إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حول كتاب : أباطيل و أسمار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حول كتاب : أباطيل و أسمار

    #حول_كتاب_أباطيل_و_أسمار

    1
    أظن – و ليس كل الظن إثم – أن ( لويس عوض ) ، بعد تعرضه لمقالات شيخ الأدب ، قد كره ( الخلوة ) و ( الدردار ) و ( الشلالات ) و ( كامبردج ) ، و أظنه أبغض ( بلوتو ) و الفضاء الخارجي كله ، فقد عرض به شيخ الأدب تعريضًا ، و صرح تصريحًا ، مما حدا بي – أنا – أن أعد العدة جيدًا قبل إعمال القلم في الورق ، أو وخط الحروف في الصحف.

    2
    يقول الشيخ الأديب محدثًا عن ( أحمد عرابي ) :
    ” ” و بعد ساعة جاء ليزورني ( بشارة تقلا ) ، و ظننت أنه قدم ليعزيني ، و يبدي عواطفه نحوي ، و كان ممن يدينون بمبدئنا قبل الحرب ، و قد أقسم بدينه و شرفه أنه واحد مننا ، و أنه يعمل لحرية وطننا ، و قد عددناه في الحق من الوطنيين ، و لكنه لما دخل علي توقح أشد التوقح ، ثم قال : أي عرابي ، ماذا صنعت ؟ و ماذا حل بك ؟ و رأيت أن الرجل خائن و لا شرف له ” أ.هـ . ( يكمل الشيخ قائلاً : ) هكذا روى عرابي بأدبه الجم ، و لكن يقول بعض الناس من الثقات أن بشارة تقلا بصق في وجهه شامتًا ، و طالبًا لشفاء ما في صدره ” أ.هـ كلام الشيخ .
    قلت : فإذا علمنا خبث المبتدأ ، تيقنا فساد الخبر.

    3

    من دواوين اللغة :
    نقل شيخ الأدب عن الشاعر الفذ الملك ( جذيمة الأبرش الوضاح ) :ربما أوفيتُ في عَلَمٍ .. ترفعنْ ثوبي شَمَـــــــالاتُ
    في فُتُوٍّ أنا كالئهم .. في بلايا غزوة باتـــــــــــــوا
    ثم أُبنا غانمين معًا .. و أناس بعدنا ماتــــــــــــوا
    نحن كنا في ممرهم .. إذ ممر القوم خَـــــــوَّاتُ
    ليت شعري ما أماتهم ؟ .. نحن أدلجنا و هم باتوا
    * ما وراء القصيد :
    كان جذيمة ملكًأ ، و قد خرج بقومه في غزوة ، فلما عادوا مروا بممر كمن فيه فلول عدوهم ، و لما كان آخر الجيش هب عدوهم عليهم فقتلهم ، فقال هذه الأبيات.
    * من معاني اللغة :
    عَلَم : الجبل العالي يخترق السحاب ، و يعني أنه صعد جبلاً وعرًا و كمن فيه ، ليتحسس أخبار العدو.
    شَمَالات : جمع ( شَمَال ) ، و هي رياح باردة شديدة تأتي من الشمال ، و ترفع ثوبه لشدتها.
    فتو : يعني فتية ، و كالئهم : أي المسئول عنهم و قائدهم.
    غزوة : ( و رويت : عورة ، و هي أجود عند شيخ الأدب ) ، يعني أنهم باتوا متوجسين خائفين غدرات العدو.
    خَوَّات : غير مأمون و متقلب الحال إذ انقلب بعد سلامة هلاكا.

    4

    من دواوين اللغة :
    و نقل شيخ الأدب أيضًا عن ( سُلمِي الضَّبي ) :إن شِــــــواءً و نشــــــــوة .. و خَبَب البــــــــازِلِ الأمُـوْنِ
    يُجشِمُها المرء في الهوى .. مسافة الغائط البَطيـــــــــــــنِ
    و البيض يَرْفُلْن كالدُّمَى .. في الرَّيْطِ و المُذْهَبِ المَصـــونِ
    و الكُثْرَ و الخَفْضَ آمنًا .. و شِرْع المِزهرِ الحنـــــــــــــونِ
    من لذة العيش ، و الفتى .. للدهر ، و الدهر ذو فنـــــــــــونِ
    و اليسر للعسر ، و الغنى .. للفقر ، و الحي للمَنـــــــــــــونِ
    أهلكن ( طَسْمًا ) و بعده .. غَذِيَّ ( بَهْمٍ ) و ( ذا جُــــــــدُونِ )
    و أهل ( جَأْشٍ ) و ( مَأْرِبٍ ) .. و حيَّ ( لقمانَ ) و ( التُّقونِ )
    * ما وراء القصيد :
    أراد الشاعر وصف تقلب الدهر ، و أحوال الدنيا ، فيصف حال الترف و السرور ، ثم يعقب وصفه بتقرير أن الدهر متقلب غير مأمون ، و يستدل على ذلك بأحوال أمم هلكت و فنت بعد رخاء و طيب عيش .
    * من معاني اللغة :
    خَبَب : الجري السريع.
    البَازِل : الناقة الفتية القوية.
    الأمون : التى لا يُخاف هلكتها.
    يُجْشِمُها : يكلفها المشقة.
    الغائط : المنحدر من الأرض.
    البطين: الواسع الذي لا يُرى منتهاه.
    ( و يعني : سباق الإبل ، الذي هو أحد صور المتعة و الترف ).
    البيض : النساء الكريمات ( بيضاوات ) العِرض و الذمة ، و لا يريد ( بياض البشرة ) ، و إلا قال : بيض الوجوه ( و هو دأب العرب ).
    يَرْفُلْن : يتبخترن في مشيتهن.
    الرَّيْط : الثوب الواحد من الحرير.
    الكُثْر : المال الكثير.
    الخَفْض : الرفاهية.
    شِرْع المِزْهَر : وتر العود
    ( طسم ) : قبيلة من بني ( عاد )
    غَذِيُّ ( بَهْم ) : أي غذاء ( بَهْم ) ، و ( بَهْم ) : إحدى مدن ( اليمن ).
    ( ذو جُدُون ) : جُدون : جمع جَدَن ، و هو الصوت الحسن ، فـ( ذو جدون ) : صاحب الصوت الحسن ، و هي كنية جد ( بلقيس ) الذي انحدرت منه اليمن ( و أهل اليمن اشْتُهِرُوا بحسن الصوت ) ، و هو أول من أُثْرِي منهم.
    ( جَأش ) و ( مأرِب ) : من ( اليمن ).
    ( لقمان ) و ( التُّقون ) : ابنا ( عاد ).

