السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الحمد لله الذي فرض على عباده الصيام وجعله مطهرا لنفوسهم من الذنوب والآثام الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى وأخرج المرعى فجعله غثاء أحوى
وأصلي وأسلم على أشرف من صلى وصام ووقف بالمشاعر وطاف بالبيت الحرام محمد ابن عبد الله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى أثره واستن بستنه إلى يوم الدين أما بعد أيها الإخوة والأخوات نحمد الله تعالى أن يسر هذا اللقاء معكم وأسأل الله جل وعلا أن بجعلنا ونحن في بيت من بيوت الله نتلو كتاب الله ونتدارسه بيننا أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن تحفهم الملائكة وتغشاهم الرحمة ويذكرهم الله تعالى فيمن عنده و أسأل الله تعالى أن يقال لنا في آخر مجلسنا قوموا مغفورا لكم و أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء على حضوركم وإنصاتكم وأنا أعلم أن الناس يحضرون إلى المحاضرات الشرعية لا لسعة في أوقاتهم أو لملل يجدونه في بيوتهم فيريدون أن يخرجوا إلى يعني المحاضرات إنما يفعلون ذلك ابتغاء الخير والأجر وطلبا للثواب فأسأل الله أن لا يحرمكم ما سعيتم لأجله وأن يجعلنا الله تعالى ممن يجتمعون في مجالس الذكر فيذكرهم الله تعالى فيمن عنده
أيها الإخوة الكرام كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا أقبل شهر رمضان استبشر وفرح وبشر أصحابه بذلك وأظهر السرور والبهجة حتى روى النسائي أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول لأصحابه: جاءكم شهر رمضان جاءكم شهر رمضان يعني يقوله مستبشرا به جاءكم شهر رمضان فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار فيه ليلة خير من ألف شهر فيه تصفد الشياطين من حرم أجرها فقد حرم يعني من حرم أجر ليلة القدر فقد حرم أجرا كثيرا
الله عز وجل لما خلق الخلق فاوت بينهم خلق الله تعالى الرسل ففاوت بينهم جعل منهم أولي العزم جعل منهم من وصل إلى مرتبة الخلة جعل منهم من هو أقل من ذلك فقال سبحانه وتعالى: (تلك الرسل) هذه الرسل بين يدي (فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات) (البقرة:253) إذا الرسل يتفاوتون خلق الله الرسل ففاوت بينهم خلق الله تعالى الأماكن ففاوت بينها فلا يقال إن فضل مكة كفضل غيرها من المدن جعل مكة ثم جعل المدينة ثم جعل بيت المقدس ثم جعل بقية المدن تتبع بعد ذلك (وربك يخلق ما يشاء ويختار) (القصص:69) يخلق ما يشاء من المدن يخلق ما يشاء من الناس يخلق ما يشاء من الدواب ثم يختار الله تعالى بينها يرفع من يشاء ويخفض من يشاء خلق الله تعالى الأيام فاختار من بينها يوم النحر العاشر من ذي الحجة يوم الأضحى يوم عيد الأضحى فجعله هو خيرها وأشرفها خلق الله تعالى الليالي فجعل الليالي الأخيرة من شهر رمضان هي أفضل الليالي ثم جعل ليلة القدر من بينها هي أفضل ليالي ليلة القدر خلق الله تعالى الناس خلق الله تعالى الدواب وجعل بعضها أرفع من بعض (وربك يخلق ما يشاء ويختار)
نحن نستقبل شهرا عظيما وكم من نفوس تمنت وقلوب حنت أن تبلغ هذا الشهر العظيم شهر جعل الله تعالى فيه من الأعمال جليلها ومن الأجور عظيمها وكم عرفنا أقواما صاموا معنا رمضان أعواما ثم هم اليوم من سكان القبور ينتظرون البعث والنشور ومن يدري ربما يكون رمضان هذا لبعضنا هو آخر رمضان يصومه لذلك ينبغي على الإنسان أن يستشعر فعلا الأجر والثواب المترتب على فرضية هذا الصيام
صيام شهر رمضان فرضه الله تعالى ليس فقط على أمتنا الصيام عموما لم يفرض فقط على أمة محمد عليه الصلاة والسلام إنما حتى الأمم السابقة كان عندهم صيام كما قال سبحانه وتعالى: (يأيها الذين ءامنوا ) هاه يا ربي ماذا تريد؟ ما هو الأمر الموجه إلينا (كتب عليكم الصيام) والله تعالى يفرض ما يشاء ويسن ما يشاء ويجعل بعض الأشياء مستحبة ويحرم ما يشاء (كتب عليكم الصيام) طيب هل كتب فقط على أمتنا؟ أم الأمم السابقة كان عندهم؟ (كما كتب على الذين من قبلكم ) (البقرة:183) إذا هو كان مكتوبا على قوم نوح وقوم شعيب وقوم لوط وقوم صالح وقوم هود الأنبياء الذين كانوا من قبلنا كان هذا الصيام موجودا عندهم وبالمناسبة أيها الإخوة والأخوات الفرائض الأصول التي فرضها الله تعالى على أمتنا كانت مفروضة على الأمم السابقة يعني مثلا تعال إلى الصوم كان مفروضا على الأمم السابقة قد يختلف قليلا في كيفيته لكن أصل الصوم موجود تعال إلى فرضية الزكاة أليس عيسى عليه السلام يقول: (وأوصاني بالصلاة) وماذا؟ (والزكاة) (مريم:31) والزكاة إذا عندهم زكاة عيسى عليه السلام جاء بها بل إنك إذا تأملت وجدت أن الحج أيضا كان موجودا النبي عليه الصلاة والسلام لما حج فمر بثنية من الثنايا مر بهضبة نظر إليها صلى الله عليه وسلم ثم قال: كأني أرى أخي يونس عند هذه الثنية على جمل أحمر خطامه ليف له جؤار بالتلبية يقول كأني أرى يونس ترى يونس مر من عند هذه الثنية ثم مضى فمر بواد من الوديان قال: كأني أرى أخي موسى في هذا الوادي له جؤار بالتلبية ثم يقبل صلى الله عليه وسلم في ركب هؤلاء الأنبياء يطوف كما طافوا ويسعى كما سعوا ويقف بعرفات كما وقفوا ويبيت بمزدلفة كما وقفوا والله جل وعلا جعل هذه الشرائع على جميع الأنبياء فقال سبحانه وتعالى: (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) لأن دين الأنبياء جميعا هو الإسلام دين الأنبياء كما قال سبحانه: (إن الدين عند الله الإسلام) (آل عمران:19) وكذلك موسى عليه السلام قال: (ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا) ايش؟ (مسلمين) (الأعراف:126) وبلقيس لما دعت قالت: (رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين) (النمل:44) إذا سليمان مسلم وهي مسلمة معه لكن كلهم يسمى دينهم بالإسلام لكن يختلف في بعض الشرائع الصغيرة يختلف هذا الدين عن هذا الدين وإلا فالأصول عند جميع الأنبياء واحدة لذلك قال سبحانه وتعالى: (كتب عليكم الصيام) (يأيها الناس) يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام طيب هل يا ربي أنت فرضته علينا فقط؟ أم الأمم السابقة كان مفروضا؟ لا قال: (كما كتب على الذين من قبلكم) طيب لماذا فرضته يا ربي؟ اسمع آخر الآيات قال الله: (لعلكم) لعلكم ايش تجوعون؟ لا لعلكم تعطشون؟ لا لعلكم تظمئون؟ لا قال: (لعلكم تتقون) إذا الصوم لم يشرع لأجل أن يتعامل مع البطن ولا لأجل أن يتعامل مع الفم الصوم يا جماعة فرض لأجل أن يتعامل مع القلب لعلكم تتقون والتقوى ها هنا والتقوى خشية مستمرة لذلك إذا صام الإنسان فتأثر بطنه ففرغ من الطعام وتأثر فمه وجف من الريق ومن شدة العطش وتغيرت شفته فصارت شهباء لكن لم يتغير قلبه فما حججت وما صمت كما قال:
إذا حججت بمال أصله سحت فما حججت ولكن حجت العير
يكون الإنسان قد أتعب نفسه لكن ليس هناك نتيجة من هذا الصيام الذي صامه يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش
سماه صائما لأنه في أعين الناس صائم فعلا إذا رأيته رأيت لفمه خلوفا كخلوف الصائم ورأيته قد شحب لونه بسبب الصيام والحاجة إلى العطش الحاجة إلى الماء والطعام شكله فعلا شكل صائم لكن إذا رفعت الأعمال إلى الله تعالى عند الفطر رفع أن فلان صائم وفلان صائم وفلان جائع كيف يا ربي ما يرفع أنه صائم؟ لا ما يرفع أنه صائم لأنه ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ليس له من صيامه أجر ولا ثواب طيب مشكلة إذا كيف يستطيع الإنسان أن يتعبد لله تعالى بالصيام لأجل أن يرفع عمله فعلا أنه صائم؟ ولأجل أنه إذا أفطر وقال: الحمد لله ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله يقول الله: نعم ثبت الأجر ما تقول له الملائكة: أي أجر أنت مأمن عليه؟ ثبت الأجر أنت عندك أجر حتى يرفع لك؟
طيب ما هو الصيام الشرعي يا جماعة حتى فعلا ينطبق علينا الأحاديث التي قال فيها النبي عليه الصلاة والسلام: من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
طيب كيف أنا أصوم وأقوم إيمانا واحتسابا تعالوا ننظر كيف كان صيام النبي عليه الصلاة والسلام وكيف كان صيام الصحابة والتابعين ومن جاء من بعدهم بإحسان إلى يوم الدين
كان السلف يفرحون بمقدم شهر الصيام عليهم وكانوا يستبشرون بالأجر العظيم المترتب على هذا يعني كما أنك أنت مثلا لو قيل لك مثلا لو أنك لبثت سنين ولم ترزق بأولاد مثلا ثم بعد عدة علاجات ونحو ذلك حملت زوجتك بعد زواجك منها مثلا بـ20 سنة وقال لك الطبيب: والله المتوقع أنها تلد في الشهر الفلاني في اليوم الفلاني المتوقع ذلك بحسب مقاييس طبية عندهم لوجدت أنك كلما اقترب هذا الموعد ازددت فرحا واستئناسا وربما لو ضاق صدرك أحيانا أو نحو ذلك وتذكرت أنك في اليوم الفلاني سيأتيك أمر مفرح ذهب عنك هذا الضيق وكذلك لو أن إنسانا ينتظر موعد زواجه أو ينتظر موعد يخرج اسمه مثلا يعطى أرضا أو يعطى فله ولا يقبل في مكان معين لوجدت أنه يستبشر كلما اقترب هذا الموعد السلف كانوا كلما اقترب شهر رمضان ازدادت فرحة أحدهم وابتهاجه يقول المعلى ابن فضل: كان السلف يدعون الله 6 أشهر أن يبلغهم رمضان يعني منذ أن يبقى على رمضان قرابة الـ3 أشهر 4، 5 أشهر يبدأ أحدهم يقول: اللهم رمضان اقترب يا رب بلغني رمضان يا رب بلغني رمضان كما أن الآن طلابنا مثلا في أيام الامتحانات في الشهادة الثانوية تجد أحدهم يقول: اللهم يسر لي أن مثلا أنجح بنسبة تدخلني للجامعة الفلانية نقول: وين؟ أنت الآن بقي على التسجيل في الجامعة 4 أشهر بقي إجازة ثم يبدأ التسجيل يقول: أنا أدري لكني اسأل الله من الآن أن ييسر لي القبول في تلك الجامعة هم من شدة اشتياقهم لرمضان كانوا قبل رمضان بأشهر يدعوا أحدهم ربه: يا ربي يسر لي أن أبلغ شهر رمضان وارزقني فيه الصلاة والقيام لأنه يخشى أن تقبض روحه قبل رمضان أو أن يضل عياذا بالله أو أن يحصل له أي شيء يمنعه
ويقول يحيى ابن أبي كثير: كان من دعائهم كان من دعاء السلف اللهم بلغني اللهم سلمني إلى رمضان وسلم لي رمضان وتسلمه مني متقبلا يقول: يا ربي سلمني إلى رمضان حتى أستطيع أن أصوم وسلم لي رمضان لا يأتيني رمضان وأنا في ضلال أو في فجور اللهم وتسلم رمضان مني إلى آخره متقبلا مني لا ترده إلي يا ربي لأني لم أقوم بالصيام الشرعي كما تريد ولذلك انظر كيف كان الصالحون يتعبدون في غير رمضان فما بالك برمضان
يقولون إن رجلا من السلف باع جارية له لأحد الناس فلما أقبل رمضان عند سيدها الجديد جعل يعني سيدها الجديد يتهيأ بالطعام والشراب ويشتري المقاضي ونحو ذلك يعني يستعدون فقالت لهم: ينزل بكم ضيف أنتم تتجهزون كذا وتملئون المستودع ينزل بكم ضيف؟ قالوا: لا إنما نفعل ذلك لاستقبال الصيام في شهر رمضان قالت: سبحان الله وأنتم قوم لا تصومون إلا في رمضان يعني لأن فيه صيام الصيام بالنسبة لكم غريب فأنتم تستعدون له أنتم قوم لا تصومون إلا في رمضان؟ والله لقد جئتكم من عند قوم السنة كلها عندهم رمضان أنا جئتكم من عند ناس يصومون الأيام البيض يصومون الاثنين والخميس فالصيام متعودون عليه ليس غريبا عليهم لقد جئتكم من عند قوم السنة كلها عندهم رمضان ردوني إلى سيدي الأول أنا ما أجلس عندكم قالوا فلا زالت بهم حتى ردوها إلى سيدها الأول قالت: سبحان الله لقد بعتني إلى قوم سوء ما يصومون إلا في رمضان ما هذا؟
فأقول إن بعض الناس مع كونه مقصرا في الصيام في غير رمضان إلا أنك تجده حتى في رمضان ربما أن برنامجه في رمضان ما يختلف عن برنامجه في غير رمضان وهذه مشكلة إذا كان حتى في رمضان برنامجك هو هو لم تتأثر برمضان فما الفائدة من ذلك؟
كما قال:
بنى مسجدا لله من غير حله فكان بحمد الله غير موفق
كمطعمة الأيتام من كد عرضها لك الويل لا تزني ولا تتصدقي
