اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله ولك الشكر كله
وبيدك الخير كله واليك يرجع الامر كله
ثم أما بعد ،
ورد فى كتاب ( بستان الواعظين ورياض السامعين ) لــ ( أبى الفرج بن الجوزى ) - رحمه الله - ما يلى :-
قال حذيفة : كان الناس يسألون النبى (صلى الله عليه وسلم ) عن الخير وكنت أنا أسأله عن الشر مخافة أن يصيبنى , فكان النبى ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : " فى آخر الزمان فتن كقطع الليل المظلم فإذا غضب الله تعالى على أهل الأرض أمر الله تعالى إسرافيل أن ينفخ نفخة الصعق فينفخ على غفلة من الناس فمن الناس من هو فى وطنه ومنهم من هو فى سوقه ومنهم من هو فى حرثه ومنهم من هو فى سفره ومن من يأكل فلا يرفع اللقمة إلى فيه حتى يخمد ويصعق ومنهم من يحدث صاحبه فلا يتم الكلمة حتى يموت فتموت الخلائق كلهم عن آخرهم ".
وإسرافيل لا يقطع الصيحة حتى تغور عيون الأرض وأنهارها ونباتها واشجارها وجبالها وبحارها , ويدخل الكل بعضه فى بعض فى بطن الأرض , والناس خمود صرعى , فمنهم من هو صريع على وجهه , ومنهم من هو صريع على ظهره , وعلى جنبه وعلى خده , ومنهم من يكون اللقمة فى فيه فيموت وما أدرك ان يبتلعها , وتنقطع السلاسل التى فيها قناديل النجوم فتستوى بالأرض من شدة الزلزلة , وتموت ملائكة السبع سماوات , والحجب , والسرادقات , والصافون والمسبحون ,وحملة العرش , والكرسى , وأهل سرادقات المجد والكروبيون ويبقى جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت عليهم جميعا السلام ....
&&&&&&&&&&&&
كيف يموت جبريل ؟!!
************
يقول الجبار جل جلاله : يا ملك الموت من بقى ؟ - وهو أعلم -
فيقول ملك الموت : سيدى ومولاى أنت أعلم , بقى إسرافيل , وبقى ميكائيل , وبقى جبريل , وبقى عبدك الضعيف ملك الموت خاضع ذليل , قد ذهلت نفسه لعظيم ما عاين من الأهوال .
فيقول له الجبار تبارك وتعالى : إنطلق إلى جبريل فاقبض روحه . فينطلق ملك الموت إلى جبريل عليه السلام فيجده ساجدا راكعا .
فيقول له : ما أغفلك عما يراد بك يا مسكين , قد مات بنو آدم وأهل الدنيا والأرض والطير والسباع والهوام وسكان السماوات وحملة العرش والكرسى والسرادقات وسكان سدرة المنتهى وقد أمرنى المولى بقبض روحك !
فعند ذلك يبكى جبريل عليه السلام ويقول متضرعا إلى الله تعالى : يا الله هون على سكرات الموت , فيضمه ملك الموت ضمة فيخر جبريل منها صريعا .
فيقول الجبار جل جلاله : يا ملك الموت من بقى ؟ - وهو أعلم -
فيقول ملك الموت : مولاى وسيدى بقى إسرافيل و ميكائيل وبقى عبدك الضعيف ملك الموت .
فيقول له الجبار جل جلاله : إنطلق إلى ميكائيل فاقبض روحه .
فينطلق ملك الموت إلى ميكائيل كما أمره الله تعالى فيجده ينتظر الماء ليكيله على السحاب فيقول له : ما أغفلك يا مسكين عما يراد بك ! ما بقى لبنى آدم رزق ولا للأنعام ولا للوحوش ولا للهوام , وقد مات أهل السماوات وأهل الأرضين وأهل الحجب والسرادقات وحملة العرش والكرسى وسرادقات المجد والكروبيون والصافون والمسبحون وقد أمرنى ربى بقبض روحك .
