الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن للشيطان مع الإنسان قصة بدأت منذ بداية الخليقة، وستظل إلى قيام الساعة، وهذه القصة هي العداوة المتأصلة التي كانت بدايتها مع أبينا آدم -عليه السلام- واستمرت مع ذريته من بعده، ولقد حذرنا الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- من الشيطان ومن عداوته لنا ، وخوفنا من مصائده ومكائده، فقال -تعالى-: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 268]، وقال -تعالى-: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر: 6]، وقال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 168، 169]، وقال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة: 208]، وقال -تعالى-: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} [الحشر: 16].
وقد قرر القرآن عداوته في آيات كثيرة، ووراء هذه العداوة هدف يريد الشيطان الوصول إليه، وهو إيصال من تبعه إلى النار.
ومن أصول عقيدة أهل السنة والجماعة أنهم يؤمنون بأن الله -تعالى- خلق شياطين الجن توسوس لبني آدم، وتتربص لهم وتتخبط بهم، قال -تعالى-: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام: 121].
وإن الله يسلطهم على من يشاء من عباده، قال -تعالى-: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا} [الإسراء: 64].
ويحفظ من كيدهم ومكرهم من يشاء من عباده، قال -تعالى-: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ} [النحل: 99، 100].
وإذا كانت العداوة بهذا الحجم، كان على المسلم أن يعرف عدوه معرفة تامة؛ حتى يكون قادرًا على أخذ الحيطة والحذر من مخططات الغواية التي ينصبها للناس هذا العدو.
وفي هذه الرسالة -إخوة الإسلام- تقدم لكم تعريفًا عامًا للشيطان: صفاته ومكائده وأسباب لبسه للإنسان وتغلبه عليه، حتى نكون على بينة من أمر عدونا اللدود، ولكي نجتنب كل صفاته ونتعرف على مكائده، ونأخذ طرق الوقاية منه، وكيفية التغلب عليه والتحصن منه، وذلك كله منتقى من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- اللذين بينا حجم العداوة والمعركة ليكون المسلم من حيث اليقظة والتنبه بالقدر الذي يواجهه هذا العدو اللدود، وتكفل القرآن والسنة بإيجاد الأسلحة اللازمة لذلك في كل ميدان.
ونرجو الله العلي العظيم أن ينفع بها المسلمين حتى يرجعوا كما كان سلفهم الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم إلى يوم الدين، مصداقًا لقوله -تعالى-: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} {آل عمران: 110].
تعريف عام للشيطان
إن مما يميز دين الإسلام ويجعله شامخًا عزيزًا قدرته على الوقوف أمام الشدائد والمحن، وإعطاءه للمسلم الطرق والسبل التي تعينه على العيش في أجواء مطمئنة. وفي السنة النبوية بيان الطرق والأساليب التي يستطيع المسلم إذا اتبعها والتزم بها أن يدفع عنه شر شياطين الجن بإذن الله.
والآن نعرض بعض صفات العدو الأول لابن آدم -الشيطان-؛ ومنها:
الشيطان عدو محارب:
لقد أعلنها حربًا ضروسًا، تنبثق من خليقة الشر فيه، ومن كبريائه وحقده على الإنسان، وأنه استصدر بها من الله إذنًا، فأذن سبحانه لحكمه يراها، فانطلق الشيطان ينفذ وعيده، ويستذل عبيده، قال -تعالى-: {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [الحجر: 36-39].
الشيطان معركته مع ابن آدم من جميع الجهات:
قال -تعالى-: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} [الأعراف: 16، 17].
الشيطان يحرك جنده بسرية تامة وفي الخفاء:
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم». [الراوي: علي بن الحسين بن أبي طالب، المحدث: البخاري، صحيح]
كما أن الدم يصل إلى جميع أجزاء البدن؛ فإن الشيطان كذلك، وكما أن الإنسان لا يحس بجريان الدم؛ فكذلك لا يشعر بوسوسة الشيطان.
الشيطان متكبر:
قال -تعالى-: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ} [البقرة: 34].
الشيطان يوحي الجدال والقول على الله بغير علم:
قال -تعالى-: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ} [الحج: 3].
الشيطان يحرش بين المؤمنين:
قال -تعالى-: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} [الإسراء: 53]، وقال- صلى الله عليه وسلم-: «إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم» [الراوي: جابر بن عبدالله، المحدث: مسلم، صحيح].
الشيطان أخ للمبذرين:
قال -تعالى-: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} [طه: 120]، ولو أسرف الإنسان في أي شيء شاركه الشيطان فيه.