إذا كان الإنسان يا جماعة سيصوم بطنه عن الطعام لكن لن تصوم عينه عن النظر الحرام ولن يصوم سمعه عن السمع الحرام نقول ايش الفائدة من صومك؟ إذا كان يا جماعة الواحد والله صايمين ومعه الريموت كنترول وقاعد يشوف له وحده ترقص ويرسل له ا سام اس ويراسل له وحده من البنات ويقول والله صايمين كم بقى على الافطار يا شباب؟ الافطار! وأنت عاد نفسك صايم الآن؟ هل هذا هو الصوم الشرعي الذي يريده رب العالمين؟ يا أخي النبي صلى الله عليه وسلم الحديث واضح (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش) يا أخي أنت تسمي نفسك صائما الآن أين عمل الصيام في قلبك؟ أين قول الله: (لعلهم يتقون) (لعلكم تتقون) وين لعلكم تتقون؟ هل أنت اتقيت؟ هل أصلح الصيام في قلبك؟ يا جماعة يعني لما صفد الله تعالى عنا شياطين الجن كما قال في الحديث: (وسلسلت الشياطين وصفدت مردة الجن) لما صفد الله تعالى وربط عنا مردة الجن تحرك مردة الإنس فعلا تحرك مردة الإنس الآن إذا اطلعت إلى بعض القنوات تجد أنهم يقولون ماذا جهزنا لكم في رمضان؟ انتظرونا في رمضان أعددنا لكم في رمضان من برامجنا في رمضان وتجد الاعلانات الآن اعلانات لشراء بعض البطاقات الاشتراك في بعض القنوات التي مشفرة ونحو ذلك كلها تهيئة لأجل رمضان طيب أنتم ماذا أعددتم لنا في رمضان؟ لو سألت هذه القنوات يلا ماذا أعددتم لنا؟ هل أعدوا لنا مثلا نقلا مثلا لحلقات تحفيظ القرآن في المساجد مثلا؟ أو تغطية إعلامية لتفطير الصائمين الخيري الذي يقع في المساجد مثلا؟ أو تعليم التلاوة يوميا يلا درس في القرآن الكريم وترى فيه ناس يا جماعة إلى اليوم وصلت أعمارهم مع الأسف إلى 30 و40 وفوق ذلك ولا يعرف يقرأ قرآن واحد من طلابي في الكلية يقرأ قبل كم يوم لاحظ طالب في الكلية يبغى يقرأ (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) (الفيل:1) تدري كيف قرأها؟ بسم الله الرحمن الرحيم ألف لام ميم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل
أنت درست ابتدائي ومتوسط وثانوي أي والله درست ويقرأها بهذه الطريقة
تعال إلى بعض الناس اليوم وعطه المصحف وافتح المصحف قول له بالله اقرأ ترى أنواع التكسير طيب لماذا لا يكون هناك برامج لتعليم هذه التلاوة؟ فإذا نظرت فإذا الأشياء التي جهزت للناس لأجل أن تعرض عليهم لا تخرج عن مخاطبة الغرائز وإثارتها وإشغال الناس بالشهوات إلى غير ذلك هذا مع الأسف موجود في رمضان وأصبح الناس يستمرؤون مشاهدة هذه المشاهد يعني يا جماعة أصبح الآن النظر إلى مناظر احتساء الخمور في القنوات أصبح أمرا عاديا عند الناس عادي واحد يمثل ويشرب خمر وعادي الناس لا تستنكر العين ذلك أصبحت مناظر السجائر مناظر التقبيل أمورا عادية لأن الناس تعودوا عليها كما قال:
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام
خلاص يعني إذا كان الإنسان تعودت عينه على هذه المناظر لم يبدأ ينكرها حتى في قلبه بل بدأ الناس يشاهدونها في التلفاز اليوم رجلا يضم بنتا شابه بين يديه وربما لمس شعرها وقبلها ومسح خديها ويقولون الناس عادي تمثل دور ابنته وإذا مثلت دور ابنته يجوز يضمها هاه؟ يعني أصبح حلالا؟ أو رجل جالس هكذا على سرير وبجانبه امرأة ويتحدثان مع بعض هذا الآن البرامج المحافظة والناس يقولون عادي معاه على السرير لأنها تمثل دور زوجته وإذا مثلت دور زوجته يجوز تجلس معه على سرير؟ المشكلة ليست هنا المشكلة يا جماعة أن أعيننا استمرأت هذه المناظر حتى أصبحنا ننظر إليها بكل عفوية أي تقوى تحققها بالله عليكم مثل هذه البرامج؟ لذلك نحن لا نلوم أصحاب هالقنوات يعني حقيقة غسلنا أيدينا منهم إنما نلوم إخواننا الذين يتابعونها ويصرفون أوقاتهم فيها كون هذه القنوات قد عرضت هذه الأمور لا يعني أنك تقبل عليها كما أنه مثلا لو وزعت الخمور في الشوارع ليس عذرا لك أنك تذهب وتأخذ منها وتقول:يا أخي يوزعونها في الشارع وإذا وزعوها في الشارع معناها أنك تشرب أو مثلا لو فتحت دور بغاء وذهب إنسان ووقع في الفاحشة ثم قال: يا أخي بيوت البغاء مفتوحة في كل مكان وإذا فتحت أحد أمسكك من يدك غصب وقال لك أذهب إليها؟ لذلك الشيطان يوم القيامة لما يعني يعذب في النار مع من أضلهم حكى الله تعالى قصته معهم ماذا قال ربنا جل وعلا؟ قال سبحانه: (وقال الشيطان لما قضي الأمر) لما أدخل أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار وقضي الأمر (وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق) الله قال إذا عصيتوني أعذبكم (ووعدتكم فأخلفتكم) قلت لكم ما عليكم الله غفور رحيم وهذه معاصي صغار وغيركم يفعل شيئا أعظم هاه (ووعدتكم فأخلفتكم) ثم قال: (وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي ) أنا أصلا ما كان لي عليكم سلطان ما كنت أستطيع أن أمسك يدك وغصب عنك أعطيك السيجارة غصب عنك أخليك تتصل على البنت وتغازلها غصب عنك تسافر للمكان الفلاني وتقع في فاحشة أنا ما لي سلطان عليك إلا أن فقط (دعوتكم )وسوستفيداخلك (فاستجبتم لي ) لماذا استجبتم لي؟ أنتم اللي إيمانكم ضعيف (فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم) أنا ما أستطيع أن أساعدكم (وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل) (إبراهيم:22) انظر إلى التبرؤ الذي يتبرئه منهم لذلك الإنسان ينبغي عليه أن ينأى بنفسه عن مثل هذه الأمور
أبو هريرة رضي الله تعالى عنه كان هو وأصحابه إذا صاموا جلسوا في المسجد فيقال لهم: لماذا تجلسون في المسجد؟ قالوا: نحفظ صيامنا ياخي نحفظ صيامنا حتى لا يفسد بالكلام في الناس أو نحو ذلك
أنا لا أطالبك أن تجلس في المسجد أطالبك فقط إذا كنت في رمضان والمفروض أيضا في غير رمضان أن الإنسان يبتعد عن المحرمات ثم اعلموا أيها الأحبة الكرام أن الإنسان ينبغي أن يكون أصلا في طبيعته طائعا لله ليس فقط إذا جاء رمضان يترك المعصية ثم يعود إلى ما كان عليه كما ذكروا أن أحد الخلفاء كان له ابن سكير قالوا فلما أقبل رمضان قالوا: هذا رمضان قال: يالله يعني ما في شرب خمر قالوا: لا هذا رمضان انتبه الله يهديك ترى هذا رمضان يقولون فأمسك عن الخمر في رمضان فلما قيل له غدا عيد فرح واستبشر وأخذ ينادي غلامه يقول:
رمضان ولى
انتهينا افتكينا من رمضان
رمضان ولى هاتها يا ساقي مشتاقة زفت إلى مشتاق
جب جب القوارير اللي كنا مخبئينها قبل رمضان
وكذلك أحدهم ممن كان مقيما على بعض المخالفات الشرعية لما أقبل رمضان ضاق صدره وأخذ يقول:
أتاني شهر الصوم لا كان من شهر
يعني الله لا يرده الله لا يجيبه ما الذي جاء به؟ يقول:
أتاني شهر الصوم لا كان من شهر فلا صمت شهرا بعده آخر الدهر
جعلني ما عاد أصومه يقولون فأصيب بعد رمضان بالصرع وعظ على لسانه يوما ومات عقوبة هو دعا على نفسه هو على نفسه دعا قال: فلا صمت شهرا بعده آخر الدهر فمنعه الله من أن يصوم إلى آخر الشهر
لكن المؤمن يفرح بإقبال هذا الشهر لأنه يمثل بالنسبة إليه قفزة في العمل الصالح انظر كيف كان النبي عليه الصلاة والسلام وكان أصحابه يتعبدون في هذا الشهر وفيما قبله وبعده ويشعرون أن هذا الشهر موسم للإقبال على الله تعالى أكثر من المواسم الأخرى مع إقبالهم في غيرها خذ مثلا النبي عليه الصلاة والسلام قال في الحديث الصحيح (من قام رمضان إيمانا واحتسابا) إيمانا بشرعيته واحتسابا للأجر عند الله ما مكافئته؟ (غفر له ما تقدم من ذنبه ) طيب كيف كان قيامه عليه الصلاة والسلام في غير رمضان؟ وكيف كان قيامه في رمضان؟
خذ يقول ابن عباس رضي الله عنهما قال: كما في البخاري بت ليلة عند خالتي ميمونة ميمونة هي زوجة النبي عليه الصلاة والسلام وخالة عبد الله بن عباس وعبد الله بن عباس كان غلاما صغيرا يعني عمره مثلا 12 سنة أو نحو ذلك يقول: فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي هو بات في البيت عند خالته ثم التفت فرأى النبي صلى الله عليه وسلم قائما يصلي قيام الليل لوحده فقام ابن عباس وتوضأ وكبر بجانبه قال: فافتتح سورة البقرة النبي عليه الصلاة والسلام افتتح سورة البقرة قال: فقلت في نفسي يقف عند المئة سيقرأ 100 آية ويقف قال: فجاوزها فقلت في نفسي يركع بها أكيد سيقرأ سورة البقرة ويركع خلاص جزأين ونصف قال: فختمها فافتتح النساء قال: فختمها ثم افتتح آل عمران فختمها يعني 5أجزاء ونصف في ركعة واحدة فختمها يقول ما يمر بآية رحمة إلا سأل الله الرحمة ولا بآية فيها عذاب إلا تعوذ بالله من عذابه ولا بآية فيها تمجيد لله جل وعلا وتقديس إلا أثنى على الله تعالى بما هو أهله يقول حتى ختم هذه الثلاث سور في ركعة واحدة قال ابن عباس: حتى هممت بأمر سوء قالوا: بما هممت؟ ايش قال؟ هل قال أن أقطع صلاتي وأنام؟ لا قال: أن أجلس وأدع النبي صلى الله عليه وسلم واقفا هذا أمر السوء اللي أنا هممت به هممت أن أجلس وأدع النبي صلى الله عليه وسلم واقفا هذا وعمره يا جماعة 12 سنة ابن عباس ويصلي هذه الصلاة الطويلة مع النبي عليه الصلاة والسلام وخجل أن يجلس والنبي صلى الله عليه وسلم لا يزال واقفا هذا يا جماعة عبادته في غير رمضان
يود أن ظلام الليل دام له وزيد فيه سواد العين والبصر
يعني يتمنى لو الليل أطول من كذا حتى يستمر في العبادة هذا في غير رمضان فما بالك بحاله في رمضان عمر بن الخطاب كان له أعاجيب قبله أبو بكر كان له أعاجيب في الصلاة عمر بن الخطاب كان له أعاجيب يقولون: وكان عمر إذا جن عليه الليل واقترب الفجر قام يصلي فإذا اقترب الفجر قام يصيح بأهله ويقول: الصلاة الصلاة يعني قوموا صلوا قيام الليل الصلاة الصلاة ثم كان يقرأ قوله تعالى: (وأمر أهلك) بأيش؟ (بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى) (طه:132) يقول: ما دام الله قال أأمر أهلك بالصلاة أنا آمرهم الآن بالصلاة وهذا سنة يا جماعة لذلك يعني حري بالأب وأنتم إن شاء الله كذلك حري بالأب حري بالأخ بالزوج أنه يأمر أهله بالصلاة يقول: يلا صليتو؟ قوموا صلوا استيقظوا للصلاة يلا يا ولد اطلع للمسجد صل يعني ما أجمل أن تسمع دائما كلمة صل صليت متى صليت؟ لا تفوتك الصلاة لأن الله تعالى يقول: (وأمر أهلك) أنا مطالب إني آمر إخوانيوأخواتي وآمر زوجتي وأبنائي (وأمر أهلك بالصلاة ) ثم قال (واصطبر عليها ) تحتاج إلى صبر (لا نسألك رزقا) لأنها هي مفتاح الرزق (نحن نرزقك) ثم قال: (والعاقبة للتقوى) هذا حالهم في غير رمضان ولهم مع الصلاة أعاجيب في خشوعهم وانكسارهم
الإمام أبو زرعة الرازي كان إماما من المحدثين وكان يصلي إماما في المسجد في مسجد قومه 20 سنة 20 سنة وهو إمام المسجد وهذا أمر عادي إلى اليوم بعض الأئمة تجد أنه يستمر إماما للمسجد 10 سنوات 15 سنة أمر عادي يعني فأقبل إليه يوما طلبة علم عندهم يعني أسئلة واستفتاءات له فلما جاءوا إلى المسجد قبل أن يأتي الشيخ إلى المسجد جاءوا ينتظرونه فيه فنظروا في المسجد وكذا ونظروا في المحراب فإذا في المحراب كتابات آيات مكتوبة في المحراب سكتوا وجاء الشيخ وكبر وصلى بهم ثم جلس وأقبلوا إليه يسمعون منه العلم فقال له أحدهم: يا أبا زرعة يا شيخ قال: نعم قال: ما تقول في الكتابة في المحاريب؟ ما هو حكم الكتابة آيات في المحراب أمام الإمام؟ قال: هي تشغل الإمام وقد كرهها قوم ممن مضى وأنا أكرهها وأنهى عنها أنا أرى أنه ما يجوز الكتابة في المحراب يعني يشغل الإمام ويشغل المصلين فقالوا: سبحان الله هو ذا في محرابك كتابة أنت تقول حرام علم نفسك هو ذا في محرابك كتابة قال: والله ما علمت بها قالوا: سبحان الله أنت 20 سنة إمام وتقف في هالمحراب استووا اعتدلوا الله أكبر سمع الله لمن حمده وتقول ما علمت بها قال: نعم والله ما علمت بها قالوا: كيف وأنت الإمام؟ قال: سبحان الله رجل يقف بين يدي ربه ويرفع بصره عن موضع سجوده! يقول: أنا أصلا منذ أن أقف في المحراب وأنا وجهي في الأرض احتراما لله استووا اعتدلوا الله أكبر فأنا ما أدري ايش اللي مكتوب أمام عيني يا جماعة شف أمثلة عجيبة لروح الصلاة التي كانت عندهم يقول: رجل يقف بين يدي الله ويرفع بصره عن موضع سجوده!
