رد: ★☆ ♥مــجـموعـة داعـيات على أبـواب الـجـنـه★☆ ♥
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الطاعة وقت الهرج
إن الفتن المدلهمة التي تعصر بأمة محمد صلى الله عليه وسلم من قتل وسفك دم وقول على الله بلا علم أمر قدره الله عز وجل قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وجعل الله لها أسباباً علمها من علمها وجهلها من جهلها
إن هذه الفتن أصبحت تموج موج البحر حتى أنها أنست بعضاً من المسلمين عبادة ربهم الواجبة والمستحبة وأصبحوا يشغلون أنفسهم بها.
روى الإمام مسلم في صحيحه عن معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ، كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ).
قال النووي رحمه الله تعالى في قوله - صلى الله عليه وسلم-: (الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ، كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ) المراد بالهرج هنا: الفتنة واختلاط أمور الناس، وسبب كثرة فضل العبادة فيه: أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها ولا يتفرغ لها إلا أفراد.أهـ
وقال بعض العلماء: (الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْج) أي وقت الفتن واختلاط الأمور (كهجرة إليّ) في كثرة الثواب. وقال ابن العربي: وجه تمثيله بالهجرة أن الزمن الأول كان الناس يفرون فيه من دار الكفر وأهله إلى دار الإيمان وأهله فإذا وقعت الفتن تَعيَّن على المرء أن يفر بدينه من الفتنة إلى العبادة ويهجر أولئك القوم وتلك الحالة وهو أحد أقسام الهجرة.....أهـ.
عباد الله: هذا الحديث العظيم الذي يرويه الصحابي الجليل معقل بن يسار رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (الْعِبَادَةُ)، وهذا لفظ عام يشمل جميع أنواع العبادات كالصلاة والصيام والذكر وغيرها، والهرج -كما تقدم- هي الفتنة وأيام الفتن واختلاط أمور الناس، كذلك في حال القتل والحرب والتشريد والفيضانات، وفي حال الخوف والذُّعر، في حال اختلاط أمور الناس من الفوضى الاقتصادية أو الفوضى الاجتماعية، أو الفوضى في الفتوى، الفوضى بحيث لا تنتظم أمورهم، ويكونون في أمرٍ مريج، فالذي يجمع قلبه على ربه تكون العبادة في هذا الجو في هذه البيئة في هذه الأوساط في هذه الحال (كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ)، والهجرة بهذا الأجر العظيم ليست فقط من بلاد الكفر إلى بلد الإسلام، وإنما إلى النبي عليه الصلاة والسلام، ولذلك قال: (كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ)، فالعبادة في الهرج في فضلها وأجرها ذات ثواب عظيم، لمن ؟ لهذا الإنسان الذي عبد الله تعالى في زمن الفتن، في زمن اختلاط الأمور، في زمن ثوران الشهوات والغرائز.
فالعبادة في أوقات الغفلة لها ميزة فالمتمسك بطاعة الله، إذا قصّر فيها الناس وشُغلوا عنها كالكارّ بعد الفار، فيكون الذي يطيع ربه في هذه الحال له ثواب كثواب الذي يكرّ في الغزو بعد أن فرّ الناس من أرض المعركة، والناس إذا كثرت الطاعة فيهم وكثر المقتدون والمقتدى بهم سهل أمر الطاعة، ولكن إذا كثرت الغفلة وصار الجهل مسيطر، وترك الطاعات هو العنوان، وقلة المقتدى به وقلة العاملين، فإن الأجر عند ذلك يكون عظيم، قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه: (إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلا مِنْكُمْ) رواه الترمذي وأبو داود وحسنه ابن حجر وصححه والألباني.
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي- رحمه الله: «استحب العلماء عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن ذلك محبوب لله عز وجل، كما كان طائفة من السلف يستحبون إحياء ما بين العشاءين بالصلاة، ويقولون هي ساعة غفلة، ولذلك فُضٍّل القيام في وسط الليل لشمول الغفلة لأكثر الناس فيه من الذكر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن)، ولهذا المعنى كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يُؤخر العشاء إلى نصف الليل، وإنما علّل ترك ذلك لخشية المشقة على الناس، ولما خرج على أصحابه وهم ينتظرونه لصلاة العشاء، قال لهم: ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم.
وفي هذا إشارة إلى فضيلة التفرد بذكر الله في وقت من الأوقات لا يوجد فيه ذاكر له»، وتحدث الحافظ ابن رجب الحنبلي- رحمه الله- عن فوائد الطاعة في أوقات ومواطن الغفلة، فقال: «وفي إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة ومثّل له بصيام شهر شعبان - فوائد منها: أنه يكون أخفى، وإخفاء النوافل وإسرارها أفضل، لا سيما الصيام، فإنه سر بين العبد وربه، ولهذا قيل إنه ليس فيه رياء. وقد صام بعض السلف أربعين سنة لا يعلم به أحد، كان يخرج من بيته إلى سوقه ومعه رغيفان فيتصدق بهما، ويصوم فيظن أهله أنه أكلهما، ويظن أهل سوقه أنه أكل في بيته.
والعبادة وقت الغفلة أشق على النفوس، وأفضل الأعمال أشقها على النفوس وسبب ذلك أن النفوس تتأسى بما تشاهده من أحوال أبناء الجنس، فإذا كثُرت يقظة الناس وطاعاتهم كثر أهل الطاعة لكثرة المقتدين بهم فسهلت الطاعات، وإذا كثُرت الغفلات وأهلها تأسى بهم عموم الناس، فيشق على نفوس المستيقظين طاعاتهم لقلة من يقتدون بهم فيها، ولهذا المعنى قال: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء»، وفي رواية: «قيل: ومن الغرباء؟ قال: الذين يُصلحون إذا فسد الناس».
ومنها أن المنفرد بالطاعة عن أهل المعاصي والغفلة قد يُدفع به البلاء عن الناس كلهم، فكأنه يحميهم ويدافع عنهم، قال بعض السلف: ذاكر الله في الغافلين كمثل الذي يحمي الفئة المنهزمة، ولولا من يذكر الله في غفلة الناس لهلك الناس، وقد قيل في تأويل قوله تعالى: ( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ)، أنه يدخل فيها دفعه عن العصاة بأهل الطاعة. وجاء في الأثر إن الله يدفع بالرجل الصالح عن أهله وولده وذريته ومن حوله » انتهى كلامه رحمه الله.
و من أمثلة فضل العبادة وقت الفتن ووقت غفلة الناس، ما ورد في فضل صلاة الضحى - والتي يبدأ وقتها من طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح إلى قبيل زوال الشمس- وأفضل وقتها حين ترمض الفصال من شدة الحر فيكون الناس منصرفون إلى أعمالهم من بيع وشراء وغيرها وقد غفلوا عن هذه الصلاة أما هذا العبد فقد وفقه الله لصلاة ركعتين تقربه إلى الله وفيها من الفضائل ما رواه مسلم في صحيحه: (صلاة الأوابين حين ترمض الفصال) وقوله: (فِي الإِنْسَانِ ثَلاَثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ مَفْصِلاً فَعَلَيْهِ أَنْ يَتَصَدَّقَ عَنْ كُلِّ مَفْصِلٍ مِنْهُ بِصَدَقَةٍ). قَالُوا: وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ يَا نَبِيِّ اللَّهِ قَالَ: (النُّخَاعَةُ فِي الْمَسْجِدِ تَدْفِنُهَا وَالشَّيءُ تُنَحِّيهِ عَنِ الطَّرِيقِ فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَرَكْعَتَا الضُّحَى تُجْزِئُكَ) رواه أبو داود وإسناده صحيح.
الطاعة وقت الهرج
إن الفتن المدلهمة التي تعصر بأمة محمد صلى الله عليه وسلم من قتل وسفك دم وقول على الله بلا علم أمر قدره الله عز وجل قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وجعل الله لها أسباباً علمها من علمها وجهلها من جهلها
إن هذه الفتن أصبحت تموج موج البحر حتى أنها أنست بعضاً من المسلمين عبادة ربهم الواجبة والمستحبة وأصبحوا يشغلون أنفسهم بها.
روى الإمام مسلم في صحيحه عن معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ، كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ).
قال النووي رحمه الله تعالى في قوله - صلى الله عليه وسلم-: (الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ، كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ) المراد بالهرج هنا: الفتنة واختلاط أمور الناس، وسبب كثرة فضل العبادة فيه: أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها ولا يتفرغ لها إلا أفراد.أهـ
وقال بعض العلماء: (الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْج) أي وقت الفتن واختلاط الأمور (كهجرة إليّ) في كثرة الثواب. وقال ابن العربي: وجه تمثيله بالهجرة أن الزمن الأول كان الناس يفرون فيه من دار الكفر وأهله إلى دار الإيمان وأهله فإذا وقعت الفتن تَعيَّن على المرء أن يفر بدينه من الفتنة إلى العبادة ويهجر أولئك القوم وتلك الحالة وهو أحد أقسام الهجرة.....أهـ.
عباد الله: هذا الحديث العظيم الذي يرويه الصحابي الجليل معقل بن يسار رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (الْعِبَادَةُ)، وهذا لفظ عام يشمل جميع أنواع العبادات كالصلاة والصيام والذكر وغيرها، والهرج -كما تقدم- هي الفتنة وأيام الفتن واختلاط أمور الناس، كذلك في حال القتل والحرب والتشريد والفيضانات، وفي حال الخوف والذُّعر، في حال اختلاط أمور الناس من الفوضى الاقتصادية أو الفوضى الاجتماعية، أو الفوضى في الفتوى، الفوضى بحيث لا تنتظم أمورهم، ويكونون في أمرٍ مريج، فالذي يجمع قلبه على ربه تكون العبادة في هذا الجو في هذه البيئة في هذه الأوساط في هذه الحال (كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ)، والهجرة بهذا الأجر العظيم ليست فقط من بلاد الكفر إلى بلد الإسلام، وإنما إلى النبي عليه الصلاة والسلام، ولذلك قال: (كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ)، فالعبادة في الهرج في فضلها وأجرها ذات ثواب عظيم، لمن ؟ لهذا الإنسان الذي عبد الله تعالى في زمن الفتن، في زمن اختلاط الأمور، في زمن ثوران الشهوات والغرائز.
