إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تغريدات د. حسين الفيفي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تغريدات د. حسين الفيفي


    ما اغفلنا عن كتاب الله، وطلب العلم والعبادة..!
    كنا نعتذر قبل #الحجر_المنزلي
    بالدوام والإلتزامات الأخرى، وكنا إذا سمعنا بأن السلف كانوا يختمون في كل ثلاثة أيام أو في كل أسبوع قلنا بأنه مستحيل، أو أنهم لم يكن لديهم من الأعمال ما لدينا..
    اما الآن فما هو عذرنا؟!



    إياكم ومظالم العباد قال الله تعالى : ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون ) قال المناوي: (أكثر ما يُدخل الموحدين النار حقوق العباد) ويلٌ للظالم يوم تُرَدُّ المظالم


    لا يشك مؤمن بأن الذنوب والمعاصي سبب كل ضرٍ وبلاء، قال تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) وقال سبحانه: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس) فإن العباد لو استقاموا وصلحوا لنزلت البركات (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض)

    اختصرها لنا ابن القيم رحمه الله: كلما أحدث الناس ظلما وفجورا، أحدث لهم ربهم تبارك وتعالى من الآفات والعلل في أغذيتهم وفواكههم، وأهويتهم ومياههم، وأبدانهم وخلقهم، وصورهم وأشكالهم وأخلاقهم. زاد المعاد (332/4)


    نحن تضجرنا ومللنا من بضعة أيام في الحجر.! كيف بحال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حين حوصروا في الشعب ثلاث سنين، في حر مكة لا بيت ولا مكيفات ولا مستشفيات ولا مطاعم، ومُنعوا من الميرة، فلا يبتاعون ولا يشترون من أحد، حتى أكلوا أوراق الشجر. اسأل الله ان يصرف عنا الوباء والبلاء وعن امة محمد صلى الله عليه وسلم



    -احذروا من مقابلة البلاء بالسخرية والضحك فالمؤمن يقابل البلاء بالتضرع والإستكانة لله. -أكثروا من الاستغفار؛ فإنه ما نزل بلاءٌ إلا بذنب ولا رُفع إلا بتوبة. -عليكم بصدقة السر، فإنها تطفئ غضب الرب، وتقي مصارع السوء. -الزموا الأذكار فهي حصن المسلم. -خذوا بأسباب الوقاية الطبية.



    لا تجزع من مصائب الدنيا مهما عَظمُت واشتدت؛ فإنها: - تزهدك في الدنيا وتعلمك حقارتها. - كفارة للخطايا والسيئات. - تزيد الأجر وترفع الدرجات. -تعلمك الانكسار والذل لله تعالى. - تُبرئك من حولك وقوتك وتلجئك إلى حول الله وقوته. - تتأسى بالأنبياء والمرسلين فهم أشد بلاءً كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم .


    نعوذ بالله من قسوة تمنعنا من التضرع لله {فلولا إذ جآءهم بآسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون} فهلا إذ ابتليناهم تضرعوا إلينا وتمسكنوا لدينا {ولكن قست قلوبهم} فما رقت ولا خشعت {وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون} أي من الشرك والمعاندة والمعاصي.



    النعمة تُطغي الإنسان وتنسيه، فيبتليه الله بالآلام ليتذكر ربه ويعود إليه قال الله تعالى: {ولقد أرسلنا إِلى أممٍ من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون} قال ابن القيم رحمه الله: إذا ابتلى الله عبده بشيء من البلايا فرده ذلك الإبتلاء إلى ربه وطرحه على بابه فهو علامة سعادته.

    الحكمة من الابتلاء أن يرجع العباد إلى الله سبحانه، وإلا فإن الله غنيٌ عن عباده، فما إذاقهم البلاء إلا ليتضرعوا وينيبوا، ومن لم تقرّبه الشدائد من الله قلّما تعيده النعم إليه. فالابتلاء إذا لم يُلجئك للمسألة والمسكنة إلى ربك فما انتفعت من الدرس.