ذلك تجد بعضهم الآن حتى إذا صلى ما يجعل بصره على موضع سجوده يطوف ببصره يمينا ويسارا ثم يقول: ياخي سبحان الله نحن ما نستطيع نخشع في صلاتنا
نقول ياخي داؤك منك وما تبصر
أنت المشكلة عندك أنت الذي لا تطبق السنة النبوية في صلاتك وبالتالي لن تستطيع أن تخشع مادام حالك على هذا
عبيدة بن مهاجر كان أحد السلف الصالحين قالوا كان له أم مجوسية تعبد النار يعني مجوسية قالوا فكان دائما يدعوها إلى الإسلام يدعوها إلى الإسلام وتأبى عليه يوم من الأيام دعاها إلى الإسلام بعد يعني الظهر وأكثر عليها فأبت عليه ذهب وصلى العصر ثم رجع فلما رجع من صلاة العصر في يوم جمعة بشرته أمه قالت: يا ولدي أنا اقتنعت أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله يقولون فقال: الله أكبر وخر ساجدا لله فلم يرفع رأسه حتى غابت الشمس يقولون سجد سجود شكر فرحا بإسلام أمه فلم يرفع رأسه من سجوده حتى غابت الشمس فلما غابت الشمس رفع رأسه من سجوده
محمد بن خفيف أيضا كان أحد الصالحين قالوا لما كبر أصابه الفالج فالج يعني شبه شلل تقريبا فلما أصابه الفالج كان إذا أذن للصلاة قال: احملوني إلى المسجد قالوا: سبحان الله أنت رجل قد عذرك الله أنت معذور يا أخي أنك ما تصلي في المسجد معذور أنت رجل قد عذرك الله قال: سبحان الله اسمع منادي الله يقول حي على الصلاة حي على الفلاح ولا أجيبه احملوني إلى المسجد إذا سمعتم الأذان للصلاة ولم تروني في الصف فاطلبوني في المقبرة إذا سمعتم الأذان ولم تروني بينكم قائما في الصلاة أصلي معكم اعلموا أني مت يعني لن يمنعني من الصلاة في المسجد إلا الموت إذا كنت حيا اعلموا أني معكم حتى لو أنا مريض أتي إليكم وأصلي معكم ولو محمولا على الرقاب من شدة تعظيمهم هذا يا أحبابي حالهم في غير رمضان فكيف كان حالهم في رمضان؟
كان الصحابة في عهد عمر رضي الله تعالى عنه يصلون 23 ركعة يقولون وكان القارئ يقرأ بسورة البقرة في 8 ركعات هي 23 ركعة منها 8 ركعات يقرأ سورة البقرة كاملة قالوا كان القارئ يقرأ بسورة البقرة في 8 ركعات قالوا فإذا قرأ بها في 12 ركعة رأى الناس أنه خفف عليهم يعني هو العادة يقرأ في 8 ركعات سورة البقرة وبقي لا يزال بقي 13 ركعة وهو يصلي 23 يقولون فإذا قرأ سورة البقرة في 12 ركعة ولا يزال باقي ركعات إلى 23 لكن إذا قرأ البقرة في 12 ركعة رأى الناس أنه خفف عليهم قالوا: وش هالصلاة الخفيفة؟
ويقول خالد بن دريك كما في سنن البيهقي يقول: كان لنا إمام في البصرة يختم بنا القرآن في كل 3 ليال مرة كان عندنا إمام في البصرة يختم بنا القرآن في كل 3 ليال مرة يقول فمرض إمامنا فأمنا رجل غيره فختم بنا القرآن في كل 4 ليال مرة فرأى الناس أنه خفف عليهم قالوا: وش هالصلاة؟ تختم بنا كل 4 ليال الإمام الأول يختم بنا كل 3 ليال لماذا أنت تختم بنا كل 4 ليال؟ شف يعني فعلا (قم الليل إلا قليلا) (المزمل:2) يقول فرأى الناس أنه خفف عليهم
يقول عبد الله بن أبي بكر عن أبيه يقول: كنا نخرج من صلاة القيام في رمضان فنستعجل الخادم بالطعام مخافة طلوع الفجر علينا نخاف يطلع علينا الفجر نقول بسرعة بسرعة نريد أن ندرك أن نأكل السحور قبل أن يؤذن علينا الفجر
يقولون وكان القارئ يقول يزيد بن السائب: كان القارئ يقرأ بالمئين في صلاة التراويح بالمئين يعني بمئات الآيات قال حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام من طول القيام الناس بعضهم يمسك عصا من طول الصلاة
لكن مع سهولة الصلاة علينا اليوم ويعني تخفيفها من الأئمة بحيث أن ربما أن أطول إمام لا يقرأ أكثر من جزء واحد إلا بعض الأئمة قد يزيد جزأين أو ثلاثة أو أكثر من ذلك لكن جرت العادة أن أكثر الأئمة يقرأ جزءا أو قريبا منه ومن فضل الله تعالى علينا أن الإمام حتى لو قرأ هذا وقمت معه حتى ينصرف يقول صلى الله عليه وسلم كما في السنن: (من قام مع الإمام حتى ينصرف) يعني جئت وكبرت معه في صلاة التراويح واستمريت معه تصلي حتى انتهى من التراويح قال: (من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة) من فضل الله تعالى علينا ورحمته ومنته أن الذي ينصرف مع الإمام ليس الذي يصلي ركعتين أو4 ركعات ثم ينصرف إلى بيته لا الذي يكبر مع الإمام منذ بداية الصلاة إلى نهايتها يقول صلى الله عليه وآله وسلم: (كتب له قيام ليلة) كأنما قام الليلة كاملة وهذا الفضل أعني فضل القيام في رمضان هو خاص بهذا الشهر ما قال النبي صلى الله عليه وسلم من قام شوال إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ولا قال من قام رجب وشعبان إنما خص رمضان لمزيد الفضل والكرم والجود من الله تعالى وتحريصا منه لنا في هذا الشهر الكريم
المشكلة أيها الأحبة الفضلاء أن الناس الكثير منهم في أول رمضان يكون عنده حرص على الطاعات فتجد أنه في بداية الشهر أول رمضان تأتي لتصلي مع الإمام فترى أحيانا 7 صفوف أو 8 صفوف ثم بعدها بخمسة أيام تقل إلى 4 صفوف ثم بعدها إذا انتصف رمضان قلت إلى صفين أو صف ونصف ثم ربما إذا جاءت العشر صار العدد أقل إلا ربما في بعض المساجد التي يكون أئمتها أصواتهم حسنة والناس يزدحمون عليهم من أماكن بعيدة لكن المشكلة أن كثيرا من الناس يتحمس في أول رمضان فإذا اقترب السباق من نهايته بدأ هذا الحماس يقل وهذا خطأ
النبي عليه الصلاة والسلام كان كلما مضى عليه أيام أكثر من رمضان كان يزيد في الطاعة تقول عائشة كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخلت العشر يعني العشر الأواخر من رمضان إذا دخلت العشر اجتهد وشد المئزر شد المئزر كناية عن الحرص مثل لما تقول مثلا والله فلان فرح فرح حتى شق ثيابه هل هو فعلا شق ثيابه من الفرح؟ لا لكنك تقول هالعبارة لبيان شدة فرحه فتقول عائشة شد المئزر كأنه في سباق يشد إزاره ومثل الذي يربط ثوبه إذا أراد يشتغل بشيء تقول: وشد المئزر وأيقظ أهله يقول يا عائشة قومي صلي ما في نوم العشر الأواخر قومي يا حفصة قومي يا سودة قومي يا أم سلمه ما في نوم العشر الأواخر قوموا صلوا قوموا صلوا تقول وشد المئزر من شدة حرصه على إدراك العشر وأخبر صلى الله عليه وسلم أن في العشر الأواخر ليلة هي خير من ألف شهر كما وصفها الله تعالى بهذا في كتابه فقال سبحانه وتعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) (القدر:1) وقال سبحانه: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة ) (الدخان:3) يعني في ليلة القدر فالقرآن أنزل كله في رمضان متى في رمضان؟ في ليلة القدر كما قال سبحانه وتعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) ليش يا ربي أنزلته؟ (هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) (البقرة:185) فبين الله عز وجل فضل الشهر بأنه قد أنزل الله تعالى فيه القرآن
القرآن أنزل جملة واحدة أنزل كل القرآن في ليلة مباركة في ليلة القدر إلى السماء الدنيا ثم بدأ القرآن ينزل شيئا فشيئا إلى النبي عليه الصلاة والسلام بحسب الحوادث تقع معركة بدر الله جل وعلا قبل يدري أنها ستقع معركة بدر وتكلم عنها في القرآن يأمر الله تعالى جبريل فيتكلم الله تعالى لجبريل بما يختص بليلة القدر ينزله إلى النبي عليه الصلاة والسلام
فالقرآن نزل منجما يعني مفرقا على 23 سنة لكن النزول الأول أول ما نزل القرآن إنما نزل في ليلة القدر كما أخبر الله تعالى بذلك في كتابه والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن ليلة القدر أخبر بفضلها وقالت له عائشة: يا رسول الله أرأيت إن أدركت ليلة القدر ما أقول علمني يا رسول الله دعاء أكثر منه في ليلة القدر فقال صلى الله عليه وآله وسلم قولي: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) دلها على أن تقول هذا الذكر وبين فضلها لما قال: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) تكلم عن ليلة القدر نفسها فقال: (من قام ليلة القدر) من قام رمضان له الفضل ومن قام ليلة القدر خاصة(من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) فالله الله بالحرص عليه أعني الحرص على صلاة التراويح مع الإمام
من الأمور التي ينبغي أن نحرص عليها في هذا الشهر أنه شهر القرآن كما أخبر الله تعالى في كتابه (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) ما قال الذي فرض فيه الجهاد أو الذي فرضت فيه الصلاة والصيام أو الزكاة إنما اختار الله تعالى القرآن لشرف هذا الشهر
كان جبريل عليه السلام يعارض النبي صلى الله عليه وآله وسلم القرآن في كل رمضان مرة كل ما جاء رمضان ينزل جبريل ويراجع القرآن مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم اختار رمضان دون غيره فلما كان آخر رمضان صامه النبي عليه الصلاة والسلام في السنة العاشرة نزل جبريل وعارض القرآن راجع القرآن مع النبي عليه الصلاة والسلام مرتين في رمضان فلما راجعه مرتين علم النبي صلى الله عليه وسلم أن رمضان هذا يختلف عن السابقات رمضان فرض الصيام في السنة الثانية للهجرة يعني النبي صلى الله عليه وسلم صام 8 رمضانات أو 9 رمضانات فكل الرمضانات جبريل يراجع معي القرآن مرة لماذا هالمرة راجعه مرتين؟ فعلم صلى الله عليه وسلم أنه اقتراب أجله وفعلا انتهى رمضان حج عليه الصلاة والسلام رجع من الحج ابتدأ به صلى الله عليه وآله وسلم مرض الموت بعد الحج ثم لبث عليه الصلاة والسلام مريضا حتى مات في ربيع الأول إلى ربه جل وعلا
فكان جبريل له اهتمام بالقرآن في رمضان والنبي صلى الله عليه وسلم له اهتمام أيضا السلف كان لهم ذلك كان الزهري رحمه الله عالما من علماء الحديث قالوا فكان إذا دخل عليه رمضان أوقف جميع الدروس عنده درس مثلا شرح للبخاري درس شرح لمسلم دروس معينة يحدث بها دروس معينة يحدث بها فكان إذا دخل عليه رمضان أوقف جميع الدروس واشتغل بالقرآن يقول هذا شهر قرآن ما هو شهر محاضرات ولا دروس هذا شهر قرآن
قتادة رحمه الله كان يختم القرآن في غير رمضان في كل 7 أيام مرة قد يقول البعض يا شيخ ممكن الواحد يختم القرآن كل 7 أيام نعم ممكن أنا أعرف واحد من جيراني حافظ للقرآن ومدرس معنا في الكلية دكتور وتخصصه قرآن يحفظ القرآن يبدو أكثر مما هو حافظ اسمه ممكن يغلط في اسمه لكن ما يغلط في القرآن يراجع يوميا 5 أجزاء كيف؟ مثل ما أنت الآن يعني بعض الإخوة أو الأخوات الذي يقرأ سورة الكهف كل جمعة تجد أنه خلاص جرت على لسانه سورة الكهف بحيث أنه هو العصر طالع يجيب له شغلات تلقاه يقول: (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا (1) قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين ) (الكهف:2) وما يوصل السوق إلا وهو مخلص نصف السورة ولا لا؟
يعني جرت على لسانه خلاص ما عاد يحتاج يركز من كثرة قراءته لها قل مثل ذلك فيمن يقرأ القرآن كثيرا صاحبي هذا يقرأ كل يوم 5 أجزاء قلت له أنا: يا أبو فلان أبو عمر كيف تقرأ بالله 5 أجزاء كل يوم؟ قال: والله إنها أسهل علي من الماء يقول وأنا طالع الكلية يعني ربع ساعة اقرأ لي جزء إلا شوي وأنا راجع من الكلية أكون خلصت جزء ونصف ولا جزأين وأنا داخل مكتبي أدور كشوف الطلاب أكون خلصت لي 3 ، 4 صفحات من كثرة جريان القرآن على لسانه أصبح الأمر سهلا عليه
فلما يأتيك مثل قتادة رحمه الله إمام من أئمة التفسير ويقرأ القرآن يوميا يقرأ 4 أجزاء ونصف ليس أمرا صعبا عليه أعرف أيضا أحد المشايخ الفضلاء يقرأ القرآن في كل أسبوع يختمه مرة ما أذكر أني جئت إليه صليت معه العصر يوم جمعة إلا وهو دائما في جزء (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها) (المجادلة:1) أو في سورة الأحقاف أو هه دائما في الأربعة أجزاء الأخيرة أو 5 أجزاء دائما من بعد صلاة العصر يوم الجمعة إلى المغرب يكون يختم يختم يقرأ 4 أجزاء وختمه ليش؟ لأنه عود نفسه أساسا على مثل هذا
