مهلاً أيُّها الحلبُ . . فسقوطك آخر شاهد ونذير للأمة قبل عموم البلاء؟!
لم يجد أعدؤنا فينا بقية من نخوة رجولة!! بعدما تأكدوا أن إعلامهم العاهر قد أصل العهر في نفوسنا!! وتيقنوا من أن حب الدنيا قد تشرب في دمائنا، وتشبعت به شرايين أجسادنا!!
فلم يجدوا أي حرج في إعلانها صريحة أن الوقت قد حان؛ لكي يغرز تحالفهم الشيطاني (اليهود الصليبي المجوسي الشيوعي) الرمح الأخير في جسد أمتنا المريضة بل المنهوكة بغفلة وهوان أبنائها!!
والعجيب أن الجميع أضحى يشاهد مذابح إخوانه ولا يحرك ساكناً؛ وكأن صور الذبح والتنكيل وبشاعة الدمار والتدمير قد صارت نصيباً محتوماً لهذه الأمة؛ بل واستحقاق لأهل الكفر علينا؛ ولابد للجميع أن يسلم به!!
يأتي ذلك في خضم أجواء من التناحر والتخاصم التي عمت معظم بلاد المسلمين؛ بل وامتدت حتى إلى بنيان الأسرة الواحدة فصدعتها، وجعلتها متفرقة ومتحزبة؛ حسب التوجهات السياسية التي تعمدت الإعلام الخبيث تضليل الناس بناءً عليها!!
وبصفة عامة؛ أضحى البعد عن الله والدار الآخرة هو الداء العضال الذي أصاب الأمة في مقتل؛ والذي يخشى معه والله أن يكلنا الله لأنفسنا؛ فتعم علينا ألوان البلاء؛ ويلحقنا من الخزي والبلوى ما لحق بإخواننا في الكثير من بلدان المسلمين؛ كسوريا واليمن وفلسطين والعراق وليبيا؛ وغيرها من البلاد المنكوبة كمينمار وكشمير والصومال وأفغانستان!!
إن الطريق الأسرع والسلاح الأنجع لدفع البلاء عن أمتنا؛ ليتمثل في عودتنا إلى الله تعالى في المقام الأول؛ والقيام بدعوة الناس إلى توحيده والتعلق به سبحانه وحده لا شريك له؛ ومن ثم النهوض لنصرة إخواننا بكل ما نستطيع من بذل النفس والجهد والمال، وقبل ذلك الدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء!!
وليكن معلوم لدينا أننا لو نجحنا في الانتصار على أنفسنا في ميادين مجاهدة النفس في الخلوات ومناشط الطاعات؛ فسوف يسهل علينا اجتياز ساحات العراك والنزال؛ ولتكن المواجهة اليوم في أرض الشام؛ قبلما تكون غداً على مشارف مكة والمدينة؛ بسعي حثيث وخبيث من المجوس اللئام!!
ألا فتمهلي يا حلب واصمدي يا شام؛ فجند الله قد عادوا؛ وسوف تشهد ميادين ساحاتك غداً بإذن الله، خزي الروس والأمريكان، وهزيمة الفرس وأذنابهم من اليهود الجرذان!!
فالعودة والعودة إلى الله يا أمة محمد قبل فوات الأوان، ولنعلنها توبة صادقة نمحو بها ما كان من خزي الغفلة وضياع سابق الأيام؛ فإن الله يفرح بتوبة عباده، ويفتح لهم أبواب الرحمة والغفران!!