الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده . أما بعد :
فإن الكلام عن هذا الموضوع سيكون ضمن خمس فصول :
الفصل الأول : مميزات حضور الدروس ، وسماع الأشرطة .
الفصل الثاني : مميزات حضور الدروس فقط .
الفصل الثالث : مميزات سماع الأشرطة فقط .
الفصل الرابع : طرق الاستفادة من حضور الدروس وسماع الأشرطة يكون من خلال ثلاث طرق ، هي :
الطريقة الأولى : الاستماع .
الطريقة الثانية : انتقاء الفوائد ، وتقييدها .
الطريقة الثالثة : كتابة كل ما يقوله الشيخ .
الفصل الخامس : الوسائل التي تعين على الاستفادة الأكمل ، وتقسيمها على ثلاث مراحل :
المرحلة الأولى : ما قبل الدرس .
المرحلة الثانية : أثناء الدرس .
المرحلة الثالثة : ما بعد الدرس .
وهذا أوان الشروع في المقصود من هذه المذكرة :
الفصل الأول : مميزات حضور الدروس ، وسماع الأشرطة
* وقبل ذكر هذه المميزات أُنَبِّه إلى أنَّ المقصود بالمميزات : الإيجابيات والسلبيات على حدٍّ سواء ، فما يميز التعلم عن طريق حضور الدروس وسماع الأشرطة عن غيرها من طرق التعلم هو مقصودنا ، وهذا الحكم ينسحب على الفصلين القادمين .
1 – التعليق على الكتب بما يوضح غامضها ، ويُبَيِّنُ مجملها ، ويقيد مطلقها ... .
2 – التنويع في وسائل طلب العلم مما يذهب الملل والسآمة ، ويزيد في مدارك طالب العلم .
3 – أنَّ الاستماع للشرح فيه استخدام لحاسة السمع ، والكتابة ، والنظر في الكتاب والتعليق ، والتفكر فيما يقال ... مما يزيد في الفائدة ويرسخها .
4 – ذكر بعض الفوائد واللطائف استطراداً مما يحفز الطالب للجد والاجتهاد في الطلب .
5 – تصحيح ما يقع في الكتب من تحريف ، وتصحيف ، وسقط .
6 – ضبط القراءة ، وشَكْلُ ما يُشْكِل .
7 – تنبيه الشيخ على الأمور المهمة ، والقواعد الجامعة التي تؤصل طالب العلم .
8 – عدم تحرير الكلام ؛ بمعنى : أن تكون عبارة الشيخ موهمة لمعنىً آخر ، أو أن تكون غير دقيقة .
9 – التكرار والإعادة في شرح بعض الفقرات لتفهيم بعض الطلاب مما يجعل البقية يصيبهم شيءٌ من الملل .
10 – الاستطراد الزائد في بعض الدروس حتى يخرج الدرس عن موضوعه – وإن كان هذا الاستطراد مفيداً – .
11 – صعوبة الرجوع إلى كلام الشيخ بسهولة إذا لم يقيد الطالب مع الشيخ ، ويرتب أوراقه .
الفصل الثاني : مميزات حضور الدروس فقط .
1 – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – مرفوعاً قال : " ... وما اجْتَمَعَ قَوْمٌ في بَيْتٍ من بُيُوتِ اللَّهِ ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ = إلا نَزَلَتْ عليهم السَّكِينَةُ ،
2 – وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ ،
3 – وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ ،
4 – وَذَكَرَهُمْ الله فِيمَنْ عِنْدَهُ " أخرجه مسلم .
5 – عن أبي هريرة أو أبي سعيد الخدري ( الشك من الأعمش ) - رضي الله عنهما – مرفوعاً : " ... إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ في الأرض فُضُلًا عن كُتَّابِ الناس ، فإذا وَجَدُوا أَقْوَامًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا : هَلُمُّوا إلى بُغْيَتِكُمْ ، فَيَجِيئُونَ ، فَيَحُفُّونَ بِهِمْ إلى سماء الدُّنْيَا ... قال فيقول الله لملائكته : فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قد غَفَرْتُ لهم ! فَيَقُولُونَ : إِنَّ فِيهِمْ فُلَانًا الْخَطَّاءَ لم يُرِدْهُمْ إنما جَاءَهُمْ لِحَاجَةٍ ، فيقول : هُمْ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى لهم جَلِيسٌ " أخرجه الترمذي وقال : هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
6 – أخذ العلم والأدب من العالم ،
7 – إمكان السؤال عما يُشْكِل .
