لماذا انتكست ولماذا انتى انتكستى؟
إليكَ وإليكِـ ...
يا من عــرف الهُدي واستقــام
ثم تركَ الطريــق فضلَّ وهَــامْ ..!!
إلي من تحوَّلت حالُه وتحوَّل حالُهـــا
إلي الذى غيرت الدنيا شيئا من قلبه ،
وغيرت الدنيا شيئا من قلبها
إلي من عرف الحق وإلي من عرفت الحق ...
ثم سلكوا طريقا ســــواه ..!!
إنّ بين جوانحى سؤالاً أوجهه إليكم :
ماذا دهاكـَ وماذا دهاكـِ ؟
ولماذا انتكست ولماذا انتكستى؟
مــا هـــى الحُجَــج؟
وما هـــى الأعــــذار؟
فى كل يوم تأتينا أخبار المتساقطين عن الطريق
والمتخلفين عن قافلة النجاه،
الخالدين إلي الأرض
والراغبين فى الدَّعةِ والسكون..
أمّتنـــا تكالب عليها أعداؤها
وهى فى أمسّ الحاجة للصادقين والصاقات
فإذا بكم تخذلون أمتكم
فى أحلك الظروف وأشد الساعات!!
لماذا تُشمتون بنا الأعـــداء ؟
مرااااات ومراااات يأتينا ونسمع من يقول:
انتكس رفيقى وانتكست صاحبتى !
وغرقوا فى بحور الدنيا الغادرة ..
بعد ما كنا نرتدى معاً سلالم الوصول
إلي الدار الآخـــره ..
لا أدرى ما الذى أعجبه وأعجبها
ببحرٍ خادع وموجٍ غادر..
لا زلت أذكر ذكرياتها ولا زلت أذكر ذكرياته ..
لقد تواعدنا أننا إذا افترقنا سنلتقى
وتعاهدنا علي ذلك مرات ومرات
ثم ترك صاحبى الطريق وترك رفيقى الطريق
وسلكوا درباً آخر ..
’ فكيف سنلتقى إذا افترقنا؟’
*************************
قلتُ أنا مردداً قول الله عزوجل:
رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا
وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (8)
رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ
إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (9)_آل عمران_
يقول أَنَسٍ رضى الله عنه:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ
(يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ)
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ
فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَال :َ
(نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ
يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ) صحيح ابن ماجه لألباني 3834
ولقد قال بأبى هو وأمى صلى الله عليه وسلم:
( يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا ) الصحيحة 758
اللهم لاتجعل الدنيا أكبر همّنا ولا مبلغ علمنا ..
كانوا بالأمس علي الشواطئ ينتشلون الغرقي
واليوم أصبحوا بين الغرقي يُصارعون الأمواج !!
لهم نقول كما قال شاعرنـــا :
رضيت بالدُّون أم أسلمتَ للنّكــدِ
أم السرابُ ابتلي عينيك بالرمــدِ
أم هل بلغت المُني والشمسُ ما وقفت
والعمر متصلٌ والدربُ فى مــددِ
أم هزكـَ البغىُّ والأيام دائــرةٌ
والحقُّ يعلو علي الأعداد والعُدَدِ
لا تحسبنّ الهوي ينجيك من كبدٍ
فإنما خُلـــق الإنسانُ فى كبدِ
وجنة الخلد تُنسى كل مزغَبـةٍ
أنعِم بذلك النعيم الناظر الأبدى
هل بات يلهيك ما يلهيك من مُتعٍ
فاذكر بربك ما تلقاهُ بعد غـدِ
أم هل تغشاك قُطاعُ الطريقِ ضُحيً
وحبلهم يا أخى فى الله من مسدِ
أم هل غُرِرت بكثرة الساقطين هنا؟
فالــحق لا يُبتغي بكثرة العددِ
أم هل غُررت بكثرة الساقطين هنا؟
فالــحق لا يُبتغي بكثرة العددِ
"تفريغ من محاضرة للشيخ خالد الراشد"
الدال علي الخير كفاعله أنشر تؤجر بإذن الله