM.
يعمل...
X