الحمد لله رب العالمين، قيوم السماوات والأرضين، مدبر الخلائق أجمعين، أرسل إلينا أشرف المرسلين، وأنقذنا به من بدع المبتدعين، نحمده سبحانه على ما أولاه من الفضل العظيم.
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله إلى جميع الثقلين، وأنقذ به الأمة من شرك المشركين، ومن بدع المبتدعين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.
أما بعد، عباد الله اتقوا الله تعالى حق تقاتِهِ ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، فأطيعوا أمره ولا تخالفوه فتكونوا من الضالين، واذكروه دائما ولا تكونوا من الغافلين، واشكروه على نعمه ولا تكونوا بها من الكافرين.
واعلموا أن ربنا سبحانه خلقنا لعبادته، وأمرنا بتوحيده وطاعته، وأرسل إلينا أفضل رسله، وأنزل علينا أشرف كتبه، وأنقذنا بذلك، وأخرجنا به من الظلمات إلى النور، ووفق الله صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، فنقلوا لنا دين الإسلام، وأوضحوه لنا أتم بيان، ونقله مَن بعدهم وتلقاه الخلف عن السلف، حتى وصل إلينا كاملا لم يتغير، ولم ينقصه شيء -والحمد لله- وذلك من فضل الله على هذه الأمة.
وقد بين لهم نبيهم -صلى الله عليه وسلم- كل ما يحتاجون إليه، فبين لهم أعلام الهدى، وبين لهم الواجبات في دين الإسلام، وبين لهم أمثلة الحلال والحرام، وبين لهم الآداب والأخلاق ومحاسن الإسلام، وتركهم على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك، فمن اتبع سبيله فإنه من الموفقين، ومن ابتدع وسلك طريق المبتدعة والمنحرفين فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا.
ولا شك -عباد الله- أن الواجب علينا أولا معرفة هذا الدين، وتعلم شرائعه، وتعلم وسائله، وآدابه وأخلاقه، وأحكامه وحلاله وحرامه؛ حتى نعمل على بصيرة، والحمد لله أن قد ورثنا ما نتمكن به من الدين.
وقد أوصى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أن يتمسك الناس بعده بهذا الدين وبمصدريه؛ فقال -صلى الله عليه وسلم- تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي؛ كتاب الله وسنتي .
هكذا أخبر بأن كتاب الله وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- هما الوسيلة للنجاة والسلامة من البدع، وهما السبب الأقوى الذي يوصل من سار عليه إلى رضا الله تعالى وإلى دار كرامته.
وكتاب الله سبحانه هو هذا القرآن الكريم الذي تولى الله تعالى حفظه؛ إذ قال تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ تولى الله حفظه فلا تناله أيدي العابثين، ولا تناله أيدي المحرفين، بل إذا غُيِّر منه حرف أو كلمة تفطن لذلك أهله الذين حملوه، وردوا على أولئك المحرفين والمبدلين.
وهكذا أيضا بينه النبي -صلى الله عليه وسلم- بسنته المطهرة، امتثالا لما أمره به ربه؛ قال الله تعالى: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ فبينه -عليه الصلاة والسلام- بأقواله وبأفعاله، وأضاف إليه من البيان ومن التفصيل ما يكون مثله أو نحوه، فقد قال -صلى الله عليه وسلم- ألا إني أعطيت القرآن ومثله معه يعني: السنة.
وأخبر الله تعالى أن السنة تبين القرآن، وأخبر أيضا بأنها من الله تعالى، وأن كلام هذا النبي -صلى الله عليه وسلم- يعتبر وحيا من الله؛ ولذلك قال تعالى: مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى صاحبكم يعني نبينا -صلى الله عليه وسلم- أخبر تعالى بأنه ما ضل عن الصراط السوي، وأنه لم يكن من الغاوين، بل إنه من الراشدين المهتدين، وأنه لا ينطق عن الهوى، وإنما يتكلم بما أوحى الله إليه إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى وإذا كان كذلك فإن علينا أن نتمسك بسنته، وأن نسير عليها ولو خالفنا من خالفنا.
وقد أوصى -صلى الله عليه وسلم- صحابته؛ ففي الحديث الصحيح عن العرباض بن سارية -رضي الله عنه- قال: وعظنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع؛ فأوصنا –أو بماذا تعهد إلينا-. فقال: أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة .
هكذا وكأنهم فهموا من تلك الموعظة أنه سوف يودعهم ويفارقهم، وقد يكون ذلك في آخر حياته، إن أوعظهم بتلك الموعظة، فعند ذلك عهد إليهم وأوصاهم بما أوصاهم به أن يتمسكوا بسنته، وسنة خلفائه الراشدين الذين هم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي -رضي الله عنهم- فإنهم الذين قاموا بالأمر بعده، والذين هداهم الله وهدى بهم، وفتح بهم البلاد، وانتشر بواسطة دعوتهم الإسلام، ونقلوا لنا -هم وبقية الصحابة- كلام ربنا، ونقلوا لنا أفعال نبينا -صلى الله عليه وسلم- وكذلك بقية سنته، وكل ذلك من فضل الله تعالى علينا.
فما علينا إلا أن نتمسك بهذه السنة النبوية، والتي تركنا عليها -صلى الله عليه وسلم- وأخبر بأن من سار عليها نجا، ومن تركها فقد هلك وتعرض للهلاك. وضرب لأمته مثلا، فخط لهم خطا مستقيما وخط عن يمينه وعن شماله خطوطا منحرفة، وقال: هذا صراط الله -يعني هذا الطريق المستقيم وهذا الخط المستقيم- هو صراط الله، وهو سبيله الذي فرضه على عباده، والذي أمرهم بأن يسألوه في قولهم في صلاتهم: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ .
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله إلى جميع الثقلين، وأنقذ به الأمة من شرك المشركين، ومن بدع المبتدعين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.
أما بعد، عباد الله اتقوا الله تعالى حق تقاتِهِ ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، فأطيعوا أمره ولا تخالفوه فتكونوا من الضالين، واذكروه دائما ولا تكونوا من الغافلين، واشكروه على نعمه ولا تكونوا بها من الكافرين.
واعلموا أن ربنا سبحانه خلقنا لعبادته، وأمرنا بتوحيده وطاعته، وأرسل إلينا أفضل رسله، وأنزل علينا أشرف كتبه، وأنقذنا بذلك، وأخرجنا به من الظلمات إلى النور، ووفق الله صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، فنقلوا لنا دين الإسلام، وأوضحوه لنا أتم بيان، ونقله مَن بعدهم وتلقاه الخلف عن السلف، حتى وصل إلينا كاملا لم يتغير، ولم ينقصه شيء -والحمد لله- وذلك من فضل الله على هذه الأمة.
وقد بين لهم نبيهم -صلى الله عليه وسلم- كل ما يحتاجون إليه، فبين لهم أعلام الهدى، وبين لهم الواجبات في دين الإسلام، وبين لهم أمثلة الحلال والحرام، وبين لهم الآداب والأخلاق ومحاسن الإسلام، وتركهم على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك، فمن اتبع سبيله فإنه من الموفقين، ومن ابتدع وسلك طريق المبتدعة والمنحرفين فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا.
ولا شك -عباد الله- أن الواجب علينا أولا معرفة هذا الدين، وتعلم شرائعه، وتعلم وسائله، وآدابه وأخلاقه، وأحكامه وحلاله وحرامه؛ حتى نعمل على بصيرة، والحمد لله أن قد ورثنا ما نتمكن به من الدين.
وقد أوصى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أن يتمسك الناس بعده بهذا الدين وبمصدريه؛ فقال -صلى الله عليه وسلم- تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي؛ كتاب الله وسنتي .
هكذا أخبر بأن كتاب الله وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- هما الوسيلة للنجاة والسلامة من البدع، وهما السبب الأقوى الذي يوصل من سار عليه إلى رضا الله تعالى وإلى دار كرامته.
وكتاب الله سبحانه هو هذا القرآن الكريم الذي تولى الله تعالى حفظه؛ إذ قال تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ تولى الله حفظه فلا تناله أيدي العابثين، ولا تناله أيدي المحرفين، بل إذا غُيِّر منه حرف أو كلمة تفطن لذلك أهله الذين حملوه، وردوا على أولئك المحرفين والمبدلين.
وهكذا أيضا بينه النبي -صلى الله عليه وسلم- بسنته المطهرة، امتثالا لما أمره به ربه؛ قال الله تعالى: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ فبينه -عليه الصلاة والسلام- بأقواله وبأفعاله، وأضاف إليه من البيان ومن التفصيل ما يكون مثله أو نحوه، فقد قال -صلى الله عليه وسلم- ألا إني أعطيت القرآن ومثله معه يعني: السنة.
وأخبر الله تعالى أن السنة تبين القرآن، وأخبر أيضا بأنها من الله تعالى، وأن كلام هذا النبي -صلى الله عليه وسلم- يعتبر وحيا من الله؛ ولذلك قال تعالى: مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى صاحبكم يعني نبينا -صلى الله عليه وسلم- أخبر تعالى بأنه ما ضل عن الصراط السوي، وأنه لم يكن من الغاوين، بل إنه من الراشدين المهتدين، وأنه لا ينطق عن الهوى، وإنما يتكلم بما أوحى الله إليه إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى وإذا كان كذلك فإن علينا أن نتمسك بسنته، وأن نسير عليها ولو خالفنا من خالفنا.
وقد أوصى -صلى الله عليه وسلم- صحابته؛ ففي الحديث الصحيح عن العرباض بن سارية -رضي الله عنه- قال: وعظنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع؛ فأوصنا –أو بماذا تعهد إلينا-. فقال: أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة .
هكذا وكأنهم فهموا من تلك الموعظة أنه سوف يودعهم ويفارقهم، وقد يكون ذلك في آخر حياته، إن أوعظهم بتلك الموعظة، فعند ذلك عهد إليهم وأوصاهم بما أوصاهم به أن يتمسكوا بسنته، وسنة خلفائه الراشدين الذين هم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي -رضي الله عنهم- فإنهم الذين قاموا بالأمر بعده، والذين هداهم الله وهدى بهم، وفتح بهم البلاد، وانتشر بواسطة دعوتهم الإسلام، ونقلوا لنا -هم وبقية الصحابة- كلام ربنا، ونقلوا لنا أفعال نبينا -صلى الله عليه وسلم- وكذلك بقية سنته، وكل ذلك من فضل الله تعالى علينا.
فما علينا إلا أن نتمسك بهذه السنة النبوية، والتي تركنا عليها -صلى الله عليه وسلم- وأخبر بأن من سار عليها نجا، ومن تركها فقد هلك وتعرض للهلاك. وضرب لأمته مثلا، فخط لهم خطا مستقيما وخط عن يمينه وعن شماله خطوطا منحرفة، وقال: هذا صراط الله -يعني هذا الطريق المستقيم وهذا الخط المستقيم- هو صراط الله، وهو سبيله الذي فرضه على عباده، والذي أمرهم بأن يسألوه في قولهم في صلاتهم: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ .