إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حسن الحسنات - (2)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حسن الحسنات - (2)

    حسن الحسنات - (2)


    خالد أبو شادي

    النجاة من العذاب: لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أنهلك وفينا الصالحون؟! قال: «نعم إذا كثر الخبث»(صحيح كما في ص ج ص رقم 7176).
    فمن حسن الحسنة أنها تمنع نزول العذاب بالأمة، وتحميها من أن تهلك نفسا بنفسها، وتفني حياتها بيدها، وكم من هجمة عذاب كادت تحل بنا لولا وجود نسبة معقولة من الصالحين تمنع تكاثر الخبيث {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض} «البقرة: 249».

    وهذا معنى قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي أراد أن يفهمه لجموع التائبين الذين ما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما بلغهم حديثه، فقال مخاطبا إياهم: «توشك القرى تخرب وهي عامرة»، فقيل: كيف تخرب وهي عامرة؟! قال: «إذا علا فجارها أبرارها». وكلما زادت الحسنات رفعت المهلكات، وكلما نضبت كان العذاب وشيكا.

    قال عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: ذاكر الله في غفلة الناس كمثل الفئة المنهزمة يحميها الرجل، لولا ذلك الرجل هزمت الفئة، ولولا من يذكر الله في غفلة الناس هلك الناس.
    أيها المسيئون.. قدموا الشكر للمحسنين، فهو واجب في رقابكم.. لولاهم لهلكتم، وبسببهم حفظتم، ولو ماتوا لشقيتم وأخذتم.


    6. صلاح الذرية: كان عمر بن عبد العزيز يجزم ويقول: ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله فى عقبه وعقب عقبه. بل وفي عقب عقب عقبه، بل وأبعد من ذلك، كما قال المفسرون في قول الله سبحانه وتعالى: {وكان أبوهما صالحا} [الكهف: 82].
    قالوا: كان الجد السابع، وبسبب صلاحه حفظ الله الكنز لهذين الغلامين اليتيمين، وصانه لهما حتى يكبرا. ولعل هذا ما كان يدفع سعيد بن المسيب إلى أن يطيل فى صلاته ويقول لولده: لأزيدن في صلاتي من أجلك؛ رجاء أن أحفظ فيك.

    يا إخوتاه .. ليس حفظ الأبناء وتأمين مستقبلهم بإيداع الأموال لهم في البنوك، بل بإيداع الطاعات في كفة الحسنات عن طريق إطالة الصلاة ودموع المناجاة، وصدقة الخفاء وصلة الرحم وحسن الجوار وقراءة القرآن.. وغيرها من الطاعات. وكلما كانت الطاعات أكثر كان الصلاح أعم وأشمل ليغطي دائرة الأبناء ويتعداها إلى دائرة الجيران.
    قال محمد بن المنكدر: إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده والدويرات التى حوله، فما يزالون في حفظ من الله وستر.

    بركة الأوقات: اقرأ النماذج بعناية:


    • الإمام فخر الدين الرازي: [توفي: 606هـ] عن ثلاث وستين سنة، وتراث من التأليف نحو 200 كتاب ما بين كتاب في ثلاثين مجلدا كالتفسير المشهور له، ورسالة له في صفحات.
    • الإمام النووي: [ توفي: 676هـ] عن خمسة وأربعين سنة، وكان كل يوم يقرأ اثني عشر درسا على مشايخه، شرحا وتصحيحا، يأكل في اليوم ويشرب شربة واحدة عند السحر، ولذلك ترك من المؤلفات ما قسموه على أيام حياته، فكان لكل يوم أربعة كراريس!!.
    • الإمام ابن تيمية: [توفي: 728هـ] عن سبع وستين سنة، وجاء في ترجمتة عند ابن شاكر الكتبى: إن تصانيفه تبلغ 300 مجلدا، والإمام الذهبي يقول: إن تصانيفه تبلغ إلى 500 مجلدا، والصحيح في عدد تصانيفه ما قاله الحافظ ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة: وجاوزت حد الكثرة فلا يمكن لأحد حصرها.
      قال عنه تلميذه ابن القيم: وقد شاهدت من قوة شيخ الإسلام ابن تيمية في سننه وكلامه وإقدامه وكتابته أمرا عجيبا، فكان يكتب في اليوم التصنيف ما يكتبه الناسخ في جمعة وأكثر!!.
    • الحافظ ابن الدنيا: ألف ألف تأليف، وابن عساكر ألف تاريخه في 80 مجلدا، وأبو محمد علي بن حزم 400 مجلدا تشمل على قريب من 80 ألف ورقة، وابن شاهين صنف ثلاثمائة وثلاثين مصنفا منها التفسير في ألف جزء، والمسند في ألف وخمسمائة جزء.


