تفاضل الدرجات بتفاضل القلوب في الأعمال
قال أبو الدرداء رضى الله عنه : ( يا حبذا نوم الأكياس وفطرهم ، كيف يغبنون به قيام الحمقى وصومهم ، والذرة من صاحب تقوى أفضل من أمثال الجبال عبادة من المغترين )
هذا الكلام من أبى الدرداء رضى الله عنه يكتب بماء الذهب ، ولا يعرف قدره إلى من ذهب من العلماء العاملين ، ومن نسبح على منوالهم واستقام على الصراط المستقيم فإن المدار على تقوى الله عز وجل ، والأتقياء هم العقلاء والأكياس فهم يتاجرون بالمباحات مع رب الأرض والسماوات ، فينامون بنية صالحة ، ويفطرون بنية صالحة ، كما قال معاذ رضى الله عنه : إنى لأحتسب نومتى كما احتسب قومتى .
فكما يقوم الليل ويحتسب - أى ينتظر الأجر عند الله عز وجل - فهو أيضاً ينام ويحتسب الأجر عند الله عز وجل ، لأنه ينوى القيام من آخر الليل ، أو التقوى على صلاة الفجر وأذكار الصباح ، وينام على شقه الأيمن ، ويضع كفه تحت خده ويقول : باسمك اللهم ربى وضعت جنبى، وبك أرفعه ، فإن أمسكت نفسى فارحمها ، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين وغير ذلك من أذكار النوم ، فكيف لا يؤجر على هذا النوم . أما الأحمق الذى يمتلأ قلبه بالرياء والعجب ، ولا يعرف طريق الأخلاص ، وهو جاهل بالسنة فقد لا يكون له من قيامه إلا السهر ، ومن صيامه إلا الجوع والعطش ، كما قال بعضهم : كم من قائم محروم ، وكم من نائم مرحوم ، هذا قام وقلبه كان فاجرا ، وهذا نام وقلبه كان عامراً .
والرَجُلان يكونان فى صفٍ واحد ، وخلف إمامٍ واحد يكبران بتكبيره ، ويسلمان بتسليمه ، وما بين صلاتيهيما كما بين السماء والأرض ، فالأعمال تتفاضل بحسب ما فى قلوب أصحابها من تقوى الله عز وجل ، وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم فى حق السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار : [ لَوْ أنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثلُ اُحُدٍ ذَهَباً ، مَا بَلَغَ مُدَّ أحدهِمْ ولا نَصيٍفَهُ ]
قيل لأنهم بذلوا فى وقت احتاج فيه الإسلام إلى البذل ، وقيل لعظيم تقوى السابقين ، فالعمل القليل منهم يرجح على العمل الكثير ممن ليسوا مثلهم فى تقوى الله عز وجل ، لأن الأعمال تتفاضل بحسب ما فى قلوب أصحابها من تقوى الله عز وجل ، فالذرة من صاحب تقوى ،أفضل من أمثال الجبال عبادة من المغترين .
قال ابن القيم رحمه الله ما ملخصه : فاعلم أن العبد إنما يقطع منازل السير إلى الله بقلبه وهمته لا ببدنه ، والتقوى فى الحقيقة تقوى القلوب
قال تعالى : ( ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ) [ الحج : 32 ] .
فالكيس يقطع من المسافة بصحة العزيمة ، وعلو الهمة ، وتجريد القصد ، وصحة النية مع العمل القليل أضعاف ما يقطعه الفارغ من ذلك مع التعب الكثير ، والسفر الشاق ، فإن العزيمة و المحبة تُذهب المشقة ، وتُطيب السير والتقدم والسبق إلى الله سبحانه و تعالى إنما هو بالهمم وصدق الرغبة والعزيمة ، فيتقدم صاحب الهمة مع سكونه صاحب العمل الكثير بمراحل ، فإذا ساواه فى همته تقدم عليه بعمله.
فالسير سير القلوب لا سير الأبدان ، فقد يسبق العبد بمحبته لله عز وجل وإخلاصه وصدقه ، من هو أكثر منه صلاةً وصياماً وحجاً وعمرة .
قال بكر بن عبد الله المزنى : ما سبقكم أبو بكر بكثرة صلاةٍ ولا صيامٍ ، ولكن بشىءٍ وَقَرَ فى قلبه .
