التهيؤ لرمضان
مع العد التنازلي لأيام شعبان .. هل تهيأت النفوس والبيوت لرمضان ؟
ولا يتم هذا التهيؤ إلا بأمرين مهمين :
الأول : توبة نصوح ، يصحح بها المسلم طريقه إلى الله تعالى .
الثاني : علم ، يصحح به عمله ، فيجب على كل من افترض عليه الصيام تعلم أحكام الصيام وآدابه ..
حتى يكون صيامه صحيحًا مقبولا ، وينال به مغفرة الذنوب ، والعتق من النيران .
اللهم بلغنا رمضنا ، واجعلنا من المقبولين .. إنك سميع الدعاء .
وحاجتنا إلى التوبة والاستغفار في كل يوم تتكرر ، لأننا في كل يوم نخطئ مرارًا ، ومن هنا نفهم قول النبي : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، تُوبُوا إِلَى اللهِ ، فَإِنِّي أَتُوبُ ، فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ " رواه مسلم من حديث ابن عمر .
وإياك أن تسوف التوبة ، فمعظم صراخ أهل النار من التسويف .
فمن الآن فتب ، وجدد التوبة في كل يوم مرارًا ، ولا تقول كما يقول : هذا الجاهل : إذا جاء رمضان فعلت وفعلت ؛ فإن تأخير التوبة إثم ، ولا يدري المغرور متى يكون أجله .
واعلموا أننا جميعًا نحتاج إلى توبة تجب ما قبلها ، ولن تكون إلا بتوفيق من الله تعالى ، واقرأوا إن شئتم : وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [ التوبة : 118، 119] .
اللهم اغفر لنا ما مضى ، وأصلح لنا ما بقي .. إنك سميع الدعاء .
حل عقدة الإصرار
ومن معاني التوبة : حل عقدة الإصرار ، هذه العقدة المهلكة ، والتي قد لا يلتفت إليها بعض من يظن أنه قد تاب ؛ فعندما يصر القلب على العود إلى الذنب ، فقد افتقد شرطًا من شروط صحة التوبة ، ولم تُحل منه عقدة الإصرار ؛ وقد قال الله تعالى : وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُون [آل عمران: 135] .
فاحرص أيها التائب على حل هذه العقدة ، لتصح توبتك ؛ واعلم أن التوبة تحتاج إلى تغيير لحياتك ؛ قال عز ذكره : وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا [الفرقان : 71] .
فلابد من العمل الصالح بعد التوبة .
اللهم إنا نسألك توبة ترضيك ، تمحو ما قد كان من تقصيرنا ، إنك أنت التواب الرحيم.