إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قف يا زمان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قف يا زمان



    قفْ يا زمانُ أبوحُ بالأشجان * فلعلَّ في الشكوى دواءَ جناني
    قف يا زمانُ أقصُّ ما حَفِلَت به * أيامُنا من ذلّةٍ وهوانِ
    قفْ يا زمانُ لكي تُقارنَ حالنا * بالصِيدِ من آبائنا الشجعانِ
    قفْ يا زمانُ أبُثُّك الشكوى التي * من هولِها يتحدثُ الملوانِ
    نطق الرويبضُ يازمانُ فقل معي * آهٍ على الآثارِ والقرآنِ
    قوم تلوكُ الفقهَ لوكَ « لُبانةٍ » * في كلِ مسألةٍ لها قولانِ
    يتهافتون على شِقاقِ نبينا * والمصلحينَ تهافتَ الذُّبانِ
    لا يأبهونَ بما أتى عن مالكٍ * والشافعيِّ وأحمدِ الشيباني
    بل ما أتى عن سيد الثقلين ضد * شذوذِهم يُرمى بدون تواني
    يُرمى بتأويلٍ سخيفٍ بارد * من باردِ النظراتِ والإيمانِ
    وتجاوزَ الأمرُ الحدودَ جميعَها * حينَ استباحوا حرمَةَ القرآنِ
    تُصغي لواحدهم فتعجبُ عندما * يتأولُ القرآنَ بالهذيانِ
    فيقولُ عند الشافعيِ وعندنا * من أنتَ يا مسكينُ في الميزانِ
    حُبُ النصارى واليهودِ فريضةٌ * في فقهِ طائفةٍ بذي الأزمانِ !
    والملحدون وكلُ صاحبِ بدعةٍ * أضحوا وأصحاب الهدى سيانِ
    ماذا الجفاءُ لغيرنا كلٌّ له * دينٌ يدينُ بهِ بلا نُكرانِ
    إنْ قلتَ قد جاء الكتابُ ببغضهمْ * نصٌّ صريحٌ من عظيم الشانِ
    قالوا لنا تتبدل الفتوى على * مرِّ الزمانِ تبدلَ القمصانِ
    أمّا الغناءُ فقام شهمٌ حاذقٌ * فأباحَهُ بالنايِ والعيدانِ
    وتعسّفَ الآثارَ دون هوادةٍ * وتأولَ المقصودَ بالتبيانِ
    وأتاكَ من هذا اللفيفِ جماعةٌ * ببواقعٍ يندى لها الخدانِ
    قالوا لنا :تليَ الرئاســةَ طَفْلةٌ * فرعاءُ من عدنانِ أو قحطانِ
    وتدينُ آلافُ الفحولِ لأمرها * بلْ والشعوبُ تُساقُ كالقطعانِ
    ويجوزُ أن تليَ القضاءَ خريدةٌ * في جِيدها شَبَهٌ من الغزلانِ
    في حينها لا تأتِ سُــدَّةَ حاكمٍ * واهجرْ حِماهُمْ أيّما هِجرانِ
    ولتأتِ قاضيةَ النساءِ فإنها * تُذكي الغرامَ بثديها الفتانِ
    واسمعْ مقالةَ جهبذٍ منهم أتى * بمصيبةٍ تربوا على ثهلانِ
    لا تتبعوا إن مات منكم مسلمٌ * هديَ النبيِ المُصطفى العدناني
    لُفّوه في كيسٍ وواروه الثرى * من دون تغسيلٍ ولا أكفانِ
    قالوا : وكلّ مصيبةٍ في أرضنا * من هيئةِ المعروف والنكرانِ
    دوماً يصيحون « الصلاةَ» أما لهم * شغلٌ بغيرِ أذيةِ الجيرانِ
    وفقيهةٌ أُخرى تنادي قومنا * الرأيُ قبلَ شجاعةِ الشجعانِ
    يا مجلس الشورى تنحّوا واتركوا * ثُلُثَ الكراسي السودِ للنسوانِ
    والدورةُ الأُخرى تكون ُ جميعُها * محجوزةً لخديجةٍ وحنانِ
    وهنا يكون الرأيُ رأياً ثاقباً * يرضى به القاصي ويرضى الداني