فعند ذلك يبكى ميكائيل ويتضرع إلى الله وسأله أن يهون عليه سكرات الموت , فيحضنه ملك الموت ويضمه ضمة يقبض فيها روحه فيخر صريعا ميتا لا روح فيه .
&&&&&&&&&&&&
كيف يموت إسرافيل؟
**************
يقول الجبار جل جلاله : من بقى ؟ - وهو أعلم -
فيقول ملك الموت : مولاى وسيدى أنت أعلم بقى إسرافيل وعبدك الضعيف ملك الموت .
فيقول الجبار تبارك وتعالى : إنطلق إلى إسرافيل فاقبض روحه .
فينطلق إلى إسرافيل ويقول له : ما أغفلك يا مسكين عما يراد بك ! قد ماتت الخلائق كلها وما بقى أحد وقد أمرنى بى ومولاى أن أقبض روحك .
فيقول إسرافيل : سبحان من قهر العباد بالموت , سبحان من تفرد بالبقاء , مولاى هون على مرارة الموت .
فيضمه ملك الموت ضمة يقبض فيها روحه فيخر صريعا , فلو كان أهل السماوات فى السماوات وأهل الأرض فى الأرض لماتوا كلهم من شدة وجبة وقعته .
&&&&&&&&&&&&
كيف يموت ملك الموت ؟
**************
فيقول الجبار تبارك وتعالى : من بقى يا ملك الموت ؟ - وهو تعالى أعلم -
فيقول : مولاى وسيدى أنت أعلم بمن بقى , بقى عبدك الضعيف ملك الموت .
فيقول الجبار تعالى : وعزتى وجلالى لأذيقنك ما أذقت عبادى إنطلق بين الجنة والنار ومت .
فينطلق بين الجنة والنار فيصيح صيحة لولا أن الله تبارك وتعالى أمات الخلائق لماتوا عن آخرهم من شدة صيحته فيموت , فتبقى السماوات خالية من أملاكها , ساكنة أفلاكها , وتبقى الأرض خاوية من إنسها وجنها وطيرها وهوامها وسباعها وإنعامها , ويبقى الملك لله الواحد القهار الذى خلق الليل والنهار فلا ترى أنيسا , ولا تحس حسيسا , وقد سكنت الحركات , وخمدت الأصوات , وخلت من سكانها الأرضون والسماوات .
&&&&&&&&&&&&
لمن الملك اليوم ؟
************
ثم يطلع الله تبارك وتعالى إلى الدنيا فيقول : يا دنيا أين أنهارك ؟ وأين أشجارك ؟ وأين سكانك ؟ وأين عمارك ؟ أين الملوك وأبناء الملوك ؟ وأين الجبابرة وأبناء الجبابرة ؟ أين الذين أكلوا رزقى , وتقلبوا فى نعمتى وعبدوا غيرى , لمن الملك اليوم ؟ فلا يجيبه أحد .
فيقول تعالى : الملك لله الواحد القهار .
فينظر إلى عباده موتى من بين صريع على خده ومن بال فى قبره , ثم يقول : يا دنيا أين أنهارك ؟ وأين أشجارك ؟ وأين سكانك ؟ وأين عمارك ؟ أين الملوك والجبابرة لمن الملك اليوم ؟ فلا يجيبه أحد .
فيقول تعالى : لله الواحد القهار , فتبقى الأرضون والسماوات ليس فيهن من ينطق ولا من يتنفس إلى ما شاء الله من ذلك ,
وقد قيل : تبقى أربعين يوما , وهو مقدار ما بين النفختين , ثم بعد ذلك ينزل الله تبارك وتعالى من السماء السابعة من بحر يقال له بحر الحيوان ماؤه يشبه منى الرجال , ينزله ربنا أربعين عاما فيشق ذلك الماء الأرض شقا , فيدخل تحت الأرض إلى العظام البالية فتنبت بذلك الماء كما ينبت الزرع بالمطر
ارجو نقله الى القسم المناسب