إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مِنح فى طيات المحن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مِنح فى طيات المحن

    مِنح فى طيات المحن
    رُبَّ ضارة نافعة، ورُبَّ مِحْنَة أعقبت مِنْحة ، ولو علمتم ما في الغيب لرضيتم بالواقع ،
    لا يؤخر الله أمرا إلا لخير ، ولا يحرمكِ أمرًا إلا لخير ، ولا يُنزل عليك بلاءً إلا لخير ، فلا تحزن فـربُّ الخير لا يأتي إلا بخير.
    إن المؤمن يتقلّب بين مقام الشكر على النعماء ، وبين مقام الصبر على البلاء .
    فيعلم علم يقين أنه لا اختيار له مع اختيار مولاه وسيّده ومالكه سبحانه وتعالى .
    فيتقلّب في البلاء كما يتقلّب في النعماء ، وهو مع ذلك يعلم أنه ما مِن شدّة إلا و تزول ،
    وما من حزن إلا ويعقبه فرح و سرور، وأن مع العسر يسرا ، وأنه لن يغلب عسر يُسرين .
    {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً،إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} الشرح
    فلا حزن يدوم ولا سرور *** ولا بؤس يدوم ولا شقاء.
    عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "إنَّ الله تعالى قال: إذا ابْتَلَيْتُ عبدي بحبيبتَيه فصبر عَوَّضْتُه منها الجنة" يريد عينيه" رواه البخارى
    وقالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قَالَ اللَّهُ : يَا مَلَكَ الْمَوْتِ قَبَضْتَ وَلَدَ عَبْدِي ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : قَبَضْتَ قُرَّةَ عَيْنِهِ ، وَثَمَرَةَ فُؤَادِهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَمَا قَالَ ؟ قَالَ : حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ . قَالَ : ابْنُوا لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ، وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ " قال الترمذى: هذا حديث حسن غريب " .
    أما مَن سَخِطَ ولم يرضَ بقضاء الله وقدره فقد حُرِمَ الأجرَ وفاته الخير.
    فالمؤمن يرى المنح في طيّـات المحن ويرى تباشير الفجر فى حُلكة الليل ، ويرى في سُمّ الحية الترياق ، وفي لدغة العقرب دواء ، ولسان حاله :
    مسلمٌ يا صعاب لن تقهريني *** صارمي قاطع وعزمي حديد .
    كيف يهون أو يضعف أو يظن بربه شرا وربه القائل {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران139
    ينظر أعلى دائما فيرى تباشير النصر رغم تكالب الأعداء ، وينظر في جثث القتلى فيرى الدم نوراً
    ويشمّ رائحة الجنة دون مقتله ويرى القتل فــوزاً وشهادة.
    في الصحيحين عن حرام بن ملحان - رضي الله عنه - لما طُعن : قال :فُـزت وربّ الكعبة !
    عندها تساءل الكافر جبار بن سلمى: وأي فوز يفوزه وأنا أقتله ؟!
    أجابوه : هو رأى ما لم تـرَ ونظر إلى ما لم تنظر وأمّـل ما لم تؤمِّـل.
    كان على وشك الشماتة فيه ، فذهب سروره بقتله لما رأى فرحه بشهادته
    فما كان من الكافر إلا أن أسلم فسبحان من لطف ودبر الخير لهما.
يعمل...
X