نساء من الجنة
إلي صانعة الأجيال
تُري أي جيل تربي يا أماه ؟
إلي من تبغي أن تكون لها قيمة في الحياة وأثر بعد ،
تُرى أي دور تؤدي في الحياه !
اخترت لك يا أختي الحبيبة هذه المرة مجموعة من الصحابيات هن أختك أو أمك علي أي اعتبار أريدك أن تقرأي عنهن
وكأنك تقرأي عن أخت لك في الإسلام لا أريد منك أن تقراي عنهم وكأنهن نساء من زمن بعيد ماضي لن يعود لعلنا
إذا اقتربنا منهن نقتدي بهن ، لعنا نراهم في الجنة فيعرفوننا ونعرفهم .
أملي من خلال هذه السطور القليلة التي أسأل الله أن تكون نابعة من القلب مخلص الله أن تري أي فتاه نفسها في أي شخصية
من هؤلاء الصحابيات كأسماء بنت أبي بكر مثلاً أو الخنساء أو غيرها فتحبها وترتبط بها وتأخذ حياتها نبراسا لها فتظل تنتظر اليوم الذي تلقاها فيه في الجنة بإذن الله
اللهم اجعلنا نقتدي بهم لا بغيرهم من هؤلاء الذين يفتنوننا في ديننا الذي هو عصمه أمرنا
ولنبدأ مع صحابية جليلة لها موقف عظيم
هي أسماء بنت يزيد ابن السكن وكنيتها أم عامر وهي ابنه عم معاذ بن جبل وقريبة سعد بن معاذ كانت أول من بايع الرسول صلي الله عليه وسلم
من نساء الأنصار هذه هي البيئة التي أخرجت هذه الصحابية الجليلة التي أهّلتها لتقف بين يدي الرسول الله صلي الله عليه وسلم هذا الموقف .
روي عنها مسلم بن عبيد : أنها أتت النبي صلي الله عليه وسلم وهو بين أصحابة فقالت بأبي وأمي أنت يا رسول الله أنا وافده النساء
إليك إن الله عز وجل ؟؟ إلي الرجال والنساء كافة فآمنا بك وبإلهك وأنا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضي
شهواتكم وحاملات أولادكم وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات وعيادة المرضي وشهود الجنائز والحج بعد الحج
وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله عز وجل وأن الرجل إذا خرج حاجاً أو معتمراً أو مجاهداً حفظناكم أموالكم وغزلنا أثوابكم
وربينا لكم أولادكم أفما نشاطركم في هذا الأجور والخير ؟ فالتفت النبي صلي الله عليه وسلم إلي أصحابة بوجهه كله ثم قال
" هل سمعتم مقالة أمراه قط أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه ؟ "
فقالوا : يا رسول الله ما ظننا أن أمراه تهتدي إلي مثل هذا فالتفت النبي صلي الله عليه وسلم إليها فقال " افهمي أيتها المرأة ،
وأعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته أتباعها موافقته يعدل ذلك كله "
أرأيتم فيما تفكر هذه المرأة وما يشغل بالها حتى تأتي النبي صلي الله علية وسلم نائبة عن نساء كثيرين مثلها يشغلهن نفس الفكر
الذي يشغل بالها . الاجتهاد في طاعة الله وطاعة الله عندما ليست مجرد حجاب أو صلاه أو صيام ولكن مفهومها أكبر من ذلك
عند هؤلاء النسوة أنها تريد أن تشارك الرجل في أجر كل الطاعات وتعمل لله مثل ما يعمل وليس في حمل الأثقال أو في
السياحة أو.........أو.......... وأنت يا أختي الحبيبة كيف تنظرين إلي حياتك في الدنيا ما الذي تريدين أن تفعليه ؟
اسمع الآن من تقول ماذا تريدين منا لقد لبسنا الحجاب وصلينا وصمنا .
أهذا هو كل مفهوم الطاعة عندك !! ....
أنظري إلي هذه القائدة التي قادت نساء الأنصار إلي الخير ، فلما لا تقودي أنت بنات جيلك وتكوني قدوة لهم في عمل الخير من
إنشاء جمعيات خيرية تطعم الطعام أو فتح مشغل للبنات للخياطة مثلاً أو إذا كنت طبيبة يكون لك نصيب من علاج المرضي بالمجان
أين تعاملاتك مع الآخرين أين صلة الرحم أين الإخلاص في العمل .
ولنتوقف عند معني آخر في نهاية الحديث أن رعاية الزوج وطاعته ليس بالأمر الذي تستهين به الزوجة ونقول أهلي أولاً ثم زوجي
أو لا نقدر مجهوده خارج البيت أو لا تخفف عنه متاعب الحياة أو تفضيه أو تثور لأتفه الأسباب .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " إذا صلت المرأة خمسها وحصنت فرجها وأطاعت
بعلها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت الا تريدين الجنة هذا هو أقصر الطرق إليها .
وهذه هي وصية رسولنا الكريم لكل زوجة ابشري فإن طاعتها زوجها تعدل أجر الجهاد في سبيل الله هذه شهادة من رسولك الكريم
أنك أيتها الزوجة الطائعة لزوجها مجاهده في سبيل الله ولتترك أسماء في السطور القادمة ولكنها لا تترك قلوبنا لعلنا نلقاها في الجنة
إلي سيدة أخري لا تكاد تكون معروفة لدي أكثرنا ولكنها لها موقف جدير بنا أن نقف أمامه.
هي أم شريك الدوسية تسمي غزيه بنت جابر وهي
من الأزد من قبيلة دوس وكانت دوس تعبد صنماً تسميه ( ذا الخلصة) وهي زوجة أبو العكر أحد الذين اسلموا علي يد الطفيل بن عمرو وهاجر ألي
رسول الله صلي الله عليه وسلم وبقيت زوجته في داره وكانت قد أسلمت معه ولندعها تحكي قصتها مع أهلها .
تقول أم شريك فجاءني أهل زوجي فقالوا : لعلك علي دينة ..........؟
قلت : أي والله أني لعلي ديني قالوا : لا جرم والله لنعذبك عذاباً شديداً فارتحلوا بنا من دارنا وساروا يريدون منزلاً وحملوني علي
جمل ثقال شر ركابهم بهم وأغلظهم يطعموني الخبز بالعسل ولا يسقوني قطره ماء حتى انتصف النهار وسخنت الشمس فنزلوا
فضربوا أخبيتهم وتركوني في الشمس حتى ذهب عقلي وسمعي وبصري وفعلوا ذلك بي ثلاثة أيام فقالوا لي في اليوم
الثالث " أتركي ما أنت عليه " قالت فما ضريت ما يقولون إلا كلمة بعد كلمة فأشير بأصبعي إلي السماء بالتوحيد قالت :
فما زلت علي ذلك حتى وجدت برد دلو علي صدري فأخذته فشربت منه نفساً واحداً ثم انتزع مني فذهبت انظر إليه فإذا به معلق بين
السماء والأرض فلم أقدر عليه ثم دلي إليّ ثانية فشربت منه نفساً ثم رفع ثم دلي إلي ثالثه فشربت منه حتى رويت وأهرقت
علي رأسي ووجهي وثيابي قالت : فخرجوا فنظروا
فقالوا من أين لك هذا يا عدو الله؟
قالت : أما هذا فمن عند الله رزق رزقنية الله
قالت : فانطلقوا سراعاً إلي قربهم فوجدوها كما هي لم تحل
فقالوا : نشهد أن ربك هو ربك وأن الذي رزقك ما رزقك في هذا الموضوع بعد أن فعلنا بك ما فعلنا هو الذي شرع الإسلام .
أرأيتم هذه المرأة البسيطة التي لا تعلم عن الإسلام شيئاً سوي الشهادة ولكنها وعت إلي الله بحالها وما هي علية كثير من تقول أريد
أن أعمل داعية إلي الله وأتحدث في الناس ولكني لا أجيد الخطابة وأستحى من مواجهة الناس.