    وأتاك جمعٌ في الجرائدِ زمجرتْ * أقلامُهمْ غضباً على الشِّيخانِ
    قالوا سلبتمْ حقَ ساحرةِ اللّما * يا ويلكمْ من سطوةِ الدّيانِ
    قلتُمْ لها تبقى حبيسةَ دارِها * هل تُحْبَسُ الأقمارُ في الأكفانِ
    هذا كلامٌ لا يليقُ بعصرنا * قدْ كانَ حينَ جهالةِ النسوانِ
    والمَحرمُ المذكورُ في أسفاركم * يَقْضي على «السِّتاتِ» بالنقصانِ
    ماذا الرّقيبُ كأنها مسلوبةٌ * لا عقلَ يعقِلُها عن العصيانِ
    دعها تُسافرُ في الفضاءِ وحيدةً * وتهيمُ سافرةً بكلِّ مكانِ
    هذا الحجابُ يحُدُّ من حركاتها * في مرقصٍ لكواعبٍ وغواني
    مِنْ عادةِ الأعرابِ ليسَ عبادةً * فدعوا عوائدَ سالفِ الأزمانِ
    قدْ جوّزَ الشيخُ المهيبُ صلاتَها * مكشوفةَ الأكتافِ والسيقانِ
    فَلِمَ الخيامُ على مكامنِ حسنِها * حتّى تُرى في السوقِ كالغربانِ
    دعها تُباشرُ في المطاعمِ كيْ تَرى.. * يتدافعُ الرّواد كالطوفانِ
    دعها تكونُ مُديرةً ووزيرةً * وسفيرةً في سائرِ البلدانِ
    دعها تقودُ الجيشَ تدفعُ صائلاً * وتُقاومُ النيرانِ بالنيرانِ
    لا تعجبنَّ إذا التقيتَ بضابطٍ * يوماً وفي أحشائهِ طفلانِ
    دعها تقودُ بأرضنا سيارةً * وتسيرُ سائحةً على الشُطئآنِ
    تَلقى الحبيبَ , وهل تراها أجرمتْ * يا صاحِ إنْ باتتْ معَ الخلاّنِ ؟
    دعها تكونُ إمامةً ومؤذناً * حتّى يبوءَ الجمعُ بالغفرانِ !
    وترى الشبابَ الفاسدينَ جميعَهم * خلفَ الإمامَةِ خشيةَ الرحمنِ !
    أوَما رأيتَ إمامةً غربيةً ؟ * تاهتْ على الدنيا بحسنِ بيانِ !
    أثنى عليها ثُلّةٌ من قومنا * بالفقهِ معروفونَ كالنعمانِ !
    رفعتْ إلى المأمومِ مأكمةَ الهوى * فهوى صريعَ الحُبِّ كالسكرانِ
    عجباً لكم يا مسلمونَ ألمْ يحنْ * وقتٌ يُقامُ العدلُ بالميزانِ !
    لا تقبلونَ شهادةَ النسوانِ في * حدٍّ وتزويجٍ وأمرٍ ثاني !
    وشهادةُ الرجلِ الوحيدِ مُقامَةٌ * كشهادةِ «السِّتَينِ » يا لِهواني
    وظلمتم الحسناءَ في ميراثِها * فجعلتمُ الضعفينِ للذكرانِ
    يا معشرَ « الفقهاءِ » فقه جرائدِ * هلاّ احترمتم شِرعَةَ الرحمنِ
    عجباً لمن يدعو لنهجِ محمّدٍ * وتغيبُ تحتَ ثيابِهِ القدمانِ
    أمّا اللحى فكأنهم قدْ كُلّفوُا * بِحِلاقِها في مُحكمِ القرآنِ
    وعِداؤهم دوماً لخيرِ شيوخنا * من « هيئةِ العلماءِ » في الميدانِ
    بينا تراهم يُحسنونَ تصنّعاً * لخصومِنا في الدِينِ والديّانِ
    يَصِفُون أمريكا بكلِ جليلةٍ * ويوبخونَ قتيلها الأفغاني
    هل يا زمانُ رأيتَ مثلَ مُصابِنا * حتّى أُسلي النفسَ عن أحزاني
    يا دولةَ الحرمينِ عشتِ مُصانةً * من كيدِ حُسّادٍ ومن فتّانِ
    محفوظةً بالدين ... في جنباتها * مأوىً لكلِّ معلمٍ رباني


    م / ن




يعمل...
X