    7

    خواتيم أهل الكفر !

    أطلعني شيخ الأدب من نافذته – اباطيل و أسمار – على خزعبلات ( هوميروس ) ، و كيف حُرقت ( طروادة ) ، ثم جنون ( الأجاكسين ) ، و مسخ ( ميداس ) الملك .

    أعرف أنك – ربما – لم تفهم ، و هذا و الله من كمال عقلك ، و من تمام منة الله عليك ، أن لم تُبتلى بالاطلاع على هذا الخرف !
    المهم ؛ خزعبلات يروجها متزلفي التنوير – كذبوا – علمًا و ثقافةً و أدبًا !
    فإن حِدنا عن عجها بالكفر تحت الكفر ، و كذا صرنا عن ثقل عباراتها عمين ، ثم أصبحنا من كذبها و سمج مكوناتها في شكٍّ – و هو يقين – ، لَمَا فاتنا – و ما جاز – سوء الخواتيم المحيق بأبطالها و شخوصها و كل فاعل أو مفعول به فيها ، فظننت – و أيضًا : ليس كل الظن إثم – أنهم ما رووا ذلك في اساطيرهم ، إلا لما عاينوه من واقع الخزايا في حاضرهم ، و علمت قبل الظن أنها عاقبة الكفرة الفجرة الذين جعلوا من كل حقير و كبير إلهًا معبودًا منسوبًا له كل أقذار الإنسان التي يتعفف منها أصحاب الشرف ، فضلاً أن يتنزه عنه الإله المعبود .
    باختصار ؛ إن الـ( كريس ) ، أعني ( الإغريق ) ، يمثلون قصة حقد و بغضاء لله عز و جل ، فمحقهم الله.

    8

    أدب الـ( كريس ) ، بين الاحتقار و الابتكار !!

    بسم الله ..

