إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

جند من السماء ... مقدمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جند من السماء ... مقدمة

    جند من السماء

    إهــــــــــداء

    بسم الله الرحمن الرحيم

    فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياةَ الدنيا بالآخرة ، ومن يقاتل في سبيل الله فـيقتل

    أو يغلب فسوف نؤتيـه أجرا عظيما

    (74) النساء

    إلي المصريين حقا. الذين أدوا واجبهم ثم انصرفوا في صمت

    وأولهم الشهداء ..الذين قدموا أرواحهم ، ودمـاءهم ، وعرقهم

    فداء لتراب هذا الوطن

    لا أجد ما أقوله لكم إلا قول عظيم من أحد أبناء مصر البسطاء

    هـديل حمـام الحمـا .... تراتيل أسـاميكـم

    ياننـي عـين الوطـن ... قلبي يناديـــكم

    صلي الحمام وانجلا ... صلـي الحمام وانجلا

    الله يجازيكم

    (كابتن غزالي)

    شكـــر وتقـديـــر

    أصدق آيـات الشكر والتقدير أقدمها ، لكل من ساهم في ظهور هذا الكتاب

    بداية من القادة الذين كانوا في مواقع تتيح لهم معرفة الكثير.. وقد حظيت منهم بشرف

    اللقاء مرات عديدة وقراءة وثائقهم ، مما أتاح لي الوصول إلى حقيقة ما جري من أحداث .

    أيضا الزملاء من الضباط والصف رجال الصاعقة ، والمشاة ، والبحرية ، والمدفعية

    والطيارين الذين اشتركوا وساهموا في صناعة الأحداث، ومنهم عرفت أكبر قدر

    من الحقيقة التي أسعى لتقديمها للقارئ الكريم.

    والشكر واجب للمؤسسات التي قدمت المعلومات والوثائق التي أفادت الكتاب وهي

    أكاديمية ناصر العسكرية

    الهيئة العامة للاستعلامات

    وأشكر الأستاذة/ سمر محمود حسن. والسيد/ أكرم حنفي محمود .وحمدي عبد الحميد

    والسيد/محمد حسان، لما قاموا به من جهد في الإعداد والتنسيق والتصحيح.

    وأدعو الله سبحانه وتعالي أن يكون علما ينتفع به.

    وفقنا الله جميعا لخدمة مصر دائما


    مقدمــة


    "إن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة"

    كانت هذه الكلمات هي الصيحة التي أطلقها الرئيس جمال عبد الناصر بعد هزيمة يونيو 67.

    فكانت خير تعبير عن خطة مصر المستقبلية والتي تحولت إلى جهد وعرق استمر

    لسنوات، دفع فيه آلاف من شباب مصر أرواحهم ودماءهم رخيصة في قتال شرس

    مع العدو الصهيوني حتى تحقق لهم النصر.

    وثبت للعالم كله وأولهم العدو الإسرائيلي أن في مصر رجال لديهم من العزم والإصرار

    ما يجعلهم قادرين على حماية مصر ضد أي عدو.


    ولأن النصر الإسرائيلي في حرب 67 كان أكبر بكثير مما يتوقعون، ولأن النصر

    لم يكن نتيجة جهد إسرائيل فقط، بل كان الجزء الأكبر منه تقصير وإهمال مصري

    فقد صدقت إسرائيل كلها قادة وشعبا أن مصر لم تعد تقدر على فعل شيء سوى الاستسلام.

    كان انتصارهم كبيرا فحجب عن أعينهم حقيقة مصر وشعب مصر.


    أفاق الرئيس عبد الناصر من الوهم الذي كان يعيشه كما قال هو.

    اكتشف حقائق بديهية كان أهمها وأولها أن القيادة السياسية لابد وأن تعمل بتنسيق

    وتناغم مع القوات المسلحة .. وأن السياسة عليها أن تحدد الأهداف بوضوح تام وتخطط

    استراتيجيا لها، ثم توفر للقوات المسلحة ما يجعلها تحقق هذه الأهداف بأعلى قدر من

    الكفاءة .. كما تيقن الرئيس عبد الناصر أن القوات المسلحة جزء من الشعب وأداة

    من أدوات الدولة وليست كيان مستقل عنها.