أقول لها لا تحدثي في الناس بسلوكك بتصرفاتك فلربما برك بوالديك وصلتك لرحمك وسعيك في قضاء حوائج الناس وتمسكك بحجابك
وثقتك في نصر الله لك كلها تكون أدوات للدعوة إلي الله دون أن تتحدثي بأيات وإحاديث ولكن أخلاقك هي التي تتحدث فى الناس فتقنعهم
وتشجعهم علي الأقتراب أكثر من ذلك وتكوني سبب في هداية زميلاتك في الجامعة أو جيرانك أو أقاربك كما فعلت أم شريك التي
كان تمسكها بدينها أمام الإيذاء الشديد سبب في دخولهم الإسلام
فلنصبر علي الإيذاء في سبيل الله حتى يصل هذا الدين للناس ويسعدون به كما نسعد وتسعد كل فتاه ملتزمة بشرع الله
حببوا الله سبحانه وتعالي إلي عباده ولا تكونوا أداه أو وسيلة لبعد الناس عن التدين والالتزام بطاعة الله
ولنترك الداعية المجاهدة لنتقل إلي صحابية أخري الأم الصابرة تماضر بنت عمرو
( الخنساء ) الشاعرة المعروفة عاشت معظم
عمرها في الجاهلية إلي أن جاءت إلي رسول صلي الله علية وسلم هي وقومها فاعلنوا إسلامهم ولكن أنظر كيف ترثي أخاها
صخر قبل الإسلام وتبكي حزناً لفراقه وهو أحب أخواتها إليها
ها هي نفسها الخنساء بعد الإسلام تحث أولادها علي الجهاد والموت في سبيل الله وكان قائد المسلمين سعد بن أبي وقص وقتها قالت لهم :
يا بني أسلمتم طائعين وهاجر تم مختارين و والله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم ولا غيرت
نسبكم وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الغالية
يقول الله تعالي " يا أيها الذين آمنوا أصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون "
( آل عمران 200) فإذا أصبحتم
غداً إن شاء الله سالمين فاغدوا إلي قتال عدوكم مستبصبرين بالله علي أعدائه مستبصرين بالله فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساعتها
واضطرمت لظى علي سياقها وحللت ناراً علي أروقتها فتيمموا وطيسها وجالدوا رئيسها عند احترام خميسها تظفروا
بالغنم والكرامة في الخلد والمقامة .فقاتلوا جميعاً حتى استشهدوا
فبلغ ذلك الخنساء فقالت الحمد لله الذي شرفني بقتلكم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته
تري ما الذي تغير في هذه المرأة أهو الإيمان ملأ قلبها أم هو اليقين في آيات الله آيات جزاء الشهادة في سبيل الله
ورأينا كيف ربت أبناءها علي حب الجهاد والشهادة أين أمهات المسلمين اليوم من هذه المرأة الصابرة المحتسبة أين من فقدت
أولدهن ليتعلمن الصبر واحتساب الأمر من هذه الصحابية ؟ وأين الأم الواعية التي تدفع بابنها إلي الخير وحضور مجالس العلم
والصلاة في السجد وتحببه في رسوله الكريم وأخلاق الصحابة أم أننا نجد جبل قد خرج إلي الدنيا بلا هوية ولا يحمل أي انتماء لدينه يأخذوا ثقافتهم من الغرب وعادته وتقاليد التي لا تناسبنا فيضل وتتلاشي شخصية ولا
يدري أن عزه في تمسكه بدينه وليس الفرار منه إلي حضارات أخري فلنتقي الله في أولادنا فهم أمانات بين أيدينا لم يخلقوا عبثا ًولا سدي
ولكن خلقوا ليعبدوا الله ويتمسكوا بمنهجه في كل شيء . ها نحن علي هذه الصفحات نودع هؤلاء الصحابيات لنلتقي مع صحابيات
جليلات أخري لعلنا إذا اقتربنا منهم واقتدينا بهم لعلنا نكون معهم في الجنة