فضل الذكر والذاكرين
المطلوب والمرغوب المحبوب أن نعيش على ذكر الله، فإن ذكر الله عز وجل لا كما نتصور أو كما يفهم الغافلون مثلي، إن ذكر الله ما نستطيع أن نقوِّم بالقيمة الحقيقية، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يقوِّمه، فهو أعرف به، وهو الذي يعرف مداه.
روى البخاري في صحيحه عنه صلى الله عليه وسلم قوله: ( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت )، هذه مقدمة إن ربطنا بها نتيجة قلنا هكذا: من يذكر ربه حي وهو في عداد الأحياء، ومن لم يذكر الله تعالى ميت وهو في عداد الأموات، وإن تزوج وأنجب، وإن حرث وحصد، وإن بنى وسكن، وإن طار في السماء وغاص في الماء، هو ميت. وقد شرحنا هذا المعنى، وعرفنا معنى الحياة والموت، من خلال أن هذا الإنسان خلقت الأكوان كلها من أجله وخلق هو من أجل الله، فإذا استجاب لله وأقبل على طاعته، وتخلص له وتفرد الله به، ولم يبق للغير شيء فيه، وأصبح عبد الله لا عبد الدنيا ولا عبد الهوى، همه في الله، مجيؤه وذهابه..
طلوعه وهبوطه..
حياته كلها وقف على الله، إذا ناداه ربه سمع، وإذا استنطقه وطلب منه أن ينطق نطق، وإذا دعاه أجاب، وإذا استوقفه وقف، إذا خاطبه فهم، فهذا الذي يسمع ويبصر ويجيء ويذهب ويفهم الخطاب ويعي ما يقال له هو الحي، والله إنه لحي، والذي ينادى فلا يسمع، يدعى فلا يجيب، يؤمر فلا يأخذ ولا يعطي ولا يقدر، يخاطب فلا يفهم ولا يعقل، أناشدكم الله هل هذا حي؟ الذي يفقد السمع والبصر والقلب والعقل واليد والرجل والحركة، فلا يستجيب لربه يعتبر حياً؟ الحياة لها مظاهرها الدالة عليها: عبد الله يقول: لبيك هذا حي، عبد الله! أمامك الحفرة، يقف وينحرف عنها هذا حي؛ لأنه أبصر ولأنه سمع، عبد الله قل كذا، يقول، معنى هذا أنه يعقل ويفهم، أما إذا كان لا يسمع ولا يبصر ولا يعي ولا يفهم فنسبة الحياة إليه خطأ فهو ميت، وقد استعمل هذا القرآن وذكر لنا الأموات وهم الذين لا يستجيبون لله: أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ [الزخرف:40]، إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ [النمل:80]، وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ [النمل:81]. ولعلي ما أفصحت لكم عن النقطة الحقيقية، قلت لكم: الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بأن الذي يذكر الله حي والذي لا يذكره ميت، ما وجه ذلك بالدليل العقلي؟ دليله أن الإنسان خلق يسمع ويبصر ويعقل، خلق الله له الفؤاد والسمع والبصر ليكلفه فينهض بالتكليف، فإذا كان لم ينهض بهذا التكليف ولم يتحمله فأي معنى لسمعه أو بصره أو عقله؟ هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا * إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا [الإنسان:1-2]، للابتلاء، وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ [النحل:78]، من أجل العمل، فإذا الإنسان لم يعمل لم ينهض بهذا الواجب الذي خلق له، فمعنى هذا: أنه عدم سمعه وبصره وفؤاده، فلا القلب يعقل ويفهم، ولا اللسان ينطق، ولا الأذن تسمع، ولا العين تبصر، هذه حقيقة.
ثم هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلنا يسلم بأنه لا يدخل الجنة أحد قبله، هكذا أعطاه الله، أول الداخلين لدار السلام هو محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، حسبه أن يكون مبشراً، أفلا ينال ما يبشر به؟ هذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد يعد له ابن عمر ومن معه من التلاميذ وهم أبناء الصحابة الصغار، قال: ( كنا نعد له في المجلس الواحد قوله: رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم مائة مرة )، أعظم من هذا عندما يهب من نومه ويستيقظ من منامه أول كلمة يفزع إليها هي: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير).
وأقول للأبناء وللغافلين مثلي: إن كان صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحايينه، معنى هذا: أنه لا يفتر أبداً عن ذكر الله، فهو دائماً ذاكر. وهنا قد يقول القائل: هو في غنى عن الحسنات؛ لأنه ضامن على الله دخول الجنان. وقد يقول آخر: هناك من الأعمال ما هو أجل من الذكر..
ويقول الآخر، وهذا من باب أن يتملص الإنسان من مثل هذه العبادة؛ ليخلص قلبه للهوى وللدنيا، وإلا فلنعلم أن المنة لله تعالى أن سمح لنا أن نذكره، ولو لم يتفضل علينا بذلك، والله ما كنا أهلاً لأن نذكره، ونحن نشاهد الرجل يغضب على أخيه يقول له: لا تذكرني بعد الآن، أنا أجلُّ من أن تذكر اسمي، لا تذكر اسمي أبداً، ولو سمعتك تذكرني لفعلت معك كذا وكذا، فنحن مع ضعفنا وصغرنا وحقارتنا..
يسمح لنا ذو الجلال والكمال، رب الكمال والجلال، رب العزة يسمح لنا أن نذكر اسمه، ثم نرى أن لنا المنة عليه، معاذ الله ونعوذ بالله، يشهد لهذا ما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا استيقظ من منامه ذكر الله وحمده، ومن جملة محامده أن يقول: ( الحمد لله الذي رد علي روحي، وعافاني في جسدي، وأذن لي في ذكره )، أي: سمح لي أن أذكره..
,والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء والاموات
المطلوب والمرغوب المحبوب أن نعيش على ذكر الله، فإن ذكر الله عز وجل لا كما نتصور أو كما يفهم الغافلون مثلي، إن ذكر الله ما نستطيع أن نقوِّم بالقيمة الحقيقية، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يقوِّمه، فهو أعرف به، وهو الذي يعرف مداه.
روى البخاري في صحيحه عنه صلى الله عليه وسلم قوله: ( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت )، هذه مقدمة إن ربطنا بها نتيجة قلنا هكذا: من يذكر ربه حي وهو في عداد الأحياء، ومن لم يذكر الله تعالى ميت وهو في عداد الأموات، وإن تزوج وأنجب، وإن حرث وحصد، وإن بنى وسكن، وإن طار في السماء وغاص في الماء، هو ميت. وقد شرحنا هذا المعنى، وعرفنا معنى الحياة والموت، من خلال أن هذا الإنسان خلقت الأكوان كلها من أجله وخلق هو من أجل الله، فإذا استجاب لله وأقبل على طاعته، وتخلص له وتفرد الله به، ولم يبق للغير شيء فيه، وأصبح عبد الله لا عبد الدنيا ولا عبد الهوى، همه في الله، مجيؤه وذهابه..
طلوعه وهبوطه..
حياته كلها وقف على الله، إذا ناداه ربه سمع، وإذا استنطقه وطلب منه أن ينطق نطق، وإذا دعاه أجاب، وإذا استوقفه وقف، إذا خاطبه فهم، فهذا الذي يسمع ويبصر ويجيء ويذهب ويفهم الخطاب ويعي ما يقال له هو الحي، والله إنه لحي، والذي ينادى فلا يسمع، يدعى فلا يجيب، يؤمر فلا يأخذ ولا يعطي ولا يقدر، يخاطب فلا يفهم ولا يعقل، أناشدكم الله هل هذا حي؟ الذي يفقد السمع والبصر والقلب والعقل واليد والرجل والحركة، فلا يستجيب لربه يعتبر حياً؟ الحياة لها مظاهرها الدالة عليها: عبد الله يقول: لبيك هذا حي، عبد الله! أمامك الحفرة، يقف وينحرف عنها هذا حي؛ لأنه أبصر ولأنه سمع، عبد الله قل كذا، يقول، معنى هذا أنه يعقل ويفهم، أما إذا كان لا يسمع ولا يبصر ولا يعي ولا يفهم فنسبة الحياة إليه خطأ فهو ميت، وقد استعمل هذا القرآن وذكر لنا الأموات وهم الذين لا يستجيبون لله: أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ [الزخرف:40]، إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ [النمل:80]، وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ [النمل:81]. ولعلي ما أفصحت لكم عن النقطة الحقيقية، قلت لكم: الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بأن الذي يذكر الله حي والذي لا يذكره ميت، ما وجه ذلك بالدليل العقلي؟ دليله أن الإنسان خلق يسمع ويبصر ويعقل، خلق الله له الفؤاد والسمع والبصر ليكلفه فينهض بالتكليف، فإذا كان لم ينهض بهذا التكليف ولم يتحمله فأي معنى لسمعه أو بصره أو عقله؟ هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا * إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا [الإنسان:1-2]، للابتلاء، وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ [النحل:78]، من أجل العمل، فإذا الإنسان لم يعمل لم ينهض بهذا الواجب الذي خلق له، فمعنى هذا: أنه عدم سمعه وبصره وفؤاده، فلا القلب يعقل ويفهم، ولا اللسان ينطق، ولا الأذن تسمع، ولا العين تبصر، هذه حقيقة.
ثم هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلنا يسلم بأنه لا يدخل الجنة أحد قبله، هكذا أعطاه الله، أول الداخلين لدار السلام هو محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، حسبه أن يكون مبشراً، أفلا ينال ما يبشر به؟ هذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد يعد له ابن عمر ومن معه من التلاميذ وهم أبناء الصحابة الصغار، قال: ( كنا نعد له في المجلس الواحد قوله: رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم مائة مرة )، أعظم من هذا عندما يهب من نومه ويستيقظ من منامه أول كلمة يفزع إليها هي: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير).
وأقول للأبناء وللغافلين مثلي: إن كان صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحايينه، معنى هذا: أنه لا يفتر أبداً عن ذكر الله، فهو دائماً ذاكر. وهنا قد يقول القائل: هو في غنى عن الحسنات؛ لأنه ضامن على الله دخول الجنان. وقد يقول آخر: هناك من الأعمال ما هو أجل من الذكر..
ويقول الآخر، وهذا من باب أن يتملص الإنسان من مثل هذه العبادة؛ ليخلص قلبه للهوى وللدنيا، وإلا فلنعلم أن المنة لله تعالى أن سمح لنا أن نذكره، ولو لم يتفضل علينا بذلك، والله ما كنا أهلاً لأن نذكره، ونحن نشاهد الرجل يغضب على أخيه يقول له: لا تذكرني بعد الآن، أنا أجلُّ من أن تذكر اسمي، لا تذكر اسمي أبداً، ولو سمعتك تذكرني لفعلت معك كذا وكذا، فنحن مع ضعفنا وصغرنا وحقارتنا..
يسمح لنا ذو الجلال والكمال، رب الكمال والجلال، رب العزة يسمح لنا أن نذكر اسمه، ثم نرى أن لنا المنة عليه، معاذ الله ونعوذ بالله، يشهد لهذا ما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا استيقظ من منامه ذكر الله وحمده، ومن جملة محامده أن يقول: ( الحمد لله الذي رد علي روحي، وعافاني في جسدي، وأذن لي في ذكره )، أي: سمح لي أن أذكره..
,والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء والاموات
تعليق