إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صـراع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صـراع

    صـراع


    " استبدّ بي الشوق لزيارة المدينة .. وأمّلتُ النفس بتحقيق أمنياتٍ دفينه ..فحالَ القدر دون مرادي ..
    وتوهّمتُ أني وصلت الروضة المطهّرة ، وأني أسلم على المصطفى صلى الله عليه وسلم و أخاطبه في نفسي ، وأقول :
    " يارسول الله ، مخلَّف رابعٌ في أمتك .. وجنديٌّ في الصف الأخير من جنودك .. إلا أنه يحبُّ اللهَ ورسوله "..
    أراودُ نفسي .. وليستْ تُجيـبْ *** ِللُقيـا حبيـبي ، وأين الحبيبْ ؟!
    أقولُ لهـا : إنَّ صبري انتهـى *** وصدري وجيبٌ ، وعمري نحيبْ
    فقـالت : أراكَ تريـد الهـلاكَ *** فدربُ المحبـّةِ دربٌ عجيـبْ !!
    سكـونٌ وشوقُ .. وعِتقٌ و رِقُّ *** به - لو علمتَ - الوليدُ يشيبْ !
    إذا مـا رحلتَ تظـنُّ وصلتَ *** وهل كلّ شيءٍ أردتَ قريـبْ ؟!
    * * *
    عجبتُ لهـا !! تشتكـي أنّهـا *** غريبةُ دربٍ .. وأنـّي غريـب ْ!!
    أيا نفـسُ : قلبي خبيـرٌ بدربي *** ففي الدرب نورٌ و خِصبٌ وطيبْ
    وفيـه جمـالٌ ، وفيـه جـلالٌ *** وفيـه مـراحٌ لكـلّ القلـوبْ
    و يا نفسُ: طيبـي بلُقيا حبيبـي *** وهل في الحياة كلُقيـا الحبيبْ ؟!
    * * *
    فقلتُ لنفسي وقالتْ .. وحرتُ *** وحـارتْ بظلِّ صراعٍ رهيـبْ!
    فأمسكتُ فأسي وحطّمتُ نفسي *** وقلتُ :وصلتُ ديـارَ الحبيـبْ !

    عنقـود عنـب


    (( لما آذى سفهاء الطائف نبيّنا صلى الله عليه وسلم , أوى إلى شجرةِ عنب يُناجي ربّه في ظلها..
    فأقبل (( عدّاس )) خادمُ البستانِ بقِطفِ عِنب.
    فلما وضعه بين يدي الرسول, مَدّ يمينه قائلاً: (( باسم الله )), ثم أكل.
    فقال عدّاس : إن هذا الكلام لا يقوله أهل هذه البلاد ؟! .
    قال الرسول : ومن أيّ البلادِ أنت يا عدّاس, وما دينك ؟! .
    قال : أنا نصراني من أهل نينوى .
    قال الرسول : من قريةِ الرجلِ الصالحِ يونُس بنِ متّى ؟!.
    قال : وما يُدريك ما يونُس بنُ متى ؟!.
    قال الرسول : ذاكَ أخي, كان نبيّاً, وأنا نبيّ )) .
    فأكبّ عدّاس على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلّها معلناً شهادة التوحيد ,
    وبذلك أضحى هذا العنقود, أسعد عنقود عنب في التاريخ )) .

    كان عنقوداً ندِيّـا *** رائـعَ الحـبِّ شهِيّا

    قد تَحَلّى .. وتَدَلّى *** مُشرقاً مثـلَ الثريّـا

    لم يكنْ يَحسَبُ يوماً *** أن يكونَ القِطفُ شيّـا

    غيرَ عُنقودٍ سيُجنى *** ثم يُطوى الذّكرُ طَيّـا!

