الاعتصام ونبذ الفرقة والاختلاف أولي خطوات التمكين
الاعتصام بحبل الله والاتحاد حوله ونبذ الفرقة والتنازع هو سبيل المنعة والقوة، وهو سبيل النصر والتمكين والعزة والكرامة، وبدراسة تاريخ أمة الإسلام نجد أنها اكتسبت مكانة مرموقة وسؤدداً عظيماً عندما تمسك المسلمون بدينهم، واعتزوا بتعاليم ربهم وتمسكوا بسنة ، والتمسوا العزة في دين الله فأعزهم الله سبحانه، ونصرهم على أعدائهم. يوم أن كانوا كالجسد الواحد متألفه قلوبهم حافظوا على قيادتهم للإنسانية، وريادتهم للبشرية، وهابهم أعدائهم، وحسبوا لهم ألف حساب وحساب. وعندما وقع الخلاف بين أبناء أمة الاسلام وتنازعوا فيما بينهم أصابهم الوهن والضعف وضاعت هيبتهم من قلوب أعدائهم بل تداعت عليهم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها وذهبت ريحهم وتبددت قوتهم.
لذلك يخاطبنا المولي عز وجل بالاعتصام والوحدة والبعد عن الاختلاف والفرقة والتنازع حتى يعود المجد والعزة للأمة.
قال تعالي:
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا
إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ
فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ
وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ
وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ
أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيه
حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُم
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ
إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ
وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ
وهذه دعوة من أخ يحبكم في الله بالاعتصام ونبذ التنازع والرجوع الي الله والرسول في خلافتنا لعل الله يغفر لنا ويجمعنا في الفردوس الأعلي مع حبيبنا وقدوتنا سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
وأختم حديثي بقوله سبحانه:
"وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى° لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًايَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَالِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ "