إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

جماعة ( اللاجماعة )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جماعة ( اللاجماعة )

    جماعة ( اللاجماعة )


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
    1 ـ أنا ابن من ، وما هي عقيدتي؟ ومن هم أساتذتي وشيوخي، ولمن أنتمي، وما هي هويتي، وماذا أريد، ولمن تعصبي؟
    2 ـ أسئلة متبادرة إلى ذهن المخلص الصادق في الدعوة إلى الله تعالى ، يُحاول بها المرء توضيح صورة المسلم التي ينبغي أن يتربى عليها ، وأن يناضل من أجلها.
    3 ـ أنا ـ المسلم الذي نشأ في ظل الجماعات الإسلامية والصحوة والدعوة ـ ابن لجميع الدعاة والمشائخ والعلماء والجماعات الإسلامية، أحب جميع المسلمين وأتمنى الخير لي ولهم.
    4 ـ لا أقبل قول ولا تجريح العلماء والمشائخ والدعاة والجماعات بعضهم في بعض ، وفي اعتقادي أنهم يرجون الخير لجميع المسلمين ويعملون لصالح الإسلام وإن جانبهم الصواب في بعض الأحيان.
    5 ـ إذا ذهبتَ ـ في حدود تنقلاتي ـ إلى محافظة البحيرة وجدت جماعة الإخوان المسلمين والدعوة السلفية والإخوة الذين يتحرجون من تسمية الجماعات.
    وإذا ذهبت إلى محافظة القاهرة وجدت جماعة الإخوان المسلمين والدعوة السلفية والجمعية الشرعية وأنصار السنة المحمدية والمشائخ والعلماء والدعاة ومشائخ الأزهر.
    وإذا ذهبت إلى محافظة كفر الشيخ وجدت الجمعية الشرعية والمشائخ والعلماء والدعاة.
    وإذا ذهبت إلى محافظة الغربية وجدت الدعوة السلفية والمشائخ والدعاة.
    وإذا ذهبت إلى محافظة الإسكندرية وجدت جماعة الإخوان المسلمين والدعوة السلفية والعلماء والدعاة.
    وإذا ذهبت إلى محافظة مرسى مطروح وجدت الدعوة السلفية والمشائخ ، كذلك في مدينة سيوه تجد فيها المشائخ والدعاة إلى الله عز وجل.
    6 ـ فالكل يخدم دين الله عز وجل ، والكل له صوابه وخطؤه، والكل يجتهد وهدفه رضا الله عز وجل ونصرة دينه.
    7 ـ استمعتُ إلى هؤلاء المشائخ الآتي ذكرهم ولم أر اختلافاً في دعوتهم ومنهجهم وتوجهاتهم إلا أنهم يريدون الخير للناس وهدايتهم ونصرة دينه عز وجل.
    (هشام عقدة ، خالد عقدة ، هشام برغش ، أحمد سلامة ، ناصر غلاب ، حامد الطاهر، سيد حسين العفاني ، حسن أبو الأشبال ، محمد صفوت نور الدين ، محمد يسري ، جمال المراكبي ، محمد عبد المقصود ، سيد العربي ، مسعد أنور ، أبو إسحق الحويني ، وحيد عبد السلام بالي ، محمد حسين يعقوب ، محمد حسان ، محمد إسماعيل المقدم ، ياسر برهامي ، سعيد عبد العظيم ، دخيل حمد ، على غلاب ، فرج العبد ، عادل العزازي ، يوسف بكور ، محمد أبو بكر).
    8 ـ أضف إلى ذلك أنني قرأت كتاب ( تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي ) للعلامة أبي العلا محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري كاملاً ، وهو من علماء الهند ، متوفي منذ 75 عاماً ، فلم أر فرقاً بين أقواله وترجيحاته وبين أقوال هؤلاء المشائخ الفضلاء ، بل طابقت أقوالهم أقواله ، فكان أدل دليل على وضوح المعتقد وصحته ، والطريق ونقائه.
    9 ـ أنا ابن دعوة من تربية واجتهاد جميع المشائخ والعلماء والدعاة إلى الله تعالى وجميع التيارات الإسلامية.
    10 ـ ووسط كثرة المسميات وتعدد الجماعات مع تقيد كل منها بأمور قد تعترض عليها الجماعات فيما بينها يظهر من أول وهلة للمرء المسلم العاميّ الذي لا ينتمي لهذه التيارات الفرقة والشتات بين أبناء أهل الإسلام.
    11 ـ فما فائدة تكوين هذه الجماعات؟
    إنها إرضاء الله عز وجل وخدمة دينه ، قال تعالى:( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ).
    12 ـ ولا شك أنه لا عصمة لأحد إلا للأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
    13 ـ فيا ترى إذا خرج المرء من بلدته إلى بلدة أخرى هل إذا حان وقت الصلاة يتحرى ويسأل عن مسجد جماعته أم يصلي في مساجد المسلمين؟
    وإذا حان وقت الصلاة على الجنازة لا يصلي إلا على من مات من جماعته أم يصلي على أموات جميع المسلمين؟
    وإذا رأى امرأً على منكر لا يقوم بنصحه إلا إذا كان من جماعته؟!!!
    14 ـ هل هذا هو المسلم القدوة الذي سعى رسول الله صلى الله عليه وسلم في إيجاده وتنشأته من خلال جيل الصحابة المبارك رضوان الله عليهم.
    15 ـ هل القاعدة الشرعية التي درسناها وهي (محبة المرء بقدر محبته لله ورسوله، وبغضه بقدر معصيته لله ورسوله) صالحة للتطبيق بين المسلمين، أم هي مقتصرة على كل جماعة فيما بينها؟
    16 ـ الدعوة السلفية ما الدعوة السلفية...إنهم الحريصون على العلم وتعلمه وتعليمه ، الذين يملئون المساجد ويعمرونها ، إنهم الذين يحافظون على السنة ويتمسكون بها ويحفّزون الناس على فعلها.
    جماعة أنصار السنة المحمدية وما جماعة أنصار السنة المحمدية...إنهم الذين يدعون إلى عبادة الله وحده وترك التبرك بفلان وعلان ، إنهم أصحاب دعوة كبيرة ملأت قلوب الناس إيمانا بالله وتوحيده.
    جماعة التبليغ ما جماعة التبليغ.... إنهم الذين ينصحون الناس في الطرقات والمقاهي ، إنهم الذين يحيون شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين الناس.
    جماعة الإخوان المسلمين ما جماعة الإخوان المسلمين....إنهم أصحاب الجرأة والقيادة وحسن التنظيم ، إنهم أصحاب الصبر على الابتلاء ، إنهم النماذج الحية في التصدر وعدم الخوف.
    17 ـ الكل يريد خدمة دين الله عز وجل ، ولكن ربما تظهر عليه سلبية أو سلبيات أو يحيد عن الصواب في بعض الأوقات ، ولكن يبقى كما هو ـ وهذا حسن ظننا بهم جميعاً ـ يريد خدمة الإسلام والمسلمين.
    18 ـ ولكن إذا نظر المرء إلى هذه السلبيات من كل جماعة في وقت واحد نفر منها كلها ، وعزم على نفسه ألا ينتمي إلى جماعة بعينها ، لما يرى من تشتت حاصل ـ فيما يرى هو ـ بينها كلها.
    19 ـ ولكن يحاول أن يعالج الخطأ ـ فيما يرى هو ـ بالخطأ.
    فبينما هو يرى أنّ تشتت هذه الجماعات وكثرت مسمياتها أمر ينفّر العوامّ (فهم يعتقدون ـ وهذا هو الصواب ـ أن الإسلام دين واحد ، وأن المسلمين جماعة واحدة ، فإذا رأى على الواقع جماعات ومسميات كثيرة ، نفر منها كلها)، وشرع في ترك كل هذه الجماعات وبعد عنها وعن مشاركتها ، وشرع في العمل والدعوة إلى الله عز وجل ، دون أن ينتمي إلى أيٍّّ من هذه الجماعات ، وأصبحت لديه حساسية من ذكر أسماء هذه الجماعات وعدم الخلطة بها ، واهماً في داخل نفسه أن الحق معه وأن كل هؤلاء مخطئون وهو وحده على الصواب والحق.
    20 ـ وبذلك يكون قد ساهم ـ من حيث لا يدري ـ في توسيع دائرة نفور العوام من المتدينين أكثر وأكثر ، وفَعل أمراً هو رافضٌ له ألا وهو تسمية جماعته وتركها العمل مع الآخرين ، فأصبحت جماعته تحت مُسمى (اللاجماعة).
    21 ـ فما المقصود من الجماعة ، وإلى أي شيء تهدف؟
    إن الجماعة في الإسلام هي جماعة المسلمين ، يرتبطون بأعظم رباط وهو رباط العقيدة الذي يجمعهم ولا يفرقهم أبداً ، وإن تعددت تصوراتهم وآراءهم.
    22 ـ إن تصوراتهم وآراءهم إنما هي أمور اجتهادية لا تُنشئ ولاءً لهذه الجماعة ولا براءً من الجماعات الأخرى.
    23 ـ إن حق المسلم على المسلم لا بد أن يكون في داخل أي جماعة هو نفسه في خارجها ومع الجماعات الأخرى ( لا لحزب قد عملنا ، نحن للدين فداء).
    24 ـ إن النصيحة وإلقاء السلام وعيادة المريض وإتباع الجنائز وإجابة الدعوة ...حق للمسلم على المسلم.
    25 ـ إن المتأمل للجماعات الإسلامية من نظرته السطحية يجد أنهم متناحرون متعارضون متخاصمون ولكن ذلك من الخطأ.
    26 ـ وحتى لو كان في كل الجماعات الإسلامية أناس متعصبون وربما متبعون للهوى والحيد عن الحق في بعض الأوقات ، فإن في هذه الجماعات أناس فضلاء عقلاء ـ وهم كثر ولله الحمد ـ يعرفون الحق ويرون أن اجتماعهم وتجمعاتهم لخدمة دين الله عز وجل ، ومن فَعل فعلهم أو أفضل منهم فهو على الحق مثلهم ، يريدون له الخير كما يريدون لأنفسهم الخير.
    27 ـ فلا بد من مشاركة كل هذه الجماعات في الصواب وفي طاعة الله ورسوله ، أما عند الخطأ فلا بد من النصيحة وتطبيق قاعدة الولاء والبراء ، والمحبة في الله والبغض فيه.
    28 ـ ولا يكن التحزب لجماعة على حساب جماعة أخرى ، فليس أحد كامل في الصواب معصوم من الخطإ، فليس يجتمع الدين إلا بكل الناس، وليس ينفر منه إلا بتجميع أخطاء جميع الناس.
    29 ـ فلا بد من أن نشارك مجموع هذه الجماعات وننصح لهم ببيان الخطأ وترك التفرق والتعصب ، وأن تترك كل هذه الجماعات هذه المسميات وتجتمع على جماعة واحدة تعمل معاً لخدمة دين الله عز وجل ، ينظر لها جميع المسلمين عوامهم وخواصهم نظرة حُبّ وإجلال ، سائلين المولى عز وجل أن ينصر بهم الدين ، وأن يقودهم إلى ما فيه صلاح العباد والبلاد.
    كل واحد منا على ثغرة ، ومجموعنا ينتصر به الدين وفي خدمة المسلمين.
    اللهم اجمع كلمتنا ووحد صفنا واحم حوزتنا واحقن دماءنا وأجب دعوتنا.
    اللهم آمين
    د/ أبو مسلم خالد مصطفى الوكيل.
    رسالة إلى الحاكم المسلم في البلاد الإسلامية

يعمل...
X