مثل يا جماعة الآن بعض الناس الذي يعود نفسه يقرأ الجرايد يوميا وتجد أنه يرجع من عمله ومعه 4 أو 5 جرايد ساعة كاملة ويبدأ يعني ينتهي منها لأنه عود نفسه الإنسان الذي يجلس على الانترنت لأنه عود نفسه على هذا جرت نفسه وتعودت كذلك الذي يعود نفسه على القرآن ولما قرأت أن بعض السلف كان يختم القرآن كل 3 ليال مرة في رمضان كما كان يفعل قتادة يقولون في غير رمضان يختم القرآن كل 7 ليال مرة في رمضان يختم القرآن كل 3 ليال مرة فلما قرأت ذلك وأردت أن أذكره لإخوتي الفضلاء جلست أفكر قلت معقول يقرأ كل يوم 10 أجزاء يعني هذه الجزء قرابة 20 صفحة معقول يقرأ يعني يوميا 200 صفحة من القرآن يقرأها يتلوها تلاوة معقول! فعملت اختبارا وجئت مرة صليت في المسجد وخرج الناس وجئت واقتربت من الجدار ووضعت الهاتف على الصامت وفتحت المصحف حتى ما يشغلني أحد وقرأت جزءا كاملا اختبار وشغلت العداد أشوف كم يأخذ مني وقتا وقرأت قراءة ليست سريعة جدا ولا بطيئة جدا يعني مثلا هكذا (الم (1) ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين (2) الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون (3) والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون (4) أولئك ... (البقرة) إلى آخر الآيات قراءة ليست سريعة جدا ولا بطيئة فاستغرق مني بالضبط 21 دقيقة قراءة جزء كامل بمعنى أن الذي سيقرأ يوميا 10 أجزاء سيستغرق منه من 3 إلى 4 ساعات يعني لو مثلا جلس بعد صلاة الظهر في المسجد ساعة اضمن أنه سيقرأ جزأين ما فيها كلام بعد صلاة العصر جلس ساعة سيقرأ جزأين ما فيها كلام قبل صلاة المغرب جاء ينتظر الإفطار وأخرج المصحف وقرأ سيقرأ يمكن نصف جزأ قبل صلاة التراويح لما أراد أن يصلي العشاء خرج إلى المسجد قبل أذان العشاء أفطر وتنظف وتطيب وطلع إلى المسجد الحمد لله أفطر وأخذ معه مثلا زجاجة ماء وجلس قبل أذان العشاء يمكن بربع ساعة فقرأ جزء كامل بعد صلاة التراويح انتظر في المسجد حتى تخف الزحمة ويذهب الناس وقرأ جزءا كاملا في نصف ساعة أنت بذلك لو أنك قسمت هذا التقسيم ستستطيع أن تقرأ يوميا قرابة 5 إلى 6 أجزاء لكن المشكلة عندنا أن الناس يتحمسون في البداية ثم إذا انتهى عنهم رمضان بدأ يقول يا أخي أنا ما ختمت إلا ختمه واحدة أو ختمت ختمه ونصف طيب أين بقية الختمات؟ لماذا ما كان عندك حرص؟ لوجود هذا التكاسل
النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بفضل قراءة القرآن فقال عليه الصلاة والسلام مبينا فضله قال: (من قرأ حرفا من كتاب الله كان له به حسنة والحسنة بعشر أمثالها ) ثم قال: ( لا أقول ألف لام ميم حرف لا ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) يعني بسم الله الرحمن الرحيم هذه فيها 17 حرف يعني الحسنة بعشر أمثالها يعني 170 حسنة طيب إلى 700 ضعف إذا اضرب 1 في 700 اضرب 17 في 700 انظر كم يطلع عندك العدد بلا شك أنها أجور عظيمة يتعبد الإنسان فيها لله تعالى ويؤجر
وأخبر صلى الله عليه وسلم عن رفعة صاحب القرآن فقال صلى الله عليه وآله وسلم مبينا فضله قال: (يقال لقارئ القرآن يوم القيامة اقرأ وارتق اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها) اقرأ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها
وأخبر صلى الله عليه وسلم أن القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة فالقرآن يشفع وينفع ويرفع بل القرآن ينفع الإنسان حتى في أمور الدنيا لما جلس النبي صلى الله عليه وسلم في مجلسه يوما أقبلت امرأة تعرض نفسها على النبي صلى الله عليه وسلم ليتزوجها النبي عليه الصلاة والسلام ما رغب أنه يتزوج فسكت ما قال لها لا سكت ففهمت المرأة لا يعني فقالت: يا رسول الله أنا وهبتك نفسي أريد أني أتزوجك فسكت النبي صلى الله عليه وآله وسلم أدبا ما يريدها لكنه أدبا سكت ذهبت المرأة وجلست مع النساء قام رجل قال: يا رسول الله إن لم يكن لك بها حاجة زوجنيها أنا أدور حرمة أنا أبغى أعرس يا رسول الله زوجنيها المرأة ساكتة ما اعترضت ما قالت: لا لا لا أنا ما أريد إلا النبي سكتت والسكوت علامة الرضا ما دام أنها ساكتة معناها موافقة على العرض فالنبي صلى الله عليه وسلم فهم أن المرأة موافقة خلاص فقال: ما تصدقها؟ عندك مهر؟ قال الرجل: هاه أصدقها إزاري يقول الراوي: ولم يكن عليه رداء هم كانوا يلبسون إزارا ورداءا كلباس الإحرام من شدة الفقر الرجل ما عنده رداء عنده إزار بس فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وما تصنع المرأة بإزارك يعني بتخلع إزارك وتقول هذا مهرك وأنت تبقى هكذا عاري إن أعطيتها إزارك بقيت من غير إزار أنت التمس ولو خاتما من حديد اذهب دبر أي شيء لو خاتم حديد فذهب الرجل ورجع يا رسول الله ما وجدت شيئا اذهب التمس أي شيء درهمين ثلاثة بس مهر للمرأة صداق مضى ورجع يا رسول الله ما وجدت شيئا فالنبي صلى الله عليه وسلم قال له: فما معك من القرآن؟ كم تحفظ من القرآن؟ ما قال ما عندك من خبرات؟ اش عندك من مهارات؟ لا القرآن يرفع وينفع قال: فما عندك من القرآن؟ قال: معي سورة كذا وكذا وكذا جعل يعدد أنا يا رسول الله حافظ سورة الزلزلة حافظ سورة سبح اسم ربك الأعلى وحافظ والسماء ذات البروج وحافظ جعل يعدد له للنبي صلى الله عليه وسلم عددا من السور قال: زوجتكها بما معك من القرآن أبد علمها حفظها اللي أنت حافظ من القرآن بدل هي ما تعطيك أجرة لتحفيظك لها الأجرة هي زواجك منها زوجتكها بما معك من القرآن
انظر كيف القرآن سبحان الله يؤثر يعني حتى فيما يتعلق بالأمور الدنيوية أن الله تعالى يرزق العبد أمورا بسبب حرصه على هذا القرآن ومحافظته عليه وأن الله تعالى ما دام رفعك بالقرآن في الدنيا فاعلم أن الله جل وعلا ينفعك يوم القيامة
وأخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن القرآن يأتي يوم القيامة فيقول: يا ربي حلّه يقول القرآن: يا ربي حلّ هذا القارئ اللي يقرأني اللي كان يقرأني في الدنيا حلّه قال: فيلبس حلة الكرامة ثم يقول: يا رب زده ما يكفيني أريدك تزيده يا ربي قال: فيلبس تاج الكرامة ثم يقول: يا ربي ارض عنه فيقول الله له: اقرأ وارتق اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها)
وأخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيضا أن البقرة وآل عمران تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما
إذا القرآن يشفع للإنسان يوم القيامة إذا حرص العبد عليه وأكرمه أكرمك الله تعالى بهذا القرآن
ولا يزال يا جماعة لهذا القرآن تأثيره إلى يومنا هذا أذكر مرة كنت في الدانمارك قبل سنوات طويلة يمكن قبل 10 سنوات أو 15 فصليت بهم التراويح في أحد المساجد جاء إلي واحد من المسلمين الذين معنا أكثرهم عرب أصولهم عربية لكن جنسياتهم دانماركية قال: يا شيخ في واحد من المسلمين عنده مشكلة مع ولده ويريدك أن تحلها قلت: طيب ننتهي من الدرس ونطلع له انتهيت فعلا من المحاضرة وصليت بهم التراويح والدرس ثم خرجت إلى ذلك الأخ دخلت فإذا رجل أصله من الشام لكن جنسيته دانماركي ومن سنوات في الدانمارك يعني من المهاجرين الأوائل إليها فلما جلست عنده رجل عمره قريب من الثمانين قلت: ايش القضية؟ قال: يا شيخ ابني محمد طيب ما باله محمد؟ قال: يا شيخ ابني عمره قريب من 20 وبدأ يطلع عنده بعض الأفكار الغريبة وبعض الأمور وأنا مستغرب منه إلى آخر ذلك قلت: طيب نجلس مع الولد نتكلم معه جاء الولد وجلس بين يدي كيفك يا محمد؟ قال: والله بخير محمد تعرف عربي؟ يعني الولد يعني من سنوات طويلة في الدانمارك وأكثر احتكاكه بالدانماركيين أكثر من احتكاكه بالعرب قال: نعم اعرف عربي لكن لا تتكلم فصحى عطني شوية هيك وما هيك حتى أقدر أفهمك قلت: طيب يا محمد ايش المشكلة التي عندك؟ قال: أنا ما عندي مشكلة أنا عندي أسئلة بس لكن أبي عاملها مشكلة قال أبوه: إلا أنت عندك مشكلة وأنت ملخبط رأسك وأنت قلت: طيب أعصابك يا والدي خلنا نسمع الولد أنت ماذا عندك؟ قال: لماذا ربنا خلقنا؟ يسألني قلت: خلقنا لعبادته (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) (الذاريات:56) قال: طيب ربي لماذا لم يستأذن منا قبل أن يخلقنا؟ قلت: كيف يستأذن منك؟ أنت ما كنت موجود حتى يستأذن منك يعني حتى يستأذن منك لابد أن يخلقك حتى يستأذن منك فتناقض هذا يعني كيف يخلقك بعدين يستأذن ستقول طيب ليش خلقتني؟ عشان استأذن الولد ملخبط أنا تخصصي أصلا في دراستي كل دراستي تخصصي يعني عقيدة وأديان فإحنا درسنا أصلا في الجامعة كيف تناقش الملحدين دارسينها دراسة بدأت أناقشه بهالمناقشة طيب افرض أن الله كذا عقليا الولد ما هو راضي يستجيب طيب ليش الله شو بدي أنا ولللل ... تعبني أناقش أناقش تعبني قلت: طيب تعال جنبي هنا قال: شو بدك تعمل؟ قلت: باكلك يعني تعال جنبي تعال بجانبي جاء الولد وجلس جنبي قلت في نفسي هذا عنده جني دانماركي يبغى لنا نقرأ عليه قرآن نطلع هالجني منه الآن فجاء وجلس جنبي فوضعت يدي على صدره وقرأت عليه الآيات التي فيها تعظيم الله ( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين (9) وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين (10) ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين (11) (فصلت) وبدأت اقرأ الآيات التي في سورة الأعراف وغيرها من الآيات كلها في تعظيم الله عز وجل بدأ الولد ينتفض ويبكي قلت في نفسيي سبحان الله كل هالنقاش اللي ناقشته ولا نفع يعني يطحن الحب اللي في رأسه إلا بالقرآن فبدأ ينتفض ويبكي بعدها بعشر دقائق وقفت قراءة خفت يموت بعد يورطوني لكن قلت وقف قراية وارجع الرياض وأنت سالم عند عيالك قلت له: ليش بكيت؟ لماذا بكيت؟ قال: ما أدري طيب ليش؟ قال: ما أدري ما أدري قلت: طيب ممكن أكمل؟ قال: إزا بدك قلت: طيب بكمل إلا بدي أبكمل قرآن هذا وبدأت اقرأ عليه تكملة سورة بدأت اقرأ عليه سورة الفاتحة وآية الكرسي مرارا بدأ ينتفض ويبكي وبكى حتى أبوه معنا فلما انتهيت وقفت قلت له: هاه بقي عندك شي في رأسك؟ ليش ربي خلقنا؟ وما بدنا ننخلق؟ قال: لا قلت: كل الخرابيط اللي هنا راحت؟ قال: ايه كلها راحت قلت: ليتك والله عندي في الرياض اجلدك جلد لحد ما يروح اللي فيك لكن عاد الدانمارك حقوق إنسان وما حقوق إنسان وتعمل لنا قضية خلنا هادئين ويا غريب خلك أديب قلت: الآن ما بقي شيء في رأسك؟ قال: لا قلت: طيب قم الآن وتوضأ وصل ركعتين وقام فعلا وتوضأ وصلى ركعتين ثم لم نفقده في المركز الإسلامي معنا إلى آخر رمضان ولله الحمد شف بعظمة هذا القرآن
نحن أحيانا سبحان الله لا نعطي القرآن حقه ولا نقف عند عجائبه يقول عبد الله بن مسعود: قفوا عند عجائبه حركوا به القلوب يعني اجعلوا الناس يخشعون به ليست المسألة فقط ترداد لآياته دون أن يكون هناك فقه به بل يقف الإنسان فعلا عند عجائبه وقوفا حقيقيا لأجل أن يؤثر في نفسه وأن يؤثر في الآخرين فهذا أيها الإخوة ما يتعلق بتأثير القرآن سواء في تأثيره على الآخرين أو في تأثير المسلم على نفسه بهذا القرآن إذا قرأه وتعبد لله عز وجل به وعلم أنه مأجور عند الله تعالى إن أعطى هذا القرآن حقه كما كان السلف رحمهم الله تعالى يفعلون مثل ذلك
أيها الأحبة يقول عبد الله بن مسعود: لا تنظر إلى الهالك كيف هلك ولكن انظر إلى الناجي كيف نجا ليست العبرة لما يدخل علينا رمضان أن تلتفت فترى كثيرا من الناس ربما ضيعوا أوقاتهم في رمضان بالنظر إلى تتبع ما يعرض في القنوات أو غير ذلك لا تنظر إلى الهالك كيف هلك الله تعالى يقول: ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) (يوسف:103) لكن لا تنظر إلى الهالك كيف هلك لكن انظر دائما إلى الناجي كيف نجا انظر إلى من وفق لاستغلال رمضان وإذا جلست في المسجد بعد صلاة العصر تقرأ القرآن فلا تنظر أيضا إلى من يقومون اللي يقرأ صفحتين ثلاث من القرآن ويقوم لا انظر إلى الجالسين وقل لا تقل في نفسك أنا أحسن من هذا قام وقد قرأ 5 صفحات أنا سأقرأ 6 وأقوم لا بل قل أريد أن أكون مثل فلان الذي يقرأ 100 صفحة و200 صفحة من القرآن كل يوم انظر دائما كما قال عليه الصلاة والسلام إلى من هو خير منكم في أمور الآخرة ولا تنظروا إلى من هو دونكم حتى يكون الإنسان أكثر حرصا على أن يستجيب الله تعالى له وأن يكون مؤثرا سواء في نفسه أو مؤثرا أيضا في الآخرين
أيها الأحبة ختاما ليس المطلوب فقط أن نتأثر نحن بأحوال من ذكرنا من الصالحين وأن نحرص على رمضان كلا بل الذي أطلبه منكم أنتم وممن تبلغه هذه المحاضرة ما هو أبعد من ذلك أنا أعلم الذين يحضرون المحاضرات الشرعية هم خيرة الناس وكذلك الذين ربما يتابعونها أويشاهدونها هم من خيرة الناس ولو تكلمنا مثلا عن النظر الحرام عن التفريط في القرآن أعلم أنكم إن شاء الله لا تقعون أنتم في هذه المسائل لكننا نتكلم بها لأجل أن تكون أنت داعية لغيرك لأجل أن ينتبه إلى هذا وأن تكون مفتاحا للخير يعني لو أقنعت إنسانا أن يختم القرآن في رمضان مرتين ثلاث يكون لك مثل أجره قال عليه الصلاة والسلام: من دعا إلى هدى كان له مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا
لو أقنعت إنسانا أن يلغي القناة الفلانية على الأقل في رمضان قل يا أخي أنا طالبك على الأقل في رمضان على الأقل في رمضان بالله عطني الريموت كنترول وبرمج الرسيفر الذي عنده جهاز استقبال البث برمجه أنك تحذف 4 ، 5 10 قنوات من القنوات الفاسدة قل يا أخي أرجوك على الأقل في رمضان شهر الخير والبركات أبقي بس 4 أو 5 قنوات أو 10 قنوات أو كذا من القنوات الصالحة التي تدلك على الخير وتدعوك إليه أرجوك ياخي على الأقل في رمضان و11 شهر انظر لكن على الأقل في رمضان ياخي تقرب إلى الله تعالى لأجل أن يعود نفسه على تركها حتى بعد رمضان أنت كن داعية لغيرك إلى الخير ليس فقط أن تصلح نفسك كلا بل احرص أيضا على أن تصلح غيرك لا تكن ممن قال إذا بت رويانا فلا نزل القطر
