إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رمضان طريق التوبة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رمضان طريق التوبة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصبحه وبعد.

    فان من أعظم ما يعود على المسلم من النفع في هذا الشهر الكريم توبته وإنابته إلى ربه ومحاسبته لنفسه ومراجعته لتاريخه.

    باب التوبة مفتوح، وعطاء ربك ممنوح، وفضله تعالى يغدو ويروح، ولكن أين التائب المستغفر؟

    وهذا الشهر هو موسم التوبة والمغفرة، وشهر السماح والعفو، فهو زمن أغلى من غال وأنفس من نفيس.

    صح عنه (عليه الصلاة والسلام ) أنه قال:"إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها"(2)

    الإساءات منا كثيرة، والعفو منك أكثر، الخطأ منا كبير، ورحمته أكبر، الزلل منا عظيم، ومغفرته أعظم:

    سبحان من يعطي ونخطئ دائما ولم يزل مهما هفا العبد عفا

    يعطي الذي يخطي ولا يمنعه جلاله عن العطا لدى الخطا



    .

    صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:"رغم أنف من أدركه رمضان فلم يغفر له "3

    ذنوب العام كل العام تمحى لمن صدق مع الله في رمضان إذا اجتنب الكبائر ،النقص طيلة السنة ، العيوب المتراكمة تصحح في رمضان.

    صح الحديث القدسي أن الله عز وجل يقول: " يا عبادي أنكم تذنبون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا، فاستغفروني أغفر لكم "(3)

    [4]







    من طبيعتنا الذنب، ولكن منا من يتوب وينيب ويستغفر مولاه، ومنا من يصر، ويستمر ويكابر، وهذا هو المغبون المخذول عن طريق الهداية.

    أتوب إليك يا رحمن مما جنت نفسي فقد كثرت ذنوب

    وأشكو يا إلهي من معاص أصابتني وآذتني عيوب

    صح في الحديث القدسي أن الله يقول:"يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني إلا غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي"(1)

    ياصائمون هذا الشهر فرصتنا للتوبة النصوح، وهذه الأيام غنيمة لنا، فهل نبادر الغنيمة والفرصة؟

    وبادر بالتوبة النصوح قبل احتضار وانتزاع الروح

    لا تحتقر شيئا من المآثم وإنما الأعمال بالخواتم

    صام معنا قوم العام الماضي ثم ردوا لمولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين، مضوا بأعمالهم وتركوا آثارهم.

    فيا ليت شعري ما نقول وما الذي نجيب به والأمر إذ ذاك أصعب

    إلى الله نشكو قسوة في قلوبنا وفي كل يوم واعظ الموت يندب

    ومن علامات قبول الصائمين الصدق في التوبة ، والعزم على عدم العودة ، والندم على ما فرط العبد في جنب الله عز وجل .



    وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال :"والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم"(2)

    متى يتوب من لم يتب في رمضان ؟ ومتى يعود إلى الله من لم يعد في رمضان؟

    إن بعض الصائمين يستقيم حاله ويصلح باله في رمضان، فإذا انتهى الشهر وانصرم الصيام، عاد إلى حالته القديمة وسيرته الأولى فأفسد ما أصلح في رمضان، ونقض ما أبرم في رمضان، فهو عمره في هدم وبناء ونقض وإبرام.
    كان كثير من السلف إذا انتهى شهر الصيام بكوا لفراقه، وتأسفوا على رحيله وندموا على انتقاله ، وذلك لكثرة صلاحهم وصفاء قلوبهم وإشراق نفوسهم.

    اللهم وفقنا لما وفقت إليه عبادك الصالحين ، واهدنا صراطك المستقيم..
    د/ عائض القرنى

يعمل...
X