    إذا كانت نصوص الكتاب والسنة قد دلت دلالة صريحة ان الله يبتلي عباده بالضراء ليعودوا ويرجعوا إليه، فلماذا نعاند ونكابر؟! كل الذين كذبوا الرسل، كانوا مكابرين؛ لأنهم عاندوا الحق، وجانبوا الصدق، وجحدوه مع الإقرار في نفوسهم به. فاحذر أن تكابر وتستعلي على الحق، وأن تكتم الحق مع علمك به.
    المكابرون، هم الذين يعرفون الحق ولا يعترفون به، هم الذين يدركون الأخطاء ولا يتداركونها، يتسترون على الخطأ، لكي يستفحل؛ لأن صمتهم هذا، ومكابرتهم تلك، فيها منفعة رخيصة لهم، وهي بقاء الخطأ.

    احذر من المكابرة والتجلد على الله، والاصرار على المعاصي، خصوصاً في حال الضر والبلاء، فإن ذلك حال الكفار والمنافقين. قال الله عن قوم نوح: (وأصروا واستكبروا استكبارا) وقال سبحانه عن المنافقين: (وإذا قيل لهم تعالوا؛ يستغفر لكم رسول الله، لوَّوْا رؤوسهم، ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون). (يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة، ويصدون عن سبيل الله، ويبغونها عوجا؛ أولئك في ضلال بعيد)



    (حسبنا الله)هذه الكلمة لها أثر عظيم في دفع المضرة وجلب المنفعة
    قال ابن تيمية: ذكر الله هذه الكلمة (حسبي الله)
    في جلب المنفعة: (ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله)
    وفي دفع المضرة: (وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره)





    الولاء والبراء ركن من أركان العقيدة، وشرط من شروط الإيمان، تغافل عنه البعض من الناس وأهملوه فاختلطت الامور.
    يقول ابن تيمية رحمه الله: "ومن نصَّب أحداً كائناً من كان، فوالى وعادى على موافقته في القول والفعل، فهو من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً". {مجموع الفتاوى 20/8}


    العاقل إن جادلته إما أن يقنعك، أو تقنعه، فإن اختلفتما فلا يحمله ذلك على بغضك، ولن يظن بك إلا خيراً.
    أما إن جادلت الجاهل أو السفيه فإنه لن يقتنع برأيك حتى ولو كان حقاً؛ ويريد أن يجبرك برأيه وإن كان باطلاً، ويحمله ذلك على بغضك، وسوء الظن بك. فاترك جداله ابتداءً لأنك ستضيع وقتك.



    فرقٌ بين من يذكر الله سبحانه بثقة ويقين وتصديق بموعود الله وبين من يذكره بقلبٍ ساهٍ لاهٍ..!
    كذلك الرقية والدعاء فإنها لا تقبل من قلبٍ غافلٍ لاهي. ومن أراد أن ينتفع ويتحصن بأذكار الصباح والمساء فعليه أن يأتي بها بيقين وثقةٍ بوعد الله سبحانه وتعالى.



    تقبيل الاطفال وحملهم والشفقة عليهم سبب لرحمة الله.
    كان النبيﷺ يحب الاطفال ويلاعبهم، وكان يحمل الحسن والحسين ويقبلهما ويشمهما، ويقول: (هما ريحانتاي من الدنيا). رواه البخاري ولما طُعن عمر رضي الله عنه، وقبل موته قال للناس: أدخلوا علي أطفال المسلمين فأخذ يقبلهم واحداً واحداً.



    قال ابن القيم رحمه الله: تداخل العبادات في العبادة الواحدة، باب عزيز شريف لا يعرفه إلا صادق الطلب، متضلع من العلم، بحيث يدخل في عبادة يظفر فيها بعبادات شتى، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. (الفوائد ص363).
    ويدخل في ذلك توزيع صيام الست من شوال على أيام الاثنين والخميس والأيام البيض.


