إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حقيقة الكلمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حقيقة الكلمة

    حقيقة الكلمة أن لا تنطقَ بكلمةٍ:
    ولا تتحرك حركةٍ ولا تسكنَ سكوناً إلا وقد أعددتَ لهُ جواباً بين يدي الله فإنك مسؤولٌ فأعدَ لسؤالِ جواباً صوابا.
    وعندها يثبت المهيمن ….. بثابت القول الذين أمنوا
    ويوقن المرتاب عند ذلك……….بإنما مورده المهالك

    حقيقة الكلمة حذارك أن يأخُذَك الله وأنت على غفلةٍ:
    أن لا يحضرَ حقٌ لله إلا وأنت متهيء له، أن لا تكونَ عدواً لإبليسَ في العلانيةِ صديقاً له في السر.

    حقيقة الكلمة استشعار قدرَةِ الله:
    خصوصاً عند إرادةِ الظلم لعبادِ الله، عاملاً أو خادماً كائناً من كان، يحسبُ المرء أنه يُعجزُ اللهَ فيلهو ويملئ الأرض ظلماً.
    روى الإمام مسلم رحمه الله عن أبي مسعودٍ البدريَ قال:
    (كنتُ أضربُ غلاماً لي بالسوط، فسمعتُ صوتاً من خلفي ينادي "اعلم أبا مسعود" فلم أفهمِ الصوت من الغضب.
    فلما دنى مني فإذا هوَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول "اعلم أبا مسعود" ، "اعلم أبا مسعود".
    فألقيتُ السوطَ من يدي هيبةً من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم و إذا به يكرر:
    اعلم أبا مسعود لله أقدرُ عليك منك على هذا الغلام.
    قال فقلت لا أضربُ مملوكاً بعد اليومِ أبدا يا رسول الله،هوَ حرٌ لوجه الله.
    فقال صلى الله عليه وسلم ، أما أنك لو لم تفعل ذلك للفحتك النار أو لمستك النار)
    من سارا في درب الردى غاله الردى…….ومن سار في درب الخلاص تخلصا
    ثبت عن عبد اللهِ ابن اونيسٍ كما في المسند أن الرسولَ صلى الله عليه وسلم قال:
    ( يحشرُ الناسَ يومَ القيامة عراةً غُرلا فيناديهِم اللهُ نداءً بصوت يسمعه من بعُد كما يسمعَه من قرُب أنا الملك أنا الديان لا ينبغيَ لأحدٍ من أهلِ الجنةِ أن يدخلَ الجنة ولأحدٍ من أهلِ النارِ عندَه مظلمة حتى اللطمة، ولا ينبغيَ لأحدٍ من أهلِ النارِ أن يدخلَ النار ولأحدٍ من أهلِ الجنةِ عندَه مظلمةُ حتى اللطمة)
    من يعمل السوء سيجزى مثلها….….أو يعمل الحسنى يفوز بجنان
    خلقَ الظلمُ أمه قلتُ الدين وسوءٌ الأخلاقِ أبوه.