    سنعرض في الكتاب ماذا حدث خلال أعظم وأروع ست سنوات في تاريخ مصر

    (1967- 1973)

    وسنعرض كيف استطاعت مصر أن تحقق خلال السنوات الست خلاف ما كان العالم كله

    يجمع عليه وهو أنه لن تقوم لمصر قائمة إلا بعد 20-30 عام.

    فمن بقايا قوات مسلحة مهزومة في نظر العالم أجمع تمكنت مصر بعد أيام فقط

    أن تواجه العدو الإسرائيلي في رأس العش جنوب بورفؤاد.

    وكانت هذه المعركة هي أول شمعة تضئ الظلام الذي حل على مصر منذ الخامس من يونيو.

    وتوالت بعدها شموع كثيرة ومعارك شرسة ظهر فيها المقاتل المصري بحق.

    إن حرب الاستنزاف 1969 وقد استمرت أكثر من 500 يوم أصبحت في التاريخ

    صفحات مضيئة. تشهد على أن شعب مصر يمكن أن يقهر المستحيل فعلا وليس مجازا

    فقد بدأت بمعارك المدفعية ثم تطورت إلى عمليات عبور لقناة السويس ومهاجمة العدو

    الإسرائيلي في خط بارليف، ثم مهاجمته في أعماق بعيدة عند إيلات والعريش.

    ثم لما ألقت إسرائيل بقواتها الجوية في حرب الاستنزاف لكسر إرادة مصر، تصدت لها

    القوات الجوية المصرية وهي مازالت في طور البناء فأوقعت بها خسائر لا يستهان بها

    ثم جاءت قوات الدفاع الجوي في نهاية حرب الاستنزاف لتؤكد لإسرائيل أن قواتها الجوية

    التي تلقب بالذراع الطويلة يمكن أن تقطع هذه الذراع فوق السماء المصريـة.


    سنرى في مرحلة حرب الاستنزاف الدور الرائع الذي قامت به القيادة السياسية المصرية

    لدعم القوات المسلحة والجهد الخارق الذي بذلته لتوفير احتياجات القتال اللازم لها.

    وسنرى دور العسكرية المصرية الحقيقي حين أصبح الهدف واضحا.

    فبعد قتال شرس وعنيف مع العدو الإسرائيلي لأكثر من عام برا وبحرا وجوا، تم إجبار

    إسرائيل على أن تطلب من أمريكا الحليف التاريخي لها أن تقوم بمبادرة لوقف إطلاق النار

    والتي عرفت باسم مبادرة روجرز في أغسطس 1970.

    ثم نتعرض لفترة التحضير لحرب أكتوبر 1973 وسنعرف أن وصف

    "أحد أهم المعارك في التاريخ"

    لم يطلق عليها من فراغ .. وأن مصر طوال ست سنوات كانت تدافع وتبنى قواتها

    المسلحة، وتخطط لاسترداد سيناء في وقت واحد .. وكانت إسرائيل تزيد الأمر صعوبة

    كل يوم حتى يدب اليأس في قلب مصر.

    فقناة السويس عسكريا من أصعب الموانع المائية في العالم، فأنشأت الساتر الترابي

    على شرق القناة لتزيد صعوبة العبور ثم أنشأت النقاط الحصينة التي عرفت باسم

    خط بارليف الشهير.

    والتي كانت تدعى أنه غير قابل للاختراق ثم أضافت مواسير نابالم لتحول سطح مياه القناة

    إلى نيران لا تنطفئ. لكن مصر لم تتردد في التجهيز للحرب، فكانت تنام وتصحو

    على أن النصر آت ولا ريب.

    وتحقق هذا فعلا وسقط الخط الشهير بحصونه وجنوده في أيد جنود مصر الذين كانوا

    يملكون مع السلاح الإيمان والعزم والإصرار على قهر العدو الإسرائيلي.