    قال النبيﷺ: (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم). أخرجه البخاري وفي رواية: (إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم). أخرجه النسائي. فالفقر الذي يعانون منه، وربما القهر والخذلان سببٌ لانكسار قلوبهم وكثرة دعائهم وتضرعهم، فهم أقرب للإجابة من غيرهم من المتجبربن.



    يتسابق الناس في نقل الأخبار، ولسان حالهم: أنا من سبق في نقل الخبر... قيل لأحد الصالحين: ما الأخبار؟ فقال: الأخبار (إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم) وهذه خلاصة الحياة..! أسأل الله أن ينزلني وإياكم منازل الأبرار.



    أكثر العلماء أن الست من شوال لا تُصام إلا بعد اكمال صيام رمضان. وذكر البعض أنه يجوز تقديمها على القضاء فالله سبحانه جعل وقت القضاء موسعاً: (فعدة من أيام أخر) أما الست من شوال فلها وقت محدد.
    وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يكون علي الصوم من رمضان، فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان


    (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) أي عند كل صلاة، فالمسجد هو مكان السجود. رأى ابن عمر غلامه نافع يصلي حاسراً فقال: أرأيت لو خرجت إلى الناس كنت تخرج هكذا؟ قال: لا قال: فالله أحق من يتجمل له. فلا ينبغي للمسلم أن يصلي في ملابس يستحيي أن يقابل بها الناس سواء في ببته أو في مسجد.


    من الفوائد والحِكم العظيمة في مشروعية صيام الست من شوال: - أن الله شرع لكل فريضة نافلة من جنسها، لتكون جابرة للنقص والخلل الذي قد يحصل في الفرض. - أن يبقى المسلم مرتبط بهذه العبادة وهي الصيام حتى بعد إنقضاء رمضان، وأن يستمر في العبادة بعد رمضان.


    قال تعالى: «وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ» أي: من بعد إبرام وتعب وإتقان، فهذا مثل ضربه الله لمن يجتهد في عمل الصالحات ثم يفسد ما أصلح بالمعاصي والذنوب. فاسألوا الله الثبات، وجاهدوا أنفسكم في عمل الصالحات. نسأل الله أن يثبتنا وإياكم على دينه



    لا تفتخر بمالك، ولا بقوتك، ولا بكثرتك. لما قال قارون عن ماله: (إنما أوتيته على علمٍ عندي) خسف الله به الأرض. ولما قال قوم عاد: (من أشد منا قوة) أهلكهم الله. ولما قال بعض الصحابة في حنين لن نُغلب اليوم من قلة، كان ذلك سبب الهزيمة: (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغنِ عنكم شيئا).



    خطب عدي بن أرطأة بعد انقضاء شهر رمضان فقال: كأن كبدًا لم تظمأ، وكأن عينًا لم تسهر، فقد ذهب الظمأ وبقي الأجر، فيا ليت شعري؛ من المقبول منا فنهنئه؟! ومن المردود منا فنعزيه؟! فأما أنت أيها المقبول؛ فهنيئًا هنيئًا، وأما أنت أيها المردود؛ فجبر الله مصيبتك. نسأل الله لنا ولكم القبول


    رجوع العبد للذنب مصيبة، ومن أسبابها ضعف الإيمان، وعدم الصدق في التوبة،ومع ذلك لابد للعبد أن لا ييأس، بل يجاهد نفسه، ويسأل الثبات.
    قال ابن تيمية رحمه الله: "إن العبد إنما يعود إلى الذنب لبقايا في نفسه، فمتى خرج من قلبه الشبهة والشهوة لم يعد إلى الذنب". (جامع المسائل ٢٨٠/٧)



    (ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس) قالها يوسف عليه السلام وهو في كربة السجن والغربة والظلم، فجعلها الله قرآنا يتلى إلى يوم القيامة. حتى وإن كنت في كربة فلابد أن تثني على الله، فهو المحمود في السراء والضراء.
    احمدوا الله وأثنوا عليه حتى في أحزانكم وكربِكم وهو ينتشلكم من بينها..