يقول مادام أنا عندي مويه في البيت وأنا رويان الناس يموتون من الجوع أنا ثم من بعدي الطوفان كلا بل الإنسان يحب لأخيه كما يحب لنفسه
أسأل الله أن يبلغنا رمضان وأن يرزقنا فيه حسن الصلاة والصيام والقيام وقراءة القرآن وأسأل الله تعالى أن يجعلنا كما جمعنا في هذا المكان أن يجمعنا يوم القيامة في جنات عدن
اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك ربنا من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم
اللهم إنا نسألك ألا تدع من بيننا ولا من أحبابنا مريضا إلا شفيته اللهم لا تدع من بيننا ولا من أحبابنا مريضا إلا شفيته ولا مبتلى إلا عافيته ولا عقيما إلا ذرية صالحة رزقته اللهم لا تدع من بيننا من عليه دين أو يبحث عن وظيفة أو دراسة أو مصدر رزق أو زواج إلا يسرت له ذلك إلا يسرت له ذلك إلا يسرت له ذلك ووسعت عليه ووسعت عليه يا من كان نعم المجيب لنوح لما دعاه وبرحمته كشف الضر عن يونس إذ ناداه اللهم يا من كشف الضر عن أيوب ورد يوسف بعد طول غياب إلى يعقوب نسألك ربنا من الخير كله عاجله وآجله ونعوذ بك ربنا من الشر كله عاجله وآجله اللهم أصلح نياتنا وذرياتنا اللهم أصلح نياتنا وذرياتنا اللهم هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما يا رب العالمين هذا والله تعالى أجل وأكرم وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الحمد لله الذي فرض على عباده الصيام وجعله مطهرا لنفوسهم من الذنوب والآثام الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى وأخرج المرعى فجعله غثاء أحوى
وأصلي وأسلم على أشرف من صلى وصام ووقف بالمشاعر وطاف بالبيت الحرام محمد ابن عبد الله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى أثره واستن بستنه إلى يوم الدين أما بعد أيها الإخوة والأخوات نحمد الله تعالى أن يسر هذا اللقاء معكم وأسأل الله جل وعلا أن بجعلنا ونحن في بيت من بيوت الله نتلو كتاب الله ونتدارسه بيننا أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن تحفهم الملائكة وتغشاهم الرحمة ويذكرهم الله تعالى فيمن عنده و أسأل الله تعالى أن يقال لنا في آخر مجلسنا قوموا مغفورا لكم و أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء على حضوركم وإنصاتكم وأنا أعلم أن الناس يحضرون إلى المحاضرات الشرعية لا لسعة في أوقاتهم أو لملل يجدونه في بيوتهم فيريدون أن يخرجوا إلى يعني المحاضرات إنما يفعلون ذلك ابتغاء الخير والأجر وطلبا للثواب فأسأل الله أن لا يحرمكم ما سعيتم لأجله وأن يجعلنا الله تعالى ممن يجتمعون في مجالس الذكر فيذكرهم الله تعالى فيمن عنده
أيها الإخوة الكرام كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا أقبل شهر رمضان استبشر وفرح وبشر أصحابه بذلك وأظهر السرور والبهجة حتى روى النسائي أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول لأصحابه: جاءكم شهر رمضان جاءكم شهر رمضان يعني يقوله مستبشرا به جاءكم شهر رمضان فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار فيه ليلة خير من ألف شهر فيه تصفد الشياطين من حرم أجرها فقد حرم يعني من حرم أجر ليلة القدر فقد حرم أجرا كثيرا
الله عز وجل لما خلق الخلق فاوت بينهم خلق الله تعالى الرسل ففاوت بينهم جعل منهم أولي العزم جعل منهم من وصل إلى مرتبة الخلة جعل منهم من هو أقل من ذلك فقال سبحانه وتعالى: (تلك الرسل) هذه الرسل بين يدي (فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات) (البقرة:253) إذا الرسل يتفاوتون خلق الله الرسل ففاوت بينهم خلق الله تعالى الأماكن ففاوت بينها فلا يقال إن فضل مكة كفضل غيرها من المدن جعل مكة ثم جعل المدينة ثم جعل بيت المقدس ثم جعل بقية المدن تتبع بعد ذلك (وربك يخلق ما يشاء ويختار) (القصص:69) يخلق ما يشاء من المدن يخلق ما يشاء من الناس يخلق ما يشاء من الدواب ثم يختار الله تعالى بينها يرفع من يشاء ويخفض من يشاء خلق الله تعالى الأيام فاختار من بينها يوم النحر العاشر من ذي الحجة يوم الأضحى يوم عيد الأضحى فجعله هو خيرها وأشرفها خلق الله تعالى الليالي فجعل الليالي الأخيرة من شهر رمضان هي أفضل الليالي ثم جعل ليلة القدر من بينها هي أفضل ليالي ليلة القدر خلق الله تعالى الناس خلق الله تعالى الدواب وجعل بعضها أرفع من بعض (وربك يخلق ما يشاء ويختار)
نحن نستقبل شهرا عظيما وكم من نفوس تمنت وقلوب حنت أن تبلغ هذا الشهر العظيم شهر جعل الله تعالى فيه من الأعمال جليلها ومن الأجور عظيمها وكم عرفنا أقواما صاموا معنا رمضان أعواما ثم هم اليوم من سكان القبور ينتظرون البعث والنشور ومن يدري ربما يكون رمضان هذا لبعضنا هو آخر رمضان يصومه لذلك ينبغي على الإنسان أن يستشعر فعلا الأجر والثواب المترتب على فرضية هذا الصيام
صيام شهر رمضان فرضه الله تعالى ليس فقط على أمتنا الصيام عموما لم يفرض فقط على أمة محمد عليه الصلاة والسلام إنما حتى الأمم السابقة كان عندهم صيام كما قال سبحانه وتعالى: (يأيها الذين ءامنوا ) هاه يا ربي ماذا تريد؟ ما هو الأمر الموجه إلينا (كتب عليكم الصيام) والله تعالى يفرض ما يشاء ويسن ما يشاء ويجعل بعض الأشياء مستحبة ويحرم ما يشاء (كتب عليكم الصيام) طيب هل كتب فقط على أمتنا؟ أم الأمم السابقة كان عندهم؟ (كما كتب على الذين من قبلكم ) (البقرة:183) إذا هو كان مكتوبا على قوم نوح وقوم شعيب وقوم لوط وقوم صالح وقوم هود الأنبياء الذين كانوا من قبلنا كان هذا الصيام موجودا عندهم وبالمناسبة أيها الإخوة والأخوات الفرائض الأصول التي فرضها الله تعالى على أمتنا كانت مفروضة على الأمم السابقة يعني مثلا تعال إلى الصوم كان مفروضا على الأمم السابقة قد يختلف قليلا في كيفيته لكن أصل الصوم موجود تعال إلى فرضية الزكاة أليس عيسى عليه السلام يقول: (وأوصاني بالصلاة) وماذا؟ (والزكاة) (مريم:31) والزكاة إذا عندهم زكاة عيسى عليه السلام جاء بها بل إنك إذا تأملت وجدت أن الحج أيضا كان موجودا النبي عليه الصلاة والسلام لما حج فمر بثنية من الثنايا مر بهضبة نظر إليها صلى الله عليه وسلم ثم قال: كأني أرى أخي يونس عند هذه الثنية على جمل أحمر خطامه ليف له جؤار بالتلبية يقول كأني أرى يونس ترى يونس مر من عند هذه الثنية ثم مضى فمر بواد من الوديان قال: كأني أرى أخي موسى في هذا الوادي له جؤار بالتلبية ثم يقبل صلى الله عليه وسلم في ركب هؤلاء الأنبياء يطوف كما طافوا ويسعى كما سعوا ويقف بعرفات كما وقفوا ويبيت بمزدلفة كما وقفوا والله جل وعلا جعل هذه الشرائع على جميع الأنبياء فقال سبحانه وتعالى: (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) لأن دين الأنبياء جميعا هو الإسلام دين الأنبياء كما قال سبحانه: (إن الدين عند الله الإسلام) (آل عمران:19) وكذلك موسى عليه السلام قال: (ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا) ايش؟ (مسلمين) (الأعراف:126) وبلقيس لما دعت قالت: (رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين) (النمل:44) إذا سليمان مسلم وهي مسلمة معه لكن كلهم يسمى دينهم بالإسلام لكن يختلف في بعض الشرائع الصغيرة يختلف هذا الدين عن هذا الدين وإلا فالأصول عند جميع الأنبياء واحدة لذلك قال سبحانه وتعالى: (كتب عليكم الصيام) (يأيها الناس) يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام طيب هل يا ربي أنت فرضته علينا فقط؟ أم الأمم السابقة كان مفروضا؟ لا قال: (كما كتب على الذين من قبلكم) طيب لماذا فرضته يا ربي؟ اسمع آخر الآيات قال الله: (لعلكم) لعلكم ايش تجوعون؟ لا لعلكم تعطشون؟ لا لعلكم تظمئون؟ لا قال: (لعلكم تتقون) إذا الصوم لم يشرع لأجل أن يتعامل مع البطن ولا لأجل أن يتعامل مع الفم الصوم يا جماعة فرض لأجل أن يتعامل مع القلب لعلكم تتقون والتقوى ها هنا والتقوى خشية مستمرة لذلك إذا صام الإنسان فتأثر بطنه ففرغ من الطعام وتأثر فمه وجف من الريق ومن شدة العطش وتغيرت شفته فصارت شهباء لكن لم يتغير قلبه فما حججت وما صمت كما قال:
إذا حججت بمال أصله سحت فما حججت ولكن حجت العير
يكون الإنسان قد أتعب نفسه لكن ليس هناك نتيجة من هذا الصيام الذي صامه يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش
سماه صائما لأنه في أعين الناس صائم فعلا إذا رأيته رأيت لفمه خلوفا كخلوف الصائم ورأيته قد شحب لونه بسبب الصيام والحاجة إلى العطش الحاجة إلى الماء والطعام شكله فعلا شكل صائم لكن إذا رفعت الأعمال إلى الله تعالى عند الفطر رفع أن فلان صائم وفلان صائم وفلان جائع كيف يا ربي ما يرفع أنه صائم؟ لا ما يرفع أنه صائم لأنه ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ليس له من صيامه أجر ولا ثواب طيب مشكلة إذا كيف يستطيع الإنسان أن يتعبد لله تعالى بالصيام لأجل أن يرفع عمله فعلا أنه صائم؟ ولأجل أنه إذا أفطر وقال: الحمد لله ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله يقول الله: نعم ثبت الأجر ما تقول له الملائكة: أي أجر أنت مأمن عليه؟ ثبت الأجر أنت عندك أجر حتى يرفع لك؟
طيب ما هو الصيام الشرعي يا جماعة حتى فعلا ينطبق علينا الأحاديث التي قال فيها النبي عليه الصلاة والسلام: من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
طيب كيف أنا أصوم وأقوم إيمانا واحتسابا تعالوا ننظر كيف كان صيام النبي عليه الصلاة والسلام وكيف كان صيام الصحابة والتابعين ومن جاء من بعدهم بإحسان إلى يوم الدين
كان السلف يفرحون بمقدم شهر الصيام عليهم وكانوا يستبشرون بالأجر العظيم المترتب على هذا يعني كما أنك أنت مثلا لو قيل لك مثلا لو أنك لبثت سنين ولم ترزق بأولاد مثلا ثم بعد عدة علاجات ونحو ذلك حملت زوجتك بعد زواجك منها مثلا بـ20 سنة وقال لك الطبيب: والله المتوقع أنها تلد في الشهر الفلاني في اليوم الفلاني المتوقع ذلك بحسب مقاييس طبية عندهم لوجدت أنك كلما اقترب هذا الموعد ازددت فرحا واستئناسا وربما لو ضاق صدرك أحيانا أو نحو ذلك وتذكرت أنك في اليوم الفلاني سيأتيك أمر مفرح ذهب عنك هذا الضيق وكذلك لو أن إنسانا ينتظر موعد زواجه أو ينتظر موعد يخرج اسمه مثلا يعطى أرضا أو يعطى فله ولا يقبل في مكان معين لوجدت أنه يستبشر كلما اقترب هذا الموعد السلف كانوا كلما اقترب شهر رمضان ازدادت فرحة أحدهم وابتهاجه يقول المعلى ابن فضل: كان السلف يدعون الله 6 أشهر أن يبلغهم رمضان يعني منذ أن يبقى على رمضان قرابة الـ3 أشهر 4، 5 أشهر يبدأ أحدهم يقول: اللهم رمضان اقترب يا رب بلغني رمضان يا رب بلغني رمضان كما أن الآن طلابنا مثلا في أيام الامتحانات في الشهادة الثانوية تجد أحدهم يقول: اللهم يسر لي أن مثلا أنجح بنسبة تدخلني للجامعة الفلانية نقول: وين؟ أنت الآن بقي على التسجيل في الجامعة 4 أشهر بقي إجازة ثم يبدأ التسجيل يقول: أنا أدري لكني اسأل الله من الآن أن ييسر لي القبول في تلك الجامعة هم من شدة اشتياقهم لرمضان كانوا قبل رمضان بأشهر يدعوا أحدهم ربه: يا ربي يسر لي أن أبلغ شهر رمضان وارزقني فيه الصلاة والقيام لأنه يخشى أن تقبض روحه قبل رمضان أو أن يضل عياذا بالله أو أن يحصل له أي شيء يمنعه
ويقول يحيى ابن أبي كثير: كان من دعائهم كان من دعاء السلف اللهم بلغني اللهم سلمني إلى رمضان وسلم لي رمضان وتسلمه مني متقبلا يقول: يا ربي سلمني إلى رمضان حتى أستطيع أن أصوم وسلم لي رمضان لا يأتيني رمضان وأنا في ضلال أو في فجور اللهم وتسلم رمضان مني إلى آخره متقبلا مني لا ترده إلي يا ربي لأني لم أقوم بالصيام الشرعي كما تريد ولذلك انظر كيف كان الصالحون يتعبدون في غير رمضان فما بالك برمضان
يقولون إن رجلا من السلف باع جارية له لأحد الناس فلما أقبل رمضان عند سيدها الجديد جعل يعني سيدها الجديد يتهيأ بالطعام والشراب ويشتري المقاضي ونحو ذلك يعني يستعدون فقالت لهم: ينزل بكم ضيف أنتم تتجهزون كذا وتملئون المستودع ينزل بكم ضيف؟ قالوا: لا إنما نفعل ذلك لاستقبال الصيام في شهر رمضان قالت: سبحان الله وأنتم قوم لا تصومون إلا في رمضان يعني لأن فيه صيام الصيام بالنسبة لكم غريب فأنتم تستعدون له أنتم قوم لا تصومون إلا في رمضان؟ والله لقد جئتكم من عند قوم السنة كلها عندهم رمضان أنا جئتكم من عند ناس يصومون الأيام البيض يصومون الاثنين والخميس فالصيام متعودون عليه ليس غريبا عليهم لقد جئتكم من عند قوم السنة كلها عندهم رمضان ردوني إلى سيدي الأول أنا ما أجلس عندكم قالوا فلا زالت بهم حتى ردوها إلى سيدها الأول قالت: سبحان الله لقد بعتني إلى قوم سوء ما يصومون إلا في رمضان ما هذا؟
