( إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ)
من أعظم نعم الله على العبد ، أن يعرض أحواله التي تمر به على معاني أسماء الله الحسنى و صفاته العلى ،
وهذا له فائدتان :
زيادة الإيمان .
سهولة تلقي المصائب المؤلمة
وهذا يزداد حين يبلغ العبد منزلة الرضا عن الله ،
بحيث يوقن أن اختيار الله خير من اختياره لنفسه .
كيف نعيش مع هذا الاسم ؟
قال العلامة السعدي رحمه الله :
من لطفه بعباده :~
أنه يقدر أرزاق العباد بحسب علمه بمصلحتهم لا بحسب مراداتهم ،
فيقدر لهم الأصلح و إن كرهوه [ لطفاً بهم وبراً و إحساناً ]
{ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ }
أنه يقدر عليهم أنواع المصائب ، وضروب المحن و الابتلاء بالأمر و النهي الشاق
[ رحمة بهم ولطفاً و سوقاً إلى كمالهم وكمال نعيمهم ]
{ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }
أن يقدر له أن يتربى في ولاية أهل الصلاح و العلم و الإيمان و بين أهل الخير
[ ليكتسب من أدبهم و تأديبهم و لينشأ على صلاحهم و إصلاحهم ]
أن يبتليه ببعض المصائب ، فيوفقه للقيام بوظيفة الصبر فيها
[ فيُنيله درجات عالية لا يدركها بعمله ]
أن يعافي عبده المؤمن الضعيف من أسباب الابتلاء التي تُضعف إيمانه و تنقص إيقانه
أن يأجره على أعمال لم يعملها بل عزم عليها فيعزم على قربة من القرب ثم تنحل عزيمته لسبب من الأسباب فلا يفعلها فيحصل له أجرها !
[ انظر كيف لطف الله به ]
شذرات من كتاب ثلاثون مجلساً في التدبر
مجالس المتدبرين