Tweet
عَالمٌ ينتحر!!
حين يصبح السارق حارساً! والظالم قاضياً! والعميل زعيماً! والخائن مؤتمناً! والكاذب خطيباً! والفاجرُ واعظاً! والجاهلُ مُعلماً! والمجرمُ موقراً! والعاهرةُ سيدةً! والعالمُ ممتهناً! والصالحُ متهماً! والأمين مُخوناً! والصادق مُكذباً! فاعلم أننا نعيش على أعتاب نهاية موجعة!! (نسأل الله العافية)
يُعظم الله فيها دمعةَ كل مظلوم؛ ليجعل منها عاصفة مدوية، ينتزع بها عرش كل طاغية عاث في الأرض ظلماً وفساداً، ويقصف بها رؤوس المجرمين الذين أعانوا الظالمين تملقاً ونفاقاً، ويوقظ بها قلوب الغافلين الذين صمتوا إزاء مجازر إخوانهم؛ طلباً للعيش ذلاً واستسلاماً!!
إننا أمام عالمٍ يزحف زحفاً حثيثاً نحو حتفه!! يقوده إلى تلك النهاية المؤلمة شياطين الإنس والجن شرقاً وغرباً؛ ظانين قدرتهم على الفوز بالنجاة قبلما تدركهم عاقبة إجرامهم بإغراق غيرهم في الهلاك؛ إلا أن حكمة الله قد اقتضت أن يكون تدميرهم في تدبيرهم!! وأن يذوقوا حتماً بشرورهم سوء مآلهم!!
غير أن هناك قارباً واحداً للنجاة يعلو وسط كل هذه الأمواج الحالكة في ظلماتها؛ تطل منه كوكبة من أصحاب الوجوه النيرة، الذين تستشعر ارتسام الطمأنينة على وجوههم؛ على الرغم من ألوان الهول والفزع التي يحيط بهم!! إنهم الغرباء من أتباع الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم) الثابتون على سنته، الصامدون على منهجه، والعاقدون العزم على المضي قدماً؛ لتحكيم كتاب ربهم ونصرة شريعته!!
ألا فليلحق بركبهم كل حريص على النجاة!! لأنها مرحلة التمايز الخالص، التي تحمل بين طياتها ألواناً من المشاق في مواجهة فتن هذه الحياة؛ ولا يجدي معها سوى بلوغ أعلى منازل الصدق مع الله، فمن صدق أدرك النجاة برحمة الله، أما من ظن في أنصاف الحلول سبيلاً للنجاة؛ سقط عند أول فتنة تحت أقدام الطغاة!!
فليربط كل منَّا أحزمة نجاته (بعقد أخلص النوايا وأشدها صفاءً ونقاءً مع الله تعالى) عسى أن يدرك النجاة برحمة الله، ولتلهج الألسنة دوماً بدعاء ربها (يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، يا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك) وليكن حداء القلوب منَّا (اللهم نجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن)!
نسأل الله لنا ولكم ولجميع إخواننا المسلمين والمسلمات النجاة من فتن هذه الحياة، وأن يرزقنا الله وإياكم حسن الخاتمة، مع عظيم أجر الشهداء ومرافقة الأنبياء . . اللهم آمين.