    هل انتهيت من القراءة يا أخي؟! هل اعترتك حالة من الدهشة؟! أتريد أن تصل إلى ما وصل إليه أو نصفه أو عشره؟! هل تشكو بأن الأوقات تتسرب من بين يديك، وبأن محصلة يومك مثل أمسك مثل غدك .. صفر.. وبأن الشهر عندك كاليوم، واليوم يمر كالساعة.. إذا كنت كذلك فجرب هذا الدواء: لا تعمل عملا دون أن تصاحبك فيه نية صالحة.. لا تنم إلا بنية التقوى على صلاة الفجر، لا تذهب إلى عملك إلا بنية:" إن الله يحب المؤمن المحترف" ، فلا تأكل إلا بنية الاستعانة بالطعام على العبادة، مع التزامك بالفرائض وعضك عليها بالنواجذ، وعندها سترى الفرق شاسعا إن شاء الله.8. يجعل له مخرجا

    • كما جعل لأصحاب الغار الذي سد بابه صخرة فتوسلوا بأعمالهم الصالحة، فتوسل أحدهم ببره بأبويه، وتوسل أحدهم بأمانته، وتوسل أحدهم بعفته عن الفحشاء، ففرج الله عنهم وفتح لهم الغار بحسن حسناتهم.
    • كما جعل مخرجا لعوف بن مالك الأشجعي لما أسر المشركون ابنا له، فذهب يشكو ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأوصاه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكثر هو وامرأته من قول: «لا حول ولا قوة إلا بالله»، فقالت له امرأته: نعم ما أمرك به رسول الله صلى الله عليه وسلم. فنفذ الوصية، فغفل العدو عن ابنها ففر ومعه 400 شاة، وفيه نزل قول الله سبحانه وتعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا . ويرزقه من حيث لا يحتسب}[الطلاق: 2-3].
    • وكما جعل مخرجا لأبي مسلم الخولاني سيد التابعين زاهد العصر حين جاءته امرأته يوما قائلة: ليس لنا دقيق، فقال: هل عندك شيء؟ قالت: درهم بعنا به غزلا. قال: أعطيني إياه وهاتي الجراب، فدخل السوق فأتاه سائل وألح، فأعطاه الدرهم، وملأ الجراب نشارة مع تراب، وأتى وقلبه مرعوب من امرأته، ورجع إليها ففتحت الجراب فإذا هو دقيق!! فعجنت وخبزت، فلما جاء ليلا وضعت الخبز، فقال: من أين هذا ؟! قالت: من الدقيق فأجهش في البكاء.

    لطيفة: جاء رجل إلى شيخ الاسلام أبي الحسن بنان الحمال وكان له على آخر دين مائة دينار، فطلب الرجل الوثيقه فلم يجدها، فجاء إلى بنان ليدعو له، فقال: أنا رجل كبرت وأحب الحلوى، فاشتر من دار فلان رطل حلوى حتى أدعو لك، ففعل الرجل وجاء فقال بنان: افتح ورقة الحلوى، ففتح فإذا هي الوثيقة، فقال بنان: خذها وأطعم الحلوى صبيانك!!.

    9. بركات من السماء والأرض: لقوله سبحانه وتعالى:{ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض} [الأعراف: 96].
    ذكر الإمام أحمد في مسنده: وجدت في خزائن بعض بني أمية حنطة، الحبة بقدر نواة التمر، وهي في صرة مكتوب عليها: "كان هذا ينبت في زمان العدل".
    ومن أروع أزمنة العدل ما كان في زمان الخليفة الراشد مجدد الإسلام في القرن الأول الهجري عمر بن عبد العزيز.
    قال موسى بن أعين: كنا نرعى الشاة في خلافة عمر بن عبد العزيز وكانت الوحوش والذئاب ترعى في مكان واحد، فبتنا ليلة إذ عرض الذئب لشاة فقلنا: ما نرى الرجل الصالح إلا هلك، قال الراوي: فحدثني هو وغيره أنهم حسبوا فوجدوه قد هلك في ذلك اليوم.
    هل جزاء الإحسان إلا الإحسان: وتأمل كثرة حسنات أحمد بن حمبل وأنت تقرأ له: ما كتبت حديثا إلا وقد علمت به، حتى قولي: إن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى أبا طيبة دينارا، فأعطيت الحجام دينارا حين احتجمت.
    حرص رحمه الله على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم بل كل عادة له صلى الله عليه وسلم ولو كان في ذلك خطر على حياته.

