43- باب إكرام أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبيان فضلهم
قال اللَّه تعالى: { إنما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت، ويطهركم تطهيراً } .
وقال تعالى: { ومن يعظم شعائر اللَّه فإنها من تقوى القلوب } .
346- وعن يزيد بن حيَّانَ قال : انْطلَقْتُ أَنا وحُصيْنُ بْنُ سَبْرَةَ ، وعمْرُو بن مُسْلِمٍ إلى زَيْدِ بْنِ أَرقمَ رضي اللَّه عنهم ، فلَمَّا جَلسْنا إِلَيهِ قال له حُصيْنٌ : لَقَد لَقِيتَ يَا زيْدُ خَيْراً كَثِيراً ، رَأَيْتَ رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، وسمِعْتَ حَدِيثَهُ ، وغَزَوْتَ مَعَهُ، وَصَلَّيتَ خَلْفَهُ : لَقَدْ لَقِيتَ يا زَيْدُ خَيْراً كَثِيراً ، حَدِّثْنَا يا زَيْدُ ما سمِعْتَ مِنْ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم . قال : يا ابْنَ أَخِي واللَّهِ لَقَدْ كَبِرتْ سِنِّي ، وقَدُم عهْدي ، ونسِيتُ بعْضَ الذي كنتُ أَعِي مِنْ رسولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، فَمَا حَدَّثْتُكُمْ ، فَاقْبَلُوا ، وَمَالا فَلا تُكَلِّفُونِيهِ ثُمَّ قال : قام رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَوْماً فِينَا خطِيباً بِمَاءٍ يُدْعي خُمّاء بَيْنَ مكَّةَ وَالمَدِينَةِ ، فَحَمِدَ اللَّه ، وَأَثْنى عَليْه ، ووعَظَ، وَذَكَّرَ ، ثُمَّ قَالَ : «أَمَّا بعْدُ : أَلا أَيُّهَا النَّاسُ ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رسولُ ربي فَأُجيبَ ، وأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ : أَوَّلهُما كِتابُ اللَّهِ ، فِيهِ الهُدى وَالنُّورُ ، فَخُذُوا بِكِتابِ اللَّه ، وَاسْتَمْسِكُوا به» فَحثَّ على كِتَابِ اللَّه ، ورغَّبَ فِيهِ . ثمَّ قَالَ « وأَهْلُ بَيْتِي ، أُذكِّركم اللَّه في أهلِ بيْتي ، أذكِّرُكم اللَّه في أهل بيتي » فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ : ومَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ يا زيْدُ ؟ أليس نساؤُه من أهلِ بيتهِ ؟ قال : نساؤُه منْ أهلِ بيتِهِ وَلَكِن أَهْلُ بيْتِهِ منْ حُرِم الصَّدقَة بعْدَهُ ، قَال : ومَنْ هُم؟ قَالَ : هُمْ آلُ عليٍّ ، وآلُ عَقِيلٍ ، وآلُ جَعْفَر ، وَآلُ عبَّاسٍ ، قَالَ : كُلُّ هُؤلاءِ حُرِمَ الصَّدقَةَ ؟ قَالَ : نعَمْ . رواه مسلم .
وفي روايةٍ : « أَلا وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقْلَيْن : أَحدُهَما كِتَابُ اللَّه وَهُو حبْلُ اللَّه، منِ اتَّبَعه كَانَ عَلَى الهُدى ، ومَنْ تَرَكَهُ كانَ على ضَلالَةٍ » .
347- وعَن ابنِ عُمرَ رضي اللَّه عنهما ، عن أبي بَكْر الصِّدِّيق رضي اللَّه عنه مَوْقُوفاً عَلَيْهِ أَنَّهُ قَالَ : ارْقُبُوا مُحَمَّداً صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم في أَهْلِ بيْتِهِ ، رواه البخاري .
44- باب توقير العلماء والكبار وأهل الفضل
وتقديمهم على غيرهم ، ورفع مجالسهم ، وإظهار مرتبتهم
قال اللَّه تعالى: { قل: هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب } .
348- وعن أبي مسعودٍ عُقبةَ بنِ عمرٍو البدريِّ الأنصاريِّ رضي اللَّهُ عنه قال: قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤهُمْ لِكتَابِ اللَّهِ ، فَإِنْ كَانُوا في الْقِراءَةِ سَواءً ، فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ ، فَإِنْ كَانُوا في السُّنَّةِ سَوَاءً ، فَأَقْدمُهُمْ هِجْرَةً ، فَإِنْ كانُوا في الهِجْرَةِ سَوَاءً ، فَأَقْدَمُهُمْ سِنّاً وَلا يُؤمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ في سُلْطَانِهِ ، وَلا يَقْعُدُ في بيْتِهِ على تَكْرِمتِهِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ» رواه مسلم .
وفي روايةٍ لَهُ : « فَأَقْدمهُمْ سِلْماً » بَدل « سِنًّا » : أَيْ إِسْلاماً .
وفي رواية : يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤهُمْ لِكتَابِ اللَّهِ ، وأَقْدمُهُمْ قِراءَةً ، فَإِنْ كَانَتْ قِراءَتُهمْ سَواءً فَيَؤُمُّهم أَقْدمُهُمْ هِجْرةً ، فَإِنْ كَانوا في الهِجْرَةِ سوَاء ، فَلْيُؤمَّهُمْ أَكْبرُهُمْ سِناً » .
والمُرادُ « بِسُلْطَانِهِ » محلُّ ولايتِهِ ، أَوْ الموْضعُ الذي يخْتَصُّ به . « وَتَكْرِمتُهُ» بفتحِ التاءِ وكسر والراءِ : وهِي ما يَنْفَرِدُ بِهِ مِنْ فِراشٍ وسرِيرٍ ونحْوِهِمَا .
349- وعنه قال : كان رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يمْسحُ منَاكِبَنَا في الصَّلاةِ وَيَقُولُ : « اسْتَوُوا وَلا تخْتلِفُوا ، فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ ، لِيَلِني مِنكُمْ أُولوا الأَحْلامِ والنُّهَى ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهم ، ثُمَّ الذين يلونَهم » رواه مسلم .
وقوله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « لِيَلِني » هو بتخفيف النُّون وَلَيْسَ قَبْلَهَا يَاءٌ ، ورُوِي بتشديد النُّون مع ياءٍ قَبْلَهَا . « والنُّهَى » : الْعُقُول : « وأُولُوا الأَحْلام » هُمْ الْبَالِغُونَ ، وَقيل : أَهْلُ الحِلْمِ وَالْفَضْلِ .
350- وعن عبد اللَّه بن مسعودٍ رضي اللَّه عنه قال : قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « لِيَلِني مِنْكُمْ أُولُوا الأَحْلامِ والنُّهَى ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ » ثَلاثاً « وإِيَّاكُم وهَيْشَاتِ الأَسْواقِ » رواه مسلم .
351- وعن أبي يحْيى وَقيل : أبي مُحمَّد سَهْلِ بن أبي حثْمة بفتح الحاءِ المهملة وإِسكان الثاءِ المثلثة الأَنصاري رضي اللَّه عنه قال : انْطَلَقَ عبْدُ اللَّهِ بنُ سهْلٍ وَمُحيِّصَةُ ابْنُ مَسْعُودٍ إِلى خَيْبَرَ وَهِيَ يَوْمَئِذ صُلْحٌ ، فَتَفَرَّقَا .فَأَتَى مُحَيِّصةُ إِلى عبدِ اللَّهِ بنِ سَهلٍ وهو يَتَشَحَّطُ في دمهِ قَتيلاً ، فدفَنَهُ ، ثمَّ قَدِمَ المدِينَةَ فَانْطَلَقَ عَبْدُ الرحْمنِ بْنُ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةُ وَحُوِّيصةُ ابْنَا مسْعُودٍ إِلى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، فَذَهَب عَبْدُ الرَّحْمنِ يَتَكَلَّمُ فقال : «كَبِّرْ كَبِّرْ » وَهُوَ أَحْدَثُ القَوْمِ ، فَسَكَت ، فَتَكَلَّمَا فقال: « أَتَحْلِفُونَ وَتسْتَحِقُّونَ قَاتِلكُمْ ؟ » وَذَكَرَ تَمامَ الحدِيث . متفقٌ عليه .