    ثم نعرض لملحمة التخطيط للعبور وكيف تم تدريب وحدات القوات المسلحة عليها ؟

    وكيف تمت دراسة أدق التفاصيل التي تتعلق بعملية العبور؟

    وكيف تم التغلب على صعوبات عديدة ؟

    وكيف دارت المعارك بين قوات مصر المسلحة والعدو الإسرائيلي ؟

    وسيتأكد لنا دور الطائرة والقوات الجوية في حروب مصر وإسرائيل التي بلغت خمس

    جولات، وأنها السلاح الحاسم الذي يرجح النصر بصورة كبيرة، لمن يستطيع أن

    يستخدم قواته الجوية بالصورة الصحيحة.

    سنشهد كيف تم بناء القوات الجوية وقوات الدفاع الجوي وسط أصعب الظروف

    وكيف شارك أبناء مصر جميعا في بناء هذه القوات، حتى العمال والفلاحين

    الذين كان دورهم عظيما ولا يقل عن دور الجنود.

    شاركوا في مرحلة البناء بالجهد والعرق بل واستشهد منهم الكثير جنبا إلى جنب

    مع الجنود المقاتلين في مرحلة بناء حائط الصواريخ في منطقة قناة السويس.

    كما شارك المدنيون في القتال أثناء حرب 1973 حين قاموا بالدفاع عن مدينة السويس

    وأجبروا العدو على الانسحاب منها واستشهد العديد من أفراد المقاومة المدنيين

    حتى لا تقع مدينة السويس في أيد العدو.



    وسنعرض خلال فترة التحضير للمعركة وفترة القتال دور القيادة السياسية

    التي تولاها الرئيس أنور السادات بعد رحيل الرئيس عبد الناصر.

    كيف خطط للمعركة مصريا وعربيا ؟

    كيف تعامل مع الاتحاد السوفيتي الحليف الأهم قبل وأثناء المعركة ؟

    كيف شارك في خطة الخداع الرائعة التي أذهلت إسرائيل ؟

    ثم كيف تدخل في مرحلة القتال؟

    وبماذا انعكس دور القيادة السياسية إيجاباً وسلباً على حرب أكتوبر1973 ؟

    كانت حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر تختلف تماما عن الجولات الثلاثة السابقة

    بين مصر وإسرائيل (1948-1956-1967) .

    حيث كانت القوات المسلحة المصرية تجد نفسها مدفوعة إلى قتال مع العدو الإسرائيلي

    دون إعداد أو تخطيط، وإنما تنفيذا لقرار سياسي لا يتوافق مع قدرة وكفاءة القوات المسلحة.

    فكان الطبيعي أن تنتصر إسرائيل في الجولات الثلاثة.

    لكن الموقف اختلف تماما في حربي الاستنزاف وأكتوبر73 بما سمح بظهور

    قدرة القوات المسلحة.

    وهذا سيجعلنا نستعرض الصورة بشكل أكبر بما يوضح دور المقاتل المصري في مختلف

    الأسلحة (مشاة - بحرية - صاعقة - مهندسين ...الخ) في كافة المواقع وعلى مدار سنوات

    امتدت من يونيو67 وحتى أكتوبر1973.

    وإن كنا سنعرض لبعض الأحداث والمواقف في مراحل القتال المختلفة بالتفصيل

    وبأسماء أصحابها من الشهداء والأبطال، فإننا لا ننسب الفضل لهؤلاء وإنما هم نموذج

    فقط يعبر عن مئات الآلاف من شعب مصر الذين قاتلوا وحاربوا وهزموا العدو الإسرائيلي

    بعد ست سنوات فقط وليس 20 عاماً كما كان يقول الجميع.

    وسنعرض للمواقف المضيئة خلال حرب أكتوبر 1973 والتي رغم كل ما كتب عنها

    لم تنـل حقها من الدراسة والتحليل بالصورة الكافية خاصة في مصر.

    وأرجو أن يكون ما كتبته في هذا الكتاب جزء بسيط يساهم في إظهار الحقيقة التي تستحقها

    "أحد أهم المعارك في التاريخ" حرب أكتوبر 1973


    انتظرونا والفصل الاول من فصول القصة
    0
    ممتاز
    0%
    0
    جيد
    0%
    0
    اخوتاااه أيسب محمدا ونحن على دينه
    لتحميل كلمة الدكتور حازم شومان للحملة
    هنا
يعمل...
X