فأقول إن بعض الناس مع كونه مقصرا في الصيام في غير رمضان إلا أنك تجده حتى في رمضان ربما أن برنامجه في رمضان ما يختلف عن برنامجه في غير رمضان وهذه مشكلة إذا كان حتى في رمضان برنامجك هو هو لم تتأثر برمضان فما الفائدة من ذلك؟
كما قال:
بنى مسجدا لله من غير حله فكان بحمد الله غير موفق
كمطعمة الأيتام من كد عرضها لك الويل لا تزني ولا تتصدقي
إذا كان الإنسان يا جماعة سيصوم بطنه عن الطعام لكن لن تصوم عينه عن النظر الحرام ولن يصوم سمعه عن السمع الحرام نقول ايش الفائدة من صومك؟ إذا كان يا جماعة الواحد والله صايمين ومعه الريموت كنترول وقاعد يشوف له وحده ترقص ويرسل له ا سام اس ويراسل له وحده من البنات ويقول والله صايمين كم بقى على الافطار يا شباب؟ الافطار! وأنت عاد نفسك صايم الآن؟ هل هذا هو الصوم الشرعي الذي يريده رب العالمين؟ يا أخي النبي صلى الله عليه وسلم الحديث واضح (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش) يا أخي أنت تسمي نفسك صائما الآن أين عمل الصيام في قلبك؟ أين قول الله: (لعلهم يتقون) (لعلكم تتقون) وين لعلكم تتقون؟ هل أنت اتقيت؟ هل أصلح الصيام في قلبك؟ يا جماعة يعني لما صفد الله تعالى عنا شياطين الجن كما قال في الحديث: (وسلسلت الشياطين وصفدت مردة الجن) لما صفد الله تعالى وربط عنا مردة الجن تحرك مردة الإنس فعلا تحرك مردة الإنس الآن إذا اطلعت إلى بعض القنوات تجد أنهم يقولون ماذا جهزنا لكم في رمضان؟ انتظرونا في رمضان أعددنا لكم في رمضان من برامجنا في رمضان وتجد الاعلانات الآن اعلانات لشراء بعض البطاقات الاشتراك في بعض القنوات التي مشفرة ونحو ذلك كلها تهيئة لأجل رمضان طيب أنتم ماذا أعددتم لنا في رمضان؟ لو سألت هذه القنوات يلا ماذا أعددتم لنا؟ هل أعدوا لنا مثلا نقلا مثلا لحلقات تحفيظ القرآن في المساجد مثلا؟ أو تغطية إعلامية لتفطير الصائمين الخيري الذي يقع في المساجد مثلا؟ أو تعليم التلاوة يوميا يلا درس في القرآن الكريم وترى فيه ناس يا جماعة إلى اليوم وصلت أعمارهم مع الأسف إلى 30 و40 وفوق ذلك ولا يعرف يقرأ قرآن واحد من طلابي في الكلية يقرأ قبل كم يوم لاحظ طالب في الكلية يبغى يقرأ (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) (الفيل:1) تدري كيف قرأها؟ بسم الله الرحمن الرحيم ألف لام ميم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل
أنت درست ابتدائي ومتوسط وثانوي أي والله درست ويقرأها بهذه الطريقة
تعال إلى بعض الناس اليوم وعطه المصحف وافتح المصحف قول له بالله اقرأ ترى أنواع التكسير طيب لماذا لا يكون هناك برامج لتعليم هذه التلاوة؟ فإذا نظرت فإذا الأشياء التي جهزت للناس لأجل أن تعرض عليهم لا تخرج عن مخاطبة الغرائز وإثارتها وإشغال الناس بالشهوات إلى غير ذلك هذا مع الأسف موجود في رمضان وأصبح الناس يستمرؤون مشاهدة هذه المشاهد يعني يا جماعة أصبح الآن النظر إلى مناظر احتساء الخمور في القنوات أصبح أمرا عاديا عند الناس عادي واحد يمثل ويشرب خمر وعادي الناس لا تستنكر العين ذلك أصبحت مناظر السجائر مناظر التقبيل أمورا عادية لأن الناس تعودوا عليها كما قال:
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام
خلاص يعني إذا كان الإنسان تعودت عينه على هذه المناظر لم يبدأ ينكرها حتى في قلبه بل بدأ الناس يشاهدونها في التلفاز اليوم رجلا يضم بنتا شابه بين يديه وربما لمس شعرها وقبلها ومسح خديها ويقولون الناس عادي تمثل دور ابنته وإذا مثلت دور ابنته يجوز يضمها هاه؟ يعني أصبح حلالا؟ أو رجل جالس هكذا على سرير وبجانبه امرأة ويتحدثان مع بعض هذا الآن البرامج المحافظة والناس يقولون عادي معاه على السرير لأنها تمثل دور زوجته وإذا مثلت دور زوجته يجوز تجلس معه على سرير؟ المشكلة ليست هنا المشكلة يا جماعة أن أعيننا استمرأت هذه المناظر حتى أصبحنا ننظر إليها بكل عفوية أي تقوى تحققها بالله عليكم مثل هذه البرامج؟ لذلك نحن لا نلوم أصحاب هالقنوات يعني حقيقة غسلنا أيدينا منهم إنما نلوم إخواننا الذين يتابعونها ويصرفون أوقاتهم فيها كون هذه القنوات قد عرضت هذه الأمور لا يعني أنك تقبل عليها كما أنه مثلا لو وزعت الخمور في الشوارع ليس عذرا لك أنك تذهب وتأخذ منها وتقول:يا أخي يوزعونها في الشارع وإذا وزعوها في الشارع معناها أنك تشرب أو مثلا لو فتحت دور بغاء وذهب إنسان ووقع في الفاحشة ثم قال: يا أخي بيوت البغاء مفتوحة في كل مكان وإذا فتحت أحد أمسكك من يدك غصب وقال لك أذهب إليها؟ لذلك الشيطان يوم القيامة لما يعني يعذب في النار مع من أضلهم حكى الله تعالى قصته معهم ماذا قال ربنا جل وعلا؟ قال سبحانه: (وقال الشيطان لما قضي الأمر) لما أدخل أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار وقضي الأمر (وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق) الله قال إذا عصيتوني أعذبكم (ووعدتكم فأخلفتكم) قلت لكم ما عليكم الله غفور رحيم وهذه معاصي صغار وغيركم يفعل شيئا أعظم هاه (ووعدتكم فأخلفتكم) ثم قال: (وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي ) أنا أصلا ما كان لي عليكم سلطان ما كنت أستطيع أن أمسك يدك وغصب عنك أعطيك السيجارة غصب عنك أخليك تتصل على البنت وتغازلها غصب عنك تسافر للمكان الفلاني وتقع في فاحشة أنا ما لي سلطان عليك إلا أن فقط (دعوتكم )وسوستفيداخلك (فاستجبتم لي ) لماذا استجبتم لي؟ أنتم اللي إيمانكم ضعيف (فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم) أنا ما أستطيع أن أساعدكم (وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل) (إبراهيم:22) انظر إلى التبرؤ الذي يتبرئه منهم لذلك الإنسان ينبغي عليه أن ينأى بنفسه عن مثل هذه الأمور
أبو هريرة رضي الله تعالى عنه كان هو وأصحابه إذا صاموا جلسوا في المسجد فيقال لهم: لماذا تجلسون في المسجد؟ قالوا: نحفظ صيامنا ياخي نحفظ صيامنا حتى لا يفسد بالكلام في الناس أو نحو ذلك
أنا لا أطالبك أن تجلس في المسجد أطالبك فقط إذا كنت في رمضان والمفروض أيضا في غير رمضان أن الإنسان يبتعد عن المحرمات ثم اعلموا أيها الأحبة الكرام أن الإنسان ينبغي أن يكون أصلا في طبيعته طائعا لله ليس فقط إذا جاء رمضان يترك المعصية ثم يعود إلى ما كان عليه كما ذكروا أن أحد الخلفاء كان له ابن سكير قالوا فلما أقبل رمضان قالوا: هذا رمضان قال: يالله يعني ما في شرب خمر قالوا: لا هذا رمضان انتبه الله يهديك ترى هذا رمضان يقولون فأمسك عن الخمر في رمضان فلما قيل له غدا عيد فرح واستبشر وأخذ ينادي غلامه يقول:
رمضان ولى
انتهينا افتكينا من رمضان
رمضان ولى هاتها يا ساقي مشتاقة زفت إلى مشتاق
جب جب القوارير اللي كنا مخبئينها قبل رمضان
وكذلك أحدهم ممن كان مقيما على بعض المخالفات الشرعية لما أقبل رمضان ضاق صدره وأخذ يقول:
أتاني شهر الصوم لا كان من شهر
يعني الله لا يرده الله لا يجيبه ما الذي جاء به؟ يقول:
أتاني شهر الصوم لا كان من شهر فلا صمت شهرا بعده آخر الدهر
جعلني ما عاد أصومه يقولون فأصيب بعد رمضان بالصرع وعظ على لسانه يوما ومات عقوبة هو دعا على نفسه هو على نفسه دعا قال: فلا صمت شهرا بعده آخر الدهر فمنعه الله من أن يصوم إلى آخر الشهر
لكن المؤمن يفرح بإقبال هذا الشهر لأنه يمثل بالنسبة إليه قفزة في العمل الصالح انظر كيف كان النبي عليه الصلاة والسلام وكان أصحابه يتعبدون في هذا الشهر وفيما قبله وبعده ويشعرون أن هذا الشهر موسم للإقبال على الله تعالى أكثر من المواسم الأخرى مع إقبالهم في غيرها خذ مثلا النبي عليه الصلاة والسلام قال في الحديث الصحيح (من قام رمضان إيمانا واحتسابا) إيمانا بشرعيته واحتسابا للأجر عند الله ما مكافئته؟ (غفر له ما تقدم من ذنبه ) طيب كيف كان قيامه عليه الصلاة والسلام في غير رمضان؟ وكيف كان قيامه في رمضان؟
خذ يقول ابن عباس رضي الله عنهما قال: كما في البخاري بت ليلة عند خالتي ميمونة ميمونة هي زوجة النبي عليه الصلاة والسلام وخالة عبد الله بن عباس وعبد الله بن عباس كان غلاما صغيرا يعني عمره مثلا 12 سنة أو نحو ذلك يقول: فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي هو بات في البيت عند خالته ثم التفت فرأى النبي صلى الله عليه وسلم قائما يصلي قيام الليل لوحده فقام ابن عباس وتوضأ وكبر بجانبه قال: فافتتح سورة البقرة النبي عليه الصلاة والسلام افتتح سورة البقرة قال: فقلت في نفسي يقف عند المئة سيقرأ 100 آية ويقف قال: فجاوزها فقلت في نفسي يركع بها أكيد سيقرأ سورة البقرة ويركع خلاص جزأين ونصف قال: فختمها فافتتح النساء قال: فختمها ثم افتتح آل عمران فختمها يعني 5أجزاء ونصف في ركعة واحدة فختمها يقول ما يمر بآية رحمة إلا سأل الله الرحمة ولا بآية فيها عذاب إلا تعوذ بالله من عذابه ولا بآية فيها تمجيد لله جل وعلا وتقديس إلا أثنى على الله تعالى بما هو أهله يقول حتى ختم هذه الثلاث سور في ركعة واحدة قال ابن عباس: حتى هممت بأمر سوء قالوا: بما هممت؟ ايش قال؟ هل قال أن أقطع صلاتي وأنام؟ لا قال: أن أجلس وأدع النبي صلى الله عليه وسلم واقفا هذا أمر السوء اللي أنا هممت به هممت أن أجلس وأدع النبي صلى الله عليه وسلم واقفا هذا وعمره يا جماعة 12 سنة ابن عباس ويصلي هذه الصلاة الطويلة مع النبي عليه الصلاة والسلام وخجل أن يجلس والنبي صلى الله عليه وسلم لا يزال واقفا هذا يا جماعة عبادته في غير رمضان
يود أن ظلام الليل دام له وزيد فيه سواد العين والبصر
يعني يتمنى لو الليل أطول من كذا حتى يستمر في العبادة هذا في غير رمضان فما بالك بحاله في رمضان عمر بن الخطاب كان له أعاجيب قبله أبو بكر كان له أعاجيب في الصلاة عمر بن الخطاب كان له أعاجيب يقولون: وكان عمر إذا جن عليه الليل واقترب الفجر قام يصلي فإذا اقترب الفجر قام يصيح بأهله ويقول: الصلاة الصلاة يعني قوموا صلوا قيام الليل الصلاة الصلاة ثم كان يقرأ قوله تعالى: (وأمر أهلك) بأيش؟ (بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى) (طه:132) يقول: ما دام الله قال أأمر أهلك بالصلاة أنا آمرهم الآن بالصلاة وهذا سنة يا جماعة لذلك يعني حري بالأب وأنتم إن شاء الله كذلك حري بالأب حري بالأخ بالزوج أنه يأمر أهله بالصلاة يقول: يلا صليتو؟ قوموا صلوا استيقظوا للصلاة يلا يا ولد اطلع للمسجد صل يعني ما أجمل أن تسمع دائما كلمة صل صليت متى صليت؟ لا تفوتك الصلاة لأن الله تعالى يقول: (وأمر أهلك) أنا مطالب إني آمر إخوانيوأخواتي وآمر زوجتي وأبنائي (وأمر أهلك بالصلاة ) ثم قال (واصطبر عليها ) تحتاج إلى صبر (لا نسألك رزقا) لأنها هي مفتاح الرزق (نحن نرزقك) ثم قال: (والعاقبة للتقوى) هذا حالهم في غير رمضان ولهم مع الصلاة أعاجيب في خشوعهم وانكسارهم
الإمام أبو زرعة الرازي كان إماما من المحدثين وكان يصلي إماما في المسجد في مسجد قومه 20 سنة 20 سنة وهو إمام المسجد وهذا أمر عادي إلى اليوم بعض الأئمة تجد أنه يستمر إماما للمسجد 10 سنوات 15 سنة أمر عادي يعني فأقبل إليه يوما طلبة علم عندهم يعني أسئلة واستفتاءات له فلما جاءوا إلى المسجد قبل أن يأتي الشيخ إلى المسجد جاءوا ينتظرونه فيه فنظروا في المسجد وكذا ونظروا في المحراب فإذا في المحراب كتابات آيات مكتوبة في المحراب سكتوا وجاء الشيخ وكبر وصلى بهم ثم جلس وأقبلوا إليه يسمعون منه العلم فقال له أحدهم: يا أبا زرعة يا شيخ قال: نعم قال: ما تقول في الكتابة في المحاريب؟ ما هو حكم الكتابة آيات في المحراب أمام الإمام؟ قال: هي تشغل الإمام وقد كرهها قوم ممن مضى وأنا أكرهها وأنهى عنها أنا أرى أنه ما يجوز الكتابة في المحراب يعني يشغل الإمام ويشغل المصلين فقالوا: سبحان الله هو ذا في محرابك كتابة أنت تقول حرام علم نفسك هو ذا في محرابك كتابة قال: والله ما علمت بها قالوا: سبحان الله أنت 20 سنة إمام وتقف في هالمحراب استووا اعتدلوا الله أكبر سمع الله لمن حمده وتقول ما علمت بها قال: نعم والله ما علمت بها قالوا: كيف وأنت الإمام؟ قال: سبحان الله رجل يقف بين يدي ربه ويرفع بصره عن موضع سجوده! يقول: أنا أصلا منذ أن أقف في المحراب وأنا وجهي في الأرض احتراما لله استووا اعتدلوا الله أكبر فأنا ما أدري ايش اللي مكتوب أمام عيني يا جماعة شف أمثلة عجيبة لروح الصلاة التي كانت عندهم يقول: رجل يقف بين يدي الله ويرفع بصره عن موضع سجوده!
ذلك تجد بعضهم الآن حتى إذا صلى ما يجعل بصره على موضع سجوده يطوف ببصره يمينا ويسارا ثم يقول: ياخي سبحان الله نحن ما نستطيع نخشع في صلاتنا
نقول ياخي داؤك منك وما تبصر
أنت المشكلة عندك أنت الذي لا تطبق السنة النبوية في صلاتك وبالتالي لن تستطيع أن تخشع مادام حالك على هذا
عبيدة بن مهاجر كان أحد السلف الصالحين قالوا كان له أم مجوسية تعبد النار يعني مجوسية قالوا فكان دائما يدعوها إلى الإسلام يدعوها إلى الإسلام وتأبى عليه يوم من الأيام دعاها إلى الإسلام بعد يعني الظهر وأكثر عليها فأبت عليه ذهب وصلى العصر ثم رجع فلما رجع من صلاة العصر في يوم جمعة بشرته أمه قالت: يا ولدي أنا اقتنعت أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله يقولون فقال: الله أكبر وخر ساجدا لله فلم يرفع رأسه حتى غابت الشمس يقولون سجد سجود شكر فرحا بإسلام أمه فلم يرفع رأسه من سجوده حتى غابت الشمس فلما غابت الشمس رفع رأسه من سجوده
محمد بن خفيف أيضا كان أحد الصالحين قالوا لما كبر أصابه الفالج فالج يعني شبه شلل تقريبا فلما أصابه الفالج كان إذا أذن للصلاة قال: احملوني إلى المسجد قالوا: سبحان الله أنت رجل قد عذرك الله أنت معذور يا أخي أنك ما تصلي في المسجد معذور أنت رجل قد عذرك الله قال: سبحان الله اسمع منادي الله يقول حي على الصلاة حي على الفلاح ولا أجيبه احملوني إلى المسجد إذا سمعتم الأذان للصلاة ولم تروني في الصف فاطلبوني في المقبرة إذا سمعتم الأذان ولم تروني بينكم قائما في الصلاة أصلي معكم اعلموا أني مت يعني لن يمنعني من الصلاة في المسجد إلا الموت إذا كنت حيا اعلموا أني معكم حتى لو أنا مريض أتي إليكم وأصلي معكم ولو محمولا على الرقاب من شدة تعظيمهم هذا يا أحبابي حالهم في غير رمضان فكيف كان حالهم في رمضان؟
كان الصحابة في عهد عمر رضي الله تعالى عنه يصلون 23 ركعة يقولون وكان القارئ يقرأ بسورة البقرة في 8 ركعات هي 23 ركعة منها 8 ركعات يقرأ سورة البقرة كاملة قالوا كان القارئ يقرأ بسورة البقرة في 8 ركعات قالوا فإذا قرأ بها في 12 ركعة رأى الناس أنه خفف عليهم يعني هو العادة يقرأ في 8 ركعات سورة البقرة وبقي لا يزال بقي 13 ركعة وهو يصلي 23 يقولون فإذا قرأ سورة البقرة في 12 ركعة ولا يزال باقي ركعات إلى 23 لكن إذا قرأ البقرة في 12 ركعة رأى الناس أنه خفف عليهم قالوا: وش هالصلاة الخفيفة؟
ويقول خالد بن دريك كما في سنن البيهقي يقول: كان لنا إمام في البصرة يختم بنا القرآن في كل 3 ليال مرة كان عندنا إمام في البصرة يختم بنا القرآن في كل 3 ليال مرة يقول فمرض إمامنا فأمنا رجل غيره فختم بنا القرآن في كل 4 ليال مرة فرأى الناس أنه خفف عليهم قالوا: وش هالصلاة؟ تختم بنا كل 4 ليال الإمام الأول يختم بنا كل 3 ليال لماذا أنت تختم بنا كل 4 ليال؟ شف يعني فعلا (قم الليل إلا قليلا) (المزمل:2) يقول فرأى الناس أنه خفف عليهم
يقول عبد الله بن أبي بكر عن أبيه يقول: كنا نخرج من صلاة القيام في رمضان فنستعجل الخادم بالطعام مخافة طلوع الفجر علينا نخاف يطلع علينا الفجر نقول بسرعة بسرعة نريد أن ندرك أن نأكل السحور قبل أن يؤذن علينا الفجر
يقولون وكان القارئ يقول يزيد بن السائب: كان القارئ يقرأ بالمئين في صلاة التراويح بالمئين يعني بمئات الآيات قال حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام من طول القيام الناس بعضهم يمسك عصا من طول الصلاة
لكن مع سهولة الصلاة علينا اليوم ويعني تخفيفها من الأئمة بحيث أن ربما أن أطول إمام لا يقرأ أكثر من جزء واحد إلا بعض الأئمة قد يزيد جزأين أو ثلاثة أو أكثر من ذلك لكن جرت العادة أن أكثر الأئمة يقرأ جزءا أو قريبا منه ومن فضل الله تعالى علينا أن الإمام حتى لو قرأ هذا وقمت معه حتى ينصرف يقول صلى الله عليه وسلم كما في السنن: (من قام مع الإمام حتى ينصرف) يعني جئت وكبرت معه في صلاة التراويح واستمريت معه تصلي حتى انتهى من التراويح قال: (من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة) من فضل الله تعالى علينا ورحمته ومنته أن الذي ينصرف مع الإمام ليس الذي يصلي ركعتين أو4 ركعات ثم ينصرف إلى بيته لا الذي يكبر مع الإمام منذ بداية الصلاة إلى نهايتها يقول صلى الله عليه وآله وسلم: (كتب له قيام ليلة) كأنما قام الليلة كاملة وهذا الفضل أعني فضل القيام في رمضان هو خاص بهذا الشهر ما قال النبي صلى الله عليه وسلم من قام شوال إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ولا قال من قام رجب وشعبان إنما خص رمضان لمزيد الفضل والكرم والجود من الله تعالى وتحريصا منه لنا في هذا الشهر الكريم
المشكلة أيها الأحبة الفضلاء أن الناس الكثير منهم في أول رمضان يكون عنده حرص على الطاعات فتجد أنه في بداية الشهر أول رمضان تأتي لتصلي مع الإمام فترى أحيانا 7 صفوف أو 8 صفوف ثم بعدها بخمسة أيام تقل إلى 4 صفوف ثم بعدها إذا انتصف رمضان قلت إلى صفين أو صف ونصف ثم ربما إذا جاءت العشر صار العدد أقل إلا ربما في بعض المساجد التي يكون أئمتها أصواتهم حسنة والناس يزدحمون عليهم من أماكن بعيدة لكن المشكلة أن كثيرا من الناس يتحمس في أول رمضان فإذا اقترب السباق من نهايته بدأ هذا الحماس يقل وهذا خطأ
النبي عليه الصلاة والسلام كان كلما مضى عليه أيام أكثر من رمضان كان يزيد في الطاعة تقول عائشة كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخلت العشر يعني العشر الأواخر من رمضان إذا دخلت العشر اجتهد وشد المئزر شد المئزر كناية عن الحرص مثل لما تقول مثلا والله فلان فرح فرح حتى شق ثيابه هل هو فعلا شق ثيابه من الفرح؟ لا لكنك تقول هالعبارة لبيان شدة فرحه فتقول عائشة شد المئزر كأنه في سباق يشد إزاره ومثل الذي يربط ثوبه إذا أراد يشتغل بشيء تقول: وشد المئزر وأيقظ أهله يقول يا عائشة قومي صلي ما في نوم العشر الأواخر قومي يا حفصة قومي يا سودة قومي يا أم سلمه ما في نوم العشر الأواخر قوموا صلوا قوموا صلوا تقول وشد المئزر من شدة حرصه على إدراك العشر وأخبر صلى الله عليه وسلم أن في العشر الأواخر ليلة هي خير من ألف شهر كما وصفها الله تعالى بهذا في كتابه فقال سبحانه وتعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) (القدر:1) وقال سبحانه: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة ) (الدخان:3) يعني في ليلة القدر فالقرآن أنزل كله في رمضان متى في رمضان؟ في ليلة القدر كما قال سبحانه وتعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) ليش يا ربي أنزلته؟ (هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) (البقرة:185) فبين الله عز وجل فضل الشهر بأنه قد أنزل الله تعالى فيه القرآن
القرآن أنزل جملة واحدة أنزل كل القرآن في ليلة مباركة في ليلة القدر إلى السماء الدنيا ثم بدأ القرآن ينزل شيئا فشيئا إلى النبي عليه الصلاة والسلام بحسب الحوادث تقع معركة بدر الله جل وعلا قبل يدري أنها ستقع معركة بدر وتكلم عنها في القرآن يأمر الله تعالى جبريل فيتكلم الله تعالى لجبريل بما يختص بليلة القدر ينزله إلى النبي عليه الصلاة والسلام
فالقرآن نزل منجما يعني مفرقا على 23 سنة لكن النزول الأول أول ما نزل القرآن إنما نزل في ليلة القدر كما أخبر الله تعالى بذلك في كتابه والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن ليلة القدر أخبر بفضلها وقالت له عائشة: يا رسول الله أرأيت إن أدركت ليلة القدر ما أقول علمني يا رسول الله دعاء أكثر منه في ليلة القدر فقال صلى الله عليه وآله وسلم قولي: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) دلها على أن تقول هذا الذكر وبين فضلها لما قال: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) تكلم عن ليلة القدر نفسها فقال: (من قام ليلة القدر) من قام رمضان له الفضل ومن قام ليلة القدر خاصة(من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) فالله الله بالحرص عليه أعني الحرص على صلاة التراويح مع الإمام
من الأمور التي ينبغي أن نحرص عليها في هذا الشهر أنه شهر القرآن كما أخبر الله تعالى في كتابه (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) ما قال الذي فرض فيه الجهاد أو الذي فرضت فيه الصلاة والصيام أو الزكاة إنما اختار الله تعالى القرآن لشرف هذا الشهر
كان جبريل عليه السلام يعارض النبي صلى الله عليه وآله وسلم القرآن في كل رمضان مرة كل ما جاء رمضان ينزل جبريل ويراجع القرآن مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم اختار رمضان دون غيره فلما كان آخر رمضان صامه النبي عليه الصلاة والسلام في السنة العاشرة نزل جبريل وعارض القرآن راجع القرآن مع النبي عليه الصلاة والسلام مرتين في رمضان فلما راجعه مرتين علم النبي صلى الله عليه وسلم أن رمضان هذا يختلف عن السابقات رمضان فرض الصيام في السنة الثانية للهجرة يعني النبي صلى الله عليه وسلم صام 8 رمضانات أو 9 رمضانات فكل الرمضانات جبريل يراجع معي القرآن مرة لماذا هالمرة راجعه مرتين؟ فعلم صلى الله عليه وسلم أنه اقتراب أجله وفعلا انتهى رمضان حج عليه الصلاة والسلام رجع من الحج ابتدأ به صلى الله عليه وآله وسلم مرض الموت بعد الحج ثم لبث عليه الصلاة والسلام مريضا حتى مات في ربيع الأول إلى ربه جل وعلا
فكان جبريل له اهتمام بالقرآن في رمضان والنبي صلى الله عليه وسلم له اهتمام أيضا السلف كان لهم ذلك كان الزهري رحمه الله عالما من علماء الحديث قالوا فكان إذا دخل عليه رمضان أوقف جميع الدروس عنده درس مثلا شرح للبخاري درس شرح لمسلم دروس معينة يحدث بها دروس معينة يحدث بها فكان إذا دخل عليه رمضان أوقف جميع الدروس واشتغل بالقرآن يقول هذا شهر قرآن ما هو شهر محاضرات ولا دروس هذا شهر قرآن
قتادة رحمه الله كان يختم القرآن في غير رمضان في كل 7 أيام مرة قد يقول البعض يا شيخ ممكن الواحد يختم القرآن كل 7 أيام نعم ممكن أنا أعرف واحد من جيراني حافظ للقرآن ومدرس معنا في الكلية دكتور وتخصصه قرآن يحفظ القرآن يبدو أكثر مما هو حافظ اسمه ممكن يغلط في اسمه لكن ما يغلط في القرآن يراجع يوميا 5 أجزاء كيف؟ مثل ما أنت الآن يعني بعض الإخوة أو الأخوات الذي يقرأ سورة الكهف كل جمعة تجد أنه خلاص جرت على لسانه سورة الكهف بحيث أنه هو العصر طالع يجيب له شغلات تلقاه يقول: (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا (1) قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين ) (الكهف:2) وما يوصل السوق إلا وهو مخلص نصف السورة ولا لا؟
يعني جرت على لسانه خلاص ما عاد يحتاج يركز من كثرة قراءته لها قل مثل ذلك فيمن يقرأ القرآن كثيرا صاحبي هذا يقرأ كل يوم 5 أجزاء قلت له أنا: يا أبو فلان أبو عمر كيف تقرأ بالله 5 أجزاء كل يوم؟ قال: والله إنها أسهل علي من الماء يقول وأنا طالع الكلية يعني ربع ساعة اقرأ لي جزء إلا شوي وأنا راجع من الكلية أكون خلصت جزء ونصف ولا جزأين وأنا داخل مكتبي أدور كشوف الطلاب أكون خلصت لي 3 ، 4 صفحات من كثرة جريان القرآن على لسانه أصبح الأمر سهلا عليه
فلما يأتيك مثل قتادة رحمه الله إمام من أئمة التفسير ويقرأ القرآن يوميا يقرأ 4 أجزاء ونصف ليس أمرا صعبا عليه أعرف أيضا أحد المشايخ الفضلاء يقرأ القرآن في كل أسبوع يختمه مرة ما أذكر أني جئت إليه صليت معه العصر يوم جمعة إلا وهو دائما في جزء (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها) (المجادلة:1) أو في سورة الأحقاف أو هه دائما في الأربعة أجزاء الأخيرة أو 5 أجزاء دائما من بعد صلاة العصر يوم الجمعة إلى المغرب يكون يختم يختم يقرأ 4 أجزاء وختمه ليش؟ لأنه عود نفسه أساسا على مثل هذا
مثل يا جماعة الآن بعض الناس الذي يعود نفسه يقرأ الجرايد يوميا وتجد أنه يرجع من عمله ومعه 4 أو 5 جرايد ساعة كاملة ويبدأ يعني ينتهي منها لأنه عود نفسه الإنسان الذي يجلس على الانترنت لأنه عود نفسه على هذا جرت نفسه وتعودت كذلك الذي يعود نفسه على القرآن ولما قرأت أن بعض السلف كان يختم القرآن كل 3 ليال مرة في رمضان كما كان يفعل قتادة يقولون في غير رمضان يختم القرآن كل 7 ليال مرة في رمضان يختم القرآن كل 3 ليال مرة فلما قرأت ذلك وأردت أن أذكره لإخوتي الفضلاء جلست أفكر قلت معقول يقرأ كل يوم 10 أجزاء يعني هذه الجزء قرابة 20 صفحة معقول يقرأ يعني يوميا 200 صفحة من القرآن يقرأها يتلوها تلاوة معقول! فعملت اختبارا وجئت مرة صليت في المسجد وخرج الناس وجئت واقتربت من الجدار ووضعت الهاتف على الصامت وفتحت المصحف حتى ما يشغلني أحد وقرأت جزءا كاملا اختبار وشغلت العداد أشوف كم يأخذ مني وقتا وقرأت قراءة ليست سريعة جدا ولا بطيئة جدا يعني مثلا هكذا (الم (1) ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين (2) الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون (3) والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون (4) أولئك ... (البقرة) إلى آخر الآيات قراءة ليست سريعة جدا ولا بطيئة فاستغرق مني بالضبط 21 دقيقة قراءة جزء كامل بمعنى أن الذي سيقرأ يوميا 10 أجزاء سيستغرق منه من 3 إلى 4 ساعات يعني لو مثلا جلس بعد صلاة الظهر في المسجد ساعة اضمن أنه سيقرأ جزأين ما فيها كلام بعد صلاة العصر جلس ساعة سيقرأ جزأين ما فيها كلام قبل صلاة المغرب جاء ينتظر الإفطار وأخرج المصحف وقرأ سيقرأ يمكن نصف جزأ قبل صلاة التراويح لما أراد أن يصلي العشاء خرج إلى المسجد قبل أذان العشاء أفطر وتنظف وتطيب وطلع إلى المسجد الحمد لله أفطر وأخذ معه مثلا زجاجة ماء وجلس قبل أذان العشاء يمكن بربع ساعة فقرأ جزء كامل بعد صلاة التراويح انتظر في المسجد حتى تخف الزحمة ويذهب الناس وقرأ جزءا كاملا في نصف ساعة أنت بذلك لو أنك قسمت هذا التقسيم ستستطيع أن تقرأ يوميا قرابة 5 إلى 6 أجزاء لكن المشكلة عندنا أن الناس يتحمسون في البداية ثم إذا انتهى عنهم رمضان بدأ يقول يا أخي أنا ما ختمت إلا ختمه واحدة أو ختمت ختمه ونصف طيب أين بقية الختمات؟ لماذا ما كان عندك حرص؟ لوجود هذا التكاسل
النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بفضل قراءة القرآن فقال عليه الصلاة والسلام مبينا فضله قال: (من قرأ حرفا من كتاب الله كان له به حسنة والحسنة بعشر أمثالها ) ثم قال: ( لا أقول ألف لام ميم حرف لا ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) يعني بسم الله الرحمن الرحيم هذه فيها 17 حرف يعني الحسنة بعشر أمثالها يعني 170 حسنة طيب إلى 700 ضعف إذا اضرب 1 في 700 اضرب 17 في 700 انظر كم يطلع عندك العدد بلا شك أنها أجور عظيمة يتعبد الإنسان فيها لله تعالى ويؤجر
وأخبر صلى الله عليه وسلم عن رفعة صاحب القرآن فقال صلى الله عليه وآله وسلم مبينا فضله قال: (يقال لقارئ القرآن يوم القيامة اقرأ وارتق اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها) اقرأ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها
وأخبر صلى الله عليه وسلم أن القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة فالقرآن يشفع وينفع ويرفع بل القرآن ينفع الإنسان حتى في أمور الدنيا لما جلس النبي صلى الله عليه وسلم في مجلسه يوما أقبلت امرأة تعرض نفسها على النبي صلى الله عليه وسلم ليتزوجها النبي عليه الصلاة والسلام ما رغب أنه يتزوج فسكت ما قال لها لا سكت ففهمت المرأة لا يعني فقالت: يا رسول الله أنا وهبتك نفسي أريد أني أتزوجك فسكت النبي صلى الله عليه وآله وسلم أدبا ما يريدها لكنه أدبا سكت ذهبت المرأة وجلست مع النساء قام رجل قال: يا رسول الله إن لم يكن لك بها حاجة زوجنيها أنا أدور حرمة أنا أبغى أعرس يا رسول الله زوجنيها المرأة ساكتة ما اعترضت ما قالت: لا لا لا أنا ما أريد إلا النبي سكتت والسكوت علامة الرضا ما دام أنها ساكتة معناها موافقة على العرض فالنبي صلى الله عليه وسلم فهم أن المرأة موافقة خلاص فقال: ما تصدقها؟ عندك مهر؟ قال الرجل: هاه أصدقها إزاري يقول الراوي: ولم يكن عليه رداء هم كانوا يلبسون إزارا ورداءا كلباس الإحرام من شدة الفقر الرجل ما عنده رداء عنده إزار بس فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وما تصنع المرأة بإزارك يعني بتخلع إزارك وتقول هذا مهرك وأنت تبقى هكذا عاري إن أعطيتها إزارك بقيت من غير إزار أنت التمس ولو خاتما من حديد اذهب دبر أي شيء لو خاتم حديد فذهب الرجل ورجع يا رسول الله ما وجدت شيئا اذهب التمس أي شيء درهمين ثلاثة بس مهر للمرأة صداق مضى ورجع يا رسول الله ما وجدت شيئا فالنبي صلى الله عليه وسلم قال له: فما معك من القرآن؟ كم تحفظ من القرآن؟ ما قال ما عندك من خبرات؟ اش عندك من مهارات؟ لا القرآن يرفع وينفع قال: فما عندك من القرآن؟ قال: معي سورة كذا وكذا وكذا جعل يعدد أنا يا رسول الله حافظ سورة الزلزلة حافظ سورة سبح اسم ربك الأعلى وحافظ والسماء ذات البروج وحافظ جعل يعدد له للنبي صلى الله عليه وسلم عددا من السور قال: زوجتكها بما معك من القرآن أبد علمها حفظها اللي أنت حافظ من القرآن بدل هي ما تعطيك أجرة لتحفيظك لها الأجرة هي زواجك منها زوجتكها بما معك من القرآن
انظر كيف القرآن سبحان الله يؤثر يعني حتى فيما يتعلق بالأمور الدنيوية أن الله تعالى يرزق العبد أمورا بسبب حرصه على هذا القرآن ومحافظته عليه وأن الله تعالى ما دام رفعك بالقرآن في الدنيا فاعلم أن الله جل وعلا ينفعك يوم القيامة
وأخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن القرآن يأتي يوم القيامة فيقول: يا ربي حلّه يقول القرآن: يا ربي حلّ هذا القارئ اللي يقرأني اللي كان يقرأني في الدنيا حلّه قال: فيلبس حلة الكرامة ثم يقول: يا رب زده ما يكفيني أريدك تزيده يا ربي قال: فيلبس تاج الكرامة ثم يقول: يا ربي ارض عنه فيقول الله له: اقرأ وارتق اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها)
وأخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيضا أن البقرة وآل عمران تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما
إذا القرآن يشفع للإنسان يوم القيامة إذا حرص العبد عليه وأكرمه أكرمك الله تعالى بهذا القرآن
ولا يزال يا جماعة لهذا القرآن تأثيره إلى يومنا هذا أذكر مرة كنت في الدانمارك قبل سنوات طويلة يمكن قبل 10 سنوات أو 15 فصليت بهم التراويح في أحد المساجد جاء إلي واحد من المسلمين الذين معنا أكثرهم عرب أصولهم عربية لكن جنسياتهم دانماركية قال: يا شيخ في واحد من المسلمين عنده مشكلة مع ولده ويريدك أن تحلها قلت: طيب ننتهي من الدرس ونطلع له انتهيت فعلا من المحاضرة وصليت بهم التراويح والدرس ثم خرجت إلى ذلك الأخ دخلت فإذا رجل أصله من الشام لكن جنسيته دانماركي ومن سنوات في الدانمارك يعني من المهاجرين الأوائل إليها فلما جلست عنده رجل عمره قريب من الثمانين قلت: ايش القضية؟ قال: يا شيخ ابني محمد طيب ما باله محمد؟ قال: يا شيخ ابني عمره قريب من 20 وبدأ يطلع عنده بعض الأفكار الغريبة وبعض الأمور وأنا مستغرب منه إلى آخر ذلك قلت: طيب نجلس مع الولد نتكلم معه جاء الولد وجلس بين يدي كيفك يا محمد؟ قال: والله بخير محمد تعرف عربي؟ يعني الولد يعني من سنوات طويلة في الدانمارك وأكثر احتكاكه بالدانماركيين أكثر من احتكاكه بالعرب قال: نعم اعرف عربي لكن لا تتكلم فصحى عطني شوية هيك وما هيك حتى أقدر أفهمك قلت: طيب يا محمد ايش المشكلة التي عندك؟ قال: أنا ما عندي مشكلة أنا عندي أسئلة بس لكن أبي عاملها مشكلة قال أبوه: إلا أنت عندك مشكلة وأنت ملخبط رأسك وأنت قلت: طيب أعصابك يا والدي خلنا نسمع الولد أنت ماذا عندك؟ قال: لماذا ربنا خلقنا؟ يسألني قلت: خلقنا لعبادته (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) (الذاريات:56) قال: طيب ربي لماذا لم يستأذن منا قبل أن يخلقنا؟ قلت: كيف يستأذن منك؟ أنت ما كنت موجود حتى يستأذن منك يعني حتى يستأذن منك لابد أن يخلقك حتى يستأذن منك فتناقض هذا يعني كيف يخلقك بعدين يستأذن ستقول طيب ليش خلقتني؟ عشان استأذن الولد ملخبط أنا تخصصي أصلا في دراستي كل دراستي تخصصي يعني عقيدة وأديان فإحنا درسنا أصلا في الجامعة كيف تناقش الملحدين دارسينها دراسة بدأت أناقشه بهالمناقشة طيب افرض أن الله كذا عقليا الولد ما هو راضي يستجيب طيب ليش الله شو بدي أنا ولللل ... تعبني أناقش أناقش تعبني قلت: طيب تعال جنبي هنا قال: شو بدك تعمل؟ قلت: باكلك يعني تعال جنبي تعال بجانبي جاء الولد وجلس جنبي قلت في نفسي هذا عنده جني دانماركي يبغى لنا نقرأ عليه قرآن نطلع هالجني منه الآن فجاء وجلس جنبي فوضعت يدي على صدره وقرأت عليه الآيات التي فيها تعظيم الله ( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين (9) وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين (10) ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين (11) (فصلت) وبدأت اقرأ الآيات التي في سورة الأعراف وغيرها من الآيات كلها في تعظيم الله عز وجل بدأ الولد ينتفض ويبكي قلت في نفسيي سبحان الله كل هالنقاش اللي ناقشته ولا نفع يعني يطحن الحب اللي في رأسه إلا بالقرآن فبدأ ينتفض ويبكي بعدها بعشر دقائق وقفت قراءة خفت يموت بعد يورطوني لكن قلت وقف قراية وارجع الرياض وأنت سالم عند عيالك قلت له: ليش بكيت؟ لماذا بكيت؟ قال: ما أدري طيب ليش؟ قال: ما أدري ما أدري قلت: طيب ممكن أكمل؟ قال: إزا بدك قلت: طيب بكمل إلا بدي أبكمل قرآن هذا وبدأت اقرأ عليه تكملة سورة بدأت اقرأ عليه سورة الفاتحة وآية الكرسي مرارا بدأ ينتفض ويبكي وبكى حتى أبوه معنا فلما انتهيت وقفت قلت له: هاه بقي عندك شي في رأسك؟ ليش ربي خلقنا؟ وما بدنا ننخلق؟ قال: لا قلت: كل الخرابيط اللي هنا راحت؟ قال: ايه كلها راحت قلت: ليتك والله عندي في الرياض اجلدك جلد لحد ما يروح اللي فيك لكن عاد الدانمارك حقوق إنسان وما حقوق إنسان وتعمل لنا قضية خلنا هادئين ويا غريب خلك أديب قلت: الآن ما بقي شيء في رأسك؟ قال: لا قلت: طيب قم الآن وتوضأ وصل ركعتين وقام فعلا وتوضأ وصلى ركعتين ثم لم نفقده في المركز الإسلامي معنا إلى آخر رمضان ولله الحمد شف بعظمة هذا القرآن
نحن أحيانا سبحان الله لا نعطي القرآن حقه ولا نقف عند عجائبه يقول عبد الله بن مسعود: قفوا عند عجائبه حركوا به القلوب يعني اجعلوا الناس يخشعون به ليست المسألة فقط ترداد لآياته دون أن يكون هناك فقه به بل يقف الإنسان فعلا عند عجائبه وقوفا حقيقيا لأجل أن يؤثر في نفسه وأن يؤثر في الآخرين فهذا أيها الإخوة ما يتعلق بتأثير القرآن سواء في تأثيره على الآخرين أو في تأثير المسلم على نفسه بهذا القرآن إذا قرأه وتعبد لله عز وجل به وعلم أنه مأجور عند الله تعالى إن أعطى هذا القرآن حقه كما كان السلف رحمهم الله تعالى يفعلون مثل ذلك
أيها الأحبة يقول عبد الله بن مسعود: لا تنظر إلى الهالك كيف هلك ولكن انظر إلى الناجي كيف نجا ليست العبرة لما يدخل علينا رمضان أن تلتفت فترى كثيرا من الناس ربما ضيعوا أوقاتهم في رمضان بالنظر إلى تتبع ما يعرض في القنوات أو غير ذلك لا تنظر إلى الهالك كيف هلك الله تعالى يقول: ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) (يوسف:103) لكن لا تنظر إلى الهالك كيف هلك لكن انظر دائما إلى الناجي كيف نجا انظر إلى من وفق لاستغلال رمضان وإذا جلست في المسجد بعد صلاة العصر تقرأ القرآن فلا تنظر أيضا إلى من يقومون اللي يقرأ صفحتين ثلاث من القرآن ويقوم لا انظر إلى الجالسين وقل لا تقل في نفسك أنا أحسن من هذا قام وقد قرأ 5 صفحات أنا سأقرأ 6 وأقوم لا بل قل أريد أن أكون مثل فلان الذي يقرأ 100 صفحة و200 صفحة من القرآن كل يوم انظر دائما كما قال عليه الصلاة والسلام إلى من هو خير منكم في أمور الآخرة ولا تنظروا إلى من هو دونكم حتى يكون الإنسان أكثر حرصا على أن يستجيب الله تعالى له وأن يكون مؤثرا سواء في نفسه أو مؤثرا أيضا في الآخرين
أيها الأحبة ختاما ليس المطلوب فقط أن نتأثر نحن بأحوال من ذكرنا من الصالحين وأن نحرص على رمضان كلا بل الذي أطلبه منكم أنتم وممن تبلغه هذه المحاضرة ما هو أبعد من ذلك أنا أعلم الذين يحضرون المحاضرات الشرعية هم خيرة الناس وكذلك الذين ربما يتابعونها أويشاهدونها هم من خيرة الناس ولو تكلمنا مثلا عن النظر الحرام عن التفريط في القرآن أعلم أنكم إن شاء الله لا تقعون أنتم في هذه المسائل لكننا نتكلم بها لأجل أن تكون أنت داعية لغيرك لأجل أن ينتبه إلى هذا وأن تكون مفتاحا للخير يعني لو أقنعت إنسانا أن يختم القرآن في رمضان مرتين ثلاث يكون لك مثل أجره قال عليه الصلاة والسلام: من دعا إلى هدى كان له مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا
لو أقنعت إنسانا أن يلغي القناة الفلانية على الأقل في رمضان قل يا أخي أنا طالبك على الأقل في رمضان على الأقل في رمضان بالله عطني الريموت كنترول وبرمج الرسيفر الذي عنده جهاز استقبال البث برمجه أنك تحذف 4 ، 5 10 قنوات من القنوات الفاسدة قل يا أخي أرجوك على الأقل في رمضان شهر الخير والبركات أبقي بس 4 أو 5 قنوات أو 10 قنوات أو كذا من القنوات الصالحة التي تدلك على الخير وتدعوك إليه أرجوك ياخي على الأقل في رمضان و11 شهر انظر لكن على الأقل في رمضان ياخي تقرب إلى الله تعالى لأجل أن يعود نفسه على تركها حتى بعد رمضان أنت كن داعية لغيرك إلى الخير ليس فقط أن تصلح نفسك كلا بل احرص أيضا على أن تصلح غيرك لا تكن ممن قال إذا بت رويانا فلا نزل القطر
يقول مادام أنا عندي مويه في البيت وأنا رويان الناس يموتون من الجوع أنا ثم من بعدي الطوفان كلا بل الإنسان يحب لأخيه كما يحب لنفسه
أسأل الله أن يبلغنا رمضان وأن يرزقنا فيه حسن الصلاة والصيام والقيام وقراءة القرآن وأسأل الله تعالى أن يجعلنا كما جمعنا في هذا المكان أن يجمعنا يوم القيامة في جنات عدن
اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك ربنا من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم
اللهم إنا نسألك ألا تدع من بيننا ولا من أحبابنا مريضا إلا شفيته اللهم لا تدع من بيننا ولا من أحبابنا مريضا إلا شفيته ولا مبتلى إلا عافيته ولا عقيما إلا ذرية صالحة رزقته اللهم لا تدع من بيننا من عليه دين أو يبحث عن وظيفة أو دراسة أو مصدر رزق أو زواج إلا يسرت له ذلك إلا يسرت له ذلك إلا يسرت له ذلك ووسعت عليه ووسعت عليه يا من كان نعم المجيب لنوح لما دعاه وبرحمته كشف الضر عن يونس إذ ناداه اللهم يا من كشف الضر عن أيوب ورد يوسف بعد طول غياب إلى يعقوب نسألك ربنا من الخير كله عاجله وآجله ونعوذ بك ربنا من الشر كله عاجله وآجله اللهم أصلح نياتنا وذرياتنا اللهم أصلح نياتنا وذرياتنا اللهم هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما يا رب العالمين هذا والله تعالى أجل وأكرم وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله