فضل العبادة في زمن الفتن:
ـ عند مجيء الفتن وسيطرت الظلمة والمفسدين في البلاد ويطفوا الباطل على السطح ... يخجل الحق من الظهور ، ويخوّف الناس بعضهم بعضا من الجرأة والصدع بالحق ، ويكثر الجبن بين الناس .. حتى أنك إذا مشيت في الطريق لا تجد واحدا جريئا يصدع بالحق بين الناس ... ولا حول ولا قوة إلا بالله...
ـ ولا أتصور أيام الفتن السابقة واللاحقة أن يتحرك أهل الحق والمصلحون بحرية في الصدع بالعبادة والحق ...
ـ وأمر الله لنا بتغيير المنكر ليس في المضي هذا الطريق الورود والرياحين ... وإنما الأشواك والعراقيل .
ـ ظهرنا بين الناس في الرخاء ... وفي وقت الفتن نختفي ونهرب والله عيب علينا أهل الحق .. إن كنا على حق ...
ـ إذا انتظرنا أن تتسع الأمور ويخف الظلم ويأتي التمكين ونحن جلوس .... فلا تنتظر فلن يأتي هذا اليوم ...
1ـ أخرج مسلمٌ وابن مَاجَهْ عن مَعْقِل بن يَسَار - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((العبادة في الهَرْج كهجرة إليَّ)).
قال ابن حَجَر في فتح الباري (13/75):
"قال القرطبي: إن الفتن والمشقَّة البالغة، ستقع حتى يَخِفَّ أمر الدين، ويَقِلَّ الاعتناء بأمره، ولا يَبْقَى لأحد اعتناء إلا بأمر دنياه ومعاشِه نفسِه، وما يتعلق به؛ ومن ثَمَّ عَظُم قدرُ العبادة أيام الفتنة".
وقال ابن الجوزي في "كشف المشكل من حديث الصحيحين" (2/42):
"الهَرْج: القتال والاختلاط، وإذا عَمَّت الفتن اشتغلت القلوب، وإذا تعبَّد حينئذٍ متعبِّدٌ، دلَّ على قُوَّة اشتغال قلبه بالله - عز وَجل - فيَكْثُر أجره".
2ـ (ومن أنكر فقد سَلِمَ)
روى مسلم في صحيحه عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون ، فمن عرف فقد برئ ومن أنكر سلم ، ولكن من رضي وتابع ، قالوا : أفلا نقاتلهم ؟ قال : لا ما صلوا " .. قال النووي : ( قوله : "من عرف فقد برئ " معناه : من عرف المنكر ولم يشتبه عليه قد صارت له طريق إلى البراءة من إثمه وعقوبته بأن يغيره بيده أو لسانه ، فإن عجز فليكرهه بقلبه .. وقوله : " ولكن من رضي وتابع " ولكن العقوبة والإثم على من رضي وتابع ) .
3ـ (لا تشغل بالك بالقيل والقال في أيام الفتن وامض إلى طريقك الأول ، وخذ الأقوال الصافية الغير مهزومة نفسية ).
فلا بد من الحذر من الشائعات والروايات الواهية ونقل الأخبار المكذوبة : يقول ابن عمر – كما رواه ابن حبان – " لم يكن يُقصّ في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبي بكر ولاعمر ولا عثمان إنما كان القصص زمن الفتنة " .
4ـ التوبة والرجوع إلى الله تعالى ،
قال بعض السلف : ( لما فقد قوم يونس نبيهم وظنوا أن العذاب قد دنا منهم قذف الله في قلوبهم التوبة ولبسوا المسوح وألهوا بين كل بهيمة وولدها ثم عجوا إلى الله أربعين ليلة .. فلما عرف الله الصدق من قلوبهم .. والتوبة والندامة على ما مضى منهم .. كشف الله عنهم العذاب .. يقول الله تعالى (( فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين )) ولذا قال بعض السلف : ما نزل بلاء إلا بذنب ، وما رُفع إلا بتوبة .
5ـ التواصي على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،
لقول الله تعالى : (( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون )) ولم يقل صالحون .. ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقاب من عنده " صحيح الجامع 1970 .
6ـ الإكثار من الصدقة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " أكثروا من الصدقة في السر والعلانية ترزقوا وتنصروا وتجبروا " رواه ابن ماجه ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " صنائع المعروف تقي مصارع السوء ، وصدقة السر تطفيء غضب الرب .. " رواه الطبراني – صحيح الجامع 3797 ، وقال ابن أبي الجعد : ( إن الصدقة لتدفع سبعين باباً من السوء ) .
7ـ أن نثق بنصر الله وأن المستقبل للإسلام ، وأن هذا التحدي الذي تواجهه أمة الإسلام إنما هو نوع أذى ذكره الله تعالى بقوله : (( لن يضروكم إلا أذى )) وإلا فإن العاقبة للمتقين ، ولكن علينا أن نحقق قول الله تعالى : (( إن تنصروا الله ينصركم )) .
ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في "العبودية":
فمهمَّتنا في هذه الدنيا، ورسالتنا العظمى: أن نحقِّق العبودية لله وحده؛ من توحيده، وعبادته بما افترضه علينا من الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والصدقة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر... إلخ.
ـ عند مجيء الفتن وسيطرت الظلمة والمفسدين في البلاد ويطفوا الباطل على السطح ... يخجل الحق من الظهور ، ويخوّف الناس بعضهم بعضا من الجرأة والصدع بالحق ، ويكثر الجبن بين الناس .. حتى أنك إذا مشيت في الطريق لا تجد واحدا جريئا يصدع بالحق بين الناس ... ولا حول ولا قوة إلا بالله...
ـ ولا أتصور أيام الفتن السابقة واللاحقة أن يتحرك أهل الحق والمصلحون بحرية في الصدع بالعبادة والحق ...
ـ وأمر الله لنا بتغيير المنكر ليس في المضي هذا الطريق الورود والرياحين ... وإنما الأشواك والعراقيل .
ـ ظهرنا بين الناس في الرخاء ... وفي وقت الفتن نختفي ونهرب والله عيب علينا أهل الحق .. إن كنا على حق ...
ـ إذا انتظرنا أن تتسع الأمور ويخف الظلم ويأتي التمكين ونحن جلوس .... فلا تنتظر فلن يأتي هذا اليوم ...
1ـ أخرج مسلمٌ وابن مَاجَهْ عن مَعْقِل بن يَسَار - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((العبادة في الهَرْج كهجرة إليَّ)).
قال ابن حَجَر في فتح الباري (13/75):
"قال القرطبي: إن الفتن والمشقَّة البالغة، ستقع حتى يَخِفَّ أمر الدين، ويَقِلَّ الاعتناء بأمره، ولا يَبْقَى لأحد اعتناء إلا بأمر دنياه ومعاشِه نفسِه، وما يتعلق به؛ ومن ثَمَّ عَظُم قدرُ العبادة أيام الفتنة".
وقال ابن الجوزي في "كشف المشكل من حديث الصحيحين" (2/42):
"الهَرْج: القتال والاختلاط، وإذا عَمَّت الفتن اشتغلت القلوب، وإذا تعبَّد حينئذٍ متعبِّدٌ، دلَّ على قُوَّة اشتغال قلبه بالله - عز وَجل - فيَكْثُر أجره".
2ـ (ومن أنكر فقد سَلِمَ)
روى مسلم في صحيحه عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون ، فمن عرف فقد برئ ومن أنكر سلم ، ولكن من رضي وتابع ، قالوا : أفلا نقاتلهم ؟ قال : لا ما صلوا " .. قال النووي : ( قوله : "من عرف فقد برئ " معناه : من عرف المنكر ولم يشتبه عليه قد صارت له طريق إلى البراءة من إثمه وعقوبته بأن يغيره بيده أو لسانه ، فإن عجز فليكرهه بقلبه .. وقوله : " ولكن من رضي وتابع " ولكن العقوبة والإثم على من رضي وتابع ) .
3ـ (لا تشغل بالك بالقيل والقال في أيام الفتن وامض إلى طريقك الأول ، وخذ الأقوال الصافية الغير مهزومة نفسية ).
فلا بد من الحذر من الشائعات والروايات الواهية ونقل الأخبار المكذوبة : يقول ابن عمر – كما رواه ابن حبان – " لم يكن يُقصّ في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبي بكر ولاعمر ولا عثمان إنما كان القصص زمن الفتنة " .
4ـ التوبة والرجوع إلى الله تعالى ،
قال بعض السلف : ( لما فقد قوم يونس نبيهم وظنوا أن العذاب قد دنا منهم قذف الله في قلوبهم التوبة ولبسوا المسوح وألهوا بين كل بهيمة وولدها ثم عجوا إلى الله أربعين ليلة .. فلما عرف الله الصدق من قلوبهم .. والتوبة والندامة على ما مضى منهم .. كشف الله عنهم العذاب .. يقول الله تعالى (( فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين )) ولذا قال بعض السلف : ما نزل بلاء إلا بذنب ، وما رُفع إلا بتوبة .
5ـ التواصي على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،
لقول الله تعالى : (( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون )) ولم يقل صالحون .. ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقاب من عنده " صحيح الجامع 1970 .
6ـ الإكثار من الصدقة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " أكثروا من الصدقة في السر والعلانية ترزقوا وتنصروا وتجبروا " رواه ابن ماجه ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " صنائع المعروف تقي مصارع السوء ، وصدقة السر تطفيء غضب الرب .. " رواه الطبراني – صحيح الجامع 3797 ، وقال ابن أبي الجعد : ( إن الصدقة لتدفع سبعين باباً من السوء ) .
7ـ أن نثق بنصر الله وأن المستقبل للإسلام ، وأن هذا التحدي الذي تواجهه أمة الإسلام إنما هو نوع أذى ذكره الله تعالى بقوله : (( لن يضروكم إلا أذى )) وإلا فإن العاقبة للمتقين ، ولكن علينا أن نحقق قول الله تعالى : (( إن تنصروا الله ينصركم )) .
ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في "العبودية":
فمهمَّتنا في هذه الدنيا، ورسالتنا العظمى: أن نحقِّق العبودية لله وحده؛ من توحيده، وعبادته بما افترضه علينا من الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والصدقة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر... إلخ.
تعليق