    حقيقة الكلمة نصرة ونجدة المظلومين:
    وإنصافهم عند القدرة من الظالمين، ومن نصر أخاه بظهر الغيب نصره الله في الآخرة، وليس من شأن المسلم المتقي الله حقا أن يدع أخاه فريسة في يد من يظلمه أو يذله وهو قادر على أن ينصره.
    (من أذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو قادر على أن ينصره أذله الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة)
    ثبت عند ابن ماجة في سننه عن جابر قال:
    ( لما رجعت مهاجرة البحر (مهاجر الحبشة) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
    آلا تحدثوني بأعاجيب ما رأيتم بأرض الحبشة؟
    قال فتية منهم بلى يا رسول الله، بينما نحن جلوس مرت بنا عجوز من عجائز رهابينهم تحمل على رأسها قلة من ماء، فمرت بفتى منهم فجعل إحدى يديه بين كتفيها ثم دفعها فخرت على ركبتيها فانكسرت قلتها فلما قامت التفتت إليه وقالت " سوف تعلم يا غدر إذا وضع الله الكرسي وجمع الله الأولين والآخرين وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون كيف يكون أمري وأمرك عنده غدا".
    فقال صلى الله عليه وسلم صدقت، صدقت كيف يقدس الله أمة لا يأخذ لضعيفهم من شديدهم.
    أبغوني الضعفاء فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم). بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم.
    إن من الضعفاء من لو أقسم على الله لأبره، فإذا استنصروكم فعليكم النصر.
    كم يستغيثون، كم هم يئنون.
    كم يستغيث بنا المستضعفون وهم قتلى وأسرى فما يهتز إنسان.
    والعالم اليوم شاهد بهذا، فالمستذل الحر، والمزدرى عالي الذرى والاوضع الاشرف.
    كم في المسلمين من ذوي حاجة، وأصحاب هموم وصرعى مظالم وفقراء وجرحى قلوب في فلسطين وغيرها من بلاد المسلمين أنّا اتجهت:
    كبلوهم قتلوهم مثلوا ……………..بذوات الخدر عاثوا باليتامى
    ذبحوا الأشياخ والمرضى ولم ……يرحموا طفلا ولم يبقوا غلاما
    هدموا الدور استحلوا كل ما ……….حرم الله ولم يرعوا ذماما
    أين من أضلاعنا أفئدة …………تنصر المظلوم تأبى أن يضاما
    نسأل الله الذي يكلأنا……….. نصرة المظلوم شيخا أو أياما
    لا تكن العصافير أحسن مرؤة منا، إذا أوذي أحد العصافير صاح فاجتمعت لنصرته ونجدته كلها، بل إذا وقع فرخ لطائر منه طرنا جميعا حوله يعلمنه الطيران فأين المسلم الإنسان؟
    إذا أخصبت أرض وأجدب أهلها……فلا أطلعت نبتا ولا جادها السماء
    انصر الحق والمظلوم حيث كان ولا تطمع بوسام التقوى حقيقة إلا أن كنت فاعلا متفاعلا نصيرا بكلمة بشفاعة بإعانة بإشارة خير بدعاء بعزم ومضاء:
    عبئ له العزم واهتف ملئ مسمعه….لا بد لليل مهما طال من فلق
    هذا عرينك لكن أين هيبته…….والليث ليث فتي كان أو هرما
    على الليالي على الأيام في ثقة……نّقل خطاك وإلا فابتر القدما
    كالسيل منطلقا، كالليل مهتدما….. حتى ترى حائط الطغيان منهدما

    حقيقة الكلمة إيثار رضاء الله:
    على رضاء أي أحد وإن عظمت المحن وثقلت المؤن وضعف الطول والبدن.
    تقديم حب الله على حب كل أحد إن كان أبا أو أخا أو زوجا أو ابنا، أو غيره مالا سكنا. نعم:
    ( قل إن كان آبائكم و أبنائكم و إخوانكم و أزواجكم وعشيرتكم وأموالا اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهادا في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره).
    لما بلغت الدعوة في مكة نهايتها واستنفذت مقاصدها، أذن الله تعالى لرسوله بالهجرة إلى المدينة وللمسلمين معه فما تلكئوا ولا ترددوا بل خرجوا يبتغون فضلا من الله ورضوان.
    تركوا الأهل والوطن تركوا المال والولد ولم يبقى منهم إلا مفتون أو محبوس أو مريض أو ضعيف.
    وقد كانت الهجرة عظيمة شاقة صعبة على المسلمين الذين ولدوا في مكة ونشئوا بها.
    ومع هذا هاجروا منها استجابة لأمر الله تعالى ولأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ولسان حالهم:
    مرحبا بالخطب يبلوني إذا……. كانت العلياء فيه السبب.
    ثم مرضوا في المدينة، أصابتهم الحمى فأباحوا بأشعار وأقوال خلال المرض تدل على صعوبة ما لاقوه وعانوه على نفوسهم.
    فها هي عائشة تأتي إلى أبيها رضي الله عنهما وقد أصيب بالحمى يرعد كما ترعد السعفة في مهب الريح، فتقول له كيف تجدك يا أبي؟
    فيقول :كل امرؤ مصبح في أهله….….والموت أدنى من شراك نعله.
    فتقول عائشة والله ما يدري أبي ما يقول.
    وبلال رضي الله عنه محموم فيسائل نفسه، هل سيرى سوق مجنة ومجاز وجبال مكة كشامة وطفيل ونباتها كا الإذخر والجليل ثم يرفع عقيرته فيقول:
    آلا ليت شعري هل أبيتنا ليلة……..…بواد وحول إذخر وجليل
    وهل أردن يوما مياه مجنة………... وهل يبدوا لي شامة وطفيل
    ولما رءا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بأصحابه أمضه ذلك وآلمه إذ كان يعز عليه معاناتهم فدعا ربه (اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد وبارك لنا في مدها وصاعها وأنقل حماها إلى مهيعة أو إلى الجحفة). فكانت بعدها من أحب البلدان إلى أصحابه حالهم:
    اختر لنفسك منزلا تعلو به……..…..أو مت كريما تحت ظل القسطل
    وإذا نبا بك منزل فتحول.
    أخيرا هذه مشاعر مسلم حول الهجرة هو أبو أحمد ابن جحش رضي الله عنه وأرضاه يصورها مع زوجته في أسلوب عظيم يبين فيه أنه يطلب ويرغب ما عند الله في هجرته ولو كان ذلك في شدة مشقة وتعب ونصب وكد، راجيا أن لا يخيبه الله كما يروى فيقول:
    ولما رأتني أم أحمد غاديا………….…بذمة من أخشى بغيب وأرهب
    تقول فإما كنت لا بد فاعل………..فيمم بنا البلدان ولُتنأ يثرب
    فقلت بل يثرب اليوم وجهنا…………..وما يشأ الرحمن فالعبد يركب
    إلى الله وجهي يا عذولي ومن يقم…..إلى الله يوما وجهه لا يخيب
    فكم قد تركنا من حميم وناصح……ونائحة تبكي بدمع وتندب
    ترى أن موتا نأينا عن بلادنا…………ونحن نرى أن الرغائب نطلب
    في هذا ما يصور قساوة الخروج من أرضهم لكنه خروج في سبيل ربهم فماذا يضرهم والله مولاهم.
    حنوا إلى أوطانهم واشتاقوا إلى خيام اللؤلؤ في جنة مولاهم فغلبوا الأعلى على الأدنى والأنفس على الأرخص والأسمى على الأخس:
    شتان بين امرأ في نفسه حرم قدس……… وبين امرأ في قلبه صنم
    خذني إلى بيتي، أرح خدي على…… عتباته وأقّبل مقبض بابه
    خذني إلى وطن أموت مشردا……… إن لم اكحل ناضري بترابه
    إنه الجنة والذي نفسي بيده لو كنت أقطع اليدين والرجلين مذ خلق الله الخلق تسحب على وجهك إلى يوم القيامة، ثم كان مأواك الجنة ما رأيت بؤسا قط.
    فأسمع وعي، لا تأثر الأدنى على الأعلى فتحرم ذا وذا، يا ذلة الحرمان.
    آلا ربّ مبيض ثيابه اليوم مدنس لدينه،
    آلا ربّ مكرم لنفسه اليوم مهين له غدا،
    أدفعُ سيئات الأمس بحسنات اليوم:
    ( إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين).

    ومن حقيقة هذه الكلمة أن لا تنظر إلى صغر الخطيئة:
    بل تنظر إلى عظم من عصيت إنه الله الجليل الأكبر الخالق البارئ والمصور،
    كم من ذنب حقير استهان به العبد فكان هلاك له:
    (وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم).
    ثبت عند أنس ابن مالك رضي الله عنه أنه قال(كانت العرب تخدم بعضها بعضا في الأسفار.
    وكان مع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما رجل يخدمهما.
    فناما واستيقظا وهو نائم لم يهيأ لهما طعاما.
    فقالَ أحدُهما لصاحبه إن هذا لنؤم (يعني كثير النوم).
    ثم أيقظاه فقالا إئتي سولَ الله صلى الله عليه وسلم فقل له:
    إن أبا بكرٍ وعمرَ يقرئانكَ السلام وهما يستأدمانك (أي يطلبان منك الايدام).
    فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره.
    فقال أقرئهما السلام وأخبرهما أنكما قد إئتدما.
    فرجع وأخبرهما أن الرسولَ صلى الله عليه وسلم يقولُ إنكما قد ائتدمتما.
    ففزعا فجاءا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقلا يا رسولَ الله بعثنا إليك نستأدمك، فقلت قد أئتدمنا.
    فبأي شيء أئتدمنا؟ قال بلحم أخيكما.
    والذي نفسي بيده إني لأرى لحمه بين أنيابكما.
    قالا فأستغفر لنا يا رسولَ الله.
    قال عليه الصلاة والسلام بل أمروه هوَ أن يستغفرَ لكما)
    عباد الله إن أبا بكرٍ وعمرَ ما نظرا إلى ما قالا، فقد كانت كلمةً قد نقولُ أكبر منها مئات المرات.
    لكنهما نظرا إلى عظمةِ من عصوا إنه الله، وتلكَ حقيقة تقوى الله، فإياكم ومحقراتِ الذنوب فأنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه، وإن لها من اللهِ طالبا.
    لا تحقرنَ صغيرةً إن الجبال من الحصى
    والقطرُ منه تدفقِ الخلاجانِ.

    حقيقة الكلمة الحذر من استحلالِ محارمِ الله:
    بالمكرِ والاحتيال، وليعلم العبدُ أنه لا يخلّصُه من الله ما أظهره مكرا من الأقوالِ والأفعال.
    فأن لله يوماً تكعُ فيه الرجالُ وتشهدُ فيه الجوارح والأوصال.
    وتجري أحكامُ الله على القصودِ والنيات، كما جرت على ظاهرِ الأقوالِ والحركات.
    يومَ تبيضُ وجوهٌ بما في قلوبِ أصحابِها من الصدق والإخلاصِ للكبير المتعال.
    وتسودُ وجوهٌ بما في قلبِ أصحابِها من الخديعةِ والمكرِ والاحتيال.
    هناك يعلمُ المخادعون أنهم لأنفسَهم يخدعون وبها يمكرون:
    (وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون، والدار الآخرة خير للذين يتقون، أفلا تعقلون).

    هذه بعض حقائق الكلمة.
    اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
    وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد.
    اللهم آتي نفوسنا تقواها.
    اللهم زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولها. وأنت أرحم الراحمين.
    اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأنصر عبادك الموحدين.
    اللهم ارحم من لا راحم له سواك، ولا ناصر له سواك ولا مأوى له سواك، ولا مغيث له سواك.
    اللهم ارحم سائلك ومؤملك لا منجأ له ولا ملجئ إلا إليك.
    اللهم كن للمستضعفين والمضطهدين والمظلومين.
    اللهم فرج همهم ونفس كربهم وارفع درجتهم واخلفهم في أهلهم.
    اللهم أنزل عليهم من الصبر أضعاف ما نزل بهم من البلاء.
    يا سميع الدعاء
    الله ارحم موتى المسلمين، اللهم إنهم عبيدك بنوا عبيدك بنو إمائك احتاجوا إلى رحمتك وأنت غني عن عذابهم، الله زد في حسناتهم، وتجاوز عن سيئاتهم أنت أرحم بهم وأنت أرحم الراحمين.
    سبحان ربك رب العزة عن ما يصفون وسلام على المرسلين
    والحمد لله رب العالمين.

    فضيلة الشيخ / علي عبد الخالق القرني

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو بكر أشرف الشامي; الساعة 03-07-2009, 10:47 PM. سبب آخر: تعديل بحديث
    http://www.way2allah.com/forums/showthread.php?t=13551
يعمل...
X