    من آداب الدعاء أن تسأل الله المغفرة قبل أن تطلب حاجتك. قال سليمان عليه السلام : "ربّ اغفر لي وهب لي مُلكًا". فبدأ بطلب المغفرة قبل الدعاء لأنّ الذنوب تمنع إجابة الدعاء.




    لو تأمل العاقل في شؤم الذنب عليه وعلى مجتمعه لكان ذلك حرياً به أن يتركه؛ فالمذنب خائف قبل فعل الذنب، وفي تأنيبٍ عند فعله، وندم بعده، هذا مع ما يجره من الأثم والعار، وعقوبة في الدنيا والآخرة.

    فما أعظم شؤم الذنب على صاحبه..!



    ومن دعاء الراسخين في العلم: (رَبّنَا لا تُزِغْ قُلوبَنا بَعدَ إِذْ هَدَيتَنا... )

    قال بعض المفسرين:ذاقوا لذة القرب ، فخافوا من وحشة الابتعاد..!




    في الدنيا ليس هناك شرٌ محض، ولا خير محض، فالشر الذي يقدره الله هو نسبي، وفيه خير...!
    تأمل في هزيمة المسلمين في أحد، كم كان فيها من الخير، بل وفي قصة الأفك التي قال الله عنها: (لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم).
    فاطمئنوا فأقدار الله فوق تصوراتنا: (وما كان الله ليطلعكم على الغيب).



    " وصيتي لكل مسلم، ولكل من أراد الثبات على دين الله، وزيادة إيمانه، ونور قلبه :
    أن يجعل له وردًا يوميًا لا يقل عن جزء من كتاب الله ﷻ لا يتركه أبدًا مهما كلفه الأمر، ويحدد لذلك وقت معين، فإن لم يتمكن فيه قضاه ".



    لا تجد المؤمن إلا متهماً لنفسه بالتقصير والخطأ، وهذا أدعى للتوبة، وعفو المولى جل جلاله.
    إما المنافق فقد جمع بين الإساءة والعجب بالنفس، وهذا يصرفه عن التوبة والندم.
    قال الإمام الحسن البصري : إن المؤمن جمع احساناً وخشية ، والمنافق جمع إساءة وأمنا.




    إذا ضاق الصدر واشتد الكرب فإلى الصلاة بعد الله الملجأ والمفر وكيف لاوبها تأنس القلوب




    قالﷺ: «إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها».

    البخاري
    وهذا أمر وهو يقتضي الوجوب، وقد أفتى الفقهاء في شخص مصاب بالطاعون وهو يعلم وقد خالف الحجر في أيام الطاعون فسافر ونقل العدوى لشخص آخر فمات، أنه قتل بالتسبّب وتجب عليه الدية.
    كلنا مسؤول



    من هدي النبيﷺ أنه إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، وقد أوصى المؤمنين إذا كسفت الشمس أو خسف القمر أن يفزعوا إلى الصلاة ليكشف الله تعالى عنهم ما أصابهم، وعمّم ذلك على كلّ مكروهٍ يصيب المؤمن؛ حيث قالﷺ: (فافزَعوا للصلاةِ). وورد في رواية أخرى: (فصلُّوا حتى يُفرِّجَ اللهُ عنكم).




    ما دمنا في الدنيا فلن نخلو من بلاءٍ، فهي دار النكد والكبد، والمصائب والأحزان، وما دام الأمر كذلك فاستمع لهذا الكلام الثمين لابن الجوزي رحمه الله : "البلايا ضيوف فأحسن قراها حتى تَرحل إلى بلادِ الجزاء مادِحة لا قادِحة فلولا البَلايا لوردنا القيامة مفاليس".




