الصبر على الطاعة
قال ابن عباس رضي الله عنهما: مواطن الصبر ثلاثة، فهيا نزور هذه المواطن ونقف فيها متأملين معتبرين دارسين أيضاً متعلمين، عسى الله تعالى أن ينصرنا في هذه المعارك الثلاث، فالمعركة دائرة بين من سمعتم، الدين والعقل من جهة، والنفس والهوى والشهوة من جهة أخرى، والمنصور من نصره الله.هذه المواطن الثلاثة أولها: موطن الطاعة، فحث نفسك -عبد الله- على طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فالنفس لا تريد الطاعة، النفس تنزع نزعة إبليسية، وما حديث فرعون عنا ببعيد إذ قال: أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى [النازعات:24].فالنفس في شرودها وتمردها وطغيانها تنزع النزعة الإبليسية، لا تريد العبودية أبداً، ومن صفات الإنسان: إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى[العلق:6] بهذا المعنى الذي يدل عليه لفظ الطغيان: كَلَّا إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى[العلق:6] والإنسان بوصفه لحماً ودماً ليس هو الذي يقع وإنما هي النفس، فحثها على الطاعة وهي تصرخ بأعلى صوتها، ألجئها إلجاءً واضطرها اضطراراً على طاعة الله ورسوله.وهنا استعن بالله والجيش إلى جنبك الدين والعقل، فالدين يذكر جزاء الطاعة والمعصية، والدين يقيم الأدلة على نفع الطاعة وعلى ضرر المعصية، والدين أخبار إلهية صادقة لا يتطرق إليها الكذب، لا يتطرق إليها الاحتمال والشك. والعقل يزن ويقدر، والعقل صادق إن هو صفا من رعونات النفس ودخانها، فالعقل -كذلك- يرى أن الطاعة أفضل من المعصية، وأن الحسنة أفضل من السيئة، وأن الجمال أفضل من القبح، وأن السمو أفضل من الهبوط والحبوط.كذلك تمكن من هذه العدوة التي بين جنبيك، وقد قال الحكماء: أعدى أعدائك يا ابن آدم نفسك التي بين جنبيك، فتغلب عليها واحبسها حبساً واقصرها قصراً على الطاعة، الطاعة تبتدي من الغسل من الجنابة في الليالي البعيدة، وتستمر في سلسلة مستمرة إلى إزالة الأذى من طريق المؤمنين والمؤمنات، ثم إن أنت حبستها بعد أن غلبتها ومعك عقلك ودينك وما معها إلا الشيطان والهوى، إن أنت تمكنت منها فاشدد؛ فإنها لا يطول زمانها إلا وقد أفلتت لك القياد، إلا وقد لانت لك وذلت بين يديك.وإن واصلت قبضتك فإن يوماً ما تصبح نفسك النفس المطمئنة، ويومها تزول الأتعاب وتنتهي المخاوف؛ لأنها أصبحت تحن إلى الطاعة وتتوق لها، ولو أردت أن تعذبها في تلك الفترة لكان تعذيبك لها أن تحرمها من الطاعة، فلو تحرمها من المسجد ما تغشاه أربعاً وعشرين ساعة لكان ذلك من أشد أنواع العذاب التي تصيبها به.والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء والاموات
قال ابن عباس رضي الله عنهما: مواطن الصبر ثلاثة، فهيا نزور هذه المواطن ونقف فيها متأملين معتبرين دارسين أيضاً متعلمين، عسى الله تعالى أن ينصرنا في هذه المعارك الثلاث، فالمعركة دائرة بين من سمعتم، الدين والعقل من جهة، والنفس والهوى والشهوة من جهة أخرى، والمنصور من نصره الله.هذه المواطن الثلاثة أولها: موطن الطاعة، فحث نفسك -عبد الله- على طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فالنفس لا تريد الطاعة، النفس تنزع نزعة إبليسية، وما حديث فرعون عنا ببعيد إذ قال: أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى [النازعات:24].فالنفس في شرودها وتمردها وطغيانها تنزع النزعة الإبليسية، لا تريد العبودية أبداً، ومن صفات الإنسان: إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى[العلق:6] بهذا المعنى الذي يدل عليه لفظ الطغيان: كَلَّا إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى[العلق:6] والإنسان بوصفه لحماً ودماً ليس هو الذي يقع وإنما هي النفس، فحثها على الطاعة وهي تصرخ بأعلى صوتها، ألجئها إلجاءً واضطرها اضطراراً على طاعة الله ورسوله.وهنا استعن بالله والجيش إلى جنبك الدين والعقل، فالدين يذكر جزاء الطاعة والمعصية، والدين يقيم الأدلة على نفع الطاعة وعلى ضرر المعصية، والدين أخبار إلهية صادقة لا يتطرق إليها الكذب، لا يتطرق إليها الاحتمال والشك. والعقل يزن ويقدر، والعقل صادق إن هو صفا من رعونات النفس ودخانها، فالعقل -كذلك- يرى أن الطاعة أفضل من المعصية، وأن الحسنة أفضل من السيئة، وأن الجمال أفضل من القبح، وأن السمو أفضل من الهبوط والحبوط.كذلك تمكن من هذه العدوة التي بين جنبيك، وقد قال الحكماء: أعدى أعدائك يا ابن آدم نفسك التي بين جنبيك، فتغلب عليها واحبسها حبساً واقصرها قصراً على الطاعة، الطاعة تبتدي من الغسل من الجنابة في الليالي البعيدة، وتستمر في سلسلة مستمرة إلى إزالة الأذى من طريق المؤمنين والمؤمنات، ثم إن أنت حبستها بعد أن غلبتها ومعك عقلك ودينك وما معها إلا الشيطان والهوى، إن أنت تمكنت منها فاشدد؛ فإنها لا يطول زمانها إلا وقد أفلتت لك القياد، إلا وقد لانت لك وذلت بين يديك.وإن واصلت قبضتك فإن يوماً ما تصبح نفسك النفس المطمئنة، ويومها تزول الأتعاب وتنتهي المخاوف؛ لأنها أصبحت تحن إلى الطاعة وتتوق لها، ولو أردت أن تعذبها في تلك الفترة لكان تعذيبك لها أن تحرمها من الطاعة، فلو تحرمها من المسجد ما تغشاه أربعاً وعشرين ساعة لكان ذلك من أشد أنواع العذاب التي تصيبها به.والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء والاموات
تعليق