8 – تكوين علاقة مع العلماء .
9 – إيجاد علاقة بين طلاب العلم يميزها المذاكرة والمدارسة والإفادة .
10 – تحفيز طالب العلم على الجد والاجتهاد حيث سيسأل الشيخ عن الطالب حين تغيبه ، ورؤية من يفوقه من الطلاب .
11 – تكليف الطالب من قبل الشيخ ببحث مسألة أو تخريج حديث ونحو ذلك مما يعود على الطالب بالنفع والفائدة .
12 – أنَّ الدروس فيها إعانة للطالب على المراجعة والاستذكار ، وخاصة في الدروس التي يكون فيها مراجعة .
13 – أنَّ الدراسة على المشايخ هي جادة السلف الصالح في طلب العلم ، و ( من كان شيخه كتابه = كان خطؤه أكثر من صوابه ! ) .
14 – أنَّ المصابرة في حضور الدروس داخلةٌ في قوله تعالى : " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه " .
15 – أنًَّ الدروس العامة التي يكثر فيها الطلاب قد يقل فيها التحصيل العلمي .
16 – أنَّ الدروس العامة لا يستطيع الطالب فيها – غالباً – تحديد وقت الدرس حسب ما يناسبه ،
17 – ولا اختيار الكتاب ،
18 – ولا تحديد المكان = مما لا يتناسب مع الطالب ، أو يكون فيه إرهاقٌ له .
19 – البطء في إنهاء الكتب – غالباً – حيث أكثر دروس المشايخ أسبوعية ، وتتوقف في المواسم والإجازات !
الفصل الثالث : مميزات سماع الأشرطة فقط .
1 – اختيار الشيخ الذي يرتاح له طالب العلم .
2 – اختيار الكتاب الذي يريد سماع شرحه .
3 – اختيار الوقت الذي يناسبه ، وبإمكانه التقديم والتأخير بما يتناسب مع وقته .
4 – اختيار المكان ، وكذلك تنويعه بما يحقق الفائدة الأكبر .
5 – الإنجاز السريع للكتب والشروح .
6 – إعادة الشرح ، وتكراره أكثر من مرة .
7 – الاستفادة من علماء لا يمكن الدراسة على أيديهم إما : بوفاتهم ، أو بُعْدِ أقطارهم .
8 – كتابة التعليقات ، أو تفريغ الشروح بشكل أدق .
9 – الاستفادة من بعض الأوقات التي يغفل عنها بعض الناس كالسيارة .
10 – حفظ القرآن والمتون عن طريق تكرار سماع الأشرطة .
11 – عدم وضوح بعض كلام الشيخ بسبب سوء التسجيل ، أو بُعْدُ الشيخ عن جهاز التسجيل .
12 – التسويف ، وعدم الاستمرار .
الفصل الرابع : طرق الاستفادة من حضور الدروس وسماع الأشرطة يكون من خلال ثلاث طرق ، هي :
الطريقة الأولى : الاستماع .
وهذه الطريقة هي – أحياناً – من أقل الطرق فائدةً علمية ، وإن كان بعض السلف – لعدم توافر الورق والمحابر لديهم – يحفظون مباشرة ، وقد يتيسر لهم فيما بعد كتابة ما حفظوه ، وقد لا يتيسر لكنه يبقى في صدورهم !
ومع هذا : لا ينبغي لطالب العلم أنْ يُهمل الحضور عند العلماء والمشايخ بحجة أنه لا يكتب ، فإنْ فاتته فضيلة التقييد ، فلا يفوت على نفسه فضائل أخرى كتعلم الأدب ، وبركة المجلس ...
الطريقة الثانية : انتقاء الفوائد ، وتقييدها .
ومن مميزات كتابة التعليقات ، وانتقاء الفوائد ما يلي :
1 – رسوخ المعلومة في ذهن طالب العلم .
2 – أنها أسرع من طريقة الثالثة .
3 – أنَّ هذه التعليقات تكون في نفس الكتاب .
4 – قد يفوت الطالب بعض المعلومات المهمة ، ولا يستطيع تقييدها لعدم وجود مساحة كافية .
وقد كتب العلماء في أساليب وطرق تقييد الفوائد أشياء كثيرة مضمنة في كتب طلب العلم ومصطلح الحديث ؛ ومن أهمها :
1 – أن يجتنب الكتابة الدقيقة في تقييد الفوائد ، لئلا يخونه وقت الحاجة إليه من الكِبَر وضعف البصر .
