[عاجل] دمعة تائبة

[ام الحور العين وسالم]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمته الله وبركاته
أنا!؟؟
أنا أدعوا أدعو !؟؟الا يستجاب لي!؟؟
أنا المفرطة!؟؟
أنا المسرفة!؟؟

دخلنا مع الباب الخارجي أنا وولدتي

فرأيت والله ما لم يخطر على البال...

هذا مريض يتأوه... وهذا مصاب بحادث سيارة.. وثالث عيناه غائرتان... لا تدري هل هو من أهل الدنيا أم من أهل الأخرة....
منظر عجيب.. لم أراه من قبل!!!!
سألنا عن غرفته..

فأخذتنا الممرضة اليه..

أنه في غرفة العناية..
ووسط زحام الأطباء وعبر النافذة الصغيرة التي في باب الغرفة

أرى عيني أخي تنظرا الي

أمي واقفة بجواره ثم خرجت أمي التي لم تستطع أخفاء دموعها...

ومع فجر اليوم التالي..

ومع فجر ذلك اليوم الحزين..

وأنا في غرفتي..

بدأت الأصوات تتزايد..

دخلت علي الخادمة مفزوعة!!؟؟

أأه أأه أأه أأه

دخلت علي عمتي تبكي..

زيارات مفاجأة..

أحداث سريعة..

كثر القادمون..

وأختلطت الأصوات..
أأه أأه أأه
شئء واحد عرفته يا معلمتي!!

أتدرين ما الذي حدث!!؟

لقد...

مات...

مات أخي.. مات أخي..مات أخي..

مات نور البيت..

أأه أأه أأه
والدتي قد سقطت من هول الخبر..

والدي يمسك بسماعة الهاتف ويبكي..

أول مرة أرى والدي يبكي....

يا الله

يا الله

يا الله

يا الله

أتأمل في غرفته..

وعلى طاولته
هذا هو أحرامه
هذه هي أشرطته
هذا هو مسواكه ... ..

هذا هو مصحفه..

هذا هو مسبحه..
أخوي طيب!!!
أخوي أنسان!!!
كم مرة ينصحني ويذكرني ويعاتبني
الا الصلاة يا أوخيتي
الا الصلاة يا أوخيتي
الا الصلاة يا أوخيتي
وطاعة الرحمن .. وطاعة الرحمن

وفي الأخر... هي الدنيا ما خلت ولا أنسان
نودعها وتودعنا.. نخليها وتخلينا بلاعنوان

ماذا لو كنت أنا الميتة!؟
بل ماذا لو كنتي انتي الميتة!؟
في ذمة الله يا من فاح مرقده عطراّ
وطبت وطاب القبر مدرر
في ذمة الله يا من لاح همته
برا واحسانا وللهدى درر
في ذمة الله في الفردوس مسكنه
له الربى والنعيم الخالد النظر
يا من بصر على الأثام في صلد
والموت خلف جدار الغيب مستتر
لا تأمن العمر والأيام راكضة
وقد يجئ بما لم تحذر القدر
في الدهر زجر وفي الأحداث موعظة
فمال قلبي وقلبك ليس بهدر

ونحن تغيرت أحوالنا
والدي بدأ يصلي ويقوم الليل ويلح في الدعاء..
أصبح البيت حزيناّ..
كيف لا؟؟
وهذا أول أسبوع يمر علينا من غير أخي..

أين؟؟
أين؟؟
أين؟؟
أين التي لا زالت تسوف وتأخر؟؟
أين التي لا تزال تأن تحت وطأة الهوى والشيطان؟؟
الى متى؟؟
الى متى؟؟
الى متى؟؟
متى نبدل حياة الاسراف وتتضيع الأوقات
الى حياة الطاعة وأغتنام الأوقات؟؟؟
متى تبدلين حياة العبث؟؟
من هجر للقرأن..
وهجر للصلوات..
الى الحياة الطيبة والسعادة الأبدية...
الى متى؟؟
الى متى؟؟

ان الأسف كل الأسف أن تجد الكثيرات يؤخرن الصلاة عن وقتها لأتفه الأسباب
لأنها لم تعظم الله
فهي مشغولة بالتسوق في المجمعات
مشغولة بتصفح المجلات
مشغولة بمحادثة الصديقات
أو متابعة القنوات والمسلسلات.....
أخيتي
ألم تؤمني بالموت؟؟
ألم تؤمني بأنك ستحاسبين على كل صغيرة وكبيرة؟؟
ألا تخافين من الموت وببغتته؟
بماذا تغترين؟؟
بصحتك؟؟ بشبابك؟؟
انه الموت.. انه الموت..
يأخذ الصغير والكبير
انه لا يعرف العمر
(
فالى متى ؟؟
فالى متى؟؟
فالى متى أخيتي

أخيتي
لقد حذرتك ونصحتك وأنذرتك
ولا أعلم الى متى تفريطك
من الذي ينادينا" يا عبادي" ولقد عصيناه؟؟
يا عبادي انما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكما أياها...

فمن وجد خيرأّ فليحمد الله
ومن وجد غير ذلك يا أخيتي
(فلا يلومن الا نفسه)
(فلا يلومن الا نفسه)
(فلا يلومن الا نفسه)
وانتي قوليها... وأنتي قوليها.. وانتي قوليها..
عائدة.. تائبة... عائدة ...تائبة