"رحم الله عبدا أهدى إلي عيوبي "
عمر بن لخطاب رضي الله عنه
إن تَقبلنا لنتائج أفعالنا هو أساس المضي في طريق النجاح لذلك كان من حسن التخطيط أن نحافظ على أهدافنا و أن نغير من وسائلنا؛ فإن علمنا بالتجربة ضعف إحدى الوسائل غيرناها للوصول للهدف المنشود.
ثم عاينا أن لا نعمم تجاربنا فنعتبر أن التجربة كلها خاطئة إن حصلنا على نتيجة غير التي نرغب فيها؛ بل علينا تحسس جوانب الصواب و الخطأ في التجربة مهما كانت نتيجتها النهائية.
إن النتائج الايجابية تخفي وراءها الكثير من الافعال الخاطئة؛لذلك يقال أن النجاح معلم فاشل لأننا في غمرة الفرحة ننسى تفحص التجربة وتحسس الأفعال الصحية و الأفعال غير الصائبة.
في الأخير أطلب منك عزيزي القارئ أن تتخذ قرارك بالحفاظ على معتقداتك وقيمك التي توصلك لأهدافك و بالتخلي أو تغيير معتقداتك وقيمك التي لا تساندك في النجاح، وهذا عمل لا يمكن لأحد أن يقوم به عنك بل عليك الأخذ بزمام المبادرة والبدء بتقييم مبادئك.
و تثمينا للفكرة السابقة أسرد عليك عزيزي هذه القصة؛
يحكى عن أستاذ لمادة الرياضيات يعيش ويعمل بإحدى المدن الصغيرة، عند بداية السنة الدراسية الجديدة حضر معه مراقبان في أول حصة،بدء برسم قنينة داخلها دجاجة، وطلب من التلاميذ طريقة لإخراجها دون كسر القنينة أو قتل الدجاجة، لاحظ على المراقبان عدم الرضا على هذه البداية من خلال نظراتهما؛ لكن مع بدئ التلاميذ بالاندماج في حل هذه المشكلة وارتباطهم بالأستاذ بدأ المراقبان في الدخول جو المنافسة وبدأ يناقشان المسألة، كانت الاقتراحات متعددة لكنها لم تستطع الوصول لحل النهائي، و في هذه الاجواء تدخل أحد التلاميذ وقال للأستاذ : "الذي أدخلها هو الوحيد القادر على اخراجها "؛ هنا ابتسم الأستاذ وقال أحسنت لا يمكن لأحد إخراج هذه الدجاجة إلا الذي أدخلها، ثم نظر للتلاميذ وقال لهم وهو يبتسم لا يمكن تغيير معتقد من معتقداتكم حول مادة من المواد إلا برضاكم ؛ فإن اعتبرتم مثلا مادة الرياضيات صعبة ستكون كذلك وإن اعتبرتموها سهلة وممتعة فهي كذلك، ولكم وحدكم اختيار معتقداتكم.