مَنْ لى بمثل سيرك المُدلَّل تسيرُ رويداً وتجىء فى الأوَّلٍ
قال أبو الدرداء رضى الله عنه : ( يا حبذا نوم الأكياس وفطرهم ، كيف يغبنون به قيام الحمقى وصومهم ، والذرة من صاحب تقوى أفضل من أمثال الجبال عبادة من المغترين )
هذا الكلام من أبى الدرداء رضى الله عنه يكتب بماء الذهب ، ولا يعرف قدره إلى من ذهب من العلماء العاملين ، ومن نسبح على منوالهم واستقام على الصراط المستقيم فإن المدار على تقوى الله عز وجل ، والأتقياء هم العقلاء والأكياس فهم يتاجرون بالمباحات مع رب الأرض والسماوات ، فينامون بنية صالحة ، ويفطرون بنية صالحة ، كما قال معاذ رضى الله عنه : إنى لأحتسب نومتى كما احتسب قومتى .
فكما يقوم الليل ويحتسب - أى ينتظر الأجر عند الله عز وجل - فهو أيضاً ينام ويحتسب الأجر عند الله عز وجل ، لأنه ينوى القيام من آخر الليل ، أو التقوى على صلاة الفجر وأذكار الصباح ، وينام على شقه الأيمن ، ويضع كفه تحت خده ويقول : باسمك اللهم ربى وضعت جنبى، وبك أرفعه ، فإن أمسكت نفسى فارحمها ، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين وغير ذلك من أذكار النوم ، فكيف لا يؤجر على هذا النوم . أما الأحمق الذى يمتلأ قلبه بالرياء والعجب ، ولا يعرف طريق الأخلاص ، وهو جاهل بالسنة فقد لا يكون له من قيامه إلا السهر ، ومن صيامه إلا الجوع والعطش ، كما قال بعضهم : كم من قائم محروم ، وكم من نائم مرحوم ، هذا قام وقلبه كان فاجرا ، وهذا نام وقلبه كان عامراً .
والرَجُلان يكونان فى صفٍ واحد ، وخلف إمامٍ واحد يكبران بتكبيره ، ويسلمان بتسليمه ، وما بين صلاتيهيما كما بين السماء والأرض ، فالأعمال تتفاضل بحسب ما فى قلوب أصحابها من تقوى الله عز وجل ، وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم فى حق السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار : [ لَوْ أنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثلُ اُحُدٍ ذَهَباً ، مَا بَلَغَ مُدَّ أحدهِمْ ولا نَصيٍفَهُ ]
قيل لأنهم بذلوا فى وقت احتاج فيه الإسلام إلى البذل ، وقيل لعظيم تقوى السابقين ، فالعمل القليل منهم يرجح على العمل الكثير ممن ليسوا مثلهم فى تقوى الله عز وجل ، لأن الأعمال تتفاضل بحسب ما فى قلوب أصحابها من تقوى الله عز وجل ، فالذرة من صاحب تقوى ،أفضل من أمثال الجبال عبادة من المغترين .
قال ابن القيم رحمه الله ما ملخصه : فاعلم أن العبد إنما يقطع منازل السير إلى الله بقلبه وهمته لا ببدنه ، والتقوى فى الحقيقة تقوى القلوب
قال تعالى : ( ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ) [ الحج : 32 ] .
فالكيس يقطع من المسافة بصحة العزيمة ، وعلو الهمة ، وتجريد القصد ، وصحة النية مع العمل القليل أضعاف ما يقطعه الفارغ من ذلك مع التعب الكثير ، والسفر الشاق ، فإن العزيمة و المحبة تُذهب المشقة ، وتُطيب السير والتقدم والسبق إلى الله سبحانه و تعالى إنما هو بالهمم وصدق الرغبة والعزيمة ، فيتقدم صاحب الهمة مع سكونه صاحب العمل الكثير بمراحل ، فإذا ساواه فى همته تقدم عليه بعمله.
فالسير سير القلوب لا سير الأبدان ، فقد يسبق العبد بمحبته لله عز وجل وإخلاصه وصدقه ، من هو أكثر منه صلاةً وصياماً وحجاً وعمرة .
قال بكر بن عبد الله المزنى : ما سبقكم أبو بكر بكثرة صلاةٍ ولا صيامٍ ، ولكن بشىءٍ وَقَرَ فى قلبه .
مَنْ لى بمثل سيرك المُدلَّل تسيرُ رويداً وتجىء فى الأوَّلٍ