فالعبادة في أوقات الغفلة لها ميزة فالمتمسك بطاعة الله، إذا قصّر فيها الناس وشُغلوا عنها كالكارّ بعد الفار، فيكون الذي يطيع ربه في هذه الحال له ثواب كثواب الذي يكرّ في الغزو بعد أن فرّ الناس من أرض المعركة، والناس إذا كثرت الطاعة فيهم وكثر المقتدون والمقتدى بهم سهل أمر الطاعة، ولكن إذا كثرت الغفلة وصار الجهل مسيطر، وترك الطاعات هو العنوان، وقلة المقتدى به وقلة العاملين، فإن الأجر عند ذلك يكون عظيم، قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه: (إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلا مِنْكُمْ) رواه الترمذي وأبو داود وحسنه ابن حجر وصححه والألباني.
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي- رحمه الله: «استحب العلماء عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن ذلك محبوب لله عز وجل، كما كان طائفة من السلف يستحبون إحياء ما بين العشاءين بالصلاة، ويقولون هي ساعة غفلة، ولذلك فُضٍّل القيام في وسط الليل لشمول الغفلة لأكثر الناس فيه من الذكر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن)، ولهذا المعنى كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يُؤخر العشاء إلى نصف الليل، وإنما علّل ترك ذلك لخشية المشقة على الناس، ولما خرج على أصحابه وهم ينتظرونه لصلاة العشاء، قال لهم: ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم.
وفي هذا إشارة إلى فضيلة التفرد بذكر الله في وقت من الأوقات لا يوجد فيه ذاكر له»، وتحدث الحافظ ابن رجب الحنبلي- رحمه الله- عن فوائد الطاعة في أوقات ومواطن الغفلة، فقال: «وفي إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة ومثّل له بصيام شهر شعبان - فوائد منها: أنه يكون أخفى، وإخفاء النوافل وإسرارها أفضل، لا سيما الصيام، فإنه سر بين العبد وربه، ولهذا قيل إنه ليس فيه رياء. وقد صام بعض السلف أربعين سنة لا يعلم به أحد، كان يخرج من بيته إلى سوقه ومعه رغيفان فيتصدق بهما، ويصوم فيظن أهله أنه أكلهما، ويظن أهل سوقه أنه أكل في بيته.
والعبادة وقت الغفلة أشق على النفوس، وأفضل الأعمال أشقها على النفوس وسبب ذلك أن النفوس تتأسى بما تشاهده من أحوال أبناء الجنس، فإذا كثُرت يقظة الناس وطاعاتهم كثر أهل الطاعة لكثرة المقتدين بهم فسهلت الطاعات، وإذا كثُرت الغفلات وأهلها تأسى بهم عموم الناس، فيشق على نفوس المستيقظين طاعاتهم لقلة من يقتدون بهم فيها، ولهذا المعنى قال: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء»، وفي رواية: «قيل: ومن الغرباء؟ قال: الذين يُصلحون إذا فسد الناس».
ومنها أن المنفرد بالطاعة عن أهل المعاصي والغفلة قد يُدفع به البلاء عن الناس كلهم، فكأنه يحميهم ويدافع عنهم، قال بعض السلف: ذاكر الله في الغافلين كمثل الذي يحمي الفئة المنهزمة، ولولا من يذكر الله في غفلة الناس لهلك الناس، وقد قيل في تأويل قوله تعالى: ( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ)، أنه يدخل فيها دفعه عن العصاة بأهل الطاعة. وجاء في الأثر إن الله يدفع بالرجل الصالح عن أهله وولده وذريته ومن حوله » انتهى كلامه رحمه الله.
و من أمثلة فضل العبادة وقت الفتن ووقت غفلة الناس، ما ورد في فضل صلاة الضحى - والتي يبدأ وقتها من طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح إلى قبيل زوال الشمس- وأفضل وقتها حين ترمض الفصال من شدة الحر فيكون الناس منصرفون إلى أعمالهم من بيع وشراء وغيرها وقد غفلوا عن هذه الصلاة أما هذا العبد فقد وفقه الله لصلاة ركعتين تقربه إلى الله وفيها من الفضائل ما رواه مسلم في صحيحه: (صلاة الأوابين حين ترمض الفصال) وقوله: (فِي الإِنْسَانِ ثَلاَثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ مَفْصِلاً فَعَلَيْهِ أَنْ يَتَصَدَّقَ عَنْ كُلِّ مَفْصِلٍ مِنْهُ بِصَدَقَةٍ). قَالُوا: وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ يَا نَبِيِّ اللَّهِ قَالَ: (النُّخَاعَةُ فِي الْمَسْجِدِ تَدْفِنُهَا وَالشَّيءُ تُنَحِّيهِ عَنِ الطَّرِيقِ فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَرَكْعَتَا الضُّحَى تُجْزِئُكَ) رواه أبو داود وإسناده صحيح.
تعليق