همة السلف الصالح إلى الجنة
إن الحمد لله، نحمده تعالى، ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. مما ترويه كتب السنة أن الصحابي الجليل أبا الدرداء كان جالساً في مسجد دمشق، فجاءه رجل من أهل المدينة، فقال له: يا أبا الدرداء ! جئتك من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس بي من حاجة إلا أن أسمع منك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له أبو الدرداء : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ومن سلك طريقاً يلتمس به علماً يسر الله له به طريقاً إلى الجنة.... الحديث) الراوي : أبو الدرداء | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 2682 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
. رجل يخرج مسافراً يقطع الفيافي والقفار، مسافات شاسعة لا يخرجه من بيته ويجعله يتحمل أعباء السفر إلا أن يسمع أحاديث قالها الرسول صلى الله عليه وسلم ممن سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيبشره صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الطريق الذي سلكه في خروجه من بيته لطلب العلم إنما هو طريق يوصله إلى جنة الله تبارك وتعالى.
وفي حادثة أخرى في إحدى المعارك يخطب الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري في المسلمين قبيل المعركة، فيقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف) الراوي : أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 1530 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
، فيقول رجل من المقاتلين يسمعه: أأنت سمعت هذا يا أبا موسى من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقول: نعم، فيذهب إلى قومه فيقول: أقرأ عليكم السلام، ثم كسر غمد سيفه، ومشى إلى الأعداء فقاتل حتى استشهد في سبيل الله، وقد فعلها من قبله في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم عمير بن الحمام ، الشاب الذي قاتل في معركة بدر عندما سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (بعث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بسيسةً ، عينًا ينظرُ ما صنعَتْ عِيرُ أبي سفيانَ . فجاء وما في البيتِ أحَدٌ غيري وغيرُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( قال : لا أدري ما استثنى بعضَ نسائِه ) قال : فحدَّثه الحديث . قال : فخرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فتكلَّمَ . فقال ( إنَّ لنا طُلْبةً . فمن كان ظهرُه حاضرًا فليركبْ معنا ) فجعل رجالٌ يستأذِنونه في ظهرانِهم في علوِّ المدينةِ . فقال ( لا . إلا من كان ظهرُه حاضرًا ) فانطلق رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابُه . حتى سبقوا المشركين إلى بدرٍ . وجاء المشركون . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( لا يقَدَّمنَّ أحدٌ منكم إلى شيءٍ حتى أكون أنا دونه ) فدنا المشركون . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( قوموا إلى جنةٍ عرضُها السماواتُ والأرضُ ) قال : يقول عُمَيرُ بنُ الحِمامِ الأنصاريُّ : يا رسولَ اللهِ ! جنةٌ عرضُها السماواتُ والأرضُ ؟ قال ( نعم ) قال : بخٍ بخٍ . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( ما يحملك على قولِك بخٍ بخٍ ) قال : لا . واللهِ ! يا رسولَ اللهِ ! إلاَّ رجاءةَ أن أكون من أهلِها . قال ( فإنك من أهلِها ) فأخرج تمراتٍ من قرنِه . فجعل يأكل منهنَّ . ثم قال : لئن أنا حَييتُ حتى آكلَ تمراتي هذه ، إنها لحياةٌ طويلةٌ . قال فرمى بما كان معه من التمرِ . ثم قاتل حتى قُتِلِ .
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1901 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
).
ولو ذهبت أحدثكم عن مثل هذه الأحاديث التي تبين نوعية هذه الاهتمامات التي كان يهتم بها المسلمون لطال الحديث، لقد كانت اهتمامات عالية في القمة، ما كان المسلمون يضيعون أوقاتهم في أمور تافهة، ولا يضيعون أموالهم في أمور حقيرة، وإنما كانت همتهم جنة الله تبارك وتعالى، هذا هو الهم الأكبر الذي يسخرون من أجله أموالهم ويسخرون من أجله أنفسهم، قال تعالى:( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ )[التوبة:111] هذا هو الثمن، يبيعون النفس والمال ويقبضون الجنة. هذا هو الاهتمام الكبير، والجائزة كانت معروفة عند المسلمين، عندما يقال: فلان عالي الهمة، فيقولون: إذاً:لا يرضى بما دون الجنة، نفوس عالية، وهمة سامية، يبذل الإنسان أعز ما يملك! يبذل ماله ونفسه! إنها همة عالية في القمة لا يهتمون بسفاسف الأمور وتوافهها.