    في طريق الاضطلاع بالاطلاع ، لم يفتني اعتداد بعض منسوبي الثقافة في عصرنا بما أسموه ( ثقافة يونانية ) ، و ساقني بعض ما بليت به من الفضول لمطالعة بعضها ، فلما هالني ما رأيت من وخيم الكفر ، و ازدراء معاني الألوهية ، ما يماثل هتك الفراعنة لقدسية أوصاف الرب ، لما هالني ذلك ، و لم تَرقَ ترجمات منسوبي ثقافتنا لاستجذابي ، لا ببلاغة ، و لا لفظ ، و لا حتى التشويق القصصي الملحق بالنص الأصلي اليوناني ، لما فعلت بي الثقافة ( الكريسية ) هذه الأفاعيل ، أعرضت عنها ، و ظننت أني أنفتها إلى غير رجعة ، حتى قابلته ..
    أبو فهر ..
    هذه كنيته .. محمود محمد شاكر ، هذا اسمه ، ( أباطيل و اسمار ) ، و ذاك كتابه. و غن قضى علي البيان بالإشارة للكتاب بـ( هذا ) ، إلا أن البلاغة جعلت من تغيير الكلمة حتم واجب ، و أصول التمكن من زمام اللغة أن يتعامل الكاتب الأديب مع تلك المشكلات ، فلا تبعة لها على القارئ ، لكن الكاتب و إن كان وضعه اللغوي ( اسم فاعل ) ، إلا انه ( مفعول به ) على الحقيقة ، غير أن يريد .
    نعود إلى الشاطئ الذي قذفني القلم – و ياله من وغدٍ مشاغب – بعيدًا عنه ، ( أدب الكريس ).
    و قبل المعراج في علاقة الكاتب و أدب اليونان ، ألفت وجه القارئ لنكتة لطيفة ، فلعله يتساءل : لماذا لا تقول : ( أدب الإغريق ) دون فذلكة أو تعالم ؟! ، رويدك أخي ؛ فالأمر أهون من علامات تعجبك و استفهامك ، كل ما في الأمر أن هذا منهجي في كتابة كلام الأعاجم ، أكتب كما ينطقون .
    نرجع إلى قصة اليوناني مع ( أباطيل و أسمار ) ، فقد طالعت بالكتاب أسماء متناثرة مثل : ( أجاكس بن تلامون ) و ( أجاكس الصغير ) ، ( ميداس ) صاحب اليد و ملك ( فيرجيا ) ، ( سيلين ) ، ( أوسيبس ) و ( ماخيموس ) ، ( أرسطوفانيس ) ، و غيرها من الأسماء التي تفضي إلى الجوف فيتجرعها و لا يكاد يسيغها ، يعدها البعض ( الجاهل ) كلمة السر الفاتحة لأبواب الثقافة ! تمامًا كمغارة اللصوص الأربعين ! حتى و إن جهل معتنقها أوليات اللغة ، فهو – عندهم – الأديب الأريب !
    ذكر الكتاب قصة من خزعبلات ( الكريس ) التي يقرؤها المرء فيزداد علمًا – بعد علم – بخرف اليونان و فساد عقلهم ، أعني قصة الملك ( ميداس ) الذي سأل إلهه ( سيلين ) السعادة ، فأعطاه يدًا تحول كل ما تمس ذهبا ، فلم يستطع مأكلاً و لا مشربًا و كاد أن يهلك لولا أن سلبه ( سيلين ) ما وهب !
    إلى هنا لم يبلغ سيل الخزعبلات بعد الزبى ، فقد بلغ بهم الدجل مبلغا ! فقط أكمل معي ..
    شهد ( ميداس ) قضاء إله الجبل ( و أستغفر الله الواحد ! ) في نزاع بين ( بان ) و ( أبوللون ) ، إذ قُضي لـ( أبوللون ) ظلمًا وزورا ، ( لاحظ : إله ظالم ! ) ، فثار ( ميداس ) ، فعاقبه ( أبوللون ) بمسخ أذنيه أذني حمار ! فأخفاهما عن الناس ، إلا حلاقه ، و توعده بالقتل إذا باح بسره ، لكن الحلاق ضاق بالسر ، فماذا فعل ؟ ، حف حفرة ( تأمل ! ) ثم اسر لها ( أي للحفرة ! ) السر ، فاحتملته الرياح إلى كل مكان ، و انكشف المستور !
    تدبر السفه ، و تأمل الخبل ! ، و لتلتهب كفَّاك تصفيقًا للعته المزري ! ، هذا لسان حال منسوبي ثقافتنا ، و ما هي ثقافتنتا ، و لا هم منسوبيها ( و لن أعلق بحرف واحد زيادة ! ).
    إلى هنا ؛ و ليس هناك ما يدعو للاعتداد بمثل هذا الخرف الناشئ عن خواء علمي و عقلي ، فلا فكرًا أبقى و لا علمًا قطع ، و إنا لله !
    ثم أطلعني شيخ الأدب – سامحه الله ! – على ترجمة كسيحة لمسرحية ( الضفادع ) لـ ( أرسطوفان ) ، ترجمة تسير معوجة ، إما لعرجٍ و كِساح ، أو تردٍّ و سوءِ خلق ! ، كانت تلك الترجمة لـ( لويس عوض ) منسوب الثقافة و العلم ، و قد بتّا منه النسب و العرق ، فكذت اقطع من الـ( كريس ) كل حبلٍ لما قرأتها ، غير أن الشيخ – رحمه الله – استدركني متعجلاً بترجمته هو ، و تحليله هو ، فرأيت غير الذي رأيت ، و تبدل حال ( أرسطوفان ) عندي من العته و الذهول ، غلى رجاحة العقل ( دون أن أنسى فساد دينه ، غير أنّا أمرنا بالقسط ).
    نحن إذن !
    نحن إذن من يتعامل مع الحضارات و الثقافات بما يزريها ! إن منسوبي ثقافتنا ( أعني امثال عوض و موسى ) هم المسئولون ابتداءً و انتهاءً عن الجهالة الفكرية التي أحكمت قبضتها على عقول غالبيتنا ، فقد اتوا بالثقافة ليزينوها – زعموا – ، فوضعوا الأسود على فيها ، و الأحمر في عينيها ، حتى أضحت كالـ( جنية ) المخيفة التي طالما ردعتنا عن اقتراف الخطايا صغارًا ، فكيف نقربها كبارا ؟!
    تمت بحمد اللهو كتبها ؛مصطفى نوار
    الأربعاء : 4 – جماد أول – 1435
    5 – مارس – 2014

    لمتابعة موضوعاتي بالمنتدى :
    فتى الإسلام السلفي
    مدونتي :
    فتى الإسلام السلفي
    صفحتى بالفيس بوك :
    مصطفى نوار Mustafa Nawwar
    صفحتي بتويتر : مصطفى نوار
يعمل...
X