رد: الإسلام وشباب الأمة - سلسلة متجددة
بسم الله الرحمن الرحيم
الإسلام وشباب الأمة
الباب الأول : أهمية تربية الشباب
تكلمنا في اللقاءات السابقة عن أهمية وأهداف التربية للشباب.
ثم تناولنا في الفصل الأول أهمية اختيار كلا الزوجين.
ثم تناولنا في الفصل الثاني : التربية الإيمانية للطفل
وتأثيرها في مرحلة الشباب.
وتناولنا في الفصل الثالث إهتمام الإسلام بالتعليم والبحث العلمي للشباب .
وتناولنا في الفصل الرابع إهتمام الإسلام بالرياضة لبناء الجسم السليم .
وتناولنا في الفصل الخامس إهتمام الإسلام بالمواهب الشابة والإبتكار .
الفصل السادس التطبيق العملي لأبحاث ومخترعات الشباب.
الفصل السابع
أهمية الأسوة الحسنة للشباب
والمثل الأعلى
اليوم نتحدث بعون الله تعالى عن الإهتمام بالأسوة الحسنة والمثل الأعلى للشباب..حيث يجب العناية بكوادر العمل التربوي ودعمه في كل المستويات وخاصة تربية الشباب..
إن التناقد بين المبادئ والسلوكيات أساس انهيار التربية لدى الشباب.. ولذلك حرص الإسلام على ضرورة أن يكون العمل وفق المبادئ التي نؤمن بها ..
فكيف يقتنع الشباب بما يلقيه عليه المربي في المعهد أو المدرسة أو الكلية ثم يخرج الشاب ويرى نقيض ما سمع ؟ يرى الفساد والكذب والإهمال..!!
مبدأ موافقة الأعمال للأقوال
قال تعالى في سورة الصف :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ – 2 كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ - 3
أي: لم تقولون الخير وتحثون عليه ، وربما تمدحتم به وأنتم لا تفعلونه ، وتنهون عن الشر وربما نزهتم أنفسكم عنه ، وأنتم متلوثون به ومتصفون به ....
فإن من أكبر المقت عند الله أن يقول العبد ما لا يفعل ... ولهذا ينبغي للآمر بالخير أن يكون أول الناس إليه مبادرة ، وللناهي عن الشر أن يكون أبعد الناس منه ..
قال تعالى في سورة البقرة :
﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ - 44 ﴾
وورد قول نبي الله ( شعيب ) عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام في سورة هود :
﴿ وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ﴾ 88
*********
الأسس التي قامت عليه التربية في الإسلام
إن التربية في الإسلام قامت في الأساس على القدوة الحسنة ..
قال تعالى في سورة الأحزاب:
﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ -21 ﴾
واستدل الأصوليون في هذه الآية، على الاحتجاج بأفعال الرسول صلى اللّه عليه وسلم، وأن الأصل، أن أمته أسوته في الأحكام ، إلا ما دل الدليل الشرعي على الاختصاص به....
فالأسوة نوعان : أسوة حسنة ، وأسوة سيئة...
فالأسوة الحسنة، في الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، فإن المتأسِّي به، سالك الطريق الموصل إلى كرامة اللّه، وهو الصراط المستقيم....
وأما الأسوة بغيره، إذا خالفه ، فهو الأسوة السيئة ، كقول الكفار حين دعتهم الرسل للتأسِّي بهم ﴿ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ -22 ﴾ الزخرف
*******
وبناءا على ما تقدم فإنه يجب على المربي للشباب أن يكون سلوكه هو الموجه والشارح لما يقول .
فالسلوكيات والمعاملات إن خالفت الأقوال والمبادئ التي ننادي بها..تؤدي لنتائج عكسية... بل تؤدي إلى نفور الناس من تلك المبادئ بالكلية..
فالتربية في الإسلام تقوم على المنطق وعدم التناقض بين الأقوال والأفعال ..
وهذه الأسوة الحسنة إستمرت بفاعلية عبر العصر الذهبي للدولة الإسلامية ..
قال تعالى في سورة الحشر :
وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ – 10
وهذه الصورة النظيفة الواعية . وهي تبرز أهم ملامح التابعين . كما تبرز أخص خصائص الأمة المسلمة على الإطلاق في جميع الأوطان والأزمان ...
وتتجلى من وراء هذه الآية طبيعة هذه الأمة المسلمة وصورتها الوضيئة في هذا الوجود . تتجلى الآصرة القوية الوثيقة التي تربط أول هذه الأمة بآخرها , وآخرها بأولها , في تضامن وتكافل وتواد وتعاطف . وشعور بوشيجة القربى العميقة التي تتخطى الزمان والمكان والجنس والنسب ; وتتفرد وحدها في القلوب , تحرك المشاعر خلال القرون الطويلة , فيذكر المؤمن أخاه المؤمن بعد القرون المتطاولة , كما يذكر أخاه الحي , أو أشد , في إعزاز وكرامة وحب..
وهذه هي الأسوة الحسنة والقدوة الصالحة عبر العصور والأجيال التي لم تنقطع أبدا فهي موصولة بأمر الله تعالى : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) .
وفي الحديث الشريف :
النجوم أمان لأهل السماء وأصحابي أمان لأمتي .
الراوي: عبدالله بن عباس
المصدر : الأمالي المطلقة - ابن حجر العسقلاني
إنها صورة باهرة , تمثل حقيقة قائمة ; كما تمثل أرفع وأكرم مثال للبشرية يتصوره قلب كريم .
هل أدركنا ضرورة تفعيل الأسوة الحسنة في التربية ؟
إنها الأمانة الكبرى التي تحمل مثالا مضيئا للعالم ليهتدي به في الطريق إلى الله تعالى ..
قال تعالى في سورة ال عمران: ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) - 110
*******
وإلى الباب الثاني إن شاء الله تعالى
وأهمية العمل للشباب
الإسلام وشباب الأمة
الباب الأول : أهمية تربية الشباب
تكلمنا في اللقاءات السابقة عن أهمية وأهداف التربية للشباب.
ثم تناولنا في الفصل الأول أهمية اختيار كلا الزوجين.
ثم تناولنا في الفصل الثاني : التربية الإيمانية للطفل
وتأثيرها في مرحلة الشباب.
وتناولنا في الفصل الثالث إهتمام الإسلام بالتعليم والبحث العلمي للشباب .
وتناولنا في الفصل الرابع إهتمام الإسلام بالرياضة لبناء الجسم السليم .
وتناولنا في الفصل الخامس إهتمام الإسلام بالمواهب الشابة والإبتكار .
الفصل السادس التطبيق العملي لأبحاث ومخترعات الشباب.
الفصل السابع
أهمية الأسوة الحسنة للشباب
والمثل الأعلى
اليوم نتحدث بعون الله تعالى عن الإهتمام بالأسوة الحسنة والمثل الأعلى للشباب..حيث يجب العناية بكوادر العمل التربوي ودعمه في كل المستويات وخاصة تربية الشباب..
إن التناقد بين المبادئ والسلوكيات أساس انهيار التربية لدى الشباب.. ولذلك حرص الإسلام على ضرورة أن يكون العمل وفق المبادئ التي نؤمن بها ..
فكيف يقتنع الشباب بما يلقيه عليه المربي في المعهد أو المدرسة أو الكلية ثم يخرج الشاب ويرى نقيض ما سمع ؟ يرى الفساد والكذب والإهمال..!!
مبدأ موافقة الأعمال للأقوال
قال تعالى في سورة الصف :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ – 2 كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ - 3
أي: لم تقولون الخير وتحثون عليه ، وربما تمدحتم به وأنتم لا تفعلونه ، وتنهون عن الشر وربما نزهتم أنفسكم عنه ، وأنتم متلوثون به ومتصفون به ....
فإن من أكبر المقت عند الله أن يقول العبد ما لا يفعل ... ولهذا ينبغي للآمر بالخير أن يكون أول الناس إليه مبادرة ، وللناهي عن الشر أن يكون أبعد الناس منه ..
قال تعالى في سورة البقرة :
﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ - 44 ﴾
وورد قول نبي الله ( شعيب ) عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام في سورة هود :
﴿ وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ﴾ 88
*********
الأسس التي قامت عليه التربية في الإسلام
إن التربية في الإسلام قامت في الأساس على القدوة الحسنة ..
قال تعالى في سورة الأحزاب:
﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ -21 ﴾
واستدل الأصوليون في هذه الآية، على الاحتجاج بأفعال الرسول صلى اللّه عليه وسلم، وأن الأصل، أن أمته أسوته في الأحكام ، إلا ما دل الدليل الشرعي على الاختصاص به....
فالأسوة نوعان : أسوة حسنة ، وأسوة سيئة...
فالأسوة الحسنة، في الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، فإن المتأسِّي به، سالك الطريق الموصل إلى كرامة اللّه، وهو الصراط المستقيم....
وأما الأسوة بغيره، إذا خالفه ، فهو الأسوة السيئة ، كقول الكفار حين دعتهم الرسل للتأسِّي بهم ﴿ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ -22 ﴾ الزخرف
*******
وبناءا على ما تقدم فإنه يجب على المربي للشباب أن يكون سلوكه هو الموجه والشارح لما يقول .
فالسلوكيات والمعاملات إن خالفت الأقوال والمبادئ التي ننادي بها..تؤدي لنتائج عكسية... بل تؤدي إلى نفور الناس من تلك المبادئ بالكلية..
فالتربية في الإسلام تقوم على المنطق وعدم التناقض بين الأقوال والأفعال ..
وهذه الأسوة الحسنة إستمرت بفاعلية عبر العصر الذهبي للدولة الإسلامية ..
قال تعالى في سورة الحشر :
وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ – 10
وهذه الصورة النظيفة الواعية . وهي تبرز أهم ملامح التابعين . كما تبرز أخص خصائص الأمة المسلمة على الإطلاق في جميع الأوطان والأزمان ...
وتتجلى من وراء هذه الآية طبيعة هذه الأمة المسلمة وصورتها الوضيئة في هذا الوجود . تتجلى الآصرة القوية الوثيقة التي تربط أول هذه الأمة بآخرها , وآخرها بأولها , في تضامن وتكافل وتواد وتعاطف . وشعور بوشيجة القربى العميقة التي تتخطى الزمان والمكان والجنس والنسب ; وتتفرد وحدها في القلوب , تحرك المشاعر خلال القرون الطويلة , فيذكر المؤمن أخاه المؤمن بعد القرون المتطاولة , كما يذكر أخاه الحي , أو أشد , في إعزاز وكرامة وحب..
وهذه هي الأسوة الحسنة والقدوة الصالحة عبر العصور والأجيال التي لم تنقطع أبدا فهي موصولة بأمر الله تعالى : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) .
وفي الحديث الشريف :
النجوم أمان لأهل السماء وأصحابي أمان لأمتي .
الراوي: عبدالله بن عباس
المصدر : الأمالي المطلقة - ابن حجر العسقلاني
إنها صورة باهرة , تمثل حقيقة قائمة ; كما تمثل أرفع وأكرم مثال للبشرية يتصوره قلب كريم .
هل أدركنا ضرورة تفعيل الأسوة الحسنة في التربية ؟
إنها الأمانة الكبرى التي تحمل مثالا مضيئا للعالم ليهتدي به في الطريق إلى الله تعالى ..
قال تعالى في سورة ال عمران: ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) - 110
*******
وإلى الباب الثاني إن شاء الله تعالى
وأهمية العمل للشباب
تعليق