إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

والله ياجمعه صبرت ونلت... وبتكتب في واشنطن بوست

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • والله ياجمعه صبرت ونلت... وبتكتب في واشنطن بوست

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ترجمة مقال علي جمعة في الواشنطن بوست




    الثورة و الثورة المضادة و الموجة الجديدة للاصولية في مصر
    بقلم : علي جمعة المنشورة بجريدة الواشنطن بوست الامريكية
    ترجمة : د / محمد عزت

    واحد من أبرز ملامح الروح الثورية اللتي إجتاحت مصر طوال الشهرين الماضيين هي المشاركة اللتي لا مثيل لها في الحياة العامة من كل قطاعات المجتمع المصري. أناس من كل الخلفيات و الدوائر الاجتماعية و من كل أنحاء البلد جاءوا جميعا ليوضحوا ان لديهم الرغبة في تقديم التضحيات من اجل مستقبلهم السياسي . هذا تطور مشجع و بالتأكيد ملهم .
    لسوء الحظ , و علي الرغم من النوايا الطيبة و المشروعة المتظاهرين أسيء إستخدامهم من قبل البعض ليفرضوا ممارسات لا ديموقراطية و لا إسلامية . الديموقراطية الحقة تبني علي إلتزام الاحترام المتبادل بين كل المواطنين . في حين أننا نشهد عودة لا شك فيها لهذه المشاعر بين قطاع كبير من المصريين ,استغلت الفرصة قلة من اصحاب الصوت العالي اللتي استغلت الظروف الانتقالية و الغير ملائمة ليلعبوا دورا من أحط الادوار والاكثر أنانية لملاحقة أهدافهم السياسية.

    الاكثر فوضوية في الاسابيع الماضية الارتفاع الفوضوي للعنف من قبل الجماعات المتطرفة و استهدافهم لدور العبادة الملحوظ . كلا من الكنائس القبطية و اضرحة لشخصيات إسلامية هامة تم مهاجمتها. هناك تطورات منذرة تلقي الضوء علي الحالة الهشة لبلدنا في هذا المنعطف الحاسم . إنهم يحتاجوا مراقبة قريبة و ان يوقفوا حتي تبقي الحالة الدينية و الاجتماعية و السياسية صحيحة و متماسكة.

    هؤلاء اللذين نفذوا الهجمات الشنيعة ما هم إلا إنتهازيون و متطرفون و ليس لهم ما يقدموه لتقاليد الاسلام العظيمة. الفهم الصحيح للاسلام المنسوب شرعا لسلفنا هو اللذي يتفاعل مع العالم بفهم و فطنة و يتكيف مع الحقائق الجديدة عند ظهورها. انه يدافع عن الطريقه المقدسة للحياة و اللتي تعتبر ان الحياة في تناغم في المجتمع الواحد ليس فقط مهم من اجل السلام العالمي و لكن ايضا بالنسبة للرقي الروحي و الصلاح الديني. لسوء الحظ اللذين قاموا بمثل هذه الاعتداءات البربرية تجاه الشعب المصري و ثقافته و مؤسساته الدينية لا يهدفون فقط لمغازلة الماضي و لكن ليعودوا إليه كلية بتفاصيله وجزئياته . مثل هذا التفكير الرجعي مشكلة في حد ذاته و لكن الاسواء عندما يقدم كمثال و نموذج علي كل المسلمين ان يذعنوا اليه و اللذين لا يفعلون هذا ينتقدوا و يسائلوا شرعا.
    هذه القوى تزرع الشقاق في المجتمع و تعزل بعض القطاعات من المجتمع المسلم بعضها عن بعض.