    قال عَدّاسُ الكريمُ : *** أيّـها القِطـفُ إِلَيّـا

    زارَنا ضيفٌ عظيمُ *** وجهُهُ طَلْـقُ المُحيّـا

    قُمْ بنـا نَسعى إليهِ *** نَرتوي بالنّـور ريّـا

    نَرتمي بـين يديـهِ *** قُمْ بنـا نسمو سويـّا

    أيها العنقودُ ! هيّـا *** نَدخل التاريخَ.. هيّـا

    لم نكنْ نحلُمُ يومـاً *** أنّنـا نلقى النّبيّـا !!

    * * *

    نفحات الهجرة…


    شعّ الهدى، و البشرُ في بسماتهِ *** و اليُمن و الإيمان في قسماتهِ
    و تفجرت فينا ينابيع الهدى *** و استيقظ التأريخ من غفواتهِ
    " إقرأ و ربُّك" في حراء تحررت *** و الدهر غافٍ في عميق سباتهِ
    جبريل حاملها و أحمد روحها *** إن الحديث موثّقُ برواتهِ
    مُهج الملائك بالتلاوة تنتشي *** فتُقَبّل الكلماتِ فوق شفاتهِ
    صلى عليك الله يا من ذكره *** قربى . . ونورُ الله من مشكاتهِ
    يا من كساه الله حلّة سمته *** و كساهُ بالقرآن حُلّة ذاتهِ
    لمّا أضاء الله مهجة قلبه *** هانت عليه الروحُ في مرضاتهِ
    غسل الكرى عن أعين الدنيا كما *** يُجلى الدُّجى بالفجر في فلقاتهِ
    و أنار بالآيات كلّ بصيرةٍ *** فكأن نور الشمس من قسماتهِ
    و اقتاد للجنّات أسمى موكبٍ *** "إياك نعبدُ " تمتماتُ حداتهِ
    إقرأ معاني الوحي في كلماته *** في نسكهِ و حياتهِ و مماته
    لو نُظّمت كلّ النجوم مدائحا *** كانت قلائدهن بعض صفاته
    يا من بنى للكون أكرم أمّةٍ *** من علمه . . من حلمه و أناته
    صاروا ملوكا للأنام بعيد أن *** كانوا رعاءَ الشاءِ في فلواته
    فسل العدالة و الفضيلة و الندى *** وسل المعنّى عن مُلمِّ شتاته
    و سل المكارم و المحارم والحيا *** من غضّ عن درب الخنا نظراته؟!
    من حطّم الأصنام في تكبيره *** من عانق التوحيد في سجداتهِ
    من أطلق الإنسان من أغلاله *** من أخرج الموءود من دركاته؟!
    من علّم الحيران درب نجاتهِ *** من أورد العطشان عذب فراتهِ؟!
    من هدّ بنيان الجهالة و العمى *** وبنى الأمان على رميم رفاتهِ؟!
    فإذا بأخلاق العقيدة تعتلي *** زور التراب و جنسه و لغاتهِ
    وإذا لقاء الله يأسر في رضا *** وتشوّقٍ من كان عبد حصاته
    ورأى جنان الخلد حقّا فازدرى *** دنياه . . و استعلى على لذّاتهِ
    أرأيت إقدام الشهيد و قد سعى *** للحتف معتذراً إلى تمراته !!
    حملوا الهدى للكون في جفن الفدا *** فتحرر الوجدان من شهواتهِ
    خيّالة المجد المؤثل و العلا *** فكأنما ولدوا على صهواتهِ
    سمّارة المحراب في ليل ، وإن *** نادى الجهاد فهم عُتاة كماته
    في الهجرة الغراء ذكرى معهدٍ *** نستلهمُ الأمجاد من خطراته
    تاريخ أمتنا . . و منبع عزّنا *** و دروبنا تزهو بإشراقاته
    فيه الحضارة والبشارة والتقى *** ومُقِيل هذا الكون من عثراته
    فتألقي يا نفس في نفحاته *** واستشرفي الغايات من غاياته..



يعمل...
X