2 – أنَّ فوائد كل إنسان تختلف عن غيره ، فما تراه أنت فائدة قد لا يعتبره غيرك فائدة ؛ لكن ينبغي أن لا يكتب إلا الفوائد المهمة المتعلقة بالكتاب ، مثل : تنبيه على إشكال ، أو احتراز ، أو خطأ ونحو ذلك ، ولا يسود الكتاب بنقل مسائل الفروع الغريبة ، ولا يكثر الحواشي كثرة تضيع موضعها عندما يريد الرجوع لها .
3 – أن يضبط ما يخشى أن يُشْكِل عليه فيما بعد .
4 – ينبغي إذا أراد قراءة كتاب على شيخ أن يختار النسخة المتقنة ، والتي يكون فيها مكان للتعليق .
5 – إذا كان هناك تعليقات كثيرة يريد تعليقها ، ويخاف فوتها ؛ فعليه أن يحرص على الاختصار ووضع الرموز .
6 – إذا كان سبق له قراءة الكتاب على شيخ ، وأراد قراءته على شيخٍ آخر ؛ فعليه أن يكتب التعليقات الجديدة للشيخ الثاني بلونٍ مغاير ، ويثبت ذلك في أول الكتاب أنَّ التعليقات باللون الأزرق للشيخ فلان ، وباللون الأحمر للشيخ فلان .
7 – على طالب العلم أن يحرص على كتابة تأريخ التعليق ، لأن قد يستفيد من ذلك عند تغير رأي الشيخ واختلاف أقواله .
8 -
الطريقة الثالثة : كتابة كل ما يقوله الشيخ .
ومن مميزات هذه الطريقة :
1 – رسوخ المعلومة في ذهن الكاتب .
2 – إفادة الغير من الشروح المفرغة .
3 – البطء والمشقة في كتابة ما يقال – وإن كان غير مهم – .
وهذه الطريقة مفيدة ، ولكن – في نظري – هي أقلُّ من الثانية ، لصعوبتها ، واستهلاك الوقت الكثير لإتقان التفريغ .
وأُنَبِّه بالنسبة لهذه الطريقة على ما يلي :
1 – الاستفادة من أجهزة التسجيل التي تعيد الكلام أكثر من مرة ، أو تبطئ الكلام ونحو ذلك .
2 – البدء في تفريغ الشروح الصغيرة ، وكذلك تفريغ شروح العلماء الذين لا يكثرون من التعليق = ليزداد حرصاً وحماسة للاستمرار .
الفصل الخامس : الوسائل التي تعين على الاستفادة الأكمل ، وتقسيمها على ثلاث مراحل :
المرحلة الأولى : ما قبل الدرس .
1 – الإخلاص لله في طلب العلم ، ومحاسبة نفسه في هذا الباب .
2 – الحرص على التبكير للدرس ، وهذا أهدأ للبال ، وأقطع للمشاغل عن الذهن .
3 – إعداد كل ما يحتاجه في الدرس من : الكتب ، والدفاتر ، والأقلام .
4 – الحرص على الحضور على المشايخ المعروفين بغزارة العلم ، وحبذا أن يكون متخصصاً في الفن المراد قراءته عليه .
5 – اختيار الكتاب المناسب .
6 – الإكثار من حضور الدروس ، وتنويع الشيوخ .
7 – تحضير ما سيقرأ على الشيخ في الدرس .
8 -
المرحلة الثانية : أثناء الدرس .
1 – القرب من الشيخ .
2 – التأدب بآداب طالب العلم مع المشايخ والعلماء من عدم مقاطعة الشيخ في حديثه ، ولا اللغو أثناء الدرس ، والتأدب بأدب السؤال ... ونحو ذلك .
3 – كتابة تأريخ الدرس في موضع بداية الدرس ، وكتابة ( بلغ ) عند نهايته .
4 – شكل ما يشكل من نصِّ الكتاب .
5 – التعاون مع طلاب الشيخ والأقران باستدراك ما فات ، وغير ذلك .
6 – التفاعل مع الشيخ .
المرحلة الثالثة : ما بعد الدرس .
1 – مراجعة ما تمَّ شرحه .
2 – مذاكرة بعض طلاب الشيخ بعد الدرس .
3 – أن يستوضح من الشيخ في الدرس القادم ما أشكل عليه أثناء المراجعة .
والله أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه وأعده: عبدالله المزروع
نقلا عن ملتقى أهل الحديث
قال الشافعي- رحمه الله- : ليس العلم ما حفظ ، العلم ما نفع.