    قال إبراهيم بن هانئ: اختبأ عندي أحمد بن حنبل ثلاث ليال ثم قال لي: اطلب لي موضعا حتى أدور. قلت: إني لا آمن عليك يا أبا عبد الله، فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم اختفى في الغار ثلاثة أيام، وليس ينبغي أن تتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الرخاء وتترك في الشدة.

    له همم لا منتهى لكبارها *** وهمته الصغرى أجل من الدهر
    له راحة لو أن معشار جودها *** على البر كان البر أندى من البحر

    وانظر إلى قطرة من كراماته، ولمحة من حسن حسناته:
    • قال الوركاني: أسلم يوم مات أحمد بن حنبل عشرة آلاف من اليهود والنصارى والمجوس!!.
    • قال ابن الجوزي: لما وقع الغرق ببغداد سنة 554هـ وغرقت كتبي، سلم لي مجلد فيه ورقتان من خط الإمام أحمد رحمه الله!!.
    • قال الحسن بن علي الزيني قاضي القضاة: إن الحريق وقع في دارهم فاحترق ما فيها إلا كتابا فيه شيء بخط أحمد!!.
    • قال شمس الدين الذهبي: وكذا استفاض وثبت أن الغرق الكائن بعد العشرين وسبع مائة ببغداد عام على مقابر مقبرة أحمد، وأن الماء دخل الهليز علو ذراع ووقف بقدر الله، وبقيت الحصر حول مقابر الإمام بغبارها، وكان ذلك آية!!.

    13. حسن الخاتمة: الدنيا امتحان يتباين فيه الناس، حتى يأتي موعد تسليم الأوراق وقبض الأرواح فتظهر النتيجة، وتكون الفرحة والسرور أو الويل والثبور.
    قال أبو جعفر التستري: حضرنا أبا زرعة الرازي وكان في سياق الموت، وعنده جماعة من العلماء، فذكروا حديث التلقين وقوله صلى الله عليه وسلم : «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله»، فاستحيوا من أبي زرعة وهابوا أن يلقنوه فقالوا: نذكر الحديث، فقال أحدهم: أنبأنا الضحاك بن مخلد عن عبد الحميد بن جعفر عن صالح، ولم يكمل، فقال أبو زرعة وهو في النزع الأخير قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدث عبد الحميد بن جعفر عن صالح بن أبي غريب عن كثير بن مرة الحضرمي عن معاذ أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة»، ولما قال: لا إله إلا الله خرجت روحه مع الهاء قبل أن يقول: دخل الجنة.
    توالد الحسنات: كان أبو سليمان الدارني يقول: "من أحسن في نهاره كوفيء في ليله، ومن أحسن في ليله كوفيء في نهاره"، فمن حسن الحسنات أن الرجل فينا إذا عمل حسنة كافأه الله عليها فوفقه لأداء حسنة أخرى، وحسنة تجلب حسنة وهلم جراً، إذا أردت حيازة حسنة قيام الليل فقدم حسنة غض البصر في النهار، وإذا رغبت في حسنة صلاة الفجر فقدم حسنة صدقة السر، وإذا طلبت قلبك في الصلاة فلم تجد حسنة الخشوع فقدم حسنة التبكير إلى الصلاة، وضع كلمة عروة بن الزبير حلقة في أذنك: "ما من حسنة إلا وهي تدعو أختها".

    وماذا بعد الكلام
    1. افعل:

    • احرص على صلاة الجماعة في المسجد، وصلاة النافلة في البيت «أفضل صلاة الرجل في بيته إلا المكتوبة».
    • ليكن لك ورد ثابت من كتاب الله لا يقل عن الجزء، وإن لم يكن لك ورد من كتاب الله فابدأ ولو بصفحة وتدرج حتى تصل إلى جزء.
    • أد زكاة مالك 2.5% مما حال عليه حول كامل وبلغ النصاب.
    • صل رحمك وتذكر: «لايدخل الجنة قاطع».
    • احرص على أن تذكر الله في جميع أحوالك، خاصة أذكار الصباح والمساء، والتي تقرأ من كتاب (المأثورات) وأذكار الأحوال (عند الأكل والسفر ودخول البيت.. إلخ).
    • «الدال على الخير كفاعله» (صحيح كما في ص ج ص رقم 3399)، فلا تبخل بالنصيحة على من تعرف، وخاصة أقاربك: {وأنذر عشيرتك الأقربين} [الشعراء: 214].
    • «عليك بالصوم فإنه لا مثل له» (صحيح كما في ص ج ص رقم 4044)، وأكثر الناس جوعا يوم القيامةأكثرهم شبعا اليوم.