    عندما تفشل النظرة المثاليه للمجتمع اللتي يقدمها اللذين يطلقون علي انفسهم سلفيين في المرور هذا يسبب خطورة المزيد من التطرف.
    ان الواقع الماضي اللذين يضعونه في صورة مثالية ملفقة من مخيلتهم هو بعيد المنال بالضرورة و هذا يجعله مولد للتطرف يغذي بوقود إحباطهم اللذي لا مفر منه.
    سياسة العزل هي نتيجة أخري من الممكن ان تملي إقصاء المرء لنفسه عن رفقاؤه و شركاء وطنه و بالتاكيد عن باقي الانسانية . و هذه تينظر إليها علي انها جزء من مشكلة العالم كما انهم لا يزاملوا ابناء سبيلهم علي الطريق المؤدي إلي الله .
    انهم لا يروا مكان للثقافة و التحضر و لا حتي ابسط قواعد اللياقة الانسانية . هذا العزل المفروض ذاتيا منهم من الممكن ان يؤدي لروح الاحساس بالاضطهاد و النظر للعالم علي اساس نظريات المؤامرة في حين ان تقاليد الاسلام العظيمة تقوم علي المنطقية و الاخذ بالاسباب بدلا من هذا .
    بدلا من مواجهة مشاكل العالم بالعمل علي تطوير مؤسستنا و بلادنا بسلوك إيجابي يتوازي مع مبادئنا الاسلامية تنظر هذه العناصر المختلفة بطريقة تحبط اي امكانية للتطور واصفة أي تغيير إصلاحي بالبدعة اللتي تستحق المحاسبة و الادانة.
    مع الاسف خطورة هذا الخليط من الإنعزالية و المذهب المثالي يغذوا تكون ثقة بالنفس غير مستحقة و بالتاكيد الغرور وبالأخذ في الاعتبار كل هذه الاشياء تؤدي بهم لحدوث أزمة روحية تؤدي بهم لمرض التطرف و التشدد و اللذي لا يواجه إلا بالقواعد الروحية الاسلامية الحقيقية .




    هذه النوعية من التفكير يجب أن تقاوم في كل مكان من أجل مستقبل بلدنا و بالتأكيد من أجل ديننا . لنفعل ذلك يجب علينا العودة لاجتهاداتنا و قيمنا الحقيقية و مؤسساتنا .
    لقرون عديدة ازدهرت مصر و هي تحت الارشاد الديني علي طريقة جامعة الازهر . اللتي ظلت طويلا الحاملة المثلي للاسلام السني . سيادة مؤسساته توضح باستمرار اهتمامه بالمجتمع المسلم و التركيز العميق علي المشكلات الكبيرة اللتي تواجهه في منطقتنا. و يستند هذا النهج علي الالتزام العميق بالعقلانية و الكرامة الانسانية .و حماية المقاصد العالمية للاسلام (النفس و العقل و الدين و الممتلكات و الاسرة) . الطلبة في الازهر رجالا و نساءا لهم فرص متساوية للتعليم .

    و لقد علموا ليس فقط كيف يدرسوا اللغة و الدراسات الاسلامية و لكن أيضا ان اعطوا أخلاقيات و روحانية الاسلام التي تعتبر اجزاء لا تنفصل عن القيادة الدينية المؤثرة الضرورية لبناء ثقافة التسامح و الرأي و الرأي الاخر . إنطلاقا من فهم القضايا المعاصرة هذا النهج الشامل للتعليم الديني يستمر في جذب الطلاب من كل العالم ليدرسوا بالازهر . هؤلاء الطلبة لا يعودون لاوطانهم بالمعرفة فقط و لكن بنماذج من الاعتدال الديني اللذي يبقي بمبادئه الحقيقية لقادرا علي عنونة الاحتياجات الحالية للمجتمع الاسلامي .
    نشط الازهر طويلا ليتواصل مع المجتمعات الدينية علي المستويين الاسلامي و العالمي. روح التحاور تلك موجودة في كلمات و فتاوي شيوخ الازهر و علماؤه .
    إعادة تأكيد تلك المفاهيم هي الطريقة المؤثرة لمواجهة كل السلوكيات الكارثية اللتي ترتكب باسم الدين و الاصوب ان تسمي تطرف

    علي جمعة مفتي مصر
    18 أبريل2011
يعمل...
X