    قال تعالى: ﴿فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين۝ فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين﴾
    كلنا في بطن الحوت، فلنهتف ب لا إله إلا أنت سبحانك...
    فهذه الكلمة ليست خاصة بيونس عليه السلام؛ فإن الله سبحانه قال بعدها: (وكذلك ننجي المؤمنين).




    أهديكم هذا الحديث النبوي فاعملوا به فإنه غنيمة..
    قال رسول اللهﷺ: (من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً، لم يصبه ذلك البلاء). رواه الترمذي وحسنه، وصححه الألباني.

    قال شراح الحديث: وهذا يشمل كل بلاء ديني ودنيوي.



    المصائب والابتلاءات هي سياط يؤدب الله بها عباده ليعودوا إليه.
    ذكر المؤرخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن الشافعي (ت 780هـ) في كتابه "شفاء القلب المحزون في بيان ما يتعلق بالطاعون":
    أنه حدث طاعون كبير سنة 764هـ
    «كان الناس به على خير عظيم من إحياء الليل، وصوم النهار، والصدقة والتوبة».


    من عاجل عقوبات المعاصي: الهم والقلق والشتات والخوف، وزوال النعم. (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فإنه لا يغير نعمة أو بؤسًا، ولا يغير عزًا أو ذلا، ولا يغير مكانة أو مهانة إلا أن يغير الناس من أعمالهم وواقع حياتهم، فيغير الله ما بهم وفق ما صارت إليه نفوسهم وأعمالهم٥٢٤٠٢٧٩




    العاقل من ينشغل بنفسه وبعيوبها عن عيوب الناس. ذكروا عند التابعي الإمام الربيع بن خثيم رجلا فقال لهم : ما أنا عن نفسي براضٍ..! أفأتفرغ من ذمها إلى ذم الناس.. ؟! وذكر للإمام أحمد رجل فقال : في نفسي شغلٌ عن ذكر الناس. الورع للمروذي ص 90١٨٥٨٦




    تفقدوا إخوانكم من الأسر المتعففة، وتصدقوا وابذلوا وابشروا بالخلف من الله. قال الحسن البصري: قرأتُ في تسعين موضعًا من القرآن أن الله قدَّر الأرزاق وضمنها لخلقه، وقرأتُ في موضع واحد: (الشيطان يعدكم الفقر). فشكَكنا في قول الصادق في تسعين موضعًا، وصدقنا قول الكاذب في موضعٍ واحد.٦٢٦٠٢٨١





    يقطع بعضهم قراءته للقرآن لأي سبب تافه، بل ربما وهو يقرأ ترك المصحف وتشاغل بالجوال، وترك المصحف مفتوحاً أمامه، وهذا ليس من الأدب مع كتاب الله، ولا من فعل السلف. كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرُغ منه. أخرجه البخاري٦٢٦٥٢٩١



    كـان علـي بن الحـسين ​إذا أتاه الـفقـيـر والسائــل استبشر وقـال :​ مرحبا بمن يحمل زادي إلى الآخرة.​ صفة الصفوة (2/95)




    ·تصدقوا وأنفقوا وواسوا إخوانكم وأبشروا بالخلف من الله سبحانه. فكم من أسرٍ متعففة وأناس انقطع مصدر دخلهم مع هذا الوباء. فأروا الله من أنفسكم خيرا.
    يقول ابن القيم في فضل الصدقة: لو يعلم المتصدق أن صدقته تقع من الله بمكان قبل أن تقع بيد الفقير لكان فرحه بها أعظم من فرح المحتاج.٥٢٥٠٢٢٤





    وصف الله الانسانَ بأنه ضعيف، فقال سبحانه: (وخُلق الانسان ضعيفا) وأنه إذا مسه الضر: فكفورٌ يؤوسٌ قنوط. وإذا مسه الخير وجاءته النعمة (قال هذا لي وما أظن الساعة قائمة) بل يدعي أن ذلك بعقله وعلمه (إنما أوتيته على علمٍ عندي). فالعجب ممن يرائي هؤلاء البشر ويطلب مدحهم؛ وهم بهذه الصفات.