    2. ولا تفعل:
    • لا تتكلم بلسانك ما تحرق به جسدك يوم القيامة، احذر غيبة المسلمين أو الاستماع إلى الغيبة فالمستمع مغتاب، لا تكذب، لا تتكلم بالفحش من القول، لا تلعن، لا تشتم.
    • لا تسمع إلا حلالا طيبا:
      وسمعك صن عن سماع القبيح، كصون اللسان عن النطق به، فإنك عند سماع القبيح شريك لقائله فانتبه.
    • لا تدخل بطنك إلا حلالا طيبا: «كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به» (صحيح كما في ص ج ص رقم 4519).
    • لا تطلق بصرك إلى ما لا يحل، فإن النظر بريد الزنا، ويشمل ذلك النظر إلى الصور العارية في التلفزيون والمجلات والجرائد، فكل ذلك حرام.
    • لا تشهد مجالس المنكرات واجتنب بيئة المعاصي، ولا تكن كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه.
    • المرسى: وأخيرا وصلنا إلى الصفحة الأخيرة، وبعدها ستغلق دفتي الكتاب، وتتركه جانبا لتستريح بعد القراءة وجهد الإطلاع، وكما رسوت على آخر صفحة من الصفحات، فالأمل أن ترسو في الآخرة على شواطئ الجنات، وما أشبه المرسى بالجنة:
      1. المرسى.. انتقال من حال إلى حال، وسفر من دار إلى دار، وتحول من اضطراب عنيف وعصف مخيف إلى سكون لذيذ ومستقر مريح وكذلك الجنة.
      2. المرسى.. لقاء الأحبة بعد الفراق وطول العناق مع الاشتياق وكذلك الجنة.
      3. المرسى.. فرح بالوصول وابتهاج بإدراك الغاية وتلذذ بنبل المنى وكذلك الجنة.

      فلا تطرح هذا الكتاب من يدك حتى تقرأة كاملا! علم الله أني كتبته لك بمداد الوداد مزجته بمهجة الفؤاد، وبعثته إليك ببريد المحبة عبر أجواء الشوق، لينال في ختام الراحة شرف المثول بين يدىك، لتقرأ بقلبك قبل مقلتيك، وعقلك مع ناظريك! فهلا رددت الجميل أخر القارئ الكريم؟!

      ترى.. ماذا غرست فيك الأسطر والكلمات؟! هل أثارت فيك الشوق إلى العمل أم لازلت راقد في أوكار الكسل؟! هل شقت سفينة نفسك بحر خمولك أم أنك لم ترفع شراعها من الأساس؟!
      أستحلفك بالله.. لا تكسر قلبي بغفلتك ولا تصدم فؤادي بإعراضك، بل أطرب أذني بترانيم ذكرك وأبكي فرحا بدموع توبتك.


      قبل أن أغادر.. أريد أن أبشرك بأن قراءة سير الصالحين تعدي، وإن لم تفعل أثارت في القلب الغيرة التي تشعل السباق، فإن لم تفعل فليس أقل من تعلق القلب بأوصاف المتقين تمهيدا لأن يحشر المرء مع من أحب منهم.

      آخر سطر.. أردت أن أقول لك فيه: دوام الحال من المحال، فإذا هدأت الريح يوما ففترت همتك ووهن عزمك، فلا تبتئس فإنها سنة الحياة، وما هي بالنهاية إنما هي رياح التوفيق تولد في رحم الغيب، وستنبعث بإذن الله من جديد لتوصلك إلى الجنة المتلهفة على لقياك، والملائكة الحافين حول قصرك يهنئونك فيا بشراك، لتطرب وانت تسمع أحلى صوت وأعذب نشيد كلماته:{سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين} [الزمر: 73].


    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
    اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات وللمسلمين وللمسلمات الاحياء والاموات

    التعديل الأخير تم بواسطة كريمه بركات; الساعة 12-03-2015, 10:14 PM.
يعمل...
X