بِسْمِ اْللهِ اْلْرَّحْمَنِ اْلْرَّحِيْمِ
4- تبييت النية للصيام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ، وعلى آله وصحبه ، ومن استن بسنته ، واهتدى بهديه ، وسار على نهجه إلى يوم الدين... آمين
ثم أما بعد...
فإخوتي فى الله.. هذا هو موضوعنا الرابع من موضوعات فقه الصيام ، أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا ، هو ولي ذلك والقادر عليه.
س6: ما حكم تبييت النية للصائم ، وهل يشترط تبييت النية لكل يوم ، أم تكفى نية واحدة للشهر كله؟!ـ
ج6* يجب على الصائم تبيـيت النية (قبل طلوع الفجر الصادق) فى صيام الفرض (شهر رمضان) ، ولا يُشتَرَطُ في صوم النافلة أن يبيتها (كصيام عاشوراء مثلا ، أو صيام الاثنين والخميس) ، بل يمكن أن ينوي الصيام في أثناء النهار ، شريطة ألا يكون قد أكل أو شرب قبلها ، وهو رأي الجمهور.
الدليل: بالنسبة للفـرض: عن حفصة –رضي الله عنها- ، أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: ((منلم يُجْمِعالصيام قبل الفجر فلا صيام له))[رواه أبو داود والترمذي وغيرهما، وصححه شيخنا الألباني –رحمه الله-].
وأما بالنسبة للنافلة: فعن عائشة –رضي الله عنها- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- كان إذا دخل قال:((هل عندكم طعام؟))، فإذا قيللا ، قال: ((إني صائم)).[صحيح الجامع]،كما ورد ذلك عن بعض الصحابة ،كأبي الدرداء ، وأبي طلحة ، وأبي هريرة ، وابن عباس ، وحذيفة –رضي الله عنهم جميعاً-.[أورده البخاري في صحيحه].
* وتبييت النية للشهر كله مرة واحدة فى أول الشهر تُجزئ عن الشهر كله إن شاء الله ، ولكن من باب الأمانة العلمية أوضح أن: رأي الجمهور هو ضرورة تبييت النية لكل يوم مستقلاً ، وأنه لا يجوز صيام الشهر كله بنية واحدة ، (وهو الأحوط أيضاً) ، ودليلهم: أن صوم رمضان ليس قائماً ككل ، وإنما كل يوم يُعَدُّ عملاً مستقلاً ، فإنه لو أفطر الشخص يوماً ، لا يقضي سوى هذا اليوم ، لذا فيجب عندهم تبييت النية لكل يوم.
(ولكن لا يوجد –فيما أعلم-دليلاً صحيحاً عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في إيجاب تبييت النية لكل يوم).
س7: كيف يبيت الشخص النية للصيام؟!ـ
ج7:* ليُعلم أولاً أن النية شرط لقبول كل عمل ، ولا يَصِحُّ العمل بدونها.
الدليل: ما رواه البخاري ومسلم ، عن عمر –رضي الله عنه- ، أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: ((إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى....)) الحديث.
* والنية يكون محلها القلب، ولا يجوز التلفُّظ أو النطق بها ، لعدم ورود ذلك عن النبي –صلى الله عليه وسلم-، ولا عن صَحْبِهِ الكرام –رضي الله عنهم جميعاً-.
دليل ذلك : عن عائشة –رضى الله عنها-، أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: ((من أحدثَ في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ)) [مُتَّفَقٌ عليه] ، أي: مردود عليه ، غير مقبول عند الله –سبحانه-.
* وتبييت النية يكون إما بنية بالقلب ، وهى عزم الفرد بقلبه على الصوم ، أو بشراء طعام السحور ، أو بالسحور – فالسحور نفسه نية للصوم- ، أو ضبط المنبه للاستيقاظ للسحور ، أو ما شَابَهَ ، فكل من هؤلاء يُعَدُّ نيةً للصوم.
هذا وأسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لما يحب ويرضى ، وأن يرزقنا الإخلاص في أقوالنا وأفعالنا.
موضوعنا القادم إن شاء الله تعالى: ((بعض أحكـــــام الصيــــام))
الصوم في البلد الذي يطول فيه النهار كثيراً عن الليل أو العكــس
الصوم فى البلد الذي يكون فيه النهار شهوراً ، والليل شهوراً
ظنَّ أن الشمـس قد غَرُبت فأفطر
مدفع الإمساك ومدفع الإفطار