فإن الكلام عن هذا الموضوع سيكون ضمن خمس فصول :
الفصل الأول : مميزات حضور الدروس ، وسماع الأشرطة .
الفصل الثاني : مميزات حضور الدروس فقط .
الفصل الثالث : مميزات سماع الأشرطة فقط .
الفصل الرابع : طرق الاستفادة من حضور الدروس وسماع الأشرطة يكون من خلال ثلاث طرق ، هي :
الطريقة الأولى : الاستماع .
الطريقة الثانية : انتقاء الفوائد ، وتقييدها .
الطريقة الثالثة : كتابة كل ما يقوله الشيخ .
الفصل الخامس : الوسائل التي تعين على الاستفادة الأكمل ، وتقسيمها على ثلاث مراحل :
المرحلة الأولى : ما قبل الدرس .
المرحلة الثانية : أثناء الدرس .
المرحلة الثالثة : ما بعد الدرس .
وهذا أوان الشروع في المقصود من هذه المذكرة :
الفصل الأول : مميزات حضور الدروس ، وسماع الأشرطة
* وقبل ذكر هذه المميزات أُنَبِّه إلى أنَّ المقصود بالمميزات : الإيجابيات والسلبيات على حدٍّ سواء ، فما يميز التعلم عن طريق حضور الدروس وسماع الأشرطة عن غيرها من طرق التعلم هو مقصودنا ، وهذا الحكم ينسحب على الفصلين القادمين .
1 – التعليق على الكتب بما يوضح غامضها ، ويُبَيِّنُ مجملها ، ويقيد مطلقها ... .
2 – التنويع في وسائل طلب العلم مما يذهب الملل والسآمة ، ويزيد في مدارك طالب العلم .
3 – أنَّ الاستماع للشرح فيه استخدام لحاسة السمع ، والكتابة ، والنظر في الكتاب والتعليق ، والتفكر فيما يقال ... مما يزيد في الفائدة ويرسخها .
4 – ذكر بعض الفوائد واللطائف استطراداً مما يحفز الطالب للجد والاجتهاد في الطلب .
5 – تصحيح ما يقع في الكتب من تحريف ، وتصحيف ، وسقط .
6 – ضبط القراءة ، وشَكْلُ ما يُشْكِل .
7 – تنبيه الشيخ على الأمور المهمة ، والقواعد الجامعة التي تؤصل طالب العلم .
8 – عدم تحرير الكلام ؛ بمعنى : أن تكون عبارة الشيخ موهمة لمعنىً آخر ، أو أن تكون غير دقيقة .
9 – التكرار والإعادة في شرح بعض الفقرات لتفهيم بعض الطلاب مما يجعل البقية يصيبهم شيءٌ من الملل .
10 – الاستطراد الزائد في بعض الدروس حتى يخرج الدرس عن موضوعه – وإن كان هذا الاستطراد مفيداً – .
11 – صعوبة الرجوع إلى كلام الشيخ بسهولة إذا لم يقيد الطالب مع الشيخ ، ويرتب أوراقه .
الفصل الثاني : مميزات حضور الدروس فقط .
1 – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – مرفوعاً قال : " ... وما اجْتَمَعَ قَوْمٌ في بَيْتٍ من بُيُوتِ اللَّهِ ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ = إلا نَزَلَتْ عليهم السَّكِينَةُ ،
2 – وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ ،
3 – وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ ،
4 – وَذَكَرَهُمْ الله فِيمَنْ عِنْدَهُ " أخرجه مسلم .
5 – عن أبي هريرة أو أبي سعيد الخدري ( الشك من الأعمش ) - رضي الله عنهما – مرفوعاً : " ... إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ في الأرض فُضُلًا عن كُتَّابِ الناس ، فإذا وَجَدُوا أَقْوَامًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا : هَلُمُّوا إلى بُغْيَتِكُمْ ، فَيَجِيئُونَ ، فَيَحُفُّونَ بِهِمْ إلى سماء الدُّنْيَا ... قال فيقول الله لملائكته : فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قد غَفَرْتُ لهم ! فَيَقُولُونَ : إِنَّ فِيهِمْ فُلَانًا الْخَطَّاءَ لم يُرِدْهُمْ إنما جَاءَهُمْ لِحَاجَةٍ ، فيقول : هُمْ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى لهم جَلِيسٌ " أخرجه الترمذي وقال : هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
6 – أخذ العلم والأدب من العالم ،
7 – إمكان السؤال عما يُشْكِل .
8 – تكوين علاقة مع العلماء .
9 – إيجاد علاقة بين طلاب العلم يميزها المذاكرة والمدارسة والإفادة .
10 – تحفيز طالب العلم على الجد والاجتهاد حيث سيسأل الشيخ عن الطالب حين تغيبه ، ورؤية من يفوقه من الطلاب .
11 – تكليف الطالب من قبل الشيخ ببحث مسألة أو تخريج حديث ونحو ذلك مما يعود على الطالب بالنفع والفائدة .
12 – أنَّ الدروس فيها إعانة للطالب على المراجعة والاستذكار ، وخاصة في الدروس التي يكون فيها مراجعة .
13 – أنَّ الدراسة على المشايخ هي جادة السلف الصالح في طلب العلم ، و ( من كان شيخه كتابه = كان خطؤه أكثر من صوابه ! ) .
14 – أنَّ المصابرة في حضور الدروس داخلةٌ في قوله تعالى : " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه " .
15 – أنًَّ الدروس العامة التي يكثر فيها الطلاب قد يقل فيها التحصيل العلمي .
16 – أنَّ الدروس العامة لا يستطيع الطالب فيها – غالباً – تحديد وقت الدرس حسب ما يناسبه ،
17 – ولا اختيار الكتاب ،
18 – ولا تحديد المكان = مما لا يتناسب مع الطالب ، أو يكون فيه إرهاقٌ له .
19 – البطء في إنهاء الكتب – غالباً – حيث أكثر دروس المشايخ أسبوعية ، وتتوقف في المواسم والإجازات !
الفصل الثالث : مميزات سماع الأشرطة فقط .
1 – اختيار الشيخ الذي يرتاح له طالب العلم .
2 – اختيار الكتاب الذي يريد سماع شرحه .
3 – اختيار الوقت الذي يناسبه ، وبإمكانه التقديم والتأخير بما يتناسب مع وقته .
4 – اختيار المكان ، وكذلك تنويعه بما يحقق الفائدة الأكبر .
5 – الإنجاز السريع للكتب والشروح .
6 – إعادة الشرح ، وتكراره أكثر من مرة .
7 – الاستفادة من علماء لا يمكن الدراسة على أيديهم إما : بوفاتهم ، أو بُعْدِ أقطارهم .
8 – كتابة التعليقات ، أو تفريغ الشروح بشكل أدق .
9 – الاستفادة من بعض الأوقات التي يغفل عنها بعض الناس كالسيارة .
10 – حفظ القرآن والمتون عن طريق تكرار سماع الأشرطة .
11 – عدم وضوح بعض كلام الشيخ بسبب سوء التسجيل ، أو بُعْدُ الشيخ عن جهاز التسجيل .
12 – التسويف ، وعدم الاستمرار .
الفصل الرابع : طرق الاستفادة من حضور الدروس وسماع الأشرطة يكون من خلال ثلاث طرق ، هي :
الطريقة الأولى : الاستماع .
وهذه الطريقة هي – أحياناً – من أقل الطرق فائدةً علمية ، وإن كان بعض السلف – لعدم توافر الورق والمحابر لديهم – يحفظون مباشرة ، وقد يتيسر لهم فيما بعد كتابة ما حفظوه ، وقد لا يتيسر لكنه يبقى في صدورهم !
ومع هذا : لا ينبغي لطالب العلم أنْ يُهمل الحضور عند العلماء والمشايخ بحجة أنه لا يكتب ، فإنْ فاتته فضيلة التقييد ، فلا يفوت على نفسه فضائل أخرى كتعلم الأدب ، وبركة المجلس ...
الطريقة الثانية : انتقاء الفوائد ، وتقييدها .
ومن مميزات كتابة التعليقات ، وانتقاء الفوائد ما يلي :
1 – رسوخ المعلومة في ذهن طالب العلم .
2 – أنها أسرع من طريقة الثالثة .
3 – أنَّ هذه التعليقات تكون في نفس الكتاب .
4 – قد يفوت الطالب بعض المعلومات المهمة ، ولا يستطيع تقييدها لعدم وجود مساحة كافية .
وقد كتب العلماء في أساليب وطرق تقييد الفوائد أشياء كثيرة مضمنة في كتب طلب العلم ومصطلح الحديث ؛ ومن أهمها :
1 – أن يجتنب الكتابة الدقيقة في تقييد الفوائد ، لئلا يخونه وقت الحاجة إليه من الكِبَر وضعف البصر .
