Tweet
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي
وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ
وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ
قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ
كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ
(249)البقرة
بداية الأية
أن اختيار القائد الرباني
من الله عزوجل
وهبة منه وحده
لايمكن لأي جهة أو قوة
تتدخل في اختياره
لاتبالي بالأوسمة الفولاذية
ولكن لترمق بعين بصيرتك
قائدا ربانيا
يصنعه الله على عينه
وفقط
اختار الله طالوت لبداية الفجر
وقد أتاه الله الفقه والبصيرة
وفقه الحال والواقع ونفسية من معه
وفقه عقبات الطريق
قال الله تعالى
وزاده بسطة في العلم والجسم
نصح القوم وماخانهم
ولكنه
فتنة من الله
والفتنة تكون بالخير وتكون بالشر
والناجي منهما من نجاه الله
وفتنة النهر
ليعلم من يصلح للمرحلة ومن يسقط في وسط الطريق
علم يقين لكل من بلغه خبر جالوت وجنوده
أما الله عزوجل
فهو عليم بذات الصدور
ورسالة لكل تاليا لكتاب الله عزوجل
الله عزوجل أن في الصف
من لايصلح لهذا الإصطفاء
فجاء التمحيص
بنهر
وأعذر من اغترف غرفة بيده
وتجاوز عنه
لأنه يعلم ضعف النفوس
أمام الدنيا
فاستنثى منها
من اكتفى بالقليل منه من أجل الطريق
وكان الإختبار
وشربوا منه إلا قليلا
وكان عاقبة أمرهم
الجبن والهزيمة النفسية والضعف
بمخالفة واحدة
شربوا من النهر
ونحن كم شربنا من كل نهر وساقية وواد وبحرملح أجاج
لذا ضعفت الهمم
وضعفت العزائم
وخلوق الإيمان في القلوب
ساعتها
اعتذروا بالضعف
واستعظمت النفوس قوة الطاغوت
لما خالفوا الأمر
في شربة من النهر
فماحالنا
تقاعسوا وجبنوا
وهم من سألوا قائدا
وهم من أردوا قتالا
لاطاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده
يارب
شربوا من نهر واحد
فعظم أمر جالوت وجنوده
فكيف بأجيال
سقيت من مهدها
سموم وقيم وحقائق مزورة
كان تعظيم التافه
ومحو الأبطال والنجوم وسيرة القائد الرباني
من المناهج
والذاكرة
بل والتاريخ
إلا من رحم الله
فعلا سيكون في تلك الأجيال
من يقولون
لا طاقة لنا بجالوت وجنوده
بل ويكون في القلب يقين
أنه هناك قوة عظمى
وأنه هناك من يملك تدبيرالأمرمن دون الله
لاتستغرب
إن هذا في صفوف بني جلدتنا
وهذا غرضهم وبغيتهم والله
من أكمل الطريق
من ثبث خطاهم على سواء السبيل
لم يقول الله عزوجل
من عندهم قوة مادية كذا وكذا
من عندهم مؤهلات بشرية كذا وكذا
كم يتم استعراض قوة الطواغيت
بل قال سبحانه وتعالى
الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم
ضع هنا خط
كم من معنى جميل
لهذه القلوب التي عرفت ربها
وامنت بوعده
وأقبلت عليه
تريد احدى الحسنيين
وأن أعظم الفوز عنده ملاقاة الله عزوجل
عقيدة راسخة
وإيمان قوي بالله عزوجل
وحب لقائه
قالت القلوب موحدة الصادقة
كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة
ولكن باذن الله
أن الأمر لله عزوجل وحده
هم يواجهون الأعداء
بالله
وبايمانهم
وبعقيدتهم
صدقا ان الفصل بين كل صفين
فرقهم الكفر والإسلام
هو العقيدة
وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله
علموها لأجيال
بدر لم تكون بالعتاد
وحتى الأحزاب لم تكون بالعدد ولا العتاد
الجواب من الله
ومالنصر إلا من عند الله
لايوجد شخص ولاجهة
يمكن أن تهدي النصر لفئة دون أخرى
ولكن هناك خداع ومكر
إنه كسراب بقيعة يحسبه الظمان ماءا
حتى اذا كشف الغطاء
لم يجده شيئا
ووجد عند الله الحساب على النقير والقطمير
ساعتها يوفى حسابه
ولاننسى
أن الله سريع الحساب
وعودا الى جيش طالوت
والله مع الصابرين
لم يقول مع جهة الفلانية
ولا مع فلان
بل مع الصابرين
الطريق يحتاج لصبر
ولكن معية الله تخفف كل مشاق الطريق
والله أعلم
جزاكم الله خيرا
تابع