وقوله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « كَبِّرْ كَبِّرْ » معنَاهُ : يَتَكلَّمُ الأَكْبَرُ .
352- وعن جابرٍ رضي اللَّهُ عنه أَنَّ النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كَانَ يَجْمَعُ بيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ يَعْني في القَبْرِ ، ثُمَّ يَقُولُ : « أَيُّهُما أَكْثَرُ أَخْذاً لِلْقُرْآنِ ؟ » فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إلى أَحَدِهِمَا قَدَّمَهُ في اللَّحْدِ . رواه البخاريُّ .
353- وعن ابن عُمرَ رضي اللَّهُ عنهما أَنَّ النبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « أَرَاني في المَنَامِ أَتَسَوَّكُ بِسِوَاكٍ ، فَجَاءَنِي رَجُلانِ ، أَحدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الآخَرِ ، فَنَاوَلْتُ السِّوَاكَ الأَصْغَرَ ، فقيلَ لي : كَبِّرْ ، فَدَفَعْتُهُ إِلى الأَكْبَرِ مِنْهُمَا » رواه مسلم مُسْنَداً والبخاريُّ تعلِيقاً .
354- وعن أبي موسى رضي اللَّه عنه قال : قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ تعالى إِكْرَامَ ذى الشَّيْبةِ المُسْلِمِ ، وَحَامِلِ الْقُرآنِ غَيْرِ الْغَالي فِيهِ ، والجَافي عَنْهُ وإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ المُقْسِطِ » حديثٌ حسنٌ رواه أبو داود .
355- وعن عَمْرو بنِ شُعَيْبٍ ، عن أَبيِهِ ، عن جَدِّه رضي اللَّهُ عنهم قال : قال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا ، وَيَعْرِفْ شَرفَ كَبِيرِنَا » حديثٌ صحيحٌ رواه أبو داود والترمذي ، وقال الترمذي : حديثٌ حسنٌ صحيح .
وفي رواية أبي داود « حَقَّ كَبِيرِنَا » .
356- وعن مَيْمُونَ بنِ أبي شَبِيبٍ رحمه اللَّهُ أَن عَائشَةَ رضي اللَّه عنها مَرَّ بِها سَائِلٌ، فَأَعْطَتْهُ كِسْرَةً ، وَمرّ بِهَا رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابٌ وهَيْئَةٌ ، فَأَقْعَدتْهُ ، فَأَكَلَ فَقِيلَ لَهَا في ذلكَ ؟ فقالت : قال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « أَنْزِلُوا النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ » رواه أبو داود . لكِنْ قال : مَيْمُونُ لَمْ يُدْرِك عائِشَةَ .
وَقَدْ ذَكَرَهُ مُسْلمٌ في أَوَّلِ صَحِيحهِ تَعْلِيقاً فقال : وَذُكَرَ عَنْ عائِشَةَ رضي اللَّه عنها قالت: أَمرنا رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم أَنْ نُنْزِل النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ ، وَذَكَرَهُ الحاكِمُ أَبُو عبدِ اللَّهِ في كِتابِهِ « مَعْرفَة عُلُومِ الحَديث » وقال : هو حديثٌ صحيح .
357- وعن ابن عباسٍ رضي اللَّه عنهما قال : قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ ، فَنَزَلَ عَلَى ابنِ أَخِيهِ الحُرِّ بْنِ قَيْسٍ ، وَكَانَ مِنَ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنيهِمْ عُمَرُ رضي اللَّه عنه ، وَكَانَ القُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجْلِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ ، كُهُولاً كَانُوا أَوْ شُبَّاناً ، فقال عُيَيْنَةُ لابْنَ أَخِيهِ : يا ابْنَ أَخي لَكَ وجْهٌ عِنْدَ هذَا الأَمِيرِ ، فَاسْتَأْذِنْ لي عَلَيْهِ ، فَاسْتَأَذَنَ لَهُ ، فَأَذِنَ لَهُ عُمَرُ رضي اللَّه عنه ، فلما دَخَل : قال هِي يا ابْنَ الخَطَّابِ: فَوَاللَّه مَا تُعْطِينَا الجَزْلَ ، وَلا تَحْكُمُ فِينا بِالعَدْلِ، فَغَضِبَ عُمَرُ رضي اللَّه عنه حَتَّى هَمَّ أَنْ يُوقِعَ بِهِ ، فقال لَهُ الحُرُّ : يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ إِنَّ اللَّه تعالى قال لِنَبِيِّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : { خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلينَ } وإن هذا مِنَ الجَاهِلِينَ . واللَّهِ ما جاوزَهَا عُمرُ حِينَ تَلاهَا عَلَيْهِ ، وَكَانَ وَقَّافاً عِنْدَ كِتَابِ اللَّه تعالى . رواه البخاري .
358- وعن أبي سعيدٍ سَمُرةَ بنِ جُنْدبٍ رضي اللَّه عنه قال : لَقَدْ كنْتُ عَلَى عهْدِ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم غُلاماً ، فَكُنْتُ أَحفَظُ عنْهُ ، فَمَا يَمْنَعُني مِنَ القَوْلِ إِلاَّ أَنَّ هَهُنَا رِجالاً هُمْ أَسنُّ مِنِّي متفق عليه .
359- وعن أَنس رضي اللَّه عنه قال : قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « ما أَكْرَم شَابٌّ شَيْخاً لِسِنِّهِ إِلاَّ قَيَّضَ اللَّه لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْد سِنِّه » رواه الترمذي وقال حديث غريب .
مَعْنى « ارْقُبُوا » رَاعُوهُ وَاحترِمُوه وأَكْرِمُوهُ ، واللَّه أعلم .
45- باب زيارة أهل الخير
ومجالستهم وصحبتهم ومحبتهم وطلب زيارتهم والدعاء منهم وزيارة المواضع الفاضلة
قال اللَّه تعالى: { وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقباً } إلى قوله تعالى { قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشداً؟ } .
وقال تعالى: { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه } .
360- وعن أَنسٍ رضي اللَّهُ عنه قال : قال أبو بكر لِعمرَ رضي اللَّهُ عنهما بَعْدَ وَفَاةِ رسولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : انْطَلِقْ بِنَا إِلى أُمِّ أَيْمنَ رضي اللَّه عنها نَزُورُهَا كَما كانَ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يزُورُهَا ، فلَمَّا انْتَهَيا إِلَيْهَا ، بَكَتْ ، فَقَالاَ لَهَا : مَا يُبْكِيكِ أَما تَعْلَمِينَ أَنَّ ما عِنْدَ اللَّهِ خيرٌ لرسولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ؟ فقالت : إِنِّي لا أَبْكِي أَنِّي لأعْلمُ أَنَّ ما عِندَ اللَّهِ تعالَى خَيرٌ لرسُولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، ولَـكنْ أبْكي أَنْ الوَحْيَ قَدِ انْقَطَعَ مِنَ السَّمَاءِ .فَهَيَّجَتْهُما على البُكَاءِ ، فَجعلا يَبْكِيانِ معهَا.رواه مسلم .
361- وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « أَنَّ رَجُلاً زَارَ أَخاً لَهُ في قَريَةٍ أُخْرَى ، فَأَرْصد اللَّهُ تعالى على مَدْرجَتِهِ ملَكاً ، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قال: أَيْن تُريدُ ؟ قال: أُرِيدُ أَخاً لي في هذِهِ الْقَرْيةِ . قال : هَلْ لَكَ علَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا عَلَيْهِ ؟ قال : لا، غَيْر أَنِّي أَحْببْتُهُ في اللَّهِ تعالى ، قال : فَإِنِّي رسول اللَّهِ إِلَيْكَ بأَنَّ اللَّه قَدْ أَحبَّكَ كَما أَحْببْتَهُ فِيهِ » رواه مسلم .
يقال : « أَرْصدَه » لِكَذا : إِذَا وكَّلَهُ بِحِفْظِهِ ، و « المدْرَجَةُ » بفتحِ الميمِ والراء : الطَّريقُ ومعنى « تَرُبُّهَا » : تَقُومُ بهَا ، وتَسْعَى في صَلاحِهَا .
362- وعنه قال : قال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « مَنْ عَادَ مَريضاً أَوْ زَار أَخاً لَهُ في اللَّه ، نَادَاهُ مُنَادٍ : بِأَنْ طِبْتَ ، وطَابَ ممْشَاكَ ، وَتَبَوَّأْتَ مِنَ الجنَّةِ منْزِلاً » رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ . وفي بعض النسخ غريبٌ .
363- وعن أبي موسى الأَشعَرِيِّ رضيَ اللَّهُ عنه أَن النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِـحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ . كَحَامِلِ المِسْكِ ، وَنَافِخِ الْكِيرِ ، فَحامِلُ المِسْكِ ، إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحاً طيِّبةً . ونَافخُ الكيرِ إِمَّا أَن يحْرِقَ ثيابَكَ وإمَّا أنْ تجِدَ مِنْهُ ريحاً مُنْتِنَةً » متفقٌ عليه .
« يُحْذِيكَ » : يُعْطِيكَ .
364- وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه ، عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبعٍ : لِمالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَلِجَمَالِهَا ، ولِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاك » متفقٌ عليه.
ومعناه : أَنَّ النَّاس يَقْصِدُونَ في الْعَادَةِ مِنَ المَرْأَةِ هَذِهِ الخِصَالَ الأَرْبعَ ، فَاحِرصْ أَنْتَ عَلى ذَاتِ الدِّينِ . وَاظْفَرْ بِهَا ، واحْرِص عَلى صُحْبَتِهَا .
365- وعنْ ابن عباسٍ رضي اللَّه عنهما قال : قال النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم لِجِبْرِيلَ : « مَا يمْنَعُكَ أَنْ تَزُورَنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَزُورنَا ؟ » فَنَزَلَتْ : { ومَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَما خَلْفَنَا وما بَيْنَ ذلِكَ } رواه البخاري .
366- وعنْ أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ رضي اللَّه عنه ، عن النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « لا تُصَاحبْ إِلاَّ مُؤْمِناً ، ولا يَأْكُلْ طعَامَكَ إِلاَّ تَقِيٌّ » .
رواه أبو داود ، والترمذي بإِسْنَادٍ لا بأْس بِهِ .
367- وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أَن النبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكمْ مَنْ يُخَالِلُ » .
رواه أبو داود . والترمذي بإِسنادٍ صحيح ، وقال الترمذي : حديثٌ حسنٌ .
368- وعن أبي موسى الأَشْعَرِيِّ رضي اللَّهُ عنه أَن النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ » . متفق عليه وفي رواية قال قيل للنبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم الرجل يحب القوم وَلَمْا يلحق بهم ؟ قال : « المرء مع من أحب » .
369- وعن أَنس رضي اللَّه عنه أَن أَعرابياً قال لرسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : مَتَى السَّاعَةُ ؟ قال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « مَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟ » قال : حُب اللَّهِ ورسولِهِ قال : « أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ » .
متفقٌ عليه ، وهذا لفظ مسلمٍ .
وفي روايةٍ لهما : مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَوْمٍ ، وَلا صَلاةٍ ، وَلا صَدَقَةٍ ، وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللَّه وَرَسُولَهُ .
370- وعن ابنِ مسعودٍ رضي اللَّه عنه قال : جاءَ رَجُلٌ إِلى رسولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فقال : يا رسول اللَّه كَيْفَ تَقُولُ في رَجُلٍ أَحبَّ قَوْماً وَلَمْ يلْحَقْ بِهِمْ ؟ فقال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ » متفقٌ عليه .
371- وعن أبي هُريرة رضي اللَّه عنه عن النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « النَّاسُ معَادِنُ كَمَعَادِنِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ، خِيَارُهُمْ في الجَاهِلِيَّةِ خِيارُهُمْ في الإِسْلامِ إِذَا فَقهُوا . وَالأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجنَّدَةٌ ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا ، اخْتَلَفَ » رواه مسلم .
وروى البخاري قوله : « الأَرْوَاحُ » إِلخ ، من رواية عائشة رضي اللَّه عنها .
372- وعن أُسيْرِ بْنِ عَمْرٍو ويُقَالُ : ابْنُ جابِر وهو « بضم الهمزةِ وفتح السين المهملة» قال : كَانَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رضي اللَّه عنه إِذا أَتَى عَلَيْهِ أَمْدادُ أَهْلِ الْيمنِ سأَلَهُمْ : أَفيُّكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ ؟ حتَّى أَتَى عَلَى أُوَيْسٍ رضي اللَّه عنه، فقال له : أَنْتَ أُويْس بْنُ عامِرٍ ؟ قال : نَعَمْ ، قال : مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ ؟ قال : نعَمْ ، قال : فكَانَ بِكَ بَرَصٌ ، فَبَرَأْتَ مِنْهُ إِلاَّ مَوْضعَ دِرْهَمٍ ؟ قال : نَعَمْ . قال : لَكَ والِدَةٌ ؟ قال : نَعَمْ .
قال سَمِعْتُ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقول : « يَأْتِي علَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مع أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ مُرَادٍ ، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ كَانَ بِهِ برصٌ ، فَبَرَأَ مِنْهُ إِلاَّ مَوْضعَ دِرْهَمٍ ، لَهُ وَالِدَةٌ هُو بِها برٌّ لَوْ أَقْسمَ على اللَّه لأَبَرَّهُ ، فَإِن اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ » فَاسْتَغْفِرْ لي فَاسْتَغْفَرَ لَهُ.
فقال له عُمَرُ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قال : الْكُوفَةَ ، قال : أَلا أَكْتُبُ لَكَ إِلى عَامِلهَا ؟ قال : أَكُونُ في غَبْراءِ النَّاسِ أَحبُّ إِلَيَّ .
373- وعن عمرَ بنِ الخطاب رضي اللَّه عنه قال : اسْتَأْذَنْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم في العُمْرَةِ ، فَأَذِنَ لي ، وقال : « لا تَنْسَنَا يا أَخَيَّ مِنْ دُعَائِكَ » فقال كَلِمَةً مَا يسُرُّني أَنَّ لي بِهَا الـدُّنْيَا .
وفي روايةٍ قال : « أَشْرِكْنَا يَا أخَيَّ في دُعَائِكَ » .
حديثٌ صحيحٌ رواه أَبو داود ، والترمذي وقال : حديثٌ حسنٌ صحيحٌ .
374- وعن ابن عُمرَ رضي اللَّه عنهما قال : كَانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَزُورُ قُبَاءَ رَاكِباً وَماشِياً، فَيُصلِّي فِيهِ رَكْعتَيْنِ متفقٌ عليه .
وفي روايةٍ : كان النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَأْتي مَسْجِدَ قُبَاءَ كُلَّ سبْتٍ رَاكِبًا وَمَاشِياً وكَانَ ابْنُ عُمَرَ
46- باب فضل الحب في الله والحث عليه
وإعلام الرجل من يحبه أنه يحبه ، وماذا يقول له إذا أعلمه
قال اللَّه تعالى: { محمد رَسُول اللَّهِ، والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم } إلى آخر السورة.
وقال تعالى: { والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم } .
375- وعن أَنسٍ رضي اللَّه عنه عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيَمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا ، سِواهُما ، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلاَّ للَّهِ ، وَأَنْ يَكْرَه أَنْ يَعُودَ في الكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ في النَّارِ » متفقٌ عليه .
376- وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « سبْعَةٌ يُظِلُّهُم اللَّه في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ : إِمامٌ عادِلٌ ، وَشَابٌ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجلَّ ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مَعلَّقٌ بِالمَسَاجِدِ ورَجُلان تَحَابَّا في اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ ، وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ ، ورَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ ، فقال : إِنِّي أَخافُ اللَّه ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ ، فَأَخْفَاهَا حَتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ » متفقٌ عليه .
377- وعنه قال : قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « إن اللَّه تعالى يقولُ يَوْمَ الْقِيَامةِ : أَيْنَ المُتَحَابُّونَ بِجَلالِي ؟ الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ في ظِلِّي يَومَ لا ظِلَّ إِلاَّ ظِلِّي » رواه مسلم .
378- وعنه قال : قال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَدْخُلُوا الجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا ، ولا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا ، أَوَ لا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوه تَحَابَبْتُمْ ؟ أَفْشُوا السَّلامَ بينَكم »رواه مسلم .
379- وعنه عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « أَنَّ رَجُلاً زَار أَخاً لَهُ في قَرْيَةٍ أُخْرَى ، فَأَرْصَد اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجتِهِ مَلَكاً » وذكر الحديث إلى قوله :
« إِن اللَّه قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ » رواه مسلم . وقد سبق بالبابِ قبله .
380- وعن البَرَاءِ بْنِ عَازبٍ رضي اللَّهُ عنهما عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم أَنه قال في الأَنْصَار : « لا يُحِبُّهُمْ إِلاَّ مُؤمِنٌ ، وَلا يُبْغِضُهُمْ إِلاَّ مُنَافِقٌ ، مَنْ أَحَبَّهُمْ أحبَّه اللَّهُ ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللَّه » متفقٌ عليه .
381- وعن مُعَاذٍ رضي اللَّه عنه قال : سمِعتُ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقول : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : المُتَحَابُّونَ في جَلالي ، لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمْ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ » .
رواه الترمذي وقال : حديثٌ حسنٌ صحيحٌ .
382- وعن أبي إِدريس الخَولانيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ قال : دَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ ، فَإِذَا فَتًى بَرَّاقُ الثَّنَايَا وَإِذَا النَّاسُ مَعهُ ، فَإِذَا اخْتَلَفُوا في شَيءٍ ، أَسْنَدُوهُ إِلَيْهِ ، وَصَدَرُوا عَنْ رَأْيهِ ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ ، فَقِيلَ : هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رضي اللَّه عنه ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ ، هَجَّرْتُ ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي بِالتَّهْجِيرِ ، ووَجَدْتُهُ يُصَلِّي ، فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى قَضَى صلاتَهُ ، ثُمَّ جِئْتُهُ مِنْ قِبَلِ وجْهِهِ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قُلْتُ : وَاللَّهِ إِنِّي لأَحِبُّكَ للَّهِ ، فَقَالَ : آللَّهِ ؟ فَقُلْتُ : أَللَّهِ ، فقال : آللَّهِ ؟ فَقُلْتُ : أَللَّهِ ، فَأَخَذَني بِحَبْوَةِ رِدَائي ، فَجَبذَني إِلَيْهِ ، فَقَالَ : أَبْشِرْ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقول : « قالَ اللَّهُ تعالى وَجَبَتْ مَـحبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فيَّ ، والمُتَجالِسِينَ فيَّ ، وَالمُتَزَاوِرِينَ فيَّ ، وَالمُتَباذِلِينَ فيَّ » حديث صحيح رواه مالِكٌ في المُوطَّإِ بإِسنادِهِ الصَّحيحِ .
قَوْلُهُ « هَجَّرْتُ » أَيْ بَكَّرْتُ ، وهُوَ بتشديد الجيم قوله : « اللَّهِ فَقُلْتُ : أَللَّهِ » الأَوَّلُ بهمزةٍ ممدودةٍ للاستفهامِ ، والثاني بِلا مدٍ .
383- عن أبي كَريمةَ المِقْدَادِ بن مَعْدِ يكَرب رضي اللَّه عنه عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال « إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ ، فَلْيُخْبِرْه أَنَّهُ يُحِبُّهُ » رواه أبو داود ، والترمذي وقال : حديثٌ حسنٌ.
384- وعن مُعَاذٍ رضي اللَّه عنه ، أَنَّ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، أَخَذَ بِيَدِهِ وقال : « يَا مُعَاذُ واللَّهِ ، إِنِّي لأُحِبُّكَ ، ثُمَّ أُوصِيكَ يَا مُعاذُ لا تَدَعنَّ في دُبُرِ كُلِّ صلاةٍ تَقُولُ : اللَّهُم أَعِنِّي على ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ ، وحُسنِ عِبَادتِك » .
حديث صحيحٌ ، رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح .
385- وعن أَنسٍ ، رضي اللَّه عنه ، أَنَّ رَجُلاً كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، فَمَرَّ بِهِ ، فَقال : يا رسول اللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّ هَذا ، فقال له النبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : «أَأَعْلمتَهُ ؟ » قَالَ : لا قَالَ : «أَعْلِمْهُ» فَلَحِقَهُ ، فَقَالَ : إِنِّي أُحِبُّكَ في اللَّه ، فقالَ : أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْببْتَنِي لَهُ . رواه أبو داود بإِسنادٍ صحيح .
يَفْعَلُهُ.