2 – أنَّ فوائد كل إنسان تختلف عن غيره ، فما تراه أنت فائدة قد لا يعتبره غيرك فائدة ؛ لكن ينبغي أن لا يكتب إلا الفوائد المهمة المتعلقة بالكتاب ، مثل : تنبيه على إشكال ، أو احتراز ، أو خطأ ونحو ذلك ، ولا يسود الكتاب بنقل مسائل الفروع الغريبة ، ولا يكثر الحواشي كثرة تضيع موضعها عندما يريد الرجوع لها .
3 – أن يضبط ما يخشى أن يُشْكِل عليه فيما بعد .
4 – ينبغي إذا أراد قراءة كتاب على شيخ أن يختار النسخة المتقنة ، والتي يكون فيها مكان للتعليق .
5 – إذا كان هناك تعليقات كثيرة يريد تعليقها ، ويخاف فوتها ؛ فعليه أن يحرص على الاختصار ووضع الرموز .
6 – إذا كان سبق له قراءة الكتاب على شيخ ، وأراد قراءته على شيخٍ آخر ؛ فعليه أن يكتب التعليقات الجديدة للشيخ الثاني بلونٍ مغاير ، ويثبت ذلك في أول الكتاب أنَّ التعليقات باللون الأزرق للشيخ فلان ، وباللون الأحمر للشيخ فلان .
7 – على طالب العلم أن يحرص على كتابة تأريخ التعليق ، لأن قد يستفيد من ذلك عند تغير رأي الشيخ واختلاف أقواله .
8 -
الطريقة الثالثة : كتابة كل ما يقوله الشيخ .
ومن مميزات هذه الطريقة :
1 – رسوخ المعلومة في ذهن الكاتب .
2 – إفادة الغير من الشروح المفرغة .
3 – البطء والمشقة في كتابة ما يقال – وإن كان غير مهم – .
وهذه الطريقة مفيدة ، ولكن – في نظري – هي أقلُّ من الثانية ، لصعوبتها ، واستهلاك الوقت الكثير لإتقان التفريغ .
وأُنَبِّه بالنسبة لهذه الطريقة على ما يلي :
1 – الاستفادة من أجهزة التسجيل التي تعيد الكلام أكثر من مرة ، أو تبطئ الكلام ونحو ذلك .
2 – البدء في تفريغ الشروح الصغيرة ، وكذلك تفريغ شروح العلماء الذين لا يكثرون من التعليق = ليزداد حرصاً وحماسة للاستمرار .
الفصل الخامس : الوسائل التي تعين على الاستفادة الأكمل ، وتقسيمها على ثلاث مراحل :
المرحلة الأولى : ما قبل الدرس .
1 – الإخلاص لله في طلب العلم ، ومحاسبة نفسه في هذا الباب .
2 – الحرص على التبكير للدرس ، وهذا أهدأ للبال ، وأقطع للمشاغل عن الذهن .
3 – إعداد كل ما يحتاجه في الدرس من : الكتب ، والدفاتر ، والأقلام .
4 – الحرص على الحضور على المشايخ المعروفين بغزارة العلم ، وحبذا أن يكون متخصصاً في الفن المراد قراءته عليه .
5 – اختيار الكتاب المناسب .
6 – الإكثار من حضور الدروس ، وتنويع الشيوخ .
7 – تحضير ما سيقرأ على الشيخ في الدرس .
8 -
المرحلة الثانية : أثناء الدرس .
1 – القرب من الشيخ .
2 – التأدب بآداب طالب العلم مع المشايخ والعلماء من عدم مقاطعة الشيخ في حديثه ، ولا اللغو أثناء الدرس ، والتأدب بأدب السؤال ... ونحو ذلك .
3 – كتابة تأريخ الدرس في موضع بداية الدرس ، وكتابة ( بلغ ) عند نهايته .
4 – شكل ما يشكل من نصِّ الكتاب .
5 – التعاون مع طلاب الشيخ والأقران باستدراك ما فات ، وغير ذلك .
6 – التفاعل مع الشيخ .
المرحلة الثالثة : ما بعد الدرس .
1 – مراجعة ما تمَّ شرحه .
2 – مذاكرة بعض طلاب الشيخ بعد الدرس .
3 – أن يستوضح من الشيخ في الدرس القادم ما أشكل عليه أثناء المراجعة .
والله أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه وأعده: عبدالله المزروع
نقلا عن ملتقى أهل الحديث
قال الشافعي- رحمه الله- : ليس العلم ما حفظ ، العلم ما نفع.