الشيطان يسمي الأشياء بغير أسمائها:
قال -تعالى- حاكيًا عنه: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى} [الإسراء: 27]، لقد سمى إبليس تلك الشجرة المحظورة شجرة الخلد وهو غير اسمها.
الشيطان قرآنه الغناء:
قال -تعالى-: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ} [الإسراء: 64]، إن صوت الشيطان هو: الغناء، ومزامير الشيطان هي: المعازف وآلات الموسيقي، وقد احتال بها على خلق كثير والله المستعان.
الشيطان عداوته تبدأ مع ابن آدم من يوم ولادته:
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد، فيستهل صارخًا من مس الشيطان، غير مريم وابنها». [الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، صحيح].
الشيطان يأمر بتغيير خلق الله:
قال -تعالى-: {وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} [النساء: 119].
الشيطان يأكل ويشرب ويأخذ ويعطي بشماله:
قال -صلى الله عيله وسلم-: «ليأكل أحدكم بيمينه، وليشرب بيمينه، وليأخذ بيمينه، وليعط بيمينه؛ فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله، ويعطي بشماله، ويأخذ بشماله» [الراوي: أبو هريرة، المحدث: الألباني، صحيح].
الشيطان يشارك ابن آدم في مبيته وطعامه وشرابه إذا لم يذكر اسم الله عليه:
قال -صلى الله عليه وسلم-: «إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء» [الراوي: جابر بن عبدالله، المحدث: الألباني، صحيح].
وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه؛ حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى، ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان، فإذا فرغ فليلعق أصابعه؛ فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة» [الراوي: جابر بن عبدالله، المحدث: مسلم، صحيح].
الشيطان يهرب إذا نودي بالصلاة:
قال -صلى الله عليه وسلم-: «إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان» [الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، صحيح]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة ذهب حتى يكون مكان الروحاء» [الراوي: جابر بن عبدالله، المحدث: مسلم، صحيح].
تحريك السبابة في التشهد أشد على الشيطان من الحديد:
قال -صلى الله عليه وسلم-: «لهي أشد على الشيطان من الحديد» يعني: السبابة. [الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: الألباني، إسناده حسن].
الشيطان يقطع صلاة المصلي إذا لم يتخذ سترة ويدنو منها:
قال -صلى الله عليه وسلم-: «إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها، لا يقطع الشيطان عليه صلاته» [الراوي: سهل بن أبي حثمة، المحدث: الألباني، صحيح].
الشيطان يأتي المصلي وهو يصلي:
قال -صلى الله عليه وسلم-: «إن الشيطان يأتي أحدكم في صلاته، فيلبس عليه، حتى لا يدري كم صلى، فإذا وجد ذلك أحدكم، فليسجد سجدتين وهو جالس قبل أن يسلم، ثم يسلم» [الراوي: أبو هريرة، المحدث: الألباني، صحيح].
الشيطان إذا وجد فرجة بين المصلين يدخل منها:
قال -صلى الله عليه وسلم-: «أقيموا الصفوف؛ فإنما تصفون بصفوف الملائكة، وحاذوا بين المناكب وسدوا الخلل، ولينوا في أيدي إخوانكم، ولا تذروا فرجات للشيطان، ومن وصل صفا وصله الله -تبارك وتعالى-، ومن قطع صفا قطعه الله» [الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: أحمد شاكر، إسناده صحيح].
وقال -صلى الله عليه وسلم-: «رصوا صفوفكم وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق؛ فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الحَذَف» [الراوي: أنس بن مالك، المحدث: الألباني، صحيح]. والحَذَفَ: أولاد الغنم.
الشيطان يوغر صدر الأخ على أخيه:
كما فعل بيوسف -عليه السلام-. قال -تعالى- على لسان يوسف: {مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي} [يوسف: 100].
الشيطان يريك في منامك ما تكره:
قال -صلى الله عليه وسلم-: «إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنما هي من الشيطان». [الراوي: أبو سعيد الخدري، المحدث: البخاري، صحيح].
الشيطان يضحك من ابن آدم إذا تثاءب ولم يضع يده في فمه:
قال -صلى الله عليه وسلم-: «العطاس من الله، والتثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه، وإذا قال: آه آه؛ فإن الشيطان يضحك من جوفه، وإن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب» [الراوي: أبو هريرة، المحدث: الترمذي، صحيح].