    عدم إصابتك بالوباء ليست بطولة ولا كثرة عبادة أو تقوى، وإصابة غيرك ليس ذنباً وعقوبة أو استهتارا. فأقدار الله نافذة على الجميع، فلنأخذ بالأسباب، ولنكف عن لوم المصابين، ولنسأل الله السلامة والعافية، في الدنيا والآخرة. ولنعلم أن ما أصابنا لم يكن ليُخطئنا، وما أخطأنا لم يكن ليُصيبنا


    لا شك أن هناك أسباباً مادية وقائية لدفع البلاء، لكن الأهم منها الأسباب الشرعية التي يستدفع بها البلاء، ومنها: -التقوى؛ فإن من يتق الله يجعل له مخرجا. -التوبة والاستغفار؛ فإن الله لا يعذب تائب مستغفر. -الدعاء؛ فإنه يدفع البلاء ويرفعه. -الصدقة؛ فهي تطفىء غضب الرب وتقي مصارع السوء.


    لأذكار الصباح أثر عظيم في قوة البدن، وصفاء الذهن، ونور البصيرة، وراحة القلب وطمأنينته.. قال الامام ابن القيم: صليت مرة الفجر خلف شيخ الاسلام بن تيمية فظل يذكر الله حتى انتصف النهار.. ثم التفت الي، وقال: “هذه غدوتى لو لم أتغدَ غدوتى سقطت قوتي". والغدوة: هي طعام أول النهار.


    يستحب لمن توضأ أن يصلي ركعتين بعد فراغه من الوضوء، ومن فضلهما أنهما كفارة للخطايا؛ ويسميهما بعض أهل العلم صلاة التوبة. عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول اللهﷺ: (من توضأ نحوَ وضوئي هذا ثم قام فركع ركعتين لا يُحَدِّثُ فيهما نفسه غُفرَ له ما تقدم من ذنبه). البخاري ومسلم


    من عاجل عقوبات المعاصي: الهم والقلق والشتات والخوف، وزوال النعم. (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فإنه لا يغير نعمة أو بؤسًا، ولا يغير عزًا أو ذلا، ولا يغير مكانة أو مهانة إلا أن يغير الناس من أعمالهم وواقع حياتهم، فيغير الله ما بهم وفق ما صارت إليه نفوسهم وأعمالهم


    اختصرها لنا ابن القيم رحمه الله؛ فقال: كلما أحدث الناس ظلماً وفجوراً، أحدث لهم ربهم تبارك وتعالى من الآفات والعلل في أغذيتهم وفواكههم، وأهويتهم ومياههم، وأبدانهم وخلقهم، وصورهم وأشكالهم وأخلاقهم. زاد المعاد (332/4)


    يعالج اللهُ عباده بالآيات والنُّذُر؛ والبلايا والمصائب؛ ليخوفهم من عقابه، وليرتدعوا عن معصيته. ﴿وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا﴾ والعارفون بالله، هم الذين يتعلّمون ويستفيدون من هذه الدروس الربانية! قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾


    من الناس من يتعظ ويعتبر من أي شيء؛ حتى ولو بشعرة بيضاء خرجت في رأسه، تجده يخاف ويعلم أنها نذير من الله بدنو أجله. ومنهم من طُبع على قلبه بذنوبه ومعاصيه فلا يتعظ ولا يعتبر، كما وصفهم الله فقال: (ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا)


    كل إنسان معرضٌ للمكدرات والمنغصات، ولن يسْلَمَ أحدٌ من الفتن والابتلاءات... فمن أجل نَفْسِكَ، ومن أجل راحتك، ومن أجل سعادتك ثق بتدبير الله، وفوض الأمر له، وكن مع الله في أمره وَنَهْيِهِ، حتى وإن خسرت ما خسرت من الدنيا وأنت تَتَلَمَّسُ رضا الله فما ضِعْتَ وما خسرت ما دمت مع الله.


    انتبذت مريم بنت عمران من أهلها مكاناً قصيا، فَزَفَرت عند جذع نخلة وهي تعالج ألم المخاض وقالت: (يا ليتني مِتُّ قبل هذا وكنت نَسْيًا منسيا) كلمات تبين قدر الألم الذي عانته، وهي مع ذلك تفكر ماذا ستقول لقومها. وهي لا تعلم أن الذي حملت به نبياً وأن الله سيجعلها هي وابنها آية للعالمين.


    لاتجزع من مصائب الدنيا مهما عَظمُت واشتدت؛ فإنها:

    - تزهدك في الدنيا وتعلمك حقارتها.
    - كفارة للخطايا والسيئات.
    - تزيد الأجر وترفع الدرجات.
    -تعلمك الانكسار والذل لله تعالى. - تُبرئك من حولك وقوتك وتلجئك إلى حول الله وقوته.
    - تتأسى بالأنبياء والمرسلين فهم أشد بلاءً كما ثبت عنهﷺ.


    الذنوب سبب كل بلاء، فهي سببٌ لنقص الاموال والثمرات، وغلاء الاسعار، وقلة الامطار، وقلة البركة، وتسليط الاعداء، وكثرة الهموم والغموم.. قال الحسن البصري رحمه الله: إن الرجل كان يشاك الشوكة يقول: إني لأعلم أنكِ بذنب وما ظلمني ربي عز وجل. [أحمد في الزهد١٦٤٧]


    كلما كان ترك المعصية أشد على النفس كان الأجر أعظم، لأن الأجر على قدر المشقة. ومن المعلوم أن داعي المعصية في النفوس يختلف، فبعض النفوس تتفلت من صاحبها، وتغالبه على المعصية، لكن كلما عَظُمت المجاهدة والمشقة كلما عَظُم الثواب. وكلما زادت الفتن وقَلَّ الأعوان زاد الأجر بإذن الله.


    بلغت الجرأة ببعض النساء ان تخالط الرجال وتزاحمهم في كل مكان، وتماكس العمال في الأسواق بصوت مرتفع، وهذا الفعل ينافي الشرع والفطرة والحياء والأنوثة. وقد لعن النبيﷺ المرأة المترجلة، ولعن النبيﷺ المتشبهات من النساء بالرجال. نعم قد تحتاج المرأة للتسوق ولكن ليس بالإنسلاخ من الدين.


    من مواعظ السلف: إن الله ضمن لك الرزق فلا تقلق، ولم يضمن لك الجنة فلا تفتر، واعلم أن الناجين قلة، وأن زيف الدنيا زائل، وأن كل نعمة دون الجنة فانية، وكل بلاء دون النار عافية، فقف محاسباً لنفسك قبل فوات الأوان ..


    { فَأعْقَبَهُم نِفَاقًا في قُلُوبِهِم إلى يَوْمِ يَلْقَوْنَه }
    عقوبات بعض الذنوب تمتد إلى أن يقف العبد بين يدي ربه ! نسال الله السلامة

    من أسباب الثبات على الدين -
    الافتقار إلى الله ﷻ - تلاوة القرآن وأن تجعل لك منه ورد يومي - الإلحاح على الله بالدعاء - قراءة قصص الأنبياء، وسيرة النبي ﷺ وقصص الصحابة - أن تعمل بما علمت به - أن تنصر دين الله - كثرة ذكر الله ﷻ - التوبة والاستغفار - الصدقة


    احمدوا الله دائما في السراء والضراء، فكم من نِعَمٍ لا يعرف قدرها إلا من فقدها. عن عمران بن حصين رضي الله عنه ان رسول الله ﷺ قال: (إِنَّ أَفْضَلَ عِبَادِ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْحَمَّادُونَ). صححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (4/ 112).









يعمل...
X