هل من الممكن التقريب بين التيارات والحركات والانتماءات الإسلامية .. جماعات وفرادى ؟
ـ إن تجربة ثورة 25 يناير تجربة ناجحة للناظر إلى الجماعات الإسلامية بأطيافها المتنوعة وإن ظن البعض أنها بلا فائدة ...
ـ إن من أهم الفوائد والمميزات للناظر إلى الجماعات الإسلامية عندما سمح لها بالتحرر من التضييق عليها أنها لم تختر طريق حمل السلاح في الإصلاح مع انتشاره وسهولة الحصول عليه في الانفلات الأمني الذي حدث بعد ثورة 25 يناير ..
ـ وبالرغم من هذه الميزة إلا أنها سقطت في فخ الديموقراطية والانكباب عليها ، ونست وتناست وغفلت عن التعددية والتوازن في وسائل الإصلاح والتي من أبرزها الدعوة إلى الله تعالى ... فانشغلت بما ليس لها فيه من الخبرة الكافية وهي السياسة ، وتركت ما لها فيه من الخبرة وهي الدعوة إلى الله ...
ـ إن الناظر إلى الجماعات الإسلامية وطريقة تحركها بعد ثورة 25 يناير يرى الآتي :
1 ـ ضعفا في الحشد العلمي والدعوي .
2 ـ تبعية وتقليدا صارخا من أتباع هذه الجماعات .
3 ـ انشقاقا ملحوظا في الرؤى والأفكار والتوجهات القيادية .
4 ـ ضعفا في التفكير وبطئا في اتخاذ القرار.
5 ـ الاعتماد على خبرة جماعة الإخوان المسلمين السياسية .
6 ـ عدم التنازل عن حظوظ النفس والمنصب وعدم الصبر على الأثرة .
7 ـ إسراعا في الإفتاء والمبالغة في تعميق الانقسام .
8 ـ عدم الاستجابة لدعوة الانصاف في عرض الإسلام بأنه جوانب متعددة (سياسي ، دعوي ، اجتماعي، تربوي ، أخلافي ) ، والإصرار على تغليب السياسة لسنوات ونسيان الجوانب الأخرى .
9 ـ عدم كتمان مساويء القيادات ونشرها على الملإ وفي الفضائيات لتصفية الحساب والتشفي .
10 ـ عدم الرضا بالدخول في تجمعات وطلب الاستقلال عن الآخرين سياسيا ودعويا ، والبعض الآخر قبله سياسيا ولم يقبله دعويا ..
11 ـ الانفلات الأخلاقي في السب والطعن في العلماء والمشائخ والدعاة .
12 ـ عدم التقارب بين حمية الشباب واحترام العلماء .
13 ـ سهولة انفاق المال في ما لا فائدة منه .
14 ـ الإسراع في الطعن في النوايا والاتهام بالنفاق .
15 ـ الإصرار على الاجتهاد وتخطئة اجتهادات الآخرين .
16 ـ عدم التحرر من قيد المراقبة الأمنية والإصرار على التخوف الوهمي منها .
17 ـ عدم تحريك الشباب للعمل الدعوي العام ، وتحريكهم في العمل الحزبي .
18 ـ عدم استشعار أهمية تجربة 25 يناير في الإصلاح ، والتحرك البطيء في استغلالها للتقدم .
19 ـ إجادة الكلام والإعراض عن العمل .
20 ـ لماذا لم نموّل ونتفنن في العرض الإصلاحي عندما كانت الحرية .. مثلما يعرض وينفق ويمول المؤيدون لرابعة الآن ـ أصلح الله حالهم وفك أسراهم ورحم موتاهم وسكن جراحهم وآلامهم ـ فبثوا أكثر من قناة فضائية لنشر ما حدث في رابعة وغيرها ... ولكنه البطء والغفلة التي أفسدت التجربة .
21 ـ عدم إدارة دفة السفينة للإصلاح وحث الشباب على ذلك ، وتركها في أعماق البحار تذهب وتجيء تسيرها الرياح والأمواج ..
22 ـ عدم الاتفاق على مرشح رئاسي في الانتخابات السابقة ، أو التنسق في البرلمان وخروج العلماء والدعاة جهرا في الفضائيات بمظهر الحياة الوردية بين الإحزاب الإسلامية المتناحرة أدل دليل على عدم استمرار التجربة وقرب زوالها كما حدث وزالت .
23 ـ استمرار التساهل في الأحكام الشرعية وتغيير الاجتهادات ..
(كما حدث في عمل المرأة في البرلمان ، والتصاوير في الجرائد والدعاية الانتخابية ، وتهنئة الأقباط في أعيادهم الدنيوية ،...)
24 ـ عدم استغلال الفرص في تصحيح المفاهيم المغلوطة عن التيار الإسلامي بالنزول وتبصرة الناس بحقيقة الأمر ...
25 ـ ما أن فتحتُ قناة من القنوات التي تزعم أنها إسلامية إلا ووجدتُ أسلوبا منفرا ضيقا يخاطب نفسه ولا ينفتح على الآخرين .
26 ـ عدم تطبيق مبدأ ( ولو على أنفسكم ) في إقامة الدولة ونشر العدل ، وترك الأسلوب الخاطيء في الانتشار وعدم إيقافه عند حده .. كالأسلوب الحاد العنيف المخيف للشيخ عاصم عبد الماجد ، والشيخ وجدي غنيم ، والشيخ صفوت حجازي ، والشيخ محمد عبد المقصود ... غفر الله لنا ولهم .
وبعد ما سبق وأكثر منه .. نقول بأننا نحتاج لتقريب ومبادرات لصفاء وإصلاح ومحبة وصبر فيما بيننا حتى ننتصر على الشر والفساد ..
أصلح الله أحوال العباد والبلاد وحقن الدماء ورحم الأموات
د أبو مسلم خالد مصطفى الوكيل .
أصلح الله أحوال العباد والبلاد وحقن الدماء ورحم الأموات
د أبو مسلم خالد مصطفى الوكيل .