الشيطان يعقد على قافية رأس النائم ثلاث عقد:
قال -صلى الله عليه وسلم-: «يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب كل عقدة مكانها: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقده كلها، فأصبح نشيطا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان» [الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، صحيح].
الشيطان يطمع في ابن آدم إذا سافر وحده:
قال -صلى الله عليه وسلم-: «الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب» [الراوي: جد عمرو بن شعيب، المحدث: الترمذي، حسن].
الشيطان يبتعد من الجماعة:
قال -صلى الله عليه وسلم-: «فمن أراد منكم بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة؛ فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد» [الراوي: عمر، المحدث: الوادعي، الحديث بمجموع طرقه صحيح].
الشيطان يغوي بالمرأة إذا خرجت من بيتها:
قال -صلى الله عليه وسلم-: «المرأة عورة؛ فإذا خرجت استشرفها الشيطان». [الراوي: عبد الله، المحدث: ابن القطان، صحيح]
الشيطان ثالث امرأة ورجل في خلوة:
قال -صلى الله عليه وسلم-: «لا يخلون رجل بامرأة؛ فإن ثالثهما الشيطان». [الراوي: عمر، المحدث: ابن باز، إسناده صحيح]
الشيطان يؤثر على الدم الزائد في الحيض عند بعض النساء:
فعن عائشة -رضي الله عنها-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لها عن الدم الزائد في الحيض: «إنما هذه ركضة من ركضات الشيطان» [الراوي: حمنة بنت جحش، المحدث: الإمام أحمد، حسن صحيح]. فإذا ركض الشيطان ذلك العرق، سال الدم منه.
الشيطان لا يقيل:
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «قيلوا فإن الشياطين لا تقيل».[الراوي: أنس بن مالك، المحدث: الألباني، حسن]
القيلولة: النوم في الظهيرة.
الشيطان ينشر دعوته عند السبل الضالة:
قال -تعالى-: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153]، وقد شرح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية: فخط خطًا بيده، ثم قال: «هذا سبيل الله مستقيمًا» ثم خط عن يمينه وشماله، ثم قال: «هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه»ثم قرأ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} [الراوي: عبدالله بن مسعود، المحدث: أحمد شاكر، إسناده صحيح].
الشيطان يتعاظم إذا سبه ابن آدم، ويتصاغر إذا ذكر الله:
قال -صلى الله عليه وسلم- عند عثور الدابة وغيرها: «لا تقل: تعس الشيطان، فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت، ويقول: بقوتي، ولكن قل: بسم الله؛ فإنك إذا قلت ذلك تصاغر الشيطان حتى يكون مثل الذباب» [الراوي: رجل، المحدث: الألباني، صحيح].
الشيطان يأتي عند الغضب:
قال -صلى الله عليه وسلم-: «إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان، ذهب عنه ما يجد» [الراوي: سليمان بن صرد، المحدث: البخاري، صحيح]. وقالها -صلى الله عليه وسلم- عن رجل احمر وجهه وانتفخت أوداجه عند الغضب.
الشيطان لا يقرب من يقرأ آية الكرسي:
وقد صح أن الشيطان قال لأبي هريرة -رضي الله عنه-: "إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال معك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح " وأقر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «صدقك وهو كذوب» [الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، صحيح].
الشيطان يصفد في رمضان:
قال -صلى الله عليه وسلم-: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين» [الراوي: أبو هريرة، المحدث: مسلم، صحيح].
الشيطان لا يصمد أمام التوبة الصادقة:
قال -تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [الأعراف: 201].
الشيطان ضعيف هزيل أمام المخلصين:
قال -تعالى- حاكيًا عنه: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [الحجر: 39]، والله -تعالى- لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا له.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا له وابتغي به وجهه» [الراوي: أبو أمامة الباهلي، المحدث: العراقي، حسن].
وأخيرًا: اعلم أخا الإيمان أن الله -تعالى- لم يجعل للشيطان على العبد سلطانًا حتى جعل للعبد سبيلًا إليه بطاعته، فجعل الله له حينئذ عليه تسلطًا وقهرًا؛ فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه.
وإذا كنت -أخي المسلم- حريصًا على عدم تخبط الشيطان بك؛ فاحرص على وصية نبيك -صلى الله عليه وسلم- في الأذكار والأوراد عامة؛ فإنه من واظب عليها أمن على نفسه وأهله وولده وحاله من مكائد الشيطان وآفات الزمان، وكفاه الله ووقاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
المؤلف: عبد الله بن عبد الحميد الأثري