الصفحة أو الرقم: 2682 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
. رجل يخرج مسافراً يقطع الفيافي والقفار، مسافات شاسعة لا يخرجه من بيته ويجعله يتحمل أعباء السفر إلا أن يسمع أحاديث قالها الرسول صلى الله عليه وسلم ممن سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيبشره صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الطريق الذي سلكه في خروجه من بيته لطلب العلم إنما هو طريق يوصله إلى جنة الله تبارك وتعالى.
وفي حادثة أخرى في إحدى المعارك يخطب الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري في المسلمين قبيل المعركة، فيقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف) الراوي : أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 1530 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
، فيقول رجل من المقاتلين يسمعه: أأنت سمعت هذا يا أبا موسى من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقول: نعم، فيذهب إلى قومه فيقول: أقرأ عليكم السلام، ثم كسر غمد سيفه، ومشى إلى الأعداء فقاتل حتى استشهد في سبيل الله، وقد فعلها من قبله في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم عمير بن الحمام ، الشاب الذي قاتل في معركة بدر عندما سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (بعث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بسيسةً ، عينًا ينظرُ ما صنعَتْ عِيرُ أبي سفيانَ . فجاء وما في البيتِ أحَدٌ غيري وغيرُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( قال : لا أدري ما استثنى بعضَ نسائِه ) قال : فحدَّثه الحديث . قال : فخرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فتكلَّمَ . فقال ( إنَّ لنا طُلْبةً . فمن كان ظهرُه حاضرًا فليركبْ معنا ) فجعل رجالٌ يستأذِنونه في ظهرانِهم في علوِّ المدينةِ . فقال ( لا . إلا من كان ظهرُه حاضرًا ) فانطلق رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابُه . حتى سبقوا المشركين إلى بدرٍ . وجاء المشركون . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( لا يقَدَّمنَّ أحدٌ منكم إلى شيءٍ حتى أكون أنا دونه ) فدنا المشركون . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( قوموا إلى جنةٍ عرضُها السماواتُ والأرضُ ) قال : يقول عُمَيرُ بنُ الحِمامِ الأنصاريُّ : يا رسولَ اللهِ ! جنةٌ عرضُها السماواتُ والأرضُ ؟ قال ( نعم ) قال : بخٍ بخٍ . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( ما يحملك على قولِك بخٍ بخٍ ) قال : لا . واللهِ ! يا رسولَ اللهِ ! إلاَّ رجاءةَ أن أكون من أهلِها . قال ( فإنك من أهلِها ) فأخرج تمراتٍ من قرنِه . فجعل يأكل منهنَّ . ثم قال : لئن أنا حَييتُ حتى آكلَ تمراتي هذه ، إنها لحياةٌ طويلةٌ . قال فرمى بما كان معه من التمرِ . ثم قاتل حتى قُتِلِ .
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1901 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
).
ولو ذهبت أحدثكم عن مثل هذه الأحاديث التي تبين نوعية هذه الاهتمامات التي كان يهتم بها المسلمون لطال الحديث، لقد كانت اهتمامات عالية في القمة، ما كان المسلمون يضيعون أوقاتهم في أمور تافهة، ولا يضيعون أموالهم في أمور حقيرة، وإنما كانت همتهم جنة الله تبارك وتعالى، هذا هو الهم الأكبر الذي يسخرون من أجله أموالهم ويسخرون من أجله أنفسهم، قال تعالى:( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ )[التوبة:111] هذا هو الثمن، يبيعون النفس والمال ويقبضون الجنة. هذا هو الاهتمام الكبير، والجائزة كانت معروفة عند المسلمين، عندما يقال: فلان عالي الهمة، فيقولون: إذاً:لا يرضى بما دون الجنة، نفوس عالية، وهمة سامية، يبذل الإنسان أعز ما يملك! يبذل ماله ونفسه! إنها همة عالية في القمة لا يهتمون بسفاسف الأمور وتوافهها.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ولا
حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء والاموات
حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء والاموات
تعليق