إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصص من الصدق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [كتاب] قصص من الصدق

    من روائع قصص الصدق
    - قال أبو عبد الله الرملي : رأيت منصورًا الدَّيْنَوَرِيَّ في المنام
    فقلت له : ما فعل الله بك ؟
    قال : غفر لي ورحمني وأعطاني ما لم أُؤَمِّل [1] .
    فقلتُ له : أحسن ما تَوَجَّه العبد به إلى الله ماذا ؟
    قال : الصدق ، و أقبحُ ما توجَّه به الكذب [2] .
    - قال الشيخ عبد القادر الجيلاني - رحمه الله - : بَنَيْتُ أمري على الصدق ، وذلك أني خرجت من مكة إلى بغداد أطلب العلم ، فأعطتني أُمِّي أربعين دينارًا ، وعاهدتني على الصدق ، ولمَّا وصلنا أرض (هَمْدَان) خرج علينا عرب ، فأخذوا القافلة ، فمرَّ واحد منهم ،
    وقال : ما معك ؟
    قلت : أربعون دينارًا . فظنَّ أني أهزأ به ، فتركني ، فرآني رجل آخر،
    فقال ما معك ؟ فأخبرته ، فأخذني إلى أميرهم ،
    فسألني : فأخبرته ،
    فقال : ما حملك على الصدق ؟
    قلت : عاهدَتْني أُمِّي على الصدق ، فأخاف أن أخون عهدها.
    فصاح باكيًا ، و قال : أنت تخاف أن تخون عهد أُمِّك ، وأنا لا أخاف أن أخون عهد الله !! ثم أمر بردِّ ما أخذوه من القافلة ، وقال : أنا تائب لله على يديك.
    فقال مَنْ معه : أنت كبيرنا في قطع الطريق ، وأنت اليوم كبيرنا في التوبة ، فتابوا جميعًا ببركة الصدق وسببه [3] .
    - عن أنس بن مالك قال : عمِّي أنس بن النضر - سُمِّيت به - لم يشهد بدرًا مع رسول الله فكبُر عليه ،
    فقال: أول مشهد قد شهده رسول الله غبتُ عنه !! أما والله لئن أراني الله مشهدًا مع رسول الله ليَرَيَنَّ اللهُ ما أصنع .
    قال : فهاب أن يقول غيرها ، فشهد مع رسول الله يوم أُحُد من العام المقبل، فاستقبله سعد بن معاذ،
    فقال له أنس : يا أبا عمرو ، إلى أين ؟
    قال[4] : واهًا لريح الجنة !! أجدها دون أُحُد . فقاتل حتى قُتل ، فوُجِدَ في جسده بضعٌ وثمانون من بين ضربة وطعنة ورمية ،
    قالت عمَّتِي الرُّبَيِّعُ بنت النضر: فما عَرَفت أخي إلاَّ ببنانه .
    و نزلت هذه الآية : {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} [سورة الأحزاب: 23] [5] .
    - عن الحافظ أحمد بن عبد الله العجلي ، قال : رِبْعِيُّ بن حِرَاشٍ ، تابعي ثقة ، لم يكذب قط، كان له ابنان عاصيان زمن الحجاج ،
    فقيل للحجاج : إنَّ أباهما لم يكذب قط، لو أرسلت إليه فسألتَه عنهما .
    فأرسل إليه فقال : أين ابناك ؟
    فقال : هما في البيت .
    فقال : قد عفونا عنهما بصدقك [6] .
    - عن شداد بن الهاد : أن رجلاً من الأعراب جاء إلى النبي فآمن به واتبعه ،
    ثم قال : أُهَاجِرُ معك.
    فأوصى به النبي بعضَ أصحابه، فلمَّا كانت غزوةٌ غَنِمَ النبي سَبْيًا فَقَسَمَ ، وقَسَمَ له ، فأعطى أصحابه ما قَسَمَ له ، وكان يرعى ظهرهم، فلمَّا جاء دفعوه إليه ، فقال : ما هذا ؟
    قالوا : قَسَمٌ قسمه لك النبي . فأخذه ، فجاء به إلى النبي ، فقال : ما هذا ؟
    قال : " قَسَمْتُهُ لَكَ " .
    قال : ما على هذا اتَّبَعْتُك ، ولكني اتبعتك على أن أرمى إلى ها هنا - وأشار إلى حلقه بسهم - فأموت فأدخل الجنة .
    فقال : " إِنْ تَصْدُقِ اللهَ يَصْدُقْكَ " .
    فلبثوا قليلاً ثم نهضوا في قتال العدو ، فأُتِيَ به النبيّ ُيُحْمَلُ قد أصابه سهم حيث أشار،
    فقال النبي : " أَهُوَ هُوَ" .
    قالوا : نعم .
    قال : " صَدَقَ اللهَ فَصَدَقَهُ ". ثم كفَّنه النبي في جُبَّة النبي ، ثم قدَّمه فصلَّى عليه ، فكان فيما ظهر من صلاته : " اللَّهُمَّ هَذَا عَبْدُكَ خَرَجَ مُهَاجِرًا فِي سَبِيلِكَ فَقُتِلَ شَهِيدًا ، أَنَا شَهِيدٌ عَلَى ذَلِكَ " [7] .
    المصادر :
    [1] أؤمل: أرجو ، راجع باب اللام فصل الهمزة في القاموس المحيط ، والمقصود أن الله تعالى عفا عنه وأعطاه فوق ما كان يرجوه !!
    [2] الغزالي : إحياء علوم الدين ، باب الصدق 14/2726.
    [3] الصفوري : نزهة المجالس و منتخب النفائس 1/131،
    و انظر سيد حسين العفاني : صلاح الأمة في علو الهمة 5/45.
    [4] القائل هنا أنس بن النضر، ابتدأ في كلامه ولم ينتظر جوابه ؛ لغلبته اشتياقه إلى إيفاء ميثاقه وعهده بربه بقوله : ليرين الله ما أصنع ، المباركفوري : تحفة الأحوذي 9/ 44.
    [5] مسلم : كتاب الإمارة ، باب ثبوت الجنة للشهيد (1903) ،
    البخاري : كتاب المغازي ، باب غزوة أحد (3822) بألفاظ أخرى .
    [6] الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 8/433،
    ابن شرف النووي : بستان العارفين ص14.
    [7] رواه النسائي : كتاب الجنائز ، باب الصلاة على الشهداء (1953) ،
    و البيهقي : (2080) ، (6608) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3756) ، وانظر ابن القيم : زاد المعاد 3/324 .
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد وعبدالرحمن الشبل; الساعة 27-03-2012, 07:32 PM.

  • #2
    رد: قصص من الصدق

    بارك الله فيك اخى الحبيب


    تعليق

    يعمل...
    X