وبعد الثناء على الله عزَّ وجلَّ وتمجيده، تنتقل بك كلمات التشهد إلى مكانٍ بعيد .. يبعُد عنك آلاف الكيلومترات، بحسب موقعك على الكرة الأرضية .. ستذهب بك إلى ..
داخل الحجرة النبوية الشريفة ..
عندما تقول "السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ"[متفق عليه]
تخيَّل لو أن باب حجرتك قد انفتح، ودخل عليك الرسول بعمامته وبُردته وثوبه الأبيض .. ونعله المخصوفة ولحيته السوداء وبشرته البيضاء المشربة بحمرة، ووجهه المشرق المستدير تعلوه ابتسامته الجميلة .. ثمَّ أُذِنَ لك أن تقف بين يديه، وتقول له وجهًا لوجه: السلام عليك يا حبيبي يا رسول الله ..
كيف سيكون شعورك حينها؟؟
فلماذا لا تشعر بنفس الشعور وأنت تلقى عليه السلام في صلاتك ..
وأنت بين يدي الملك جلَّ جلاله؟!
وبعد تحيتك لله عزَّ وجلَّ وسلامك على رسوله ..
تُسَلِم على نفسك وعلى عباد الله الصالحين؛ ليرتفع عنك كل ضرر .. فتقول:
"السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ" [متفق عليه]
يقول النبي ".. فَإِنَّهُ إِذَا قَالَ ذَلِكَ، أَصَابَ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ .." [متفق عليه]
تحريك السبابة في التشهد
"دلَّت السُّنَّة على أنه يشير بها عند الدعاء لأن لفظ الحديث ( يحركها يدعو بها )، فكلّما دعوت حرِّكْ إشارةً إلى علو المدعو سبحانه وتعالى على هذا فنقول :
«السلام عليك أيُّها النبيِّ» فيه إشارة؛ لأن السَّلامَ خَبَرٌ بمعنى الدُّعاءِ، «السَّلامُ علينا» فيه إشارة، «اللهم صَلِّ على محمَّد» فيه إشارة، «اللهم بارك على محمَّد» فيه إشارة، «أعوذ بالله من عذاب جهنَّم» فيه إشارة، «ومِن عذاب القبر» فيه إشارة، «ومِن فتنة المحيا والممات» فيه إشارة، «ومِن فتنة المسيح الدَّجَّال» فيه إشارة، وكُلَّما دعوت تُشيرُ إشارةً إلى عُلُوِّ مَنْ تدعوه سبحانه وتعالى، وهذا أقربُ إلى السُّنَّة".