إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بين الطاعة والمعصية ... !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بين الطاعة والمعصية ... !!

    الحمد لله رب العالمين



    بين الطاعة والمعصية


    الصبر على الطاعة أكمل كذلك وأعلى من الصبر عن المعصية لأن عدم ملء الوقت بالطاعة كان سبب وقوع المعصية ، وعدم سدِّ الفراغ بالطاعة مهَّد الطريق لاقتحام المعصية ، فكلما حُجِب الإنسان عن طاعة وقع في معصية ، بل وكانت الطاعة مكافأة كل صبر عن معصية ، ومن هنا كان الصبر على الطاعة أعلى درجات الصبر ، بل وكان ترك الصبر على الطاعة أبغض عند الله من عدم الصبر عن المعصية. قال سهل بن عبد الله : " ترك الأمر عند الله أعظم من ارتكاب النهى ؛ لأن آدم نهى عن أكل الشجرة فأكل منها فتاب عليه ، وإبليس أُمِر أن يسجد لآدم فلم يسجد فلم يتب عليه " .

    ثم شرع ابن القيم في ذكر ثلاثة وعشرين وجها بيَّن من خلالها صحة القاعدة السابقة ، ثم قال بعد ذلك :

    " سِرُّ هذه الوجوه أن المأمور محبوبه والمنهى مكروهه ، ووقوع محبوبه أحب اليه من فوات مكروهه ، وفوات محبوبه أكره اليه من وقوع مكروهه " .

    لكن الصبر على الطاعة مع ذلك أصعب أنواع الصبر ، ولذا جاءت صيغة الأمر بالصبر على الطاعة مغايرة لغيرها فقال تعالى : ﴿ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾ [ مريم : 65 ] ،

    وقال : ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [ طه : 132 ] ،

    فاستخدام صيغة الافتعال تدل على المبالغة في الفعل إذ زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى ، والمقصود بالاصطبار :

    شدة الصبر على الأمر الشاق لأن صيغة الافتعال ترد لإفادة قوة الفعل ، وما ذاك إلا لصعوبة هذا النوع من الصبر على النفس لما فيه من القيام بحق العبودية في كل الأحوال.

    قال الزمخشري : " لأن العبادة جُعِلت بمنزلة القرن في قولك للمحارب : اصطبر لقرنك أي اثبت له فيما يورد